موضوع يتناول القراءة
يتناول هذا الموضوع القراءة، التي تعد بذرة تنبت منها جميع أنواع الحضارات. ولم يعد دورها في التنمية العقلية والتحسن المعيشي المسعى إليه من قبل الجميع مجهولًا.
الكتب هي حياة بذاتها تضاف إلى حياة القارئ، حيث تحوي كل كتاب خبرة وتجربة، بما في ذلك التجارب من الألم والهدوء والفرح والشقاء وغيرها، والتي عاشها الكاتب، فتخيل نفسك عندما تستخلص حكمة عمره كاملاً من كتاب ما.
توفر لك هذه العملية الكثير من الجهد وتفتح ذهنك ومهاراتك لتغيير مظهر وطعم حياتك وتحويلها بشكل كامل.
القراءة موضوع حيوي لا ينبغي الاستهانة به، فهي تكسبنا صديقاً وتمثِّل بديلاً لا يخون إلا إذا كان الكاتب غير مؤمن بالقيم الأساسية، أو لم ينحاز، أو اختار الخوض في أمور بلا جدوى، أو لا تتفق مع القيم الأساسية والجوهرية للحياة على هذه الأرض
أساسيات القراءة:
عندما تقرأ فهذا يعني امتلاكك مهارات متعددة مثل:
- التناسق الذهني والبصري لأنماط الأحرف وتراكيبها.
- الخبرة العقلية هي التي تمكّنك من اختيار المعلومات المهمة من بين الكثير من المعلومات الزائدة والتي لا جدوى منها.
- التركيز وإعمال الفهم وتشغيل الذاكرة.
- تشمل المهارات اللازمة للتصفح الصحيح متطلبات الوضع الجسدي والقراءة والإضاءة وغيرها.
يجب تضمين بعض العناصر في أي موضوع تدرسه القراءة بشكل تعليمي، مع مراعاة أن القراء في الغالب هم طلاب أو تلاميذ، وبالتالي يتم تحديد ضوابط ومعايير وأهداف مطلوب تحقيقها من خلال موضوعات القراءة التدريسية والاختبارية في التعليم.
تعد هذه الموضوعات ضرورية في التعليم لتنمية قدرة الطالب على التعلم الذاتي، وفهم المعاني والمفاهيم التي يقرأها بالأساليب القرائية الخاصة به، وتسهيلها من خلال استخدام اللغة المكتوبة والمرادفات والأضداد وتناسق العبارات بين الجمل.
تُعتبر القراءة الناقدة في الأدب عملية استخراج المغزى، والاستفهام حول الأحداث، والبحث عن الجماليات، والتحقق من القواعد التركيبية للجملة وما إلى ذلك.
هناك نوع آخر من القراءة، وهو القراءة العامة التثقيفية، وهذا النوع هو الأوسع والأعمق، خاصة إذا كان القارئ يهدف من خلالها إلى تعلم ثقافة جديدة في مجال معين، أو للتعرف على الأمور المتعلقة بالموضوع الذي يقرأ عنه.
ربما يشجع خبراء علم النفس وتطوير الذات دائمًا على ذلك، ويفتح قراءة مختلف الكتب المختلفة آفاقًا جديدة للتواصل والمشاركة الاجتماعية، سواء في العمل والوظيفة أو الأسرة أو الدراسة أو التفاعل مع الجيران وغيرهم.
ولكن هل يمكن أن تتسبب القراءة بالتشوه الإيماني الديني؟
يمكن أن يحدث هذا إذا لم يتم الاطلاع على ثقافات المتحدثين وأتباع الديانات غير العادلة، وعدم قراءة الردود عليهم. يجب على القارئ الذكاء للاستفادة من ما يقرأ وتجنب الغث والرث الضال.
إذا كنت ترغب في قراءة موضوع معين، فيجب عليك عدم اعتبار المحتوى موثوقًا به إلا إذا كان موثقًا من القرآن الكريم، حيث يتم التحقق من صحته ومصدره وعدم انحرافه.
باستثناء القرآن، فكل شيء يؤخذ منه ويرد عليه إلا من رسول الله بما صح عنه، لكن قراءات البشر الأخرى تحتاج لإجماع عليها، ولهذا يستحيل التوافق على ضلالة ما دمت تنوي تنوع قراءاتك لمختلف الكتب في كل أنحاء العالم بلا تفرقة.
القارئ ومهارات لا بد منها:
- معرفة المحتوى والطابع العام لما تقرأه هي خطوة أولى كقارئ جيد، للتأكد من أهميته بالنسبة لك أو تحقيق فائدة تستفيد منها.
- يتم التركيز على الأساسيات التي تشكل الفكر الرئيسي والجوهر المكنون للنص المقروء.
- تتعلق سرعة قراءتك بحالات الفكرة التي تناولتها، إذ تتباطأ في الأمور المهمة وتنجز بسرعة في الأمور الثانوية مثل الشرح والتوضيح والتفصيل.
- لا ينسى الانتباه إلى تواصل الأجزاء الهامة وتسلسلها المنطقي في هذا النص، لكي يتمكن من فهم مراد الكاتب ورؤيته.
- لا يغفل أيضا عن بعض الأفكار الفرعية الجزئية وارتباطها بالمقروء في مجمله.
- يجمع الشخص بين خبرته في مجال تكنولوجيا المعلومات والمعرفة التي اكتسبها من القراءة، فيتخلص من الأفكار الخاطئة ويتبقى الأكثر واقعية ومصداقية.
- تعتبر البنية القرائية الذاتية أمرًا مهمًا في القارئ الذكي، حيث تمكنه من بناء فكرٍ خاصٍ جديدٍ مبنيٍ على المعلومات النصية، واستنتاج معلوماتٍ جديدةٍ غير مذكورةٍ بناءً على تفاعلاته القرائية .
- يستخلص اللغوي من ثروة اللغة كلماتٍ ومعانٍ وتناقضاتٍ جديدة في قاموسه اللغوي الخاص، مع فهم المصطلحات التي يتعين عليها فهمها في ضوءها.
- تكرار القراءة وتسجيل ملاحظات عن الأشياء المثيرة للاهتمام هو مفتاح لفهم القراءة واستفادة منها، وهذا أمر لا يغفله الشخص الذكي.
- يتضمن التفكير البصري الغير مرئي للنصوص وإعادة تلخيص المضمون في مختصر يبين أبرز معالم النص.
- يمكن للشخص أن يتخيل مناقشة حية بينه وبين الشخص الذي كتب النص، مما يضفي حيوية تساؤلية على ما يقرأ، ويعيد صياغة المقروء في ضوء هذا الحوار التخيلي والنقد والملاحظات الذهنية لديه.
- في مقالنا، نتحدث عن القراءة ونشير إلى أن المتقدمين في الاستراتيجية القرائية لديهم مرونة في فهم النصوص عند وجود صعوبات.
- إن التحقق من الفهم والتأكد منه يعد أمرًا مهمًا، وإلا فلن يكون هناك أي جدوى سوى إضاعة الوقت دون فائدة.
- يتم تطبيق وتنفيذ المعلومات القرائية والثقافية والحياتية الخاصة به، أي توظيف فهمه لجميع الأمور المختلفة.
المراجع :
