التعليموظائف و تعليم

موضوع عن التسامح قصير

موضوع عن التسامح | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال، سنتحدث عن التسامح وأهميته في المجتمع. فالإسلام جاء بمنهج يأمر بالخير والفضيلة، ويحث على اتباع الأخلاق الحميدة والسلوكيات الفاضلة التي تبني المجتمع وتساعد على استقراره. وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قدوة حسنة لنا نقتدي بها في الحصول على الأخلاق الحسنة، حيث قال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.” وتشمل الأخلاق كل فعل ينبع من الإنسان، وقد تكون بعضها متأصلًا في فطرته، مثل الرحمة والرأفة واللين، وقد يتعلم الإنسان بعض الأخلاق خلال حياته ويكتسبها مع مرور الوقت. ولذا ينصح الآباء والأمهات والمعلمون بزرع هذه السلوكيات الإيجابية والأخلاق الفاضلة في قلوب الأطفال منذ صغرهم، لترسخ في نفوسهم وتظهر واضحة في تعاملهم مع الآخرين. وفي الفقرات التالية من هذا المقال، سنتحدث عن خلق جميل هو العفو عن الآخرين والتسامح.

موضوع عن التسامح قصير

مقدمة عن التسامح

التسامح هو خلق إنساني، ويحمل معاني العفو عن الآخرين، والصفح عما فعلوا وارتكبوا، والحلم في معاملتهم، بالإضافة إلى اللين والرفق بهم، ونبذ العدوانية والكراهية والحقد، الأمر الذي يساعد على تعزيز العلاقات الحسنة بين الناس، ليصبح المجتمع مستقراً وسليماً، فلا تقتصر آثار التسامح على جانب واحد، أو على فرد واحد، بل تنتشر الآثار ليعم الخير في الحياة كلها، ولهذا الخلق الكثير من الجوانب والأشكال، وسنعرضها لكم في السطور التالية.

أشكال التسامح

يوجد الكثير من المجالات التي يتجلى فيها السلوك التسامحي، مثل تسامح الأفراد في علاقاتهم مع الآخرين في حياتهم اليومية، مثل عفو الصديق عن صديقه عند الخطأ، وعفو الزوجة عن زوجها عند التقصير، وتسامح الجيران مع بعضهم البعض، ورحمة الكبير على الصغير ليغفر له خطأه، أو عفو رب العمل على العاملين ليخفف عنهم ويتجاوز عن أخطائهم، أو مسامحة المعلم لطلابه ومعاملتهم بالرفق واللين والصبر والحلم والحب، وعفو الدائن عن الشخص المدين ليخفف عنه، فقد قال جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا قضى، سمحًا إذا اقتضى.

ومن أشكال التسامح أيضًا، العفو عن أصحاب الديانات الأخرى، ومعاملة أهل الكتاب برفق ولين، وبخاصة من يعيشون معنا في دولة إسلامية واحدة، فأولئك الأشخاص لهم حق في أداء العبادة دون تدخل من الآخرين، ولهم حق في التعبير عن آرائهم الشخصية بحرية تامة، فيجب أن يكون المسلم متسامحاً معهم، ويتعامل بأخلاق فاضلة، ويقابل السيئة بالحسنى، الأمر الذي سيجلب الخير للمجتمع، ويجعله خاليًا من الكراهية والعداوة والحروب، فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.

آثار التسامح

يعود آثر التسامح على الفرد والمجتمع، فإذا التزم الفرد بهذا الخلق في جميع تعاملاته مع الآخرين، فستنتشر السعادة وتغمر الحياة، وتقوى روابط العلاقات بين الناس، ويصبح المجتمع مستقرًا خاليًا من العداوة والكراهية ومشاعر الضغينة والرغبة في الانتقام، كما يعم العدل في كل مكان، وتسكن الطمأنينة قلوب العباد. فالعداوة والكراهية تجلب الشر إلى المجتمع، وتفرط في أمنه وسلامته، وتهدد استقرار الشعوب، وتهدم نهضة البلاد وحضارتها. لذلك، يحث الدين الإسلامي على نبذ تلك السلوكيات السلبية والخاطئة، والتمسك بالسلوكيات الحسنة والجميلة التي تساعد في بناء المجتمع ونشر السلام بين الناس، ورفع أجر العباد عند الله عز وجل عندما يسعى العبد على اتباع الأخلاق الفاضلة، وتجنب ما نهى عنه المولى سبحانه وتعالى. وذلك لأن العفو والتسامح يحصلان على مسامحة الله ومغفرته، ونيل ثوابه في الدنيا والآخرة، فقد قال الله عز وجل في سورة الشورى بكتاب القرآن الكريم “وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى