التعليموظائف و تعليم

من هو يوشع بن نون

من هو يوشع بن نون | موسوعة الشرق الأوسط

يوجد استفهام شائع حول شخصية يوشع بن نون في الفترة الأخيرة، وخاصة بين دراسي التاريخ والتاريخ الإسلامي، ويعود سبب عدم معرفة الكثيرين بهذه الشخصية لأكثر من سبب، فالأول هو إهمالنا للتاريخ الإسلامي والديني، والثاني هو كثرة الأقاويل المتعلقة به، فسيتم في هذه المقالة شرح كافة المعلومات المتوفرة حول شخصية يوشع بن نون.

جدول المحتويات

من هو يوشع بن نون

تتعلق الأقاويل بكيان يوشع بشكل كبير، خاصة لأنه لم يتم ذكر اسمه بشكل واضح في القرآن الكريم، وهذا يثير الكثير من التساؤلات لدى البعض، حيث ينقسم المستمعون إلى جانبين عندما يتم ذكر اسمه، إما يلحقون باسمه “عليه السلام”، أو يفكرون فيه كقاتل وسفاح.

  • منذ عهد النبي موسى عليه السلام وخاصة بعد وفاته، أثار اسم يوشع الكثير من الجدل بسبب الأحاديث والأقوال المختلفة حوله، ولكن الثابت الديني هو أن يوشع هو أحد الأنبياء الذين اصطفاهم الله.
  • هو من سلالة الأنبياء، حيث ينحدر من سيدنا يوسف عليه السلام، الذي ينتسب إلى بني إسرائيل، وقد ورد في التوراة أنه كان ابن عم سيدنا هود عليه السلام.

من هو فتى موسى

  • تم ذكر يوشع بن نون في القرآن الكريم بشكل غير مباشر، والمقصود بهذا أن الاسم لم يُذكر صراحة، ولكن أشار المفسرون والفقهاء إلى أن فتى موسى عليه السلام هو يوشع بن نون.
  • وكان هو الذي رافق نبي الله موسى في رحلته، حتى أنه كان متواجدًا في رحلته مع سيدنا الخضر، وذكره الله في كتابه العزيز في سورة الكهف في الآية رقم 60: `وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا`.
  • وفقًا لتفسير القرطبي، فإن هناك قلة من المفسرين اتفقوا على أن موسى المذكور في الآية ليس بن عمران، بل هو بن منشا بن يوسف بن يعقوب، ولكن بن عباس أكد في صحيح البخاري أن الفتى المذكور هو يوشع بن نون، وتم ذكره في سورة المائدة وفي نهاية سورة يوسف.
  • كما أنه قد ذكر في التوراة في سفر التثنية الإصحاح 9: تقول الآية 34 في سورة البقرة، إن الله أوصى موسى بأن يخلفه يوشع بن نون ليقود بني إسرائيل.
  • وهذا ما أكده لنا القرآن الكريم في قول الله تعالى في سورة المائدة، في الآية رقم 23: قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما: (ادخلوا عليهما الباب، فإذا دخلتموه فإنكم غالبون، وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين).
  • يعتبر يوشع، الذي عينه موسى عليه السلام نقباء في أرض كنعان وكان أحد الإثني عشر رجلاً، من العاملين على تحفيز بني إسرائيل للدخول إلى الأرض، وفقًا لما ذكرته الآية الكريمة، ووفقًا لتفسير الطبري، قال أبو جعفر إن الرجلين كانا يوشع وأحدهما.
  • يعود سبب تكليف يوشع عليه السلام بتقسيم الأراضي بين أسباط اليهود بعد وفاة موسى عليه السلام إلى أن يوشع كان من تلاميذ موسى الأقرباء إليه.
  • كما أن الله تعالى أوحى لنبيه موسى عليه السلام بأن يعيِّن يوشع ليكون خليفته في قيادة اليهود بعد وفاته، فأصبح يوشع بعد ذلك أحد أنبياء الله، وكتابه كان أول الكتب السماوية بعد التوراة.

فتح مدينة الجبارين

  • تناقش المفسرون العديد من الخلافات حول موضوع فتح الجبارين أو أريحا، حيث يروي القرآن قصة بعث الله نبيًا لبني إسرائيل لفتحها، وتختلف الرؤى حول هوية الشخص الذي اختاره الله لتحقيق هذه المهمة.
  • اتفق بن عباس وقتادة والسدي وعكرمة على أن سيدنا موسى وهارون لم يخرجا من التيه وتوفيا فيه، وأن هذا هو الحال لكل من دخله وكان عمره فوق العشرين، باستثناء بن نون وكالب بن يوفنا. وعندما بلغ يوشع الأربعين، أمر الله بفتح المدينة، ومكنه الله من ذلك.
  • وفقًا لبن إسحاق، قال إن موسى خرج من حالة التيه ورافقه بن نون وذهبا إلى مدينة الجبارين وفتحاها، وقد استشهد بقصة بلعام بن باعور الذي كان يعرف بكونه عالمًا لله واسمه، حيث ذهب أهل مدينة الجبارين إليه، أملين فيه أن يدعو على نبي الله موسى، ولكنه في البداية رفض ذلك، ولكنهم أخبروه أن موسى يريد قتلهم وطردهم من بلادهم، وأعادوا هذا الحديث عليه حتى أمن بهم وأراد الدعاء عليه، ولكن الله حماه من ذلك، وعندما فشل في دعاء عليهم، استخدم المكائد والحيل لإهلاك بني إسرائيل.
  • وقد استشهد بن إسحاق بقول الله تعالى في سورة الأعراف في الآية رقم 175 “وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ”، واستمر الأمر على ما هو عليه حتى أمر النبي موسى بن نون بفتح المدينة، وتمكن من دخول المدينة وشتدت المعركة، ولكن اقتربت نهاية النهار حينها، مما أثار القلق في نفس يوشع بأنه لن يتمكن من إنهاء المعركة قبل غروب الشمس وسيحول الليل دون تحقيق النصر.
  • في الواقع، استنجى بن نون بالدعاء إلى الله، وطلب منه تأخير غروب الشمس، وبالفعل، أخّر الله غروب الشمس لأجله، مما سمح له بإنهاء القتال والانتصار في فتح الجبارين. يقال أنه استقر في الجبارين حتى توفي، وتمكّن من هزيمة ملوك الشام الذين اجتمعوا ضده، وسيطر على الشام بأكملها. ويقال إنهم لجأوا إلى إحدى الكهوف للاختباء، ولكنه تمكن من العثور عليهم وقتلهم وعلق جثثهم على الصلبان. تذكر كتب اليهودية هذه القصة بشخصية الجزار والقائد العسكري السادي الذي يستخدم أي وسيلة للفوز، ولكن الشريعة الإسلامية والتاريخ الإسلامي ينفيان كل ذلك، لأنه كان أحد أنبياء الله ومعصوم من الخطأ. ومع ذلك، تُظهر هذه الكتب القصة بطريقة تصوّره كجزار وقائد عسكري سفّاح.

يوشع بن نون وفتح بيت المقدس

  • يروى أن بن نون أراد فتح بيت المقدس وكان مع بني إسرائيل، فتخطوا نهر الأردن وذهبوا إلى أريحا، وبمساعدة الله تمكنوا من هزيمة أسوراه الذين كانوا يحمون القلاع والقصور، وكانوا يسكنونها بأعداد كبيرة، وتمكنوا من حصارهم لمدة تقريبًا ستة أشهر، حتى استطاع بن نون الدخول إلى البلدة وفتحها، ويقال إنه قتل فيها نحو 12 ألف شخص.
  • ووفقًا لما ذُكر، فإن الحصار قد انتهى في يوم الجمعة في وقتٍ ما بعد العصر، أي أن الشمس كادت تغيب ويدخلون يوم السبت، وحرم الله القتال والصيد على بني إسرائيل في يوم سبتهم، لذلك خشى بن نون أن لا يتمكن من إنهاء القتال قبل غروب الشمس.
  • فليدعو الله بأن يؤخر غروب الشمس حتى يتمكن من إكمال القتال، وقد حجب الله الشمس وأخر غروبها لصالحه، مما ساعده على الفوز والانتصار.

يوشع بن نون والشمس

  • لا يوجد خلاف بين الفقهاء والمفسرين حول هوية الشخص الذي أخر الله غروب الشمس لأجله، فقد اتفقوا جميعا على أنه هو يوشع بن نون، حيث قال أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لم يُحبَس الشمس إلا ليوشع بن نون ليالٍ سار إلى بيت المقدس.
  • ومع ذلك، فإن هناك خلافات بين الفقهاء والمفسرين حول الواقعة التي أخر الله فيها غروب الشمس لابن نون، حيث تختلف الآراء بين فتح القدس وفتح الجبارين، ولكن اشترك الفقهاء في الرأي المرجح أن الفتح كان بين المقدس، وأشار ابن كثير إلى هذا الرأي بناءً على قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه فتح القدس.

قبر يوشع بن نون

  • يُذكر أن بن نون ولد في عام 1463 قبل الميلاد، وأمر الله تعالى بوفاته في عام 1354، أي بعد مرور 127 عامًا على ميلاده، ويقال إن عمره بعد وفاة نبي الله موسى كان حوالي 27 عامًا.
  • لم يتمكن العلماء من تحديد موقع قبره بشكل دقيق، ولكن يعتقد أنه قد دُفِنَ في مكان قريب من السلط في الأردن.

في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال من هو يوشع بن نون نكون قد أشارنا إلى أنه هو فتي نبي الله موسي، كما أن الله قد اصطفاه من بعده ليوليه أمر بني إسرائيل، فهو أحد الأنبياء التي اجتمعت الكتب السماوية علي رسالته، ونظرا لكونه نبي فهو منزه عن كافة المغالطات التي قد ذكرت بحقه، فالأنبياء قد عصمهم الله من الخطأ.

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى