قصة اعلان الفضائيين كادبوري outdoor

أثار إعلان شركة كادبوري للشوكولاتة الخارجية الذي يتضمن فضائيين ضجة واسعة بين المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسنتعرف اليوم من خلال هذه الموسوعة على هذه الحملة الإعلانية وأبرز عيوبها والنتائج التي نتجت عنها. فعالم التسويق والإعلان مليء بالمفاجآت التي لا يمكن التنبؤ بها، ومن الممكن أن تقع أكبر الشركات في أبسط الأخطاء، مثلما حدث مع شركة كادبوري وحملتها الإعلانية لفضائيين في مصر العام الماضي والتي تلقت ردود فعل سلبية بشكل كبير.

إعلان كادبوري عن الفضائيينoutdoor

تتميز حملات الإعلان لشركة Cadbury Dairy Milk بالتخطيط الجيّد، ولكن الإعلان الذي أطلقته الشركة بخصوص الفضائيين كجزء من حملتها الإعلانية في مصر لم يلقَ إعجاب الجميع، وقبل البدء، يجب أن نتعرف على مضمون الإعلان الذي نتحدث عنه:

ما هو إعلان كادبوري عن الفضائيين

أطلقت شركة كادبوري العالمية حملة إعلانية بعنوان #الفضائيين_جايين في العام الماضي، وقد قامت في هذه الحملة بتقديم كائنات فضائية غريبة تشبه إحدى شخصيات أفلام الفانتازيا الأمريكية أو أفلام الكرتون، وذلك بمظهرها ولونها الغريب.

في البداية، كان الناس متفاجئين عندما وجدوا أن هذه المخلوقات الفضائية تملأ لافتات الإعلانات في الشوارع، وأثارت هذه الظاهرة الكثير من الضجة والانتقادات السلبية من كل من رآها، ومع تزايد الاستفهامات، خرجت الشركة بإعلان بعد ثلاثة أشهر لشرح الفكرة وراء وجود المخلوقات الفضائية.

تدور فكرة الحملة الإعلانية حول غزو الفضائيين للأرض بهدف الحصول على شوكولاتة كادبوري، وعند الحصول عليها، يشعرون بالسعادة العارمة ويعودون إلى وطنهم. فكرة الحملة ليست سيئة، ولكن التنفيذ هو الذي أساء إليها.

تعترض الغالبية العظمى على مظهر هذه الكائنات أو الفضائيين، كما أسمتهم الشركة، بأنهم كائنات ذات أشكال مفزعة للغاية، مما يثير الرعب في قلوب بعض الأطفال عند رؤيتها.

عيوب إعلان كادبوري عن الفضائيين

تكمن عيوب هذا الإعلان في سوء تقدير القائمين عليه وعدم امتلاكهم الخبرة الكافية بالسوق المحلية العربية والمصرية، ويمكن الاتفاق على أهم النقاط المتعلقة بهذا الإعلان:

• تصميم الفضائيين في الإعلان غير مناسب على الإطلاق للسوق المحلية، ولا يحظى بترحيب المستهلكين الذين ينفرون من مثل هذه الأشكال، ويأتي هذا الإعلان كجزء من حملة إعلانية عالمية لشركة كادبوري استغلت نجاح الفيلم الشهير “Interstellar” للمخرج كريستوفر نولان منذ عدة سنوات.
• ترتبط شركة كادبوري في العقول بالسعادة، حيث أن شعارهم “أطلقوا السعادة”، ولكن هذا الأمر لم يتوافق مع هذه الحملة على الإطلاق.
• ظهور الإعلان في البداية دون أي توضيحات لمدة ثلاثة أشهر قبل أن تبدأ الشركة في إطلاق الإعلانات الكاملة، جعل الكثير من الناس يتخمنون بالعديد من الاحتمالات السلبية التي أضرت بالشركة ولم تفيدها كما كان من المفترض.
• تعتبر علامة كادبوري علامة ترويجية تسوق نفسها باستمرار باعتبارها رمزًا للسعادة، وهذا يتعارض تمامًا مع محتوى حملة الإعلان الحالية.
• تم اتهام الشركة بالتشابه في تصميم شخصية الفضائيين في الإعلانات بشخصية سميجل من فيلم The Lord of the Rings أو شخصية توبي في فيلم هاري بوتر، وهذا الأمر جعلها مصدرًا للسخرية من قبل الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
• لم يأخذ الإعلان في الاعتبار الجوانب النفسية والسلوكية التي قد تتأثر بهذا الإعلان، خاصة أن الفئة الأكبر التي تستهلك الشوكولاتة هم الأطفال.

نتائج إعلان كادبوري عن الفضائيين

لم تكن حملة كادبوري حول الفضائيين سوى بداية، فقد رأت العديد من الشركات المنافسة الفرصة المناسبة للاستفادة من الاتجاه الذي انتشر حول الفضائيين، مثل شركة تودو (Todo) التي قامت بنشر العديد من النكات حول عودة الفضائيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

بما أن الكثير من شركات العقارات وشركات السيارات استغلوا عودة رواد الفضاء في إعلاناتهم عن طريق وضع صور للفضائيين بجوار منتجاتهم والترويج لها، فإن شركة كادبوري لم تشعر بالغضب من هذه الاستجابات، بل شاركت في العديد من هذه المناقشات الساخرة، وانتهت هذه المناقشات بفوز جميع الأطراف، كما يقال في مجال التسويق “لا يوجد دعاية سيئة، فقط استخدامها بشكل جيد”، وهذا ما فعلته شركة كادبوري.

عندما يتعلق الأمر بالتسويق، فمن المرجح حدوث الأخطاء، ولكن الأمر الأهم هو تصحيح هذه الأخطاء، وربما يكون هذا الدرس مفيدًا للعلامات التجارية الأخرى اللواتي يفكرن في الاستثمار في العالم العربي، لأنه يجب عليهن اختيار المحتوى الذي يتناسب مع تفكير مجتمعنا وطبيعته.