التعليموظائف و تعليم
مهارات التعلم الذاتي
سنوضح في مقالنا هذا أهم مهارات التعلم الذاتي ومميزاته، مع التطور السريع والمتلاحق في جميع المجالات في العالم، تأثرت مجالات التعليم أيضًا بهذه التغييرات، وظهرت مصطلحات جديدة في عالم المعرفة، بما في ذلك مصطلح التعلم الذاتي الذي يمثل النمط الحديث للتعليم، فما هو التعلم الذاتي وما هي مهاراته؟ سنتعرف على ذلك في مقالنا اليوم على هذه الموسوعة.
ما المقصود بالتعلم الذاتي؟
- هي العملية التي يتعلم فيها الفرد من تجاربه الخاصة، ولا يتلقى خلالها أي توجيهات أو تعليمات من شخص آخر، من أجل اكتساب معارف جديدة وخبرات مفيدة.
- عندما نشير إلى أحد رجال الأعمال ونقول إنه “عصامي”، فإننا نشير إلى شخص بنى نفسه بنفسه دون الاعتماد على أي شخص آخر، وبالمثل عندما نشير إلى شخص تعلم بشكل ذاتي فإننا نقول إنه “بنان” وقد بنى علمه بنفسه.
كيف تتم عملية التعلم الذاتي؟
- تعتمد، كما ذكرنا سابقاً، على الفرد، فهو الذي يحدد أولاً أنواع العلوم أو الموضوعات أو القضايا أو الأشياء التي يريد تعلمها.
- بعد التحديد، يبدأ البحث عن وسائل التعلُّم؛ فقد يلجأ المرء إلى الكتب أو المراجع أو المجلات التعليمية.
- يمكن للأشخاص اللجوء إلى الإنترنت، الذي يعد الوسيلة الأسرع والأرخص في الوقت الحالي، لمشاهدة الفيديوهات على يوتيوب، أو قراءة المقالات، أو تعلم خطوات صنع الأشياء وما إلى ذلك.
هل التعلم الذاتي صعب؟
- يعتمد مدى سهولة أو صعوبة التعلم الذاتي على الشخص المتعلم بنفسه، فهو الوحيد الذي يستطيع جعل ما يتعلمه سهلاً كانسياب المياه من أعلى الشلال، أو صعبًا كصعوبة تكسير الحجارة.
- ومع ذلك، يتعين علينا طرح سؤال هنا، لماذا يعتبر بعض الأشخاص التعلم الذاتي من الأمور الصعبة والتي يكاد يكون من المستحيل تحقيقها؟ حيث يذكر بعضهم أنه حاول تعلم اللغة اليابانية بمفرده ووجد أن الأمر صعب للغاية وأنه بحاجة إلى مساعدة تعليمية لتسهيل الأمر
- يجب أن أذكر بصدق أن مثل هؤلاء الأشخاص هم المحبطين الذين يفشلون في تحقيق أمالهم وأمال من حولهم. فعملية التعلم الذاتي صعبة ولكنها غير مستحيلة، ويتمثل صعوبتها في الاعتماد على الشخص نفسه، فعليه أولاً أن يكون متحمسًا لما يريد تعلمه، ثم يجب عليه أن يتحلى بالصبر والإرادة القوية والقدرة على التخطيط الجيد والاستمرارية والعديد من المهارات الأخرى التي سوف نخبركم بها في هذا المقال. ولكن في البداية، يجب أن نخبركم لماذا التعلم الذاتي مهم، وما هو تأثيره على شخصية الإنسان.
ما هي مزايا التعلم الذاتي؟
- تساعد عملية التعلم الذاتي على تنمية مهارة حل المشكلات، إذ عندما تتعلم بنفسك، فقد تواجه بعض الأمور التي لا تفهمها وتصبح هذه الأمور مشكلات، ولكنك تحاول التغلب عليها بأساليب مختلفة، وهذا يشبه بالضبط ما يحدث في حياتنا عندما نواجه مشكلة ونحاول حلها بأكثر من طريقة، وإذا كنت تتعلم بنفسك فإن هذه المهارة ستتطور بشكل كبير.
- لا يوجد ضغوط نفسية أو مادية في التعلم عن بُعد، على عكس التعليم المدرسي أو الجامعي، حيث يمكنك اختيار ما تريد تعلمه دون إجبار أو ضغط من أي شخص.
- يتعلم الإنسان الالتزام، لأنه إذا لم يلتزم، فلن يتمكن من تحقيق ما يريد تعلمه.
- التعلم الذاتي مسؤولية شخصية، حيث تتحمل المسؤولية الكاملة عن النتائج التي يتم التوصل إليها خلال رحلة التعلم الذاتي، ولا يمكن إلقاء اللوم على شخص آخر.
- تتركز اهتمام الإنسان على الرحلة بدلاً من المحطة النهائية.
- في عملية التعلم الذاتي، سوف تتعلم مهارات أخرى مثل إدارة الوقت وتحديد الأهداف وترتيب الأولويات والتقييم الذاتي ومهارة البحث الفعال.
- يثير حب الاستطلاع داخلك الرغبة في الحصول على المزيد من المعرفة، لأن كل إجابة تثير سؤالًا يحتاج إلى إجابة، وبالتالي ستدخل دوامة المعرفة التي لا تنتهي، فيصبح الفرد مثقفًا يومًا بعد يوم.
- تُمكِّنك من تعلُّم أشياء جديدة مثل استخدام اليوتيوب وبعض البرامج التعليمية الأخرى.
ما هي مهارات التعلم الذاتي؟
بطبيعة الحال، يتطلب تعلم أي شيء مجموعة من المهارات، وإذا كنت أنت المعلم والمتعلم في نفس الوقت، فستحتاج إلى مجموعة كبيرة من المهارات لتصبح متعلمًا ذاتيًا ناجحًا، ولذلك سنعرض لك قائمة بالمهارات التي يجب أن تتوفر لديك لتحقيق ذلك.
مهارة إدارة الوقت
- يجب عليك معرفة كيفية إدارة وقتك بشكل فعال وتخصيص جزء من يومك لتعلم ما تريد، وتجنّب إضاعة الوقت في أمور لا تفيد. ولمعرفة المزيد عن إدارة الوقت، يمكن الاطلاع على هذا الموضوع.
مهارة التخطيط
- تعد الخطة مؤشرًا يوضح لك الاتجاه الذي يجب اتباعه، وإذا لم تكن لديك مهارة التخطيط فلن تحقق أي نجاح في التعلم، وسيضيع كل ما قمت به من جهد، لذلك يجب أن تتعلم كيفية التخطيط لتحقيق أهدافك بأقل جهد وتكلفة وأعلى إنتاجية في نفس الوقت، ولتعرف كيفية اكتساب مهارة التخطيط، يرجى قراءة هذا الموضوع.
مهارة البحث
- التعلم يتطلب البحث الدقيق والمضبوط، ويجب أن تكون النتائج التي تحصل عليها صحيحة ومبنية على منهج علمي وليست مجرد آراء وترهات، ولمعرفة الطرق الصحيحة للبحث، يمكنك قراءة هذا الموضوع.
مهارة التفكير النقدي
- التفكير النقدي هو الذي يتميز بعدم قبول المعلومات والحقائق بشكل مطلق، بل يقوم بتحليلها وتقييم مزاياها وعيوبها والتحقق من صحتها، ومعرفة مصادر الخطأ فيها. يعتبر هذا التفكير من أهم المهارات التي يجب اكتسابها خلال الدراسة، ولهذا أنصحك بقراءة هذا المقال لتعرف كيفية الفكر النقدي.
مهارة التقييم
- المهارة التي تمكنك من تقييم النتائج التي حققتها ومنحها تقييمًا، يمكن اعتبارها مؤشرًا يعلمك إذا ما كنت ستستمر في هذا الطريق أو تغيره، ولتكون لديك هذه المهارة يمكنك العودة إلى هذا الموضوع.
نصيحة لكل متعلم
في نهاية هذا المقال، أود أن أشجع كل شخص على البدء في عملية التعلم الذاتي، لأنها ستغير شخصيتك للأفضل وستمدك بالمعرفة، وعليك أن تتحلى بالصبر والقوة والعزيمة لتحقيق كل ما تريده في يوم ما، فقد قال أبو القاسم الشابي عن أهمية العلم وقدرته على رفع شأن الإنسان: “مَن يخاف صعود الجبال يعيش حياته دون تحقيق أي شيء.
المصادر
