أسأل الخبراءالمراجع

هل العمل في البنوك حرام

هل العمل في البنوك حرام | موسوعة الشرق الأوسط

هل العمل في البنوك حرام

قدم علماء المسلمين إجابات عديدة لتلك الأسئلة، مستندين إلى طبيعة عمل البنوك ومصادر جمع أموالها، فقسم الأئمة والمشايخ المصارف والبنوك في العصر الحديث إلى نوعين: البنوك الربوية والبنوك الإسلامية، وأفتوا في كثير من الأحكام المتعلقة بتلك البنوك، وسنحاول عرض بعض منها فيما يلي:):

  • يذكر أحد علماء المسلمين بأن العمل في البنوك الربوية غير جائز شرعا، حتى لو كان العمل غير مرتبط بالمعاملات الربوية. وأوضح أن العمل في البنوك غير محرم إذا كان البنك يتعامل بنظام يتفق مع الشريعة الإسلامية، ولكنه غير مسموح بالعمل في البنوك التي تقوم بإبرام المعاملات الربوية ، حتى لو كان الموظف مجرد حارس، ويعود السبب في ذلك إلى أن ذلك يعد تعاونا على الإثم والعدوان، وهذا كما جاء في قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوىٰ ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) (سورة المائدة، الآية: 2)
  • وهذا الرأي يعتمد على أن الربا ليس مقتصرا فقط على المدينة أو المستفيد منها، بل يشمل أيضا كل من ساهم في تنفيذ مثل تلك الصفقة، حتى لو بمجرد كتابة سطر على ورقة، ويعود ذلك إلى قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه.) (حديث صحيح)

هل العمل في البنوك حرام الإفتاء

أعلنت لجنة الإفتاء ومراجعة سماحة المفتي العام الدكتور نوح علي سلمان رأيها في العمل في البنوك الربوية، وأشارت إلى أن هذا الأمر يعتمد على طبيعة العمل المقصود، فإذا كان عمل الموظف في البنك الربوي لا يتضمن مساعدة مباشرة في عملية الربا، ولا يتعارض مع معارض الشريعة الإسلامية، فلا مانع من العمل فيه.

  • في حالة كان عمل الموظف في البنك الربوي يتعلق بتعامل مباشر في الفوائد الربوية ويعطي إعانة عليها، فهذا غير مسموح به، ويستند إلى القول الذي ذكرناه سابقًا في الآية الثانية من سورة المائدة، بالإضافة إلى الحديث الذي ذكرناه سابقًا والذي عمم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على جميع المشاركين في الاتفاق الربوي.
  • كما شرح فضيلته، الاعتذار عن العمل الحرام مؤقتًا بهدف تجميع الأموال والانتقال إلى عمل آخر مباح يعد اعتذارًا غير مقبول، لأن المال الحرام لا يبارك فيه الله، ولا يمكن أن تجعل النية وحدها العمل المحرم حلالًا، واللعنة التي وردت في الحديث الشريف تشمل كل من يساعد على الربا. لذلك، يتوجب على المسلم التفكير والتأمل في حالته إذا كان يريد أن يلعنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأن يواجه الله – عز وجل ورسوله – صلى الله عليه وسلم – في الحرب.
  • في نهاية الفتوى، أنهى فضيلته بقول الله -تعالى-: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. إن الله بالغ أمره، وقد جعل الله لكل شيء قدرا”. سورة الطلاق)

هل العمل في البنوك حرام القرضاوي

سئل فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي عن حكم العمل في المصارف، وأجاب أن النظام الاقتصادي في الإسلام يستند إلى محاربة الربا. ويعتبر الربا واحدا من الكبائر في الشريعة الإسلامية، حيث يزيل البركة من الفرد والمجتمع بأكمله ويجلب البلاء في الدنيا والآخرة. وقد جاء هذا الحكم في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد اتفق عليه علماء الأمة. واستند فضيلته إلى قول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون” (سورة البقرة، الآيات 278-279)

  • وذكر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه عنه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: إذا ظهر الزنا والربا في قرية، فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله) (حديث صحيح)
  • ذكر فضيلته أن سنة الإسلام في تشريعاتها وتوجيهاتها تأمر المسلم بمقاومة المعصية، وفي حالة عدم تمكنه من التوقف عنها، يجب عليه عدم المشاركة فيها بالقول أو الفعل، وحرم الله التعاون في الإثم والعدوان، وجعل من كل معين على معصية مثله مثل الشريك في ارتكابها وفاعلها، سواء كانت هذه المشاركة بجهد مادي أو أدبي، سواء كانت عملية أو قولية.
  • وأشار المتحدث إلى أن مسألة الربا لم تعد مرتبطة بالموظفين في البنوك أو الكتاب في الشركات، بل هي جزء من نظام الاقتصاد في العديد من الدول الإسلامية والأجهزة المالية بشكل عام، وبالتالي فإن هذا الموضوع يؤثر على المجتمع بشكل عام، وتغيير هذا الواقع لا يتم عن طريق امتناع الموظفين عن تنفيذ عملهم في البنوك أو الشركات، بل يتم عن طريق الإقتناع الكامل للمجتمع بضرورة تغيير الوضع.
  • وفي خاتمة الفتوى ذكر أن الحاجة الضرورية التي تصنف عند الفقهاء كضرورة تفرض على الشخص قبول عمل ما هي تلك التي تشكل وسيلة للرزق والعيش، وقد استند ذلك إلى قوله تعالى في سورة البقرة الآية 173: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم)

هل العمل في البنوك حرام النابلسي

سألت سائلة فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي، وهي مهندسة كمبيوتر تعمل في أحد مصارف الدولة الذي يعمل بالربا، عن حكم العمل في هذا البنك، وأجاب فضيلة الشيخ النابلسي بأن العمل في البنوك الربوية حرام شرعًا، واستند في فتواه إلى قول المولى- عز وجل- في الآية التي ذكرناها سابقًا من سورة المائدة، وأوضح أنه لا ينبغي للمسلمين العمل في هذه البنوك، وعليهم البحث عن وظائف أخرى تتماشى مع شريعة الإسلام.

هل العمل في البنوك حرام ابن باز

ذكر الإمام ابن باز أن العمل في البنوك التي تتعامل بالمعاملات الربوية غير جائز، ولا يوجد خلاف في ذلك، وذلك لأن هذا العمل يساعد على الإثم والعدوان، واستشهد بآية من سورة المائدة، ثم ذكر حديثًا للرسول عن عقاب المشتركين في الربا الذي ذُكر سابقًا.

  • أوضح فضيلته أن الحصول على الفوائد من البنوك، سواء كانت شهرية أو سنوية، يندرج تحت مفهوم الربا المحرم، وهذا ما يجمع عليه العلماء. وبالنسبة لوضع المال في البنك بدون الحصول على فائدة، فإن هذا الأمر غير مستحب لأنه يمكن أن يساعد البنك في استغلال هذا المال في معاملات ربوية. والأفضل هو ترك المال في مكانه والاحتفاظ به، وذلك خاصة في الحالات الضرورية، إذا كان البنك يتعامل بالربا.
  • أكد الفاضل في فتواه أنه يجب الحذر من الأشياء التي حرمها الله والعمل على حفظ الأموال وتصريفها بالطرق السليمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى