بحث كامل عن عنصر اليود
يعتبر اليود عنصرًا مهمًا في جسم الإنسان، حيث يحتوي الجسم على العديد من العناصر الأخرى التي تساعد على بناء الجسم والحفاظ على صحته، مثل الفوسفور والكالسيوم والحديد وغيرها. يعمل اليود على دعم عملية التمثيل الغذائي في الجسم، ويوجد في الغدة الدرقية. يؤدي نقص اليود إلى خلل في إفرازات الغدة الدرقية، مما يؤثر سلبًا على أدائها ويتسبب في تضخم الغدة الدرقية أو تضخم الرقبة. بسبب عدم الوعي الغذائي، تنتشر أمراض الغدة الدرقية بشكل كبير في الوطن العربي، مثل مرض جويتر الناتج عن نقص اليود في الجسم.
أهمية عنصر اليود
تعود أهمية عنصر اليود إلى دوره الأساسي في عمل الغدة الدرقية التي تتحكم في معدل الأيض في الجسم، ويساعد اليود على تطور الجسم بشكل حيوي ويشارك في العمليات الحيوية مثل التمثيل الغذائي والأيض. وعندما ينقص عنصر اليود في الجسم، يؤدي ذلك إلى خلل في وظائف الغدة الدرقية وانخفاض معدل الأيض، مما يزيد من الوزن. ويتم تخزين نسبة كبيرة من اليود في الغدة الدرقية، حيث تحتاج الغدة الدرقية إلى اليود لإنتاج الهرمونات التي تساهم في تنظيم عمل الجسم، وتزن حوالي 65% من نسبة اليود في الجسم.
الجرعة التي يحتاجها الجسم من اليود
تختلف احتياجات الجسم لليود من شخص لآخر حسب طبيعة الجسم، فتحتاج الرجل البالغ إلى أقصى جرعة يود تصل إلى 14 مليجرام، وتحتاج الأنثى البالغة إلى حوالي مليجرام واحد من اليود، وبالطبع تحتاج المرأة في فترة الحمل إلى نسبة أكبر من اليود بسبب أن الجنين يأخذ جزءًا كبيرًا منه داخل رحمها، كما يتغذى الرضع على العناصر الموجودة في جسم الأم عن طريق حليب الأم، لذلك تحتاج النساء اللواتي يرضعن إلى نسبة أكبر من اليود، ولذلك يجب تناول الأطعمة الغنية باليود.
فوائد عنصر اليود للصحة
يحتاج الجسم إلى اليود لأداء وظائفه بشكل طبيعي، فهو يساعد في تحقيق النمو الطبيعي وتطوير الجسم بشكل صحيح، بالإضافة إلى فوائد صحية أخرى لليود سنعرضها لاحقًا.
1- تحسين معدل الأيض:
اليود هو العنصر الرئيسي الذي يؤثر على أداء الغدة الدرقية التي تسيطر على معدلات الأيض في الجسم. وأي خلل في عمل الغدة الدرقية يؤدي إلى انخفاض معدل الأيض في الجسم، مما يؤثر على عمل أجهزة الجسم المختلفة بسبب عدم امتصاص الجسم للطعام بشكل كامل، مما يعيق تحويل الطعام إلى طاقة تفيد الجسم وتساعده على أداء وظائفه بشكل طبيعي.
2- استخدام الطاقة بشكل سليم:
يعمل اليود على استخدام السعرات الحرارية التي يتم تناولها عن طريق الطعام بصورة أفضل، وبالتالي يمنع تراكم الدهون التي تؤدي إلى زيادة الوزن. كما يساعد على بناء الجسم وتوزيع الطاقة بين أجهزة الجسم المختلفة بشكل سليم.
3- يحافظ على صحة الأظافر والأسنان:
كما ذكرنا، يعتبر اليود عنصرًا هامًا في بناء الجسم والعضلات، حيث يساعد على بناء الأسنان والعظام والحفاظ عليها بصحة جيدة. لذلك، يساعد تناول كميات مناسبة من اليود على الحفاظ على صحة الأسنان وجعلها صحية ولامعة، كما أنه يعتبر مفيدًا للأظافر حيث يحافظ عليها ويجعلها صحية ولامعة.
4- يساعد على نمو الجنين:
المرأة الحامل تحتاج إلى نسبة كافية من اليود لضمان نمو الجنين بشكل سليم، فاليود من العناصر الضرورية للجنين أثناء الحمل لتقليل احتمالية وفاة الجنين داخل رحم الأم، ولمساعدة في تنظيم ضغط الدم لدى الحامل والوقاية من المضاعفات التي تحدث أثناء الرضاعة نتيجة ارتفاع ضغط الدم. كما يساعد اليود في الوقاية من مرض القمة الذي يصيب الأطفال حديثي الولادة، ويساهم في تفادي الإصابة بالعقم لأن نقص اليود قد يؤدي إلى العقم لدى السيدات، كما يساعد على نمو الأعضاء التناسلية.
5- تقوية جهاز المناعة:
يؤدي اليود دورًا هامًا في تعزيز جهاز المناعة، حيث يحفز إنتاج المضادات الأكسدة في مختلف أجزاء الجسم، مما يزيد من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض المختلفة مثل السرطان وأمراض القلب. يُعَدّ اليود واحدًا من العناصر الرئيسية التي تساهم في عمل الجهاز المناعي في الجسم، كما أن لليود دورًا كبيرًا في إزالة الجذور الحرة التي تؤثر بشكل خطير على خلايا المخ. وبالتالي، يساعد اليود على الحفاظ على صحة خلايا المخ.
6- تحفيز عمل الغدة الدرقية:
اليود هو العنصر الأساسي في عمل الغدة الدرقية، حيث يتركز 65% من اليود في الجسم في الغدة الدرقية. يساعد اليود الغدة الدرقية على إفراز الهرمونات التي تساعد الغدة الدرقية على أداء وظائفها بشكل طبيعي. ويؤدي نقص اليود إلى عدم قدرة الغدة الدرقية على القيام بوظائفها بشكل صحيح، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن بسبب عدم القدرة على حرق العناصر الغذائية وتحويلها إلى طاقة يستخدمها الجسم. وبالتالي، تتراكم الدهون في الجسم وتتسبب في زيادة الوزن ومشاكل أخرى. لذلك، يجب تناول الأطعمة الغنية باليود مثل الملح والبيض والألبان والأطعمة البحرية لتفادي تأثير قصور في وظائف الغدة الدرقية وزيادة الوزن.
7- علاج مرض الكيس الليفي والتخلص من الخلايا المريضة:
أثبتت بعض الدراسات أن اليود له دور فعال في تخفيف أعراض مرض الكيس الليفي، وقد انتشر استخدامه في الآونة الأخيرة في علاج التثرجديتي والتليف. يعد اليود طوق النجاة بالنسبة لمرضى الكيس الليفي، كما أنه يعمل على تدمير الخلايا بشكل طبيعي للسماح بتكوين خلايا جديدة. وبالتالي، فإنه يقتل الخلايا المريضة والخلايا السرطانية التي تسبب الضرر للجسم.
8- الوقاية من مرض السرطان وتخليص الجسم من السموم:
اليود هو عنصر يتميز بتأثيره المضاد للسرطان، حيث يتمتع بقدرته على قتل الخلايا بشكل تلقائي. وقد أظهرت بعض الدراسات أن حقن الخلايا السرطانية باليود يؤدي إلى تقليصها أو قتلها، كما أن اليود له تأثير قوي على قتل الخلايا السرطانية التي تسبب سرطان الثدي عند النساء. كما يتميز اليود بخصائص مضادة للبكتيريا التي تساعد على تحرير الجسم من السموم مثل الرصاص والزئبق والفلورايد وغيرها من السموم الضارة. ويعمل اليود على حماية الجسم من الإصابة بسرطان المعدة، حيث يتم استخدامه لقتل البكتيريا التي يمكن أن تسبب هذا النوع من السرطان.
9- فقدان الوزن الزائد:
يساعد عنصر اليود على فقدان الوزن الزائد بتحسين معدل التمثيل الغذائي والأيض في الجسم، مما يساعد الجسم على امتصاص الطعام بشكل صحيح والاستفادة منه وتوزيع الطاقة على الجسم بشكل متساوٍ، ويساعد على حرق السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى فقدان الوزن الزائد.
10- علاج عيوب البشرة:
يُساعد اليود على الحفاظ على صحة البشرة وعلاج عيوبها، حيث يتميز بقدرته على تجديد خلايا الجلد والتخلص من الخلايا القديمة، ويتمتع بخصائص مضادة للبكتيريا والجراثيم مما يجعله مفيدًا في علاج الجروح والمساعدة في الالتئام. لذلك، يعتبر مفيدًا للبشرة التي تعاني من حب الشباب والبثور، كما يساعد اليود في التخلص من الخطوط الدقيقة والعلامات على الجلد. يتم استخدام اليود في صناعة عدة منتجات التجميل التي تكون غالية الثمن، لذلك يمكن الاستفادة من فوائد اليود من خلال تناول الأطعمة الطبيعية الغنية باليود للحفاظ على صحة ونضارة البشرة.
11- الحفاظ على صحة الشعر ومنع تساقطه:
اليود هو عنصر هام لصحة الشعر، حيث يساعد في تحسين عملية الأيض. فإذا بطئ معدل الأيض، فقد يؤدي ذلك إلى تساقط الشعر. كما أن اليود يلعب دورًا أساسيًا في عمل الغدة الدرقية التي تؤثر بشكل كبير على الشعر، فإذا كان هناك خلل في وظائف الغدة الدرقية، فقد يؤدي ذلك إلى تساقط الشعر. لذلك، ينصح بتناول الأطعمة الغنية باليود للحفاظ على صحة الشعر والحصول على شعر صحي ولامع. ويعاني الكثير من الرجال والسيدات من تساقط الشعر وتلفه، ويعود ذلك في الغالب إلى نقص في اليود في الجسم.
أسباب نقص اليود
يمكن الحصول على اليود من الأطعمة الغنية به، ويعود نقص اليود في الجسم إلى عدم تناول الأطعمة الغنية باليود بشكل كافٍ، مثل عدم تناول الملح المضاف إليه اليود. كما يعتبر التعرض للمواد الكيميائية الضارة وغاز الكلور عاملين يؤثران على نسبة اليود في الجسم.
مصادر الحصول على اليود
يحتوي اليود بنسبة عالية في الأسماك البحرية، وخاصة الأسماك المحيطية، والنباتات البحرية مثل عشب البحر والخضروات البحرية، كما يتواجد في الألبان، وخاصة حليب البقر والمنتجات الأخرى المصنوعة من الحليب مثل الجبنة المازوريلا، وفي الملح والمعجنات التي يتم إضافة اليود إليها، وفي التونة المعلبة. كما يتواجد اليود في الخضروات مثل الفاصوليا والثوم والسلق والسبانخ واللفت وبذور السمسم، وفي الفراولة والبيض والحبوب.
أعراض نقص عنصر اليود
يؤدي نقص عنصر اليود إلى بعض الأعراض الخطيرة التي تظهر على الجسم، مثل:
تتضمن أعراض تضخم الغدة الدرقية تورمًا في مقدمة الرقبة وزيادة الوزن بصورة غير مبررة، ناتجة عن عدم انتظام هرمونات الغدة الدرقية.
يمكن أن يتسبب نقص فيتامين د في الإصابة بالإمساك والإجهاد وخشونة الجلد وتساقط الشعر والشعور بالإحباط والاكتئاب وكثرة النسيان، بالإضافة إلى الشعور المستمر بالبرد.
يمكن أن يؤدي نقص اليود إلى التخلف العقلي وتدهور مستوى الإدراك، وقد يتسبب في تشوهات جسدية.
يمكن أن يؤدي خلل هرموني في الجسم إلى انخفاض نسبة الخصوبة لدى الرجال والنساء، والإصابة بالضعف الجنسي، وزيادة خطر حدوث الإجهاض لدى النساء، وانقطاع الطمث في سن مبكرة، وحدوث بعض الخلل في المبايض.
تشمل الأعراض الجانبية للإصابة بمشكلات في الجهاز التنفسي مثل الربو وتراكم الأغشية المخاطية في الشعب الهوائية، الصداع وغيرها.
يؤدي نقص اليود إلى بطء في إنتاج الأنسولين، مما يسبب مضاعفات لمرضى السكر.
علاج نقص اليود
يتم علاج حالات نقص اليود الشديدة عن طريق تناول الأدوية والمكملات الغذائية التي تحتوي على اليود، وذلك وفقاً لتوصية الطبيب. أما حالات نقص اليود المتوسطة، فيمكن علاجها عن طريق تناول الأطعمة الغنية باليود يومياً مثل الحليب وصفار البيض، وتناول الملح الغني باليود.
أضرار تناول جرعات زائدة من اليود
بالطبع يجب تناول كل العناصر بشكل معتدل، وذلك حتى لو كانت ذات أهمية كبيرة، حيث يؤدي الإفراط في تناول أي عنصر إلى حدوث أضرار. لذلك، يجب الاعتدال في تناول اليود وعدم تناول جرعات زائدة منه، وخاصة لمرضى الكلى والسل، حيث يمكن أن يتسبب تجاوز جرعة اليود 2 مليجرام في حدوث أضرار خطيرة لهم. ويمكن أن يؤدي تناول جرعات زائدة من اليود إلى الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. وعلاوة على ذلك، يجب على السيدات الحوامل والمرضعات تناول جرعات متوازنة من اليود وعدم الإفراط في تناوله.
المراجع :
