أسأل الخبراءالمراجع

هل البسملة آية من الفاتحة

معنى اسم الله الرحمن | موسوعة الشرق الأوسط

هل البسملة آية من الفاتحة

تنوعت وجهات النظر حول ما إذا كانت البسملة آية من القرآن، أو مفتتح للكلام، أو جزء منفصل عن سور القرآن، وانقسمت الآراء إلى تسعة أقوال مهمة من قبل المفسرين، ويمكن توضيح أهمها فيما يلي:

التفسير الأول

أكد المفسرون أن البسملة ليست آية من القرآن الكريم إلا في سورة النمل حيث يأتي البسملة في وسط الآيات، وقال تعالى: “إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ” (سورة النمل: 30)

أوضح العديد من المفسرين أن البسملة هي جملة افتتاحية تستخدم في بداية السور، وتعد فاصلة بين السور وبعضها البعض، ويعتبر بدء السور بها من الأمور المباركة ومظهرًا للتيمن.

التفسير الثاني

أوضح المفسرون أن هذه الآية ليست من سورة الفاتحة، وذلك استنادًا إلى وجودها في المصاحف المختلفة وتعدادها من ضمنها، وقد نقل أبو هريرة رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: “قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل.

حكم قراءة البسملة في القرآن

تختلف وجهات النظر بين المفسرين حول هذه المسألة وتتعدد الأقاويل حولها، من بينها:

  • القول الأول: يجب قراءة البسملة في بداية الصلاة وفي الفاتحة لأنها جزء من السورة، وذلك وفقًا لتفسير أن البسملة جزء من السورة، لذلك ينبغي قراءتها مع باقي الآيات، ويجب أيضًا الجهر بها أثناء الصلاة.
  • القول الثاني: من الأمور المستحبة قراءة الآية الواحدة مع كل سورة في القرآن الكريم باستثناء سورة البراءة، حيث إن الآية هي مستقلة عن باقي الآيات في السور ولا تعد جزءًا من أي سورة بما في ذلك سورة الفاتحة. لذلك، ليس من الواجب قراءتها مع الفاتحة أو مع غيرها، ومع ذلك فإنه يستحب فعل ذلك، ونظرًا لأنها ليست واجبة قراءتها، فلا يجب على الشخص أن يجهر بقراءتها خلال الصلاة.
  • القول الثالث: ينبغي عدم قراءة البسملة سرًا أو بصوت عالٍ، ولقد تم توضيح أن البسملة ليست جزءًا من القرآن الكريم، بل هي جملة افتتاحية للسور وفاصل بين السور.

مواضع البسملة

تحث العديد من النصوص الشرعية المسلمين على استخدام بعض العبارات في مواضع معينة للحفاظ على سلامتهم من الأذى والشرور، وتيسير بعض الأمور الدنيوية، والحصول على الأجر والثواب من الله، والاستعانة بالله في تحقيق حوائج الدنيا، ومن بين هذه النصوص البسملة والاستعاذة

يمكن قول البسملة “بسم الله الرحمن الرحيم” في العديد من الأوقات، وقد يكون قولها في بعض الأحيان من سنة النبي الكريم أو من الواجبات، ومن بين هذه الأوقات:

  • يمكن استخدام هذه العبارة في بداية الأبحاث العلمية أو الرسائل أو الخطابات، وذلك تبعا للسنة النبوية الشريفة. فعندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يراسل الملوك، كان يبدأ كل رسالة بالقول “بسم الله”. وعندما أراد النبي سليمان أن يرسل رسالة إلى ملكة سبأ بلقيس، بدأ الخطاب بالقول “بسم الله الرحمن الرحيم”. وقد قال الله تعالى: (قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم * إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم).
  • تُقرأ البسملة عند بداية القراءة في أي سورة من القرآن الكريم، باستثناء سورة البقرة، لأنها ثابتة في المصحف عند بداية كل سورة.
  • يجب قولها قبل بدء الوضوء.
  • يجب أيضًا قولها عند دخول السوق والخروج منه.
  • تقال عبارة `اركبوا بسم الله` عند ركوب أي وسيلة مواصلات أو التنقل من مكان لآخر، وذلك استجابة لقول الله تعالى في القرآن الكريم: (وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم)
  • تقال البسملة عند الذبح، وذلك لقوله تعالى في كتابه العزيز: (كُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآَيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ)
  • تقال عند بدء تناول الطعام وفقًا للسنة النبوية الشريفة وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بيَمِينِكَ، وَكُلْ ممَّا يَلِيكَ”، وأوضح لنا أيضًا ماذا يجب أن نقول إذا نسينا البسملة عند بدء تناول الطعام، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “إذا تناول أحدكم الطعام فليقل بسم الله، وإذا نسي في أوله فليقل بسم الله في آخره.
  • تقال في الصباح والمساء مع الأذكار.
  • يستخدم عند دخول مكان لا يوجد به أحد.
  • عند وضع الميت في القبر.
  • تُقال البسملة في جميع الأوقات، وذلك للتوكل على الله والاستعانة به في قضاء الحوائج.

لماذا لم تذكر البسلمة في سورة التوبة؟

تبدأ كل سورة من القرآن الكريم بالبسملة، وهذا هو الشيء المعتاد على اتباعه بين القراء، باستثناء سورة البراءة.

  • تبدأ سورة التوبة بالبراءة من الشرك وأصحابه، بالإضافة إلى إعلان الحرب عليهم، وتلك الآية لا تتوافق مع الرحمة والمحبة التي تحملها البسملة في طياتها، وقد سُئل عدد من الصحابة عن عدم ذكر بسم الله الرحمن الرحيم في بداية سورة التوبة، فتم الإجابة عليهم بأن بسم الله الرحمن الرحيم يحمل معاني الأمان، وأن البراءة تأتي بالسيف ولا يوجد بها أمان، بل تحمل معنى إخلاء الذمة من أصحاب الشر، بالإضافة إلى تأكيد الحرب عليهم.
  • كما ذكر دار الافتاء أن هناك حكمتين من عدم ذكر البسملة في بداية السورة
    • الحكمة الأولى: سورة التوبة تحمل في طياتها معانى الجهاد وقتال الكفار، كما أنها كانت تحمل تهديد للمنافقين وكشف فضائحهم وكل ما كانوا يهدفون إليه، لذلك يكون المعني لا يتمشي مع “بسم الله الرحمن الرحيم” وما تضمه من محبة وود ورحمة وهذا هو السبب في عدم ذكرها في البداية.
    • الحكمة الثانية: سورة التوبة تأتي بعد سورة الأنفال في الترتيب، ولذلك لم يتم ذكر البسملة في بدايتها، ويحمل الرأيان حقيقة كبيرة.

قراءة البسملة في الصلاة

يختلف العديد من المفسرين والفقهاء حول تلاوة البسملة في الصلاة، سواء كان المصلي يقرأها قبل الفاتحة أو قبل تلاوة سورة من القرآن في الصلاة.

  • اتفق الحنابلة والحنفية على أن قراءة البسملة في بداية الفاتحة، سواء في الصلاة الفريضة أو النافلة، هو جائز، ولكن يشترط الاستمرار في قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة.
  • كان للمالكية رأي مختلف في هذا الأمر، فمنعوا قراءة البسملة في صلاة النافلة.
  • أما الشافعية، فقد رأوا أنه يجب قراءة البسملة في كل ركعة من ركعات الصلاة، ولا يوجد فرق بين الصلاة الجهرية والسرية.
  • يتم الإعلان بصوت عالٍ عند قراءة البسملة في صلاة الصبح والمغرب والعشاء، وتقال البسملة بصوت منخفض في الصلاة السرية، وتتم في صلاة العصر والظهر، وفي الركعة الثالثة والرابعة من صلاة العشاء، وفي صلاة المغرب
  • تختلف آراء الفقهاء فيما يتعلق بالبسملة في بداية السورة، بسبب تفسيرات مختلفة للآثار التي ذكرت سابقًا، هل هي آية من القرآن الكريم أم جملة افتتاحية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى