هل الجرعة الثالثة ضرورية من لقاح كوفيد 19
يدور هذا السؤال في أذهان الكثيرين: هل الجرعة الثالثة ضرورية؟ وذلك بسبب انتشار الموجة الرابعة من فيروس كورونا وظهور المتحور الجديد في معظم دول العالم، وارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بين الملقحين بجرعتين مختلفتين، حيث أكدت كثير من الشركات المصنعة للقاحات أن نسبة فعالية اللقاح تراجعت بشكل ملحوظ. وبالتالي، زادت أهمية الحصول على الجرعة الإضافية، المعروفة باسم الجرعة الثالثة. وهناك الكثير من التفاصيل حول الجرعة الثالثة والمتحور الجديد، والتي صاحبتها الكثير من الأخبار حول ضرورة الحصول على الجرعة الرابعة. وكل هذا سيتم تناوله في موقع موسوعة.
هل الجرعة الثالثة ضرورية
تثير الجرعة الثالثة الكثير من النقاشات والآراء تختلف حول ضرورتها، حيث يوجد من يؤيد أهميتها ومن يعتبرها غير ضرورية، وتُعرف الجرعة المعززة بالجرعة الثالثة أو الجرعة الإضافية.
عدم أهمية الجرعة الثالثة
تعود أسباب عدم اعتبار الجرعة الثالثة ضرورية إلى عدة عوامل، وتدعم هذه النظرة مجموعة من المنظمات، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية وإدارة الأغذية والأدوية الأمريكية.
- تقر منظمة الصحة العالمية بعدم أهمية الجرعة الثالثة وأن منحها للمواطنين غير مبرر، حيث أن اللقاحات لا تزال فعالة في الوقاية من الإصابة بالفيروس.
- يعتبر إعطاء الجرعات الأولى والثانية أساسي وأهم من إعطاء الجرعة الثالثة للأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح من قبل.
- أكدت مجموعة من الخبراء الدوليين، بما في ذلك أخصائيون من منظمة الصحة العالمية ووكالة الأغذية والعقاقير الأمريكية وبعض الهيئات البحثية، أن البيانات الحالية لا تدعو إلى تقديم جرعة ثالثة من اللقاح وأن هذا القرار يضر بالدول الفقيرة التي لم تتلق الجرعات الأولية.
- تؤكد تلك المنظمات المعارضة للجرعة الثالثة على ضرورة العمل على إصدار جرعات معززة ضد المتحورات الجديدة للفيروس بدلاً من منح جرعة ثالثة من اللقاحات المتوفرة حالياً.
- يرون خبراء ذي لانسيت بأنه مهما كانت نسبة تراجع فعالية اللقاح، فإن ذلك لا يدل على عدم فعاليته في مواجهة الأشكال الأكثر خطورة من الفيروس.
- لا يمكن قياس مدى استجابة المناعة الخلوية بسهولة، وهذا ما يدعم فكرة العمل على تطوير أنواع جديدة من اللقاحات التي تواجه المتحورات الجديدة من الفيروس.
الجرة الثالثة ضرورية ومهمة
يرون بعض الأشخاص أن الجرعة الثالثة من اللقاح ضرورية ومهمة، حيث يعتقدون أن فعالية اللقاح تقل مع مرور الوقت، وأن الهدف من الجرعة المعززة هو زيادة المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض تضعف مناعتهم.
- الهدف من الجرعة الثالثة هو تعزيز استجابة الجسم لأولئك الذين يعانون من نقص المناعة، بالرغم من تلقيهم جرعتين من اللقاح.
- أعلنت إدارة الخدمات الصحية والإنسانية الأمريكية عن خطة لتطوير لقاحات محسنة لزيادة فعاليتها.
- تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول التي بدأت بالفعل في توفير الجرعة الثالثة من لقاحات فيروس كورونا وفي هذا الإطار قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة ما يلي:
- تعاني الدول هذه الفترة من الموجة الرابعة من فيروس كورونا ما يصاحبه زيادة كبيرة في عدد المصابون بالفيروس.
- أكد أن الجرعة الثالثة ليست إلا جرعة تنشيطية، يتم إعطاؤها لبعض الفئات التي تعاني من ضعف المناعة لأي سبب، خاصة المسنين.
- وأكد أن الجرعة الثالثة ليس لها أعراض جديدة، وإنما تتشابه أعراضها مع تلك المصاحبة للجرعتين الأولى والثانية.
- وأوضح أن أهمية الجرعة المعززة ليست بسبب وجود متغيرات جديدة
- تأتي هذه الخطوة من المملكة العربية السعودية، حيث تولي الأولوية لسلامة المواطنين، وهي واحدة من أول الدول التي تقدم الجرعة الثالثة خصيصًا للأشخاص الذين يحتاجون إليها بشدة بسبب إصابتهم بأمراض تؤثر على جهاز المناعة.
- في الولايات المتحدة الأمريكية، تم إعطاء الجرعة الثالثة لمئات الآلاف من الأشخاص، حيث تم طرح الجرعة الثالثة في 13 أغسطس 2021، بعد مرور أكثر من 8 أسابيع على تاريخ تلقي الجرعة الثانية.
الفئات التي يجب أن تتلقى الجرعة الثالثة
تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من الدول التي تسمح بتلقي الجرعة الثالثة من اللقاح للمواطنين الذين تلقوا جرعتي اللقاح، وذلك لكل من هم بعمر 12 عامًا فأكثر، وأعلنت وزارة الصحة السعودية أن هناك فئات محددة تستحق الحصول على الجرعة الثالثة قبل غيرهم، لذلك سيتم تخصيص الجرعات الأولى من الجرعة الثالثة لهم، ثم يتم توزيع الجرعات المتبقية على المواطنين الآخرين.
- أكدت وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية أن الهدف من الجرعة الثالثة هو زيادة مناعة المواطنين، خاصةً لأولئك الذين يعانون من ضعف المناعة.
- ومن ذلك المنطلق فقد أكدت ان الجرعة الثالثة سيتم منحها في البداية إلى الفئات التالية لرفع مناعتهم:
- زارعو الأعضاء.
- المصابون بفشل كلوي مزمن.
- أصحاب الأمراض المزمنة.
- من تجاوز عمره 60 عامًا.
- أصحاب المهن ذات المخاطر.
- الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية والمؤسسات الطبية.
- كما أكد مركز الوقاية من الأمراض CDC أن الأشخاص الأكثر حاجة إلى تلقي اللقاح هم من يعانوا من ضعف الجهاز المناعي بعد مرور مدة تتراوح ما بين 19 يوم وحتى 28 يوم من تاريخ تلقي الجرعة الثانية للفئات التالية:
- مرضى الأورام وسرطان الدم.
- يستخدمون أدوية لتثبيط جهاز المناعة لدى الأشخاص الذين أجروا عمليات زراعة أعضاء.
- لأولئك الذين أجروا عملية زراعة الخلايا الجذعية قبل عامين على الأقل.
- مرضى متلازمة دي جورج.
- مرضى متلازمة ألدريتش.
متي يجب تلقي الجرعة الثالثة
مع بداية الموجة الرابعة من انتشار فيروس كورونا وزيادة عدد المصابين بالفيروس بين الأشخاص الذين تلقوا جرعتي اللقاح، زادت قناعة بعض الدول بضرورة تلقي الجرعة الإضافية (الجرعة الثالثة) لزيادة مناعة الجسم، وتم التوصل إلى أن فئة كبيرة من الناس تعاني من نقص المناعة مما يزيد من خطر إصابتهم بالفيروس.
- زيادة الحاجة إلى الجرعة الثالثة من اللقاح يرجع إلى عدم قدرة اللقاح على حماية 10% من التعرض للفيروس، وتقل فعالية اللقاح مع مرور الوقت.
- ينخفض معدل الحماية ضد السلالات المتحورة من الفيروس لدى الأشخاص الذين تلقوا جرعتي اللقاح.
- أعلنت وزارة الصحة الألمانية أن الجرعة الثالثة ضرورية جدًا لرفع المناعة ذلك إلى جانب أنها أوضحت متي يمكن تلقي الجرعة الثالثة:
- يمكن تلقي الجرعة الثالثة من اللقاح بعد مرور 6 أشهر من موعد الجرعة الثانية.
- أكدت وزارة الصحة أن تلقي الجرعة الثالثة قبل مرور 6 أشهر لن يؤثر ولن يجدي نفعًا.
- كما أكدت أن الجرعة الثالثة تستهدف بعض الفئات في المقدمة ومن ثم تأتي باقي الفئات وعلى رأس تلك الفئات:
- كبار السن.
- من يعانون من الأمراض المزمنة.
- من يعانون من أمراض نقص المناعة.
- الأشخاص العاملون في مؤسسات رعاية كبار السن.
- من يعملون في المؤسسات الطبية.
معدلات تراجع فعالية اللقاح
مع زيادة نسب الإصابة بفيروس كورونا بين حاملي اللقاح، على الرغم من أنها لا تزال أقل بكثير من نسبة الإصابة بين غير المحصنين، فإن هناك دراسات تجرى حول فعالية اللقاح، وأحد هذه الدراسات التي أجريت في المملكة المتحدة أظهرت النتائج التالية:
- لقاح فايزر ولقاح بيونتيك: تلقي جرعتين من لقاح فايزر ولقاح بيونتيك كانتا فعالتين ولكن انخفضت نسبة الوقاية من الإصابة بالفيروس حسب النسب التالية:
- كانت الوقاية بنسبة 88 % بعد شهر واحد.
- وانخفضت إلى 74 % بعد 5 أو 6 أشهر.
- لقاح اوكسفورد ولقاح استرازينكا: انخفضت فعالية لقاح أوكسفورد ولقاح أسترازينيكا:
- فقد كانت النسبة 77 % في البداية.
- وانخفضت إلى 67% الآن.
- أكدت شركة فايز أن فعالية اللقاح تراجعت من 96٪ إلى 83.7٪ بعد مرور 4 أشهر.
- لقاح موديرنا: كانت القفزة بين من تلقوا لقاح موديرنا أكبر بكثير مقارنة مع باقي اللقاحات فقد تم رصد زيادة ملحوظة في عدد حالات الإصابة بالفيروس بين من تلقوا اللقاح:
- أصيب 88 شخص بالفيروس في البداية.
- بعد مرور حوالي 5 أشهر، وصلت نسبة الإصابة بينهم إلى 162 شخصًا.
- تؤكد معظم شركات تصنيع اللقاحات أن تراجع فاعليتها يحدث عادة بعد الإصابة بالعدوى، حيث تقل الحماية المكتسبة من الإصابة مع مرور الوقت، وبالتالي فإن مقاومة الجهاز المناعي للقاح تقل تدريجيًا.
إجراءات احترازية جديدة تتعلق بالوضع الوبائي بالمملكة
بعد انتشار المتحور الجديد وتسجيل حالة إصابة بالمتحور الجديد أوميكرون، تم اتخاذ عدد من القرارات للحد من انتشار المتحور الجديد داخل المملكة العربية السعودية، بما في ذلك تعليق استقبال القادمين من بعض الدول .
- من القرارات التي تم إصدارها تعليق الرحلات الجوية من وإلى بعض الدول وهي:
- جمهورية جنوب افريقيا.
- جمهورية نامبيا.
- جمهورية بوتسوانا.
- جمهورية زيمبابوي.
- جمهورية موزمبيق.
- مملكة ليسوتو.
- مملكة إسواتيني.
- تم تعليق دخول غير المواطنين إلى المملكة العربية السعودية إلا بعد البقاء في الحجر الصحي لمدة 14 يومًا في أي دولة أخرى مسموح الدخول منها إلى المملكة.
- إجراء الحجر الصحي المؤسسي لمدة 5 أيام على:
- قائمة الأشخاص الذين تم استثناؤهم من الدولة المحددة.
- يعتمد توكلنا على الوافدين من الخارج بغض النظر عن حالتهم.
- يتم تحذير المواطنين والمقيمين من السفر إلى الدول التي كانوا يزورونها سابقًا، حتى يتم إصدار قرار آخر.
يتم في هذا المقال التركيز على النقاش حول الجرعة الثالثة من لقاح كوفيد-19 والمتحور الجديد من الفيروس، ومدى فعالية اللقاح في الوقاية منه، والدراسات المستمرة حول هذا الموضوع، وسيتم تقديم تفاصيل حول ذلك في المقال التالي المقدم من موسوعة.
المراجع