التعليموظائف و تعليم

قصة واقعية قصيرة

قصة واقعية | موسوعة الشرق الأوسط

نقدم لكم، أيها القارئ العزيز، في هذا المقال من “موسوعة” قصة واقعية قصيرة تحتوي على دروس حياتية وعبر يمكنكم الاستفادة منها في حياتكم والتعلم منها. فهناك قصص حقيقية وأخرى خيالية، والهدف العام من القصص هو التعلم والتعرف على تجارب الآخرين، بينما يكون الهدف من القصص الخيالية هو التسلية والترفيه عن النفس. فالقصص لها أثر كبير في حياة الإنسان، فقد يتغير مسار حياته بسبب قراءته لإحدى القصص، لذلك خلف لنا الكتاب والمؤلفون العديد من الكتب الرائعة والروايات والقصص القصيرة العظيمة التي تجذبنا إليها وتترك أثرًا كبيرًا داخلنا، وتساعدنا على التعلم والنمو.

لذا سنستعرض معك قصة واقعية كاملة مكتوبة تعطينا حكمة في الحياة، وتؤثر علينا، وعلى إنسانيتنا، فقط عليك أن تتابعنا.

قصة واقعية قصيرة

قصة الثقوب وأثرها الذي لا يُمحى

كان هناك شاب يُدعى عثمان يعيش في إحدى القرى الصغيرة، وكان يشتهر بالغلظة والقسوة في طبعه، فكان شخصًا عصبي المزاج يغضب بسرعة وبشكل لا يُحتمل، وتسبب هذا في ضيق الناس منه وغضبهم لأنه كان يتصرف بشكل غير لائق ويجرحهم. والغريب في الأمر أن والده كان حكيمًا له تجارب وخبرة كبيرة في الحياة، ولاحظ هذه الصفة السيئة التي تتواجد في ابنه.

وقرر الرجل هنا أن يساعد ابنه على التخلص من عادته السيئة وتحسين حالته، حتى يحبه الناس ويتقبلونه، ولهذا جلب كيساً يحتوي على مسامير صغيرة، وعندما يشعر ابنه بالغضب وفقد الأعصاب ويفعل أموراً غير لائقة، يجب عليه أن يدق مسمارًا واحدًا صغيرًا في السياج الخشبي الموجود في حديقة منزلهم.

في الواقع، اتفق الابن على الامتثال لنصيحة والده والقيام بما أمره به، وعندما يشعر بالغضب يقوم بدق المسامير في السور الخشبي، وهذا الأمر ليس سهلاً على الإطلاق، لأنه يتطلب الوقت والجهد. وفي اليوم الثاني، دق الابن حوالي 40 مسمارًا، وكان يشعر بالتعب والإرهاق بعد ذلك. وحاول في نفسه أن يتحكم في غضبه وأن يسيطر عليه، حتى لا يقوم بدق المسامير مرة أخرى.

البدء في فهم الدرس والحكمة

مع مرور الوقت والأيام واحدًا تلو الآخر، نجح الولد عثمان في الحد من عدد المسامير، حتى استطاع السيطرة على نفسه والتحكم بها، وتخلص من هذه الصفة نهائيًا.

لم يدق أي مسمار على السور الخشبي خلال ثلاثة أيام كاملة، وذهب الأب إلى والده وهو يشعر بالفرحة والانتصار، وفرح به الأب بالفعل وهنأه على التحول الإيجابي الذي حدث فيه.

وطلب منه ابنه مهمة جديدة وهي أن يقوم باستخراج كافة المسامير التي دقها داخل السياج، فاستغرب عثمان من هذا الطلب ولكن وافق عليه ونفذه بالفعل وقام بإخراج المسامير.

عاد إلى والده مرة أخرى ليخبره بأنه انتهى من نزع جميع المسامير، وأخذ والده به إلى حديقة المنزل وتفقد السياج.

والده هنأه وقالله إنه عمل شغل جيد، بس طلب منه إنه يشوف السور بشكل عام وينظر عليه، وبعدين قالله: “هاد السور صعب جدا ومستحيل نرجعه زي ما كان في الماضي، مهما جهدنا.

وأخبره بأن هذه الثقوب تشبه الأقوال والأفعال التي يقوم بها الإنسان عند الغضب، وبالتالي إذا اعتذر الإنسان لشخص ما مرات عديدة فلن يتمكن من محو الأثر السلبي الذي تركه، ويتضح من هذه القصة أن الأثر يبقى في نفوس الأفراد مهما مر الزمن، لذا يجب أن نزرع الخير ونترك آثارًا إيجابية داخل كل شخص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى