التعليموظائف و تعليم

الفرق بين الاستماع والانصات

السماع والاستماع والانصات | موسوعة الشرق الأوسط

نوضح في هذا المقال الفرق بين الاستماع والإنصات، إذ تحوي اللغة العربية العديد من الكلمات التي يعتقد الكثيرون أنها تعني نفس المعنى، ولكن في الواقع لكل كلمة معناها الخاص الذي يجب توضيحه. ومن بين تلك الكلمات التي يخلط البعض بين معانيها، كلمات الإنصات والاستماع والإصغاء. ويجب معرفة معاني هذه الكلمات بشكل صحيح لاستخدامها بالشكل المناسب في الجملة الدالة على معناها الحقيقي. وسنوضح في الفقرات التالية على موسوعة معنى كل من الإنصات والاستماع.

جدول المحتويات

الفرق بين السماع والاستماع والانصات

  • السماع هو استقبال الأذن للأصوات سواء بقصد أو بدون قصد من مصادر محددة، وهو القدرة على استيعاب الصوت دون انتباه من المستقبل له، كما ذكر الله تعالى: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه).
  • يقوم الاستماع بأن يستقبل الشخص الأصوات من مصادر خارجية بانتباه حتى يتمكن من فهم واستيعاب ما يُقال له. ومن الدلائل على أن الاستماع أفضل من السماع هو ما جاء في القرآن الكريم: { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ { حيث لم يقل الله تعالى “اسمعوا.
  • وكما جاء في قول الله تعالى `قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا`. وتعني هذه الآية أن الجن قد اهتموا بسماع القرآن الكريم بعد أن سمعوه للمرة الأولى دون قصد.
  • وقد ذكر أيضا في القرآن الكريم قوله تعالى (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن)
  • أما الإنصات، فهو أعلى مستوى من الاستماع، حيث يتم استقبال المعلومات من مصدر آخر مع إعطاء ذلك المصدر كل الاهتمام والتركيز لتحقيق هدف محدد.
  • من بين المواقف التي تتطلب الاستماع هي صلاة الجماعة في المسجد أو صلاة الجمعة، وهذه المواقف تتطلب مكانًا مناسبًا، ولكن في حالة الاستماع فإنه يمكن الاستماع إلى الأذان في الشارع دون الحاجة إلى مكان مناسب.
  • • نزلت الآية الكريمة لدعوة المسلمين إلى الانصات والاستماع للقرآن الكريم، حيث قال تعالى: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.” وقد ورد سبب نزول هذه الآية بأن بعض المصلين كانوا يتحدثون أثناء الصلاة في بادئ الأمر، وقد يتساءل شخص جديد عندما يدخل المسجد والمصلون يصلون عن عدد الركعات التي صلوها، فنزلت هذه الآية لمنعهم من ذلك وحثهم على الانصات والاستماع للقرآن.

ما الفرق بين السماع والاستماع والانصات مع الاستدلال بالقرآن الكريم

  • السماع: يمكن تعريف السماع بأنه استماع إلى الأصوات أو الكلام سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد، فقد قال الله تعالى في سورة القصص: `وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين`.
  • الاستماع: يقصد الإنسان بقدرته على استقبال الأصوات من مصادر مختلفة بهدف فهمها واستيعابها وإدراكها، وقد ذكر الله تعالى في سورة الجن حول هذا الموضوع.
  • الإنصات: يُعرف الإنصات بأنه ترك الإنسان كل ما يشغله والصمت تماماً حتى يتفرغ للاستماع إلى شيء ما، ويُعد الإنصات في مستوى أعلى من السماع والاستماع، فقد ذكر الله تعالى في سورة الأحقاف: “وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ.
  • الإصغاء: الاستماع هو عندما يستمع الإنسان إلى حديث ويتفاعل قلبه ومشاعره معه، فقد قال الله تعالى في سورة التحريم: “إذا توبتما إلى الله فقد صغت قلوبكما، وإذا ظهرتما عليه فإن الله هو مولاكما، وجبريل وصالح المؤمنين، والملائكة بعد ذلك ظهير.

انواع الانصات

  1. يعد الاستماع بعناية وانصاتًا جيدًا هو الأساس الأهم من بين جميع الأفعال السابقة، نظرًا لأن الانصات في النهاية هو الاستماع بهدف التعلم والاستفادة. ويعد نوع الانصات الذي يهدف إلى الحصول على المعلومات والأفكار الرئيسية والجانبية من الموضوع المطروح أحد أهم أنواع الانصات.
  2. يشمل الانصات أيضًا الانصات النقدي حيث يقوم المتلقي عند استلام رسائل إقناعية بتحليل الشخص الذي يتحدث وتقييم ما يقوله.
  3. أما الانصات العاطفي فهو توقف المتلقي عن الكلام والاهتمام بالاستماع بسبب تعاطفه مع المتحدث ورغبته في المشاركة معه.
  4. هناك نوع آخر من الاستماع يستخدم للتمتع بالمعرفة، ويتميز هذا النوع بأن الشخص يستمع إلى المعلومات في صمت بسبب شعوره بالاستمتاع الذي يترتب على إشباع معين لدى المستمع.

شروط الانصات

  • يؤدي الاستماع بانتباه إلى زيادة التفاعل والتركيز وتعزيز سلامة التفكير، ويساهم الاستماع في تعميق التفكير في الموضوع المطروح والاستفادة من الأدلة والبراهين التي يقدمها المتحدث، حتى يستطيع المستمع الاستنتاج والتوصل إلى قناعته الخاصة بشأن الموضوع.
  • تتكون مراحل الاستماع والتفسير والاستيعاب والتذكر والاستجابة من أجل الانصات.
  • من شروط الاستماع الفعال أن يقوم المستمع بالتركيز والفهم والتحليل والتقييم للمتحدث، دون الحكم عليه إلا بعد ان ينتهي من الحديث.
  • من الشروط الهامة في الاستماع هو أن يقوم المستمع بإعطاء كامل اهتمامه للمتحدث، حتى يشجعه على مواصلة حديثه ويجعله يشعر بالرغبة في الحديث والتواصل.
  •  من شروط أن يكون المستمع جيدًا هو الانتباه إلى الحديث، ومدى تأثير الكلمات على معناه، كما يجب الحفاظ على شعور المتحدث وعدم التقليل من شأنه أو الاستهزاء به، ويجب توضيح معاني الكلمات لتجنب الخطأ في الفهم. ومن شروط المستمع الجيد أيضًا عدم ترجمة صمت المتلقي على أنه عدم فهمه، وقد يكون السبب هو عدم الرغبة في الإفصاح عن معلومات أو عدم الموافقة على كلام المتحدث.

أهداف الانصات

  1. من بين أهداف الاستماع الفعّال هو رغبة المستمع في اكتساب معلومات جديدة من المتحدث، خصوصًا إذا كان هذا الشخص لديه خبرات غنية في الحياة، إذ أن الخبرة الحقيقية لا تأتي من الكتب فقط، بل تأتي من الخبرة العملية والتجارب الحياتية.
  2. تعد الانصات أحد الأهداف الرئيسية واللازمة لحل مشاكل الأشخاص، إذ يساعد الانصات على التعرف على سبب المشكلة وإظهار الاهتمام اللازم. وتهدف الانصات أيضًا إلى بناء علاقات طيبة بين الأشخاص، حيث يؤدي اهتمام المتلقي بحديث الشخص المتحدث إلى نشأة علاقة جيدة بينهم، وربما يصبحون أصدقاءًا مقربين.
  3. يستمع بعض الأشخاص إلى ما يقوله الآخرون بسبب فضولهم الإنساني، فيرغب البعض منهم بمعرفة ما يتحدث عنه الآخرون بدافع الفضول.
  4. من أهداف الاستماع الجيد هو الاستماع إلى اسم الشخص عندما يتم ذكره في حوار بين شخصين، أو الاستماع إلى القاضي في قاعة المحكمة، وذلك خوفًا من العواقب السيئة.

تعريف الإنصات والاستماع

  • يشير إلى أن الاستماع أكثر شمولية وعمومية من الإنصات، وأنه ليس كل استماع يعتبر إنصات، بينما كل إنصات هو بالأساس استماع.
  • الإنصات هو أعلى مستوى من الاستماع، إذ يصمت المستمع ويترك كل ما يمكن أن يشغله حتى يتفرغ تماماً، فيركز كامل انتباهه على ما يقال بهدف معين في نفسه.
  • عندما ينصت الإنسان لحديث ما، يقوم بعزل حواسه عن جميع المؤثرات المحيطة به، حتى يتمكن من التركيز على ما يتم قوله.
  • الاختلاف بين الإنصات والاستماع يتمثل في أن الإنصات يشير إلى الاستماع لفترة طويلة ومستمرة، حيث يتابع المستمع الحديث من بدايته وحتى نهايته دون انقطاع.
  • يمكن أن يكون الاستماع متقطعًا، حيث يستمع الشخص إلى حديثٍ ثم يصرف ذهنه عنه لبعض الوقت، أو يتحدث أثناء الحديث، أو يفكر في أمور أخرى، ثم يعود للاستماع إليه مرة أخرى.
  • أمرنا الله عز وجل بالاستماع والإنصات للقرآن الكريم والتركيز على ما يتلى منه لفهم معانيه، وقد أمرنا سبحانه وتعالى في سورة الأعراف بالقول: `وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ`.
  • ويمكن القول بأن درجة انتباه الإنسان هي العامل الحاسم الذي يحدد ما إذا كان هو المستمع أو المتحدث.

تعريف الإصغاء

  • كما شرحنا سابقًا، فإن الإصغاء هو الاستماع إلى الحديث مع تفاعل المشاعر والقلب مع هذا الحديث.
  • يستمع الشخص إلى الحديث بأذنيه، ويستمع إليه بعينيه التي تنقل له تعابير المتحدث وتعبيراته التي يقوم بها بوجهه وعينيه وأطرافه.
  • يصل الإنسان في تواصله مع الآخرين إلى المرحلة العليا عندما يستمع بإصغاء، ولا يقتصر تفاعله على الاستماع فقط، بل يحاول فهم ما يقوله المتحدث وما يحاول التعبير عنه ونقله.
  • الاستماع هو مهارة مهمة تساعد على إقامة اتصال جيد وفعال بين الأشخاص، حيث يمكن من خلالها معرفة الحقائق الهامة التي يريد المتحدث إيصالها من خلال كلامه، ويمكن أيضًا التفاعل مع المشاعر التي يعبر عنها المتحدث، سواء كانت غضبًا أو دهشةً أو سعادةً أو غير ذلك.

فن الاستماع والانصات

يُعد كلًا من الاستماع والإنصات مهارة نادرة، وبالتالي، الكثيرون لا يستطيعون التفاعل أو التعاطف مع المتحدث، ويرغب الكثيرون في معرفة كيف يكونوا مستمعين جيدين، ويمكن تحقيق ذلك باتباع الآتي:

  • الثقة: يعتبر العنصر الأساسي والأكثر أهمية في الاستماع إلى الحديث هو كسب ثقة المتحدث، حتى يشعر بالارتياح والثقة للتحدث أمام المستمع، ولا يمكن لأي شخص أن يتحدث أمام أي شخص دون شعوره بالراحة التي تشجعه على الحديث.
  • إبراز الاستماع: يمكن للشخص أن يظهر اهتمامه بما يسمعه من خلال توجيه جسمه نحو المتحدث والتركيز على عينيه، ويجب على المستمع تجنب التشتت عن الكلام بالنظر إلى هاتفه أو أي شيء آخر، حيث تسبب تلك الأفعال الإحراج للمتحدث.
  • الاستماع بالعقل: يجب على المستمع أن يركز على كلام المتحدث، وإذا شعر بأي انتشار لأفكاره، عليه أن يتوقف وينتظر حتى يستطيع الاستماع بتركيز وتجنب تشتت الذهن.
  • الاستماع بالقلب: خلال الاستماع إلى المتحدث، يمكن أن تنشأ عدة مشاعر داخل المستمع نتيجة لتفاعله مع الكلام، ولكن يجب عدم إظهار تلك المشاعر أثناء الحديث حتى يصبح الاتصال أكثر فعالية وعمقاً.
  • تذكر ما قيل في الحديث: لا يتوجب على المستمع حفظ كل ما يقوله المتحدث عن ظهر قلب، ولكن من المهم أن يركز على النقاط الرئيسية للموضوع حتى يتمكن من تذكرها لاحقًا عند طلبها منه المتحدث، والتي يمكن أن تدل على مدى تركيز المستمع على ما يقال.
  • التعايش مع الحديث: ويمكن للمستمع أن يفهم ويتعرف على الموضوع المطروح من خلال وضع نفسه مكان المتحدث، ويتخيل ماذا كان سيفعل إذا وُضع في موقفه، فلا يكون الاستماع لحديثه مجرد استماع خالي من الفهم والإدراك.
  • التفاعل مع الحديث: هناك عدة طرق للتفاعل الصوتي التي تظهر اهتمام المستمع بما يقوله المتحدث وتشجعه على الحديث بشكل أكثر، ومن هذه الطرق: نعم، وماذا بعد، معقول!
  • التمهل في الرد: عندما يطرح المتحدث مشكلة على المستمع، يتعين عليه أن يتحلى بالصبر وينتظر حتى ينتهي المتحدث من حديثه، حتى لا يفوت أي شيء ويحصل على صورة كاملة للمشكلة.

وصلنا إلى نهاية مقالنا حيث أوضحنا الفرق بين الاستماع والإنصات، وشرحنا مفهوم الإصغاء وكيفية الاستماع الفعال للحديث، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.

للمزيد يمكن الإطلاع على:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى