التعليموظائف و تعليم

بحث عن التدخين

بحث عن التدخين | موسوعة الشرق الأوسط

مقدمة بحث عن التدخين

قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا، لا تأكلوا أموالكم بالباطل بينكم، إلا إذا كانت تجارة بالتراضي، ولا تقتلوا أنفسكم، إن الله رحيم بكم (29)

سورة النساء

يعد التدخين مشكلة من مشكلات العصر، وهو السبب في تعرض العديد من الأشخاص للهلاك وتدمير الصحة، كما يعتبر السبب الرئيسي في تعرض صحة الإنسان للعديد من الأمراض، مثل السرطان بأنواعه المختلفة، ولذلك يمكن القول إن التدخين هو أداة للموت ببطء.

التدخين هي عادة سيئة يتم اكتسابها من المحيط البيئي، ويعد الإقلاع عنه أو الابتعاد عنه من الأولويات للعديد من الأشخاص الذين يعملون على الحد منه بطرق سلبية أو إيجابية. فالتدخين يؤدي إلى تدمير الاقتصاد العالمي وزيادة انتشار الأمراض المزمنة، ولذا يهدف هذا البحث إلى توضيح تاريخ التدخين وتأثيراته السلبية على المجتمع وصحة الإنسان.

بحث عن التدخين

يُعد التدخين واحداً من أكثر الظواهر الانتشاراً في العصر الحالي، وتعود بدايته إلى ما يقارب 5000 عام قبل الميلاد، حيث تم اكتشافه في العديد من الثقافات حول العالم. ومع ذلك، بدأ التدخين ينتشر بشكل كبير بعد الغزو الأوروبي للقارة الأمريكية، حيث كان ينتشر بين الهنود الحمر الذين كانوا يعيشون في تلك المناطق، ومن ثم انتشر بشكل مذهل في جميع أنحاء العالم.

  • ويمارس التدخين في الوقت الحاضر أكثر من  المليار شخص في جميع المجتمعات البشرية وهناك العديد من الأشكال للتدخين أكثرها شيوعا هو تدخين السجائر أو التبغ ولكن هناك أشكال أخرى للتدخين مثل تدخين الحشيش.
  • التدخين هو عملية حرق مادة معينة، وغالباً ما يتم حرق التبغ واستنشاقه، ويتم ممارسة هذه العملية في الغالب للترويح عن النفس، حيث يتم حرق المادة الفعالة التي تسمى النيكوتين، مما يجعل الرئة قادرة على امتصاصها.
  • هناك العديد من الأساليب التي يتم بها التدخين، فبعض الأشخاص يستخدمون السجائر، ويستخدم البعض الآخر الشيشة أو الأرجيلة، وهناك من يستخدم الغليون، والتدخين يمكن أن ينقسم إلى نوعين، فهناك التدخين الإرادي الذي يقوم به المدخن بنفسه، وهناك التدخين السلبي أو اللاإرادي الذي يحدث عندما يستنشق الأشخاص غير المدخنين الدخان الذي يخرج من الأشخاص الذين يدخنون.

 تاريخ التدخين

كما ورد سابقًا، يعود تاريخ التدخين إلى حوالي 5000 سنة قبل الميلاد، حيث كان يستخدم في بعض الطقوس الدينية لبعض الحضارات المحددة مثل الحضارة البابلية والصينية والهندية، وذلك عن طريق حرق البخور كجزء من هذه الطقوس.

  • كان الإسرائيليون يقومون بالتدخين بأنفسهم وكذلك الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية. في الأمريكتين، كان يتم التدخين للاحتفال من قبل كهنة الشامان الذين كانوا يحرقون البخور، ولكن في وقت لاحق تم تبني هذه العادة للمتعة وكوسيلة من الوسائل التي يتم استخدامها للتواصل الاجتماعي. كما كان يتم التدخين للتبغ وبعض المخدرات الأخرى التي تسبب الهلوسة لتحقيق حالة من الغيبوبة أو التواصل مع الأرواح.
  • يعود تاريخ بعض المواد المدخنة مثل الحشيش وأحشاء الأسماك وجلود الثعابين وغيرها من الأشياء التي كان يتم لفها وتغليفها وتدخينها إلى ما يقرب من 2000 سنة على الأقل، وكان يتم وصفها بـ “قرابين النار” والتدخين في طب أبورفيدا، أما التدخين بالمعنى الحرفي للكلمة فتم ممارسته منذ حوالي 2000 سنة.
  • كان تدخين الحشيش منتشرًا بشكل كبير في الشرق الأوسط قبل اكتشاف التبغ، وكانت إحدى الأنشطة الاجتماعية الرئيسية التي تدور حولها بعض الأنواع المعينة من التدخين، وذلك باستخدام الأنابيب المائية المعروفة باسم الشيشة. وبعد وصول التبغ إلى المنطقة، أصبح التدخين جزءًا أساسيًا من المجتمع وثقافته، وأصبح من الأشياء التي لا يمكن الاستغناء عنها في العديد من التقاليد الهامة مثل الجنائز والأفراح.
  • وصل الحشيش إلى الصحراء الكبرى في إفريقيا من أثيوبيا، عن طريق التجار العرب والهنود خلال القرن الثالث عشر، وانتشر أيضًا عن طريق القوافل التي كانت تحمل البن وكان يتم تدخينه من خلال أنابيب مائية مصنوعة من اليقطين، مع وجود جزء مجوف من الطين المحروق.

 رواج التدخين

بعد إقامة مستوطنة جيمس تاون في القارة الأمريكية وفشل شركة Virginia Joint Stock في استخراج الذهب، استطاع جون رولف تحويل التبغ إلى سلعة، وحققت الشركة من خلالها أرباحًا كبيرة جدًا، ولقب التبغ بـ `الذهب البني` نتيجة لزيادة الطلب عليه، وتم زراعته بشكل متواصل.

  • انتشرت زراعة التبغ في فرنسا بفضل الفرنسي جان نيكوت، وتبعها إنجلترا، وفي البداية كان التبغ يستخدم كمادة مسكرة مثل الشاي والقهوة والأفيون.
  • بعد فترة قصيرة من انتشار التبغ في العالم، تعرض للكثير من الانتقادات من قبل رجال الدولة الكبار ورجال الدين. حاول السلطان مراد الرابع، أحد سلاطين الدولة العثمانية، منع دخول التبغ إلى الدول الإسلامية بحجة أنه يشكل تهديدًا للأخلاقيات والصحة، كما حاول الإمبراطور الصيني شونجزين منع التبغ عن طريق إصدار مرسوم. في اليابان، تعرضت مزارع التبغ للهجوم من قبل القوات اليابانية التي اعتبرت أن التبغ هو واحد من الأشياء التي تهدد الاقتصاد العسكري، وذلك عن طريق إهدار الأراضي الزراعية القيمة في زراعة أشياء مضرة بالصحة بدلاً من استخدامها في زراعة المحاصيل الزراعية الغذائية المفيدة.
  • وكان من أبرز المعارضين لانتشار التدخين رجال الدين الذين رأوا فيه شيئًا غير أخلاقي، وكان هناك من يعتبره عملًا كفريًا، ولذلك حظر بطريرك موسكو بيع التبغ وأصدر قرارًا بمعاقبة المخالفين من الرجال والنساء بشق أنوفهم بشكل طولي وجلد ظهورهم حتى تسلخ عن الجلد، وفعل ذلك أوربان السابع بابا الكنيسة الغربية وأدان التدخين في بيان بابوي رسمي، وفعل الملك الإنجليزي جيمس الأول ذلك أيضًا في كتابه عن التدخين الذي سماه “إدانة التبغ”، وحاول تحذير الناس من أضرار التبغ، وفرضت الحكومات ضرائب باهظة على تجارة التبغ، وعلى الرغم من جميع هذه المحاذير التي كانت تقف عائقًا أمام ممارسة التدخين، إلا أن التدخين انتشر وتجاهلت جميع هذه العوائق، وبعدما أدرك الحكام أنهم لن يتمكنوا من منع التدخين بالقرارات، قاموا بتحويل تجارة التبغ إلى مشاريع حكومية احتكارية.
  • في منتصف القرن السابع عشر، أصبحت عادة التدخين منتشرة في جميع الثقافات والحضارات، وأصبح زراعة التبغ وصناعة السجائر من خطط العديد من الدول، وأصبح التبغ يدخل بأمان في الموانئ الرئيسية.

 تدخين الأفيون

انتشر تعاطي الأفيون بالتدخين خلال القرن التاسع عشر، بعد أن كان يتم تناوله عن طريق الفم، ويمكن القول بأن العجز الذي حدث في ميزانية التجارة الإنجليزية كان في صالح سلالة مينغ الصينية، وذلك بسبب انتشار تدخين الأفيون بشكل كبير في الصين، حيث كان الإنجليز يصدرون كميات كبيرة من الأفيون المنتج في المستعمرات الهندية إلى الصين، كوسيلة لحل هذه المشكلة. وبسبب المشاكل الاجتماعية والخسائر الكبيرة في العملة، حاولت الصين وقف واردات الأفيون، لكن هذا أدى في النهاية إلى حروب الأفيون.

انتشر الأفيون بشكل كبير بين المهاجرين الصينيين، وظهرت أوكار مشبوهة له، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، انتشر الأفيون بشكل كبير في المجتمع الأوروبي، وخاصة بين الفنانين، ولكن هذا الأمر هدأ بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، وتضاؤل استهلاك الأفيون بشكل كبير داخل الصين خلال الثورة الثقافية في الستينيات والسبعينيات.

 الآثار الاجتماعية للتدخين

أصبحت الآثار الاجتماعية لتدخين السجائر، والتي تؤثر على الصحة، خطيرة بشكل كبير مع زيادة إنتاج السجائر وتزايد متوسط عمر القرود. في داخل ألمانيا، تعاونت الجماعات المعارضة للتدخين مع الجماعات التي تعارض شرب الكحول، ونشرت مقالات تعبر عن رفض استهلاك التبغ. في عام 1929، نشر لينكينت دريسدين إحصائيات رسمية تربط بين التبغ والسرطان. وأدان أدولف هتلر عادة التدخين خلال فترة الكساد الاقتصادي ووصفها بأنها تضيع الأموال. ودعم هذا الموقف بشكل أكثر قوة بعد أن رأت النازية الإيجابية أن النساء المدخنات لا يحق لهن أن يكن أمهات أو زوجات في الأسرة الألمانية.

  • مع نهاية الحرب العالمية الثانية، تراجعت شعبية المعارضين للتبغ، وتمكن مصنعو السجائر الأمريكيون من دخول السوق الألمانية، وأصبحت عمليات تهريب التبغ غير الشرعية شائعة. وتم اغتيال قائد النادي المعادي للتبغ، وكجزء من خطة مارشال، تم شحن التبغ إلى ألمانيا مجانًا، وارتفع معدل استهلاك التبغ الشخصي السنوي.
  • في بريطانيا، أظهرت الدراسات وجود علاقة بين الإصابة بسرطان الرئة وتعاطي التبغ، ومع زيادة الأدلة والبراهين التي تثبت ذلك، دعت شركات التبغ إلى وجود تقصير مشترك بين المستهلك وبينها، حيث أن آثار التبغ الضارة لم تكن واضحة في البداية أو أنها كانت تفتقر إلى المصداقية. وفي عام 1998، تم فرض حظر على الإعلانات الخاصة بالسجائر بموجب التسوية الحاصلة مع شركات التبغ الكبرى، وتم توقيع هذه الاتفاقية بين الشركات الأربع الكبرى لصناعة السجائر والنواب العموميين في 46 ولاية، وطلب من هذه الشركات دفع تعويضات صحية، ويعتبر هذا الاتفاق هو أكبر اتفاق للتسوية الأهلية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
  • تمكّنت الولايات المتحدة الأمريكية من تخفيض معدلات التدخين من 42٪ إلى 20.8٪ خلال السنوات الممتدة من 1965 إلى 2006. وعلى الرغم من انخفاض معدل استهلاك السجائر الشخصية، إلا أن معدل استهلاك السجائر اليومي ارتفع من 22٪ إلى 30٪.
  • في الدول النامية، يكون معدل استهلاك السجائر عاليًا سنويًا، ويعد من الممارسات الحديثة في هذه الدول. وتحتل روسيا المرتبة الأولى كأكبر دولة مستهلكة للتبغ، تليها إندونيسيا، ثم لاوس، وأوكرانيا، وروسيا البيضاء، واليونان، والأردن، والصين. وقد بدأت منظمة الصحة العالمية في تنفيذ برنامج يسمى “مبادرة التحرر من التبغ” لتخفيض معدلات استهلاك السجائر في المجتمعات النامية.

أضرار التدخين

يُعد التدخين من العوامل التي تعرض صحة الإنسان للخطر الشديد، ويمكن أن يكون السبب في وفاته بسبب الأضرار الصحية التي يتسبب بها، ومن بين هذه الأضرار:

  • تدمير الجهاز العصبي: يعتبر التبغ من المخدرات التي تحتوي على النيكوتين، وهو مادة منبهة تؤثر بشكل كبير على الجهاز العصبي المركزي، ويتم امتصاص النيكوتين مباشرة في الرئتين ومن ثم ينتقل إلى الدم ويتدفق إلى القلب والأوعية الدموية والدماغ.
  • تدمير الجهاز التنفسي: تسبب التدخين في العديد من مشاكل الجهاز التنفسي، مثل تضخم الرئتين والتهاب الشعب الهوائية المزمن، ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة. ويتأثر الجهاز التنفسي بشكل كبير سواء كان التدخين سلبيًا أو إيجابيًا.
  • خلل في أنظمة القلب والأوعية الدموية: يؤدي التدخين إلى خلل في أنظمة القلب والأوعية الدموية، حيث يسبب مرض الشريان المحيطي، والذي يشكل مضاعفات تصلب الشرايين، كما يرتبط بارتفاع ضغط الدم وضعف جدران الأوعية الدموية.
  • خلل في الجهاز اللحافي: يؤثر التدخين بشكل سلبي على صحة الشعر والأظافر والبشرة بسبب وجود مادة التبغ، وقد يكون ذلك السبب في تعرض الشخص لسرطان الخلايا الحرشفية أو سرطان الجلد، كما يزيد من احتمالية حدوث التهابات فطرية للجلد.
  • تدمير الجهاز الهضمي: يؤثر التدخين سلبًا على صحة الجهاز الهضمي، حيث يزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم، وسرطان الحلق، وسرطان المريء، وسرطان البنكرياس، ويمكن أن تحدث هذه الأمراض سواء تم التدخين بشكل إيجابي أو سلبي.

خاتمة بحث عن التدخين

في النهاية، أود أن أوضح أن التدخين هو إدمان يسبب الموت ببطء للأشخاص الذين يعانون منه، نظرًا لاحتوائه على العديد من المواد الضارة والسامة للجسم. إذا كنت تتعرض للتدخين بشكل إيجابي أو سلبي، يجب عليك الابتعاد عنه لحفظ صحتك وجعل حياتك أفضل دون التدخين.

أسئلة شائعة

ما هي الاسباب التي تؤدي الى التدخين؟

تتضمن العديد من الأسباب التي تجذب الشباب للتدخين، ومن بين هذه الأسباب:
غياب الرقابة الأسرية
التعرض لضغط نفسي شديد
الإعلانات
أصحاب السوء

من هو اول من صنع السجائر؟

تعتبر السجائر اختراعًا فرنسيًا من عام 1840 ميلادي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى