التعليموظائف و تعليم

أهمية اللغة العربية ومكانتها وخصائصها

أهمية اللغة العربية ومكانتها | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال، سنناقش أهمية اللغة العربية ومكانتها في الحياة الإنسانية. فاللغة هي واحدة من السمات الأساسية للحياة الإنسانية، حيث يستطيع الفرد التعريف بنفسه والتعبير عن هويته وآماله في الحياة من خلالها. وجود لغة مشتركة بين الأفراد أمرٌ أساسي، حيث تساعد على إيجاد العلاقات والصلات التي تجمعهم معًا، كما أنها السبيل الأول للتعارف مع الآخرين وتكوين علاقات اجتماعية قوية.

تعتبر اللغة العربية واحدة من أهم اللغات الإنسانية المستخدمة على مر العصور، وتنتمي إلى مجموعة اللغات السامية، وهي من أكثر اللغات انتشاراً واستخداماً حول العالم، حيث يتحدث الإحصاء حوالي 467 مليون شخص حول العالم باللغة العربية .

تكتسب اللغة العربية قيمة واحترامًا كبيرًا، لأنها لغة البيان التي أنزل الله سبحانه وتعالى بها كتابه العزيز “القرآن الكريم” على المسلمين. كما أن تعلم وإتقان اللغة العربية ضروري لإقامة الصلاة والشعائر الدينية الإسلامية. وتستخدم اللغة العربية أيضًا في إقامة الشعائر الدينية المسيحية في الكنائس المختلفة في الوطن العربي. وقد وثّق المؤرخون استخدام اللغة العربية في العصور الوسطى لكتابة العديد من الأعمال الفكرية المتعلقة بالديانة اليهودية.

نقدم اليوم مقالاً أدبياً عن أهمية اللغة العربية ومكانتها بين مختلف اللغات من خلال موقع موسوعة

أهمية اللغة العربية ومكانتها

اللغة العربية

  • اللغة العربية هي لغة الضاد، وهي واحدة من أوضح اللغات عبر الزمان وأكثرها بيانًا وأغناها في الألفاظ والقدرة على استيعاب المعاني والمفردات اللغوية. إنها لغة متسعة في التعبير وواسعة في النطاق اللغوي، وكانت وسيلة للتفاخر بفصاحة العرب الأسلاف في الكلام والقدرة البلاغية على صياغة الشعر والنثر والأمثال القديمة.
  • تأثرت اللغة العربية بشكل طفيف في العصر الأموي وبشكل خاص في العصر العباسي المتأخر بسبب بعض العناصر العجمية التي دخلت الدين الإسلامي في ذلك الوقت، والتي أدت إلى تأجم اللغة العربية. وعلى الرغم من ذلك، قام رجال اللغة بمواجهة هذا التحدي، وقاموا بتطهير اللغة من المفردات والألفاظ الأجنبية، وضبط الألسنة وتقويمها. وبفضل جهودهم، استعادت اللغة العربية بريقها ولمعانها مرة أخرى.
  • لا تزال اللغة العربية واحدة من أهم مميزات الإنسان العربي، ولا يزال اللسان العربي ينطق بالفصاحة والبلاغة والبيان. فهي اللغة الرسمية للتحدث في جميع أنحاء الوطن العربي، وحفظ الله تعالى اللغة العربية كونها لغة القرآن الكريم والإسلام، وحماها من الضياع والاندثار.

نشأة اللغة العربية

  • تُعَدُّ اللغة العربية إحدى أقدم اللغات الإنسانية المستخدمة في النطق والكتابة، وتعود في أصلها إلى اللغات السامية.
  • تم العثور على مستندات تحتوي على نصوص عربية تعود إلى القرن الثالث الميلادي، وتشمل هذه النصوص الشعرية من العصر الجاهلي، حيث تتميز بلاغة الألفاظ وفصاحة اللغة والوزن الشعري المنتظم والأسلوب الرفيع.
  • يعتبر معظم المؤرخين أن اللغة العربية نشأت في بلاد الحجاز في شبه الجزيرة العربية، وأنها اكتسبت تطورها وبلاغتها وغناها بالألفاظ نتيجة العديد من العوامل، بما في ذلك استخدامها في العديد من الحضارات واللهجات المختلفة، وشيوع البلاغة اللغوية والقصائد الشعرية من خلال إقامة العرب القدماء للأسواق الأدبية المختلفة، مثل سوق عكاظ. لذلك، كانت هذه الأسواق من أهم عوامل تطور اللغة العربية وتحسنها.

مكانة اللغة العربية

  • تحتل اللغة العربية مكانة عظيمة بوصفها لغة البيان، وهي اللغة الرسمية الأولى في جميع دول الوطن العربي، وكانت أولى اللغات الحضارية التي انتشرت في العالم لفترة طويلة.
  • كما أنها واحدة من اللغات الرسمية الستة التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة العالمية، وتم تخصيص اليوم الـ 18 من شهر ديسمبر كل عام كيوم عالمي للاحتفال وتكريم اللغة العربية.
  • تحتوي اللغة العربية على ثمانية وعشرين حرفًا، ويعتقد بعض اللغويين أنه يجب إضافة حرف الهمزة (ء) لتصبح عدد الحروف تسعة وعشرين .
  • تختلف اللغة العربية عن بقية اللغات المستخدمة حول العالم، مثل اللغة الإنجليزية والفرنسية، إذ تكتب اللغة العربية من اليمين إلى اليسار بدلاً من الكتابة من اليسار إلى اليمين .
  • تعد اللغة العربية من أهم اللغات من حيث القيمة اللغوية والقدرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية بمعانيها الجميلة والمرادفات العظيمة.

خصائص اللغة العربية

تتميز اللغة العربية بمجموعة من الصفات التي جعلتها واحدة من اللغات الأكثر تميزًا، وتشمل ذلك:

  • تتنوع مخارج الحروف في اللغة العربية وتتوزع من الشفتين حتى نهاية الحلق، وأصوات حروف كل كلمة تكون متناسقة فيما بينها.
  • كل هيئات وتراكيب وأصوات كلمات اللغة العربية مترابطة مع بعضها البعض.
  • تتميز اللغة العربية بوجود قواعد الإعراب، حيث يتم تحليل كلمة وفقًا لموقعها في الجملة، وتساعد هذه القواعد على توضيح المعنى وتسهيل فهمه.
  • يعد الترادف من أهم مميزات تلك اللغة، حيث يعني وجود أكثر من كلمة تعبر عن نفس المعنى.
  • يتميز اللغة العربية ببساطتها وعدم تعقيدها اللفظي والتنافر، وهي لغة فصيحة من الدرجة الأولى.
  • تمتاز بعض حروف اللغة العربية بصفة التفخيم، حيث يلتصق اللسان بأعلى الحلق عند نطق تلك الحروف، وتشمل تلك الحروف الظاء والقاف والصاد والضاد والخاء والغين.
  • من خصائص اللغة الاشتقاقية، والتي تعني اشتقاق أكثر من كلمة من نفس الحروف، مثل كلمات ظلم، ظالم، مظلوم.
  • تحمل العديد من حروف اللغة العربية أكثر من معنى حسب سياقها في الجملة، فعلى سبيل المثال، عندما نقول “اعطني من وقتك”، يعني ذلك أعطني جزءًا من وقتك، ويقصد بحرف (من) هنا التجزئة أو التقسيم. أما عندما نقول “استيقظنا من السابعة صباحًا”، فإننا نقصد استيقظنا بدءًا من السابعة صباحًا، ويقصد بحرف (من) هنا بداية الوقت أو الزمن.
  • تتميز اللغة العربية بالأفعال ذات الحروف الثابتة، حيث يتم تضمين كل فعل في حدث خاص به، بغض النظر عن تغير زمن استخدامه.
  • تحتوي على المصطلحات التي تعبر عن المعنى المقصود بأفضل طريقة ممكنة.
  • تميز اللغة العربية بالتفريق بين الذكر والمؤنث من خلال إضافة التاء المربوطة في الألفاظ.
  • تُعد اللغة المستخدمة في الشعر، التي تتضمن مفردات متعددة والكناية والمجاز والاستعارة والتشبيه وغيرها، وسيلة فعالة للتأثير على النفس وإيصال الرسالة بطريقة أكثر تعبيرًا.

أهمية اللغة العربية في الإسلام

  • يتمثل أهمية اللغة العربية في كونها لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. فقد قال الله تعالى: ” وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ “. ولذلك، فإن اللغة العربية حظيت بشرف كبير لأن الله سبحانه وتعالى اختارها من بين لغات الأرض لتحمل الخطاب الإلهي والكلام الرباني وحفظها ليوم العرض العظيم 
  • لغة العرب هي اللغة الوحيدة التي تحتوي على حرف الضاد، الذي لا يوجد في أي لغة أخرى، وهذا يجعلها تناسب الشعر والأدب بشكل خاص، كما قال المتنبئ:
وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّادَ وعَوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريد
  • اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي يمكن من خلالها فهم آيات القرآن الكريم وتوضيح مقاصدها ومعانيها. إن القرآن الكريم نزل في عصرٍ تميز أهله باللسان الفصيح والقول البليغ والقدرة الشديدة على سرد ونظم الشعر والنثر والإلمام بقواعد اللغة وكافة ضوابطها. وبالتالي، فإن القرآن الكريم يحمل بديعًا وبليغًا في الجمل والتراكيب اللغوية، التي تتضمن العديد من الأساليب اللغوية القوية والتشبيهات والاستعارات البلاغية، مما زاد من قدر اللغة العربية وجعلها لغة خالدة متميزة ما بين لغات العالم. وقد قال الله سبحانه وتعالى عن اللغة العربية: “وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ.
  • إتقان اللغة العربية يساعد على فهم الأدلة واستخراج المعاني الشرعية عند دراسة الأحكام الفقهية وعلم الفقه الإسلامي.

أهمية اللغة العربية للمجتمع

  • يترابط اللغة العربية ارتباطًا وثيقًا بالروابط الثقافية والهوية المميزة للشعوب العربية، فهي الوسيلة الأولى للتحدث والتواصل في البلدان العربية حيث يستطيعون التعبير عن تفكيرهم وثقافتهم. وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر اللغة العربية السبيل الأساسي للتعريف بثقافة وحضارة العرب للدول الأخرى في العالم، فهي تشكل لهم هوية ثقافية مميزة تميزهم عن باقي الأمم.
  • تتميز المجتمعات التي تحافظ على لغتها العربية وتهتم بمختلف ضوابطها وقواعدها وعلومها بالتماسك والتطور في السلوك والفكر إلى درجة الرقي، وبالتالي تتقدم المجتمعات وتتطور.

أهمية اللغة العربية في التعليم

  • تحتوي تاريخ العرب المعرفي العلمي على العديد من الكتب والمؤلفات العلمية في جميع المجالات الإنسانية والعلمية التي تمت كتابتها باللغة العربية، وكانت اللغة العربية خاصة مميزة في أسلوب الكتابة العلمية العربية، وخاصة عندما تتضمن مؤلفاتهم مجالات علمية وأدبية متعددة، حيث تمكنت اللغة العربية من ربط الموضوعات المختلفة بشكل جيد دون أن يشعر القارئ بالتشتت والضياع بين صفحات الكتب المختلفة.
  • من الأمثلة على ذلك كتاب العلامة إسماعيل بن أبي بكر المقري الذي حمل عنوانًا يدل على محتواه وهو “عنوان الشرف الوافي في علم الفقه والعروض والتاريخ والنحو والقوافي”، والذي يجمع بين علوم الفقه وعلم العروض والقوافي الشعرية وعدة مجالات أخرى.
  • تُعد اللغة العربية من بين اللغات المرنة التي تتيح القدرة على التعبير عن المعاني والسرد بشكل يسير وأكثر إمتاعاً من اللغات الأخرى. ولذلك، يُعتبر تعلم العلوم المختلفة باستخدام اللغة العربية أسهل وأكثر فائدة للمتعلمين.
  • تحتوي اللغة العربية على مجموعة من المبادئ التي تساعد على فهم مختلف القضايا اللغوية بسهولة.
  • ساعدت العلوم المكتوبة باللغة العربية، مثل الكيمياء والفيزياء، على تطوير وتحسين المجتمعات التي حملت هذه العلوم من مصادرها الأصلية العربية.

فوائد اللغة العربية

لم تكن الفوائد التي حققتها اللغة العربية محصورة في الفترة الزمنية التي ظهرت فيها، بل استمرّت تلك الفوائد في الظهور حتى يومنا هذا، ومن بينها:

  • تُعد هذه اللغة وسيلة للإبداع في مجالات متعددة، مثل الثقافة والأدب.
  • تحافظ على الهوية العربية التي حاولت الدول الاستعمارية تدميرها من خلال التلاعب بتلك اللغة.
  • الألفاظ واضحة في المعنى والنطق، مما يؤدي إلى استقامة اللسان وعدم انحرافه.
  • تتسع نطاق استيعابها لمختلف القضايا والموضوعات، ويعود ذلك إلى حجم الكلمات المتاحة فيها.
  • ظهرت عدة لغات أخرى نتيجة اللغة الأكادية، مثل الآرامية والحبشية والبابلية والحميرية.
  • يتميز لسانها بالفصاحة العالية، مما يجعلها لغةً خالية من الألفاظ والكلمات الضعيفة.
  • تمثل الهوية الإسلامية جزءًا أساسيًا من الدين والثقافة والتاريخ لحوالي 300 مليون شخص حول العالم، وهي تمثل هوية هؤلاء الأشخاص.
  • تعمل اللغة العربية على نشر الإسلام بمفهومه الصحيح، وبالتالي تساعد على انتشار الفضيلة بين شعوب العالم العربي.
  • هي اللغة الوحيدة التي يستخدمها المهتمون بدراسة حضارة وتاريخ وثقافة العالم العربي، وكذلك هي اللغة الوحيدة التي يستخدمها المؤسسات والمنظمات وجميع ممثليها للتواصل مع شعوب العالم العربي.
  • تساعد إتقان اللغة العربية على فهم الإنسان لمختلف المسائل والقضايا، وبالتالي تمكنه من تحديد قناعاته وتشكيل شخصيته.
  • تساهم في التكيف مع مختلف العلوم مثل الفلك والهندسة والطب والفلسفة وغيرها، مما يعزز التقدم الحضاري.
  • ساهمت اللغة العربية في حماية الآداب والتاريخ من الضياع، وساعدت في نقلهما بين مختلف الأجيال.
  • نظرًا للدور الكبير الذي تلعبه اللغة العربية في تقدم المجتمعات، فقد أصبح هناك اهتمام كبير من الأوروبيين بتعلم اللغة العربية.
  • تعمل اللغة العربية على توطيد التعاون بينها وبين اللغات الأخرى من خلال استخدام تلك الكلمات بعض الكلمات العربية فيها بشكل أساسي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى