مقال عن البطالة وعلاجها شامل
في هذا المقال، يتم مناقشة مشكلة البطالة، حيث يتم استخدام معدل نمو الأمم وتقدمها كمؤشر لقوتها الاقتصادية وتحضرها، والأمة التي لا تمتلك اقتصاداً قوياً لا تمتلك القدرة على التحكم في مصيرها بين الأمم الأخرى، ولذلك تعمل الدول على تحسين اقتصادها من خلال تنفيذ المشاريع واستغلال كل القوى العاملة والإنتاجية المتاحة لديها.
يعتبر الشباب الذين بلغوا سن العمل أملًا لأي أمة في النهوض الاقتصادي، ولذلك يسعون إلى إعدادهم بجودة عالية تعليمياً وثقافيًا وجسمانيًا لتحقيق أقصى استفادة من جهودهم وتحقيق التقدم الاقتصادي. ومع ذلك، في بعض الأحيان، تواجه الأمم واحدة من أخطر المشكلات الاجتماعية على الإطلاق وهي البطالة، ولذلك نناقش معكم اليوم مقالًا عن البطالة من موقع الموسوعة
مقال عن البطالة وعلاجها شامل
البطالة
البطالة تعد واحدة من أكثر القضايا الاقتصادية والاجتماعية تعقيدًا في جميع أنحاء العالم، نظرًا لأنها سبب رئيسي في توقف الحركة الاقتصادية وتأخر التقدم الرأسمالي للدول والمجتمعات، وتزداد مشكلة البطالة مع تزايد عدد السكان في جميع أنحاء العالم، حيث تتضاءل فرص الحصول على وظائف وتوفير دخل مالي لضمان حياة مستقرة بعيدًا عن الفقر والحاجة .
يُقصد بالبطالة وجود القوة العاملة والطاقات الإنتاجية من الأفراد الذين يستطيعون العمل ويرغبون في إيجاد عمل، ولكنهم لا يستطيعون الوصول إلى فرص عمل.
يرجع بعض الباحثين ظهور مشكلة البطالة للثورة الصناعية الكبرى، حيث أصبح العالم يعتمد على الآلات والأجهزة، مما أدى إلى ظهور أجيال عاطلة عن العمل، وأشاروا إلى أنه لم تكن هناك مشكلة بطالة في المجتمعات الريفية التقليدية .
أسباب البطالة
تتنوع الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة البطالة في الدول بين الأسباب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعلى الرغم من تنوعها إلا أن جميعها تشترك في أنها أحد أخطر مشكلات العصر الحديث، ويعد من بين أبرز تلك الأسباب :
- يتزايد عدد سكان العالم بشكل متسارع ومستمر، وقد وصف بعض الخبراء هذه الفترة بأنها عصر الانفجار السكاني، ونتيجة لزيادة عدد السكان بهذه الوتيرة واستقرار الموارد الاقتصادية وعدم نموها بنفس الوتيرة، تحدث فجوة اقتصادية تتمثل في ظاهرة البطالة.
- توجد فجوة واضحة بين المؤهلات العلمية للخريجين واحتياجات سوق العمل الفعلي، حيث لا تؤهل الجامعات الخريجين للعمل الفعلي في سوق العمل، وبالتالي لا يستطيعون تلبية متطلباته، مما يؤدي إلى عدم توافر فرص العمل للعديد من حملة الشهادات الجامعية، ويجد الكثيرون منهم أنفسهم يعملون في مجالات ليس لها أي علاقة بتخصصهم الجامعي .
- تتسبب عدم تعيين الخريجين في وظائف حكومية متناسبة مع تخصصاتهم العلمية في إضطرارهم للعمل في القطاع الاقتصادي الخاص الذي لا يوفر لهم دخلاً جيداً أو مستقبلاً مستقراً .
- عندما تحاول الدولة النمو اقتصاديًا وتوفير فرص عمل للشباب وتنمية قدراتهم الإنتاجية، وفي نفس الوقت يحدث بطء في نمو النشاط الاقتصادي للدولة، وهذا يمثل تحديًا كبيرًا للتقدم الاقتصادي للدولة .
أنواع البطالة
تتنوع أنواع البطالة بين العديد من الأنماط المختلفة
- البطالة الدورية هي البطالة التي تحدث في فترات متباعدة متزامنة مع الدورة الاقتصادية للمجتمع، وتتراوح بين ثلاثة إلى عشرة سنوات .
- تحدث البطالة الهيكلية نتيجة لحدوث الأزمات المالية والاقتصادية في المجتمعات بشكل كبير، مما يضطرها إلى التخلي عن قوتها العاملة بشكل مفاجئ وكلي .
- يحدث البطالة الموسمية عندما يعتمد بعض العمالة على العمل الموسمي المؤقت فقط، فتجدهم بلا عمل أو دخل طوال العام باستثناء هذه الفترة .
- تحدث البطالة الإقليمية في المناطق نتيجة هجرة سكانها إلى المدن بحثًا عن فرص عمل، ما يؤدي إلى فقدان تراثهم الثقافي والحرفي التقليدي.
مقترحات للقضاء البطالة
- يجب العمل على تنفيذ مشاريع وأنشطة اقتصادية حكومية كبرى بالتعاون مع القطاع الخاص لتوفير فرص العمل للشباب في سن العمل وتوفير دخل مناسب .
- يتطلب تأهيل الشباب لسوق العمل بشكلٍ جيد، ضرورةً مطابقة الدراسات العلمية لخريجي الجامعات للمتطلبات الفعلية لسوق العمل .
- يجب دعم صناعات اليدوية والمشاريع الصغيرة التي توفر فرص عمل كبيرة للشباب .
- تخفيض سن التقاعد إلى خمسين عامًا من قبل الدولة يفتح الفرصة للعاطلين عن العمل للانضمام إلى هذه الوظائف .
- تنظيم دورات توعوية للشباب لنشر الوعي الثقافي وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول بعض الأعمال الحرفية البسيطة التي يرفضون العمل بها، بسبب رغبتهم في العمل الوظيفي المرموق .
- يجب وضع خطة حكومية قومية تهدف إلى القضاء على البطالة خلال فترة زمنية محددة بخطوات واضحة ومنظمة، وتهدف إلى تحقيق أهداف قريبة المدى .