الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة نوح عليه السلام كاملة مع قومه

قصة نوح عليه السلام كاملة | موسوعة الشرق الأوسط

تعد قصة نوح عليه السلام كاملة من القصص المشوقة والجميلة التي تبين للمسلمين أن الله يساند الحق ويحمي المؤمنين المخلصين. فقد كان سيدنا نوح عليه السلام أول نبي أرسله الله إلى الأرض، وذلك بسبب صلاحه وتقواه وإيمانه، حتى قبل أن يدرك أن الله اصطفاه على سائر العالمين لنشر رسالته ودعوته للناس جميعًا. وكان سيدنا نوح عليه السلام لا يعبد الأصنام أبدًا، ولذلك اختاره الله لأنه لم ينحرف عن الدين الحق ولا عبادة الأصنام. وتروي الموسوعة تفاصيل قصة نوح الإيمانية بالكامل، بما في ذلك قصة السفينة الشهيرة وحكايته مع ابنه الوحيد.

جدول المحتويات

قصة نوح عليه السلام كاملة

  • اختار الله تعالى سيدنا نوح عليه السلام لكي يدعو قومه إلى عبادة الله الواحد الأحد دون غيره.
  • وبدأ نوح مشواره في الدعوة إلى الله تعالى ووصف الله هذه القصة في سورة نوح في القرآن الكريم: “إنا أرسلنا نوحًا إلى قومه، أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم، قال يا قوم إني لكم نذير مبين، أن اعبدوا الله واتقوه أو تطيعون.
  • بدأ سيدنا نوح رحلته في دعوة قومه لعبادة الله تعالى، وسنتعرف على تفاصيل هذه الأحداث وإلى أي بر نجا سفينته في السطور التالية.

قصة سيدنا نوح عليه السلام مع قومه

  • تبدأ قصة قوم نوح مع عبادة الأصنام بعد وفاة بعض الرجال الصالحين منهم، حيث قام أحدهم ببناء تماثيل لهؤلاء الرجال تخليداً لذكراهم، وظلت تلك التماثيل لفترة دون أن يعبدها أحد.
  • ومع تعاقب الأجيال وانتشار الجهل، قرر الناس عبادة تلك التماثيل، ولذلك أرسل الله لهم سيدنا نوح ليدعوهم إلى التوبة عن كفرهم بالله.
  • سعى سيدنا نوح عليه السلام لدعوة قومه إلى ترك عبادة الأصنام التي صنعوها والتوجه إلى عبادة الله الواحد الأحد، حيث كان يذهب إليهم نهاراً وليلاً.
  • كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطرح عليهم أسئلة تثير العقول والقلوب، وتتعلق بطريقة عبادة الأصنام التي لا ترى ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع، وكيفية قيام الله تعالى برفع الجبال والسماء دون أن يستخدم أعمدة.
  • وقد ذُكرت نعم الله التي وهبها لهم، فقد خُلِقوا في أحسن تقويم، وتميزوا عن سائر المخلوقات بالعقل الذي يمكنهم من التفكير والتدبير.
  • كانوا يرفعون ثيابهم ليغطوا آذانهم ويستهزئون بسيدنا نوح عليه السلام، وأجابوا على دعوته بأنها لا تُساوي بين الأغنياء والفقراء، ولم يؤمن بها إلا الأشخاص الذين يحتلون أدنى مستويات المناصب والمراتب بين الناس، فكيف يمكن للآخرين أن يؤمنوا بها.
  • أشترط الأغنياء في قوم نوح استثناء الفقراء الذين آمنوا بالله من دعوته وعبادته، مقابل تبني دعوته، ولكن سيدنا نوح أجابهم بأنه لا يستطيع ذلك، لأنه لا يوجد فرق بين الأغنياء والفقراء، وأن الفقر ليس ذنبًا يجب على الفقراء تحمله.
  • في ذلك الوقت، رفض قومه الاستماع إليه وأمروه بعدم المحاولة معه مرة أخرى.

مثابرة نوح في دعوته لقومه

  • يتضح أنه عاش تسعمئة وخمسين عامًا واستمر في نشر دعوة الله، حيث كافح لفترة طويلة لنشر دعوته.
  • هذا هو الدليل الأكبر على أن نوح كان مصممًا على عدم ترك قومه في الكفر، ولكنه عندما أدرك أن قومه لم يستجيبوا لدعوته ولن يهتدوا، دعا الله قائلاً: `يا رب، لا تترك على الأرض من الكافرين ديارًا، فإنك إذا تركتهم سيضلون عبادك ولن يلدوا إلا فاسقًا كافرًا`.

بناء سفينه نوح

  • طلب الله تعالى من النبي نوح بناء سفينة كبيرة لأنه كان يعمل في مهنة النجارة، وقام بصناعة تلك السفينة من أخشاب الأشجار.
  • تم بناء السفينة من الأشجار بإلهام من الله تعالى، ولم يكن سيدنا نوح يعرف كيفية صنعها، فثبت ألواح الأخشاب بالمسامير بعد وضعها بجوار بعضها البعض.
  • بدأ في بناء سفينته الكبيرة وأصبح الناس يستهزئون بما يفعله، دون أن يدركوا أن الهلاك قادم وأنه لا مفر منه، وهذا أمر من ربه.
  • ومن الأسباب التي دفعت قومه للسخرية من فعله هو عدم وجود نهر أو بحر يمكن للسفينة الإبحار فيه.
  • لم ينشغل سيدنا نوح بالاستهزاء الذي كان يواجهه، بل بدأ ببناء تلك السفينة بمحبة وصبر، وتحمل المشقة والتعب الذي واجهه.
  • يوجد اختلاف بين العلماء في المدة التي استغرقها سيدنا نوح في بناء السفينة، وشكلها وحجمها وعدد الكائنات التي حملت عليها، ولكن المتفق عليه هو أن تلك السفينة كانت ذات حجم ضخم.
  • عندما كانت السفينة جاهزة، أمر الله تعالى سيدنا نوح بجمع كل من آمن به، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الطيور والحيوانات، وتم جمع زوج واحد من كل نوع لتعمير الأرض بعدما يُهلك الله الظالمين.
  • وأمره الله بجمع كل ما يمكنه من الطعام والشراب والفاكهة والحبوب.

قصة سيدنا نوح وابنه

  • عندما جمع سيدنا نوح هذه المخلوقات، دعا ابنه للصعود على متن السفينة معه، ولكنه رفض وعصى، قائلاً إنه سيجعل الجبل ملجأ له من الطوفان، وعاند ابنه ورفض الصعود معه على السفينة على الرغم من تحذير أبيه من عذاب الله، وأصر الابن على العصيان على أوامر أبيه، ورفض الصعود على السفينة.
  • وقد وردت الله تلك الحادثة في القرآن الكريم في سورة هود `وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادىٰ نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين`.
  • لم يكن الابن المختلف مع والده فقط في الكفر بدعوته، ولكن زوجته كذلك كفرت واتهمته بالجنون وساعدت قومه عليه.
  • بعدما امتلأت السفينة، أغلق نوح عليه السلام الباب وذلك بأمر من الله عز وجل.
  • أهلك الله سيدنا نوح والكفار معه في الطوفان، حيث أمر الله الأرض بأن تفيض بالماء وأن تتساقط الأمطار من السماء، فجاءت موجة كبيرة من الطوفان وفصلت بين سيدنا نوح وابنه، وغمر الماء كل شيء على الأرض من الجبال والمرتفعات وأباد كل الكائنات الحية بما فيها الإنسان والحيوانات والطيور، وظلت السفينة تطفو وسط الماء لعدة أيام بفضل الرياح.
  • بعدما جف ماء الطوفان بأمر من الله تعالى، توقفت الرعود والبروق، وأشرقت الشمس واعتدل الجو، واستقرت السفينة على جبل “الجودي”، ويُقال إنه أحد جبال الموصل، ويُقال إنه أحد جبال الجزيرة.
  • عندما أدرك سيدنا نوح ومن معه من المؤمنين أنهم نجوا من الطوفان والهلاك، فرحوا كثيراً وحمدوا الله بشدة.
  • بعد أن جفت المياه عن الأرض، نزل كل من كان على السفينة وذهب كلٌ إلى طريقه، وعادت الحياة لتدب في الأرض من جديد.
  • عندما ذكر سيدنا نوح ابنه، شعر بالحزن الشديد وطلب من الله العفو عنه، ولكنه خاف من هذا الطلب لأن ابنه كان من الكافرين، فاستغفر الله على طلبه وغفر الله له.

الدروس المستفادة من قصة سيدنا نوح

  • المثابرة والتمسك بالدعوة إلى عبادة الله رغم الاستهزاء والسخرية التي تعرض لها سيدنا نوح، حيث لم ييأس من دعوة قومه لترك عبادة الأصنام.
  • يجب استخدام جميع الأساليب في الدعوة حتى يكون لديك حجة ضد الناس في يوم القيامة، ويجب استخدام نوح سلوك الترغيب في بعض الأحيان وسلوك الترهيب في بعض الأحيان الأخرى.
  • يُنصح دائمًا بالاستعانة بالله وذكره قبل القيام بأي فعل، وقبل صعود نوح عليه السلام إلى السفينة قال “اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها، إن ربي لغفور رحيم.
  • ما ينفع الناس في يوم القيامة هو إيمانهم بالله وتعالى وعبادتهم وأعمالهم الصالحة، وليس القرابة، فقد أهلك الله تعالى ابن نوح، ولم تشفع لنبيه بناته لينجو من هذا العذاب في الدنيا والآخرة.
  • في كتابه العزيز، قال الله تعالى: `قلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا`. فإن أهم دروس تلك القصة هي أنه إذا أراد الإنسان الرزق والنعم في حياته والنجاة من الابتلاءات والمحن، عليه بالاستغفار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى