معبد حتشبسوت (المعبد الجنائزي)، وهو واحد من أشهر المعابد المعروفة في العالم، لا فقط في مصر، ويعكس التصميم المعماري للمعبد مدى تقدمه في فترة بنائه. تم بناء المعبد بأمر من الملكة حتشبسوت، الحاكمة القوية لمصر، ويظهر المعبد أناقة الملكة وجمالها من خلال التفاصيل. كما يدل المعبد على وجود العديد من البعثات التجارية في عصرها، خاصة في تجارة أنواع البخور التي كانت تقدم للآلهة. يحتوي المعبد على ألواح ملونة جميلة وتماثيل، ويقع في الأقصر، المدينة المشهورة بمعابدها العظيمة. يمكنكم الاطلاع على المقال التالي في الموسوعة لمعرفة المزيد من المعلومات عن معبد الملكة حتشبسوت.
معلومات عن معبد حتشبسوت
يعد هذا المعبد معبد جنائزي ينتمي إلى الأسرة المصرية الـ18، ويعتبر من أفضل المعابد التي بُنيت قبل حوالي 3500 سنة في الضفة الغربية من النيل، والتي كانت مركزًا حضاريًا في مصر القديمة “الأقصر”، ولذلك يتوافر العديد من المعابد والمقابر الملكية في هذه المنطقة، وقد قامت الملكة حتشبسوت، ابنة الملك تحتمس الأول، ببناء هذا المعبد، ولذلك تم تسميته باسمها.
يتميز المعبد بتصميماته المعمارية المتميزة عن غيرها من المعابد المصرية القديمة، إذ بُني المعبد من ثلاث طوابق متتالية، ويطل على شرفات مفتوحة، ويضم المعبد العديد من التماثيل التي تخص الآلهة والتي صُنعت من الأحجار الجيرية، ومن بين هذه التماثيل تمثال الملكة حتشبسوت وتمثال الإله أوزوريس، حيثُ توجد هذه التماثيل في الطابق الثاني للمعبد وتم توزيعها بشكل جميل، ويذكر أنه كانت هذه التماثيل ملونة بألوان مختلفة في البداية، لكنها فقدت ألوانها مع مرور الزمن، ومن الجدير بالذكر أنه رغم مرور السنين على المعبد والتماثيل، إلا أن هناك عددًا كبيرًا من التماثيل التي ما زالت جميلة وتحتفظ بحالتها الجيدة، وهذا يدل على تصميم المعبد الاحترافي والمميز.
تميز المعبد بوجود نقوش على جدرانه، والتي دلت على إرسال الملكة حتشبسوت العديد من البعثات إلى الخارج لأغراض التجارة وجلب العديد من الأخشاب والحيوانات، وبخاصة فرو النمور الذي كان يرتديه الكهنة، والأشجار التي لم تكن موجودة في مصر. كما قاموا بإحضار أنواع متعددة من البخور والمر، وكانت عادتهم تقديم البخور بجانب القرابين إلى آلهتهم.
تعتبر منطقة الدير البحر في الأقصر مكانًا مخصصًا لعبادة الإله هاتور والإله أمون رع، وكان هناك أيضًا عبادة الإله حورس وأنوبيس، حيث كانت هذه المنطقة مجمعًا للعديد من المعابد والمقابر الفرعونية. ويرجع السبب في ذلك إلى الدولة المصرية الوسطى، حيث استغل منتوحوتب الثاني الذي كان من الأسرة الـ11 هذه المنطقة وأمر ببناء العديد من المعابد والمقابر لنفسه ولزوجاته وأقاربه وحاشيته. وتم بناء معبد حتشبسوت في العصر الحديث للدولة المصرية الـ18.
من المهم معرفة أن المسيحية انتشرت بشكل كبير في مصر بعد انتهاء عصر البطالمة. بنوا المسيحيون على أنقاض معبد الملكة حتشبسوت ديرًا للعبادة وأطلقوا عليه اسم (دير فويبأمون). استخدم الدير هذا المعبد وخدمه العديد من قساوسة المسيحيين حتى القرن الحادي عشر. وبعد ذلك، أطلقوا على هذه المنطقة اسم الدير البحري لأنها تضم عدة معابد وأديرة ومقابر فرعونية. يوجد بجانب معبد حتشبسوت معبد منتوحوتب الثاني، ويوجد معبد تحتمس الثالث بالقرب منهما، وهو معبد صغير جدًا ولم يتبق منه سوى بعض الآثار. اشتُهر معبد حتشبسوت باسم (بيت المليون سنة) عند المصريين القدماء.
أشهر التصميمات في Hatshepsut Temple
- محراب حتشبسوت وتحتمس الأول: يُعَدّ الجرانيت والرخام من أكبر المواد المستخدمة في المعابد، ويتواجد باب من الجرانيت أمام الحائط في مدخل المحراب.
- قدس الشمس: ويتكون من 12 بهو.
- محراب أمون رع: تحتوي هذه المقصورة على أربعة تماثيل للملكة حتشبسوت، وهي المقصورة الرئيسية لعبادة الإله أمون.
- المزار الشمالي لأمون رع: هي غرفة صغيرة تحتوي على العديد من النقوش التي توضح طريقة تقديم القرابين للإلهة.
صور معبد حتشبسوت
