مفهوم التدريس التبادلي
لقد شغل مفهوم التدريس التبادلي محركات البحث في الفترة الأخيرة، إذ لا يعرف كثيرون ما هو المقصود بهذا المفهوم. ولذلك، نوضح لكم من خلال مقالنا في موسوعة مفهوم التدريس التبادلي، الذي يعد واحدًا من الطرق المطورة في مجال التعليم، حيث يعتمد على إقامة حوار بين المعلم والطالب أو تبادل الحوار بين الطلاب. ونوضح هذا المفهوم بالتفصيل في فقراتنا التالية.
مفهوم التدريس التبادلي
- يمثل التعليم التبادلي أحد الأساليب المتقدمة في مجال التعليم، حيث يستند إلى فكرة تبادل الحوار بين الطلاب والمعلم أو بين الطلاب أنفسهم، ويعتمد التدريس التبادلي على تبادل المعلومات.
- يعد التدريس التبادلي بديلاً للتدريس التقليدي، حيث يختلف الفارق بينهما في أن التدريس التقليدي يعتمد بشكل كامل على المعلم الذي يكون المصدر الوحيد للمعلومات، بينما في التدريس التبادلي يختلف دور المعلم حيث يعتمد التعليم على إقامة حوار بين المعلم والطالب أو بين الطلاب، ويقتصر دور المعلم في هذه الحالة على تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة وتشجيعهم على مشاركة المعلومات.
- يستخدم المعلمون التعليم التبادلي لتطوير مهارات الطلاب وقدرتهم على البحث عن المعلومات، ومع تقدمهم في مرحلة التعلم يمكن للطلاب تبادل الأدوار مع المعلم وتحويل دور المعلم إلى دور التشجيع وتقديم الأفكار.
استراتيجية التدريس التبادلي
يتبع التدريس التبادلي استراتيجيات متتابعة يستخدمها المعلم بشكل متعاقب حيث يتبادل الطلاب الأدوار بينهم في الشرح والاستفسار، ويتألف التدريس التبادلي من أربعة استراتيجيات أساسية وهي “التلخيص، توليد الأسئلة، التنبؤ، الاستيضاح”، وسنوضح مفهوم كل استراتيجية على حدة في الفقرات التالية.
التنبؤ
يعتمد هذا النهج على توقعات الطالب للدرس بعد قراءة المعلم للعنوان الرئيسي للدرس والعناوين الفرعية، فعند الاستماع لما يقدمه المعلم يجب على الطالب التنبؤ بالفروض المرتقبة، وفي هذه الحالة يكون الهدف من القراءة هو تأكيد الفرضيات أو نفيها.
ينحصر دور المعلم هنا في قراءة عنوان الدرس والعناوين الفرعية وطرح بعض الأسئلة لإثارة اهتمام الطالب، وقراءة بعض فقرات الدرس.
التلخيص
التلخيص هو إحدى الخطوات الهامة التي يعتمد عليها الطالب بشكل كامل في تحديد المعلومات الأساسية في الموضوع، وتتطلب هذه الاستراتيجية من الطالب أن يفهم ما قرأه ويستدعيه لتنظيم الموضوع واستخراج العناصر الرئيسية منه، وبالتالي يقوم الطالب بإعادة صياغة الموضوع بطريقته الخاصة وبشكل مختصر للحصول على أهم المعلومات.
يساعد التلخيص في تنظيم الأفكار بشكل مناسب وبالتالي يسهل حفظها لاحقًا، ويجب على الطالب أن يولي اهتمامًا ببعض الأمور عند تلخيص الدروس، وتشمل هذه الأمور:
- يُنصَحُ بتجنُّب تكرار المعلومات عن طريق ترك المعلومات المفيدة التي تعني نفس المعنى، فالإسهاب في الشرح في تلك الحالة لن يكون ذو جدوى.
- التركيز على المصطلحات والعناوين الهامة.
- يتم حذف المعلومات غير الضرورية التي لا تؤثر على المعنى.
- يجب تحديد مدة محددة لتلخيص الأمور لتجنب إضاعة الوقت.
التساؤل
يعني التساؤل أن يقوم الطالب بطرح بعض الأسئلة على المعلم للحصول على معلومة محددة، حيث بعد شرح المعلم للدرس وتبادل الخبرات بينه والطلاب، يمكن لبعض الطلاب الحاجة إلى توضيح إجابة سؤال معين وهنا يتم طرح السؤال على المعلم للحصول على المعلومات المرغوبة، ولا شك أن هذه الاستراتيجية تساعد على تنمية المهارات العقلية لدى الطالب.
في بعض الأحيان، يترك المعلم فرصة للطلاب للإجابة على الأسئلة المطروحة ليتمكنوا من تبادل المعلومات بحرية، ولذلك يمكننا القول إن استراتيجية الاستفهام تدعم الأداء الجماعي وليس فقط الإجابة الفردية لطالب محدد، وبالتالي، فإنها تساعد على تحسين قدرة الطلاب على الفهم.
يؤدي المعلم دورًا هامًا في تنفيذ هذه الاستراتيجية، حيث يجب عليه مساعدة الطلاب في صياغة الأسئلة بشكل صحيح وتزويدهم بإجابات واضحة على الاستفسارات التي يطرحونها.
الاستيضاح
تهدف هذه الاستراتيجية إلى فهم الطالب للمحتوى المقروء، سواء عن طريق إعادة قراءة النص مرة أخرى أو من خلال طرح الأسئلة على المعلم. فالاستيضاح يعد وسيلة تقويمية للمحتوى، وعندما يقوم الطالب بهذه الخطوة، فإنه يدل على فهمه للصعوبات التي تواجهه في الفهم، فعندما يطرح الطالب أسئلة استيضاح، فهذا يعني أنه قد أدرك العقبات التي تعيق فهمه، مثل وجود مفاهيم غير مألوفة، على سبيل المثال.
مميزات التدريس التبادلي
- تسهم تقنية التعليم عن بعد في تخفيف عبء عملية التدريس على المعلم، والمعلومات يتم تقديمها للطلاب أيضًا.
- يتميز التدريس التبادلي بالسهولة في التطبيق داخل الفصول الدراسية.
- يساعد على تطوير قدرة الطلاب على النقاش والحوار.
- يساهم في تطوير مهارات القيادة لدى الطلاب.
- تعمل هذه الطريقة على تطوير القدرة الاستيعابية للطالب وتسريع عملية التعلم.
- يزيد التدريس التبادلي من ثقة الطالب بنفسه، حيث يشجع الطالب على المشاركة في الحوار وبالتالي يتغلب على الحجل.
- تهدف إلى تنمية قدرة الطالب على الاستيعاب وتأمين ترسيخ سريع للمعلومات في ذهنه.
- يساعد مشاركة الطالب في الحديث أثناء الشرح على تعزيز قدرته على تحصيل المعلومات وتثبيتها في ذهنه دون عناء.
- رفع قدرة الطالب على التحصيل وملاحظة تحسن في المستوى التعليمي.
- تعزز زيادة فعالية الطلاب في التعليم دورهم بعيداً عن تلقي المعلومات فقط.
- من أهم مزايا التدريس التبادلي هو أن استخدامه لا يقتصر على الصفوف ذات الأعداد الصغيرة فقط، بل يمكن تطبيقه أيضًا في الصفوف ذات الأعداد الكبيرة.
خطوات استراتيجية التدريس التبادلي
لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من تطبيق نظام التدريس التبادلي، يجب أن تسير العملية التعليمية وفقًا لخطوات متتالية، وتشمل هذه الخطوات:
- عرض المعلومات على الطلاب: في البداية، يجب على المعلم تقديم الأفكار والخطوات اللازمة التي يجب على الطلاب اتباعها أثناء عملية التعلم، حيث يعد المعلم المصدر الرئيسي للمعرفة في هذا الوقت.
- الممارسة والتعلم: في هذه الخطوة، يصبح الطالب أكثر وعيا بدوره في تنفيذ الاستراتيجية، ومع ذلك، يحتاج إلى مساعدة المعلم، ويقل دور المعلم ليصبح دوره توجيه الطالب فقط.
- تقسيم الطلاب لمجموعات: في هذه الخطوة، يجب على المعلم تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة وتعيين قائد لكل مجموعة، ويتحول دور المتعلم من الاستقبال للمعلومات إلى تعليمها.
- الاعتماد على الذات: بعد تقسيم المعلم للطلاب إلى مجموعات واختيار قائد لكل مجموعة وتزويدهم بالمعلومات اللازمة، يتولى القائد إدارة فريقه، في حين يقوم المعلم بدور المساعدة والتشجيع لكل فريق.
- الفهم والاستيعاب: في هذه الخطوة، يصبح الطلاب أكثر فهمًا للخطوات السابقة وأكثر استعدادًا للتطبيق دون الحاجة إلى مساعدة المعلم بشكل كبير.
أسس التدريس التبادلي
يعتمد التدريس التبادلي على مجموعة من المبادئ والأسس، وتشمل هذه المبادئ:
- تدعيم جهود الطلاب.
- تقديم الدعم للمعلم عند بدء أداء المهام.
- يتناقص دور المعلم في العملية التعليمية مع تطبيق نظام التدريس التفاعلي بمرور الوقت.
- يمكن اتباع النظام بغض النظر عن زيادة أو نقص عدد الطلاب.
الأمور الواجب مراعاتها في التدريس التبادلي
- تعزيز قدرة الطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم عن طريق تشجيعهم على المشاركة وطرح الأسئلة حول الموضوعات التي يجدون صعوبة في فهمها.
- يتم تزويد الطلاب بالتعليم المكمِّل الذي يتضمن تزويدهم بالمعرفة والمهارات التي تفيدهم في بيئة تعليمية تفاعلية.
- يعتمد التعليم التبادلي في مراحل الطلاب المتقدمة على المهارات الاستيعابية التي يمتلكها الطالب، ويجب مراعاتها.
- يجب توجيه العناية نحو معالجة صعوبات التعلم التي يواجهها الطالب، فإذا لم يتم التدخل المبكر فقد تؤثر سلبًا على تقدم الطالب الدراسي.
- يتحمل المعلم والطالب مسؤولية مشتركة في اكتساب الاستراتيجيات الفرعية المتضمنة في التدريس التبادلي.
- يجب على المدرس أن ينقل مسؤولية التعليم تدريجيًا للطلاب.
أهمية تدريب الطلاب على استخدام استراتيجية التدريس التبادلي
يهدف استخدام استراتيجية التدريس التبادلي في المرحلة التعليمية المبكرة إلى تنمية الفهم القرائي لدى الطلاب، لتمكينهم من المشاركة في العملية التعليمية بشكل أفضل، كما يساعد تدريب الطلاب على تطبيق هذه الاستراتيجية في وقت مبكر على تطبيقها بسهولة في مراحل التعليم المتقدمة، وتستخدم هذه النظرية في التعليم لتحقيق العديد من الأهداف ومن بينها:
- رفع كفاءة الطلاب وقدرتهم على التحصيل.
- زيادة مستوى التعليم للطلاب في جميع مراحل التعليم.
- يهدف إلى تعزيز قدرة الطالب على المشاركة في الحوار بثقة ودون خوف.
- يتطلب كسر حاجز الخجل الذي يعاني منه بعض الطلاب عند الحاجة إلى طرح استفسار معين.
- تعزز زيادة فعالية الطلاب في التعليم دورهم بعيداً عن تلقي المعلومات فقط.
دور المعلم في استراتيجية التدريس التبادلي
- المعلم هو الميسر للعملية التعليمية.
- يعمل على تصميم المواقف التعليمية للمتعلمين.
- يسهم في بناء المعنى للمتعلمين.
- تقديم الدعم والمساندة للطلاب وتوفير الدعم اللازم لهم.
- العمل عل نمذجة خطوات الاستراتيجية للمتعلمين.
- يساهم المعلم في بناء الأنشطة للمتعلمين.
دور المتعلم في استراتيجية التدريس التبادلي
- يشارك المعلم في تصميم المواقف والأنشطة التعليمية.
- العمل على ربط المعرفة السابقة بالمعرفة الجديدة.
- تلخيص الدرس وتحديد الفقرات الهامة لتسهيل عملية الحفظ.
- يمكن للطلاب مناقشة الموضوعات التي لم يتمكنوا من فهمها وطرح الأسئلة على المعلم.
- يتضمن الاستنتاج استخلاص معلومات جديدة من المعلومات المتاحة حول الموضوع.
- القدرة على التنبؤ بكل ما هو جديد.
كيفية تقييم أداء الطلاب في التدريس التبادلي
لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من استخدام طريقة التدريس التبادلي بين المعلم والطلاب، يجب على المعلم تقييم أداء الطلاب لقياس فعالية استخدام الاستراتيجية، ويتم ذلك عن طريق تقييم الأداء باستخدام الطرق التالية:
- من خلال الاستماع إلى الطلاب ومناقشتهم في موضوع الدرس، ستظهر إشارات تعكس مدى فهم الطلاب للاستراتيجيات الأربعة.
- يمكن للمعلم أن يطرح بعض الأسئلة على الطلاب لقياس فهمهم، ويفضل أن يتابع المعلم مناقشة الإجابات التي يقدمها الطلاب.
للمزيد يمكنك متابعة : –
وصلنا الآن معكم إلى نهاية حديثنا حيث قدمنا لكم جميع المعلومات المتعلقة بالتدريس التبادلي، ونأمل أن تكونوا قد استفدتم منها، نشكركم على متابعتكم الجيدة لنا وندعوكم لقراءة المزيد في عالم الموسوعة العربية الشاملة
المراجع