مستويات القراءة ومهاراتها
موضوعنا اليوم على موقع الموسوعة يدور حول مستويات القراءة ومهاراتها، وسنُقدّم لكم مستويات الفهم القرائي والمهارات المتعددة المتوافقة مع كل مستوى. ويُعرّف الفهم القرائي بأنه قدرة العقل على استيعاب وفهم ما يُقرأ، ويتكون هرم القراءة من 5 مستويات سنقدّمها لكم في هذا الموضوع، بالإضافة إلى الخبرات السابقة للقارئ التي يجب ربطها بما يُقرأ لتحقيق الفهم الكامل للنص المُقروء.
مستويات القراءة ومهاراتها
هناك عدة تصنيفات تقسم القراءة إلى مستويات مختلفة وفقا لعدد من المهارات، ومن بين هذه التصنيفات:
التصنيف الأول
يتم في هذا التصنيف تقسيم مستويات فهم القراءة إلى ثلاثة مستويات وفقًا للمهارات العقلية للقارئ وطريقة استخدامه لما يقرأه، وهذه المستويات هي:
-
الاستيعاب
يشير هذا إلى مستوى المهارات العقلية الأولية ويتم تحديده وتعريفه بواسطة تحديد وفهم مجموعة الكلمات الجديدة الموجودة في النص المقروء وفهم الأفكار الرئيسية واستخلاص الأفكار الثانوية منه، بالإضافة إلى تلخيص النص في هذا المستوى من القراءة.
-
نقد المقروء
في هذه المرحلة تأتي المرحلة التالية من القراءة، وتكون مستويات العقل فيها أعلى من مستوى الاستيعاب، وتعرف بمستوى المهارات العقلية المتوسطة. في هذا المستوى، يكون القارئ قادرا على تحديد العبارات والجمل التي تنتمي إلى موضوع النص وتفهم العلاقة بين فقرات الموضوع وتلك التي ليست لها علاقة. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من العمليات العقلية التي يمكن أن تحدث في هذا المستوى، مثل البحث عن الأدلة التي تدعم أو تنفي قضية ما، والوصول إلى المعنى العميق للنص والمعاني المخفية التي تحتويها الكلمات.
-
التفاعل مع المقروء
في هذه المرحلة، يصل العقل إلى مستويات عالية من القراءة والفهم والتفاعل، حيث يمكنه الربط بين المعاني المستترة واكتشاف المشكلات الحالية والتفاعل معها والوصول إلى حلولها، ويتمتع بالقدرة على التعبير عنها بما يتوافق مع ذاته وخبراته السابقة.
التصنيف الثاني
يعتمد هذا التصنيف على مستوى فهم القارئ لما يقرأ، حيث يتناول مستوى الفهم الإجرائي، وتشمل مستويات هذا التصنيف:
-
مستوي الفهم الحرفي
يتضح معنى هذا المستوى من خلال اسمه، حيث يعتمد على قراءة الكلمات والجمل وفهم المعاني الجديدة والمقصودة منها، بالإضافة إلى استيعاب الأفكار الرئيسية المطروحة في النص المقروء وفهم المحتوى العام له. لذا يعتبر هذا المستوى متعلقا بقراءة الجمل.
-
مستوى الفهم التفسيري
في هذه المرحلة، يصل القارئ إلى فهم أعمق للمعاني والمفردات المستخدمة، ويستطيع فهم المعاني المجازية المقصودة من الكلمات. يمكنه أيضًا فهم الرأي الشخصي للكاتب وتحديد الأفكار الرئيسية والفرعية في النص، وبالتالي يمكنه التنبؤ بالأحداث القادمة وزيادة فهمه للشخصيات الموجودة في النص. يتم تعريف مستوى القراءة بالقدرة على فهم المعاني المخفية والمعاني المجازية في النص.
-
مستوى الفهم التطبيقي
عندما يصل القارئ إلى هذا المستوى من الفهم، فقد استطاع فهم قدرة الكاتب ودقته في التعبير عما يريد، وكذلك التمييز بين الحقيقة والخيال والتمكن من حل المشكلات، ويعرف أنه وصل إلى مستوى فهم ما وراء السطور.
مستويات القراءة
هناك العديد من تصنيفات مستويات القراءة، والتي تُعرف باسم مستويات الفهم القرائي، وأحد أهم هذه التصنيفات هو التصنيف التالي الذي يقسم مستويات الفهم القرائي إلى 5 مستويات، وهذا يختلف عن معظم التصنيفات التي تقسمها إلى 3 مستويات فقط، وهذه الخمس مستويات هي:
مستوى القراءة الحرفية
سبق أن شرحنا ماهية مستوى القراءة الحرفية، والذي يعتمد على قدرة القارئ على قراءة الكلمات ومعرفة مجموعة جديدة من الكلمات واستنتاج مرادفاتها من السياق، والتعرف على الأفكار العامة والرئيسية للنص المقروء. وفي بعض الأحيان، يستطيع القارئ تحديد الأفكار الفرعية أيضًا، ومعرفة ما إذا كان هناك تشابه أو اختلاف بين ما يقرأه الآن وما قرأه سابقًا، ويعتبر هذا المستوى الأول في هرم القراءة.
مستوى القراءة التنظيمية
يمثل المستوى الثاني في هرم القراءة مرحلة تظهر فيها مهارات القارئ وقدرته العقلية على تحليل الشخصيات والأحداث، والتمييز بين الكلمات العربية وغير العربية، وزيادة القدرة على فهم وتحديد العناصر الرئيسية والفرعية للنص، والقدرة على استيعاب التسلسل الزمني وتنظيم الأحداث بشكل صحيح، والقدرة على فهم المشكلات وإيجاد الحلول لها، بالإضافة إلى القدرة على تطبيق هذه الحلول وتنفيذها في الواقع.
مستوى القراءة التفسيرية
يعرف بمستوى القراءة الاستنتاجية؛ وذلك لأنه يعتمد على قدرة القارئ على تحليل واستيعاب جميع الأحداث والشخصيات الموجودة في النص، فضلا عن قدرته على استشعار مشاعر الشخصيات سواء كان ذلك موضحا بشكل مباشر أو غير مباشر. إلى جانب قدرته على الاستنتاج والتنبؤ واصدار الأحكام والتمييز بين الحقيقة والخيال في النص. وعندما يتوصل القارئ لكل ذلك، يكون قد فهم الكاتب وتمكن من تحقيق الهدف الذي يسعى الكاتب لتحقيقه.
مستوى القراءة النقدية
يبدأ القارئ في إسناد شخصيته إلى الأحداث وتفضيل بعضها على البعض الآخر، وذلك بتمكنه من التمييز بين الأحداث والأفكار، وتحديد ما إذا كانت من الواقع أو من وحي خيال الكاتب، وبين المعلومات الحقيقية وتلك التي يضيفها الكاتب بناءً على رأيه الشخصي. ومن خلال ذلك، يستطيع القارئ تحديد صدق الكاتب ودقته في تحري الأمانة والصدق في نقل المعلومات، وفهم كافة الأهداف التي يريد الكاتب تقديمها، حتى في حالة عدم إعلانه عنها.
مستوى القراءة الابداعية
في هذا المستوى، نصل إلى المرحلة الأخيرة من هرم القراءة، وهذا المستوى هو الأدنى من حيث عدد القراء، حيث لا يمكن لجميع القراء الوصول إلى هذا المستوى. إذ يعتمد على قدرة القارئ على التنبؤ بالأحداث المقبلة وترتيبها بشكل صحيح وموضوعي، بالإضافة إلى القدرة على صياغة الأحداث بطرق مختلفة وترجمة النص إلى لغة أخرى. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يمتد لقدرة القارئ على حل المشكلات التي لم يقدم الكاتب حلا لها، وإدخال مواقف تعزز الحبكة الدرامية للنص.
مهارات الفهم القرائي
مهارات الفهم الحرفي
- التعرف على الكلمات والمفردات بغير العربية والعربية والتمييز بينها.
- التوصل والتعرف على كافة التفاصيل المكتوبة.
- فهم المعاني التي تناسب سياق النص لجميع الكلمات.
- ادراك الأفكار الرئيسية.
- قدرة عقل القارئ على تنظيم تسلسل الأحداث في النص كما تم طرحها.
- معرفة وفهم طريقة الكاتب في عرض النص وطريقة تنظيمه وطريقة عرضه للأفكار وتسلسلها.
- يتطلب الأمر القدرة على ربط الأحداث والعبارات والكلمات والصور والأصوات الموجودة في النص.
مهارات الفهم التنظيمي
- تحديد عنوان يكون أكثر مناسبة للنص.
- يُمكن تحديد الكلمات غير المعروفة واستنباط مرادفاتها من السياق المحيط بها.
- التوصل إلى صفات جميع شخصيات النص عن طريق ما يحدده الكاتب بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
- القدرة على استنتاج الأفكار الرئيسية للنص.
- التمكن من فهم العلاقة بين السبب والحدث والنتائج التي تنتج عنه.
- تحقيق الهدف الذي يرغب الكاتب في تحقيقه.
- ربط الخبرات القرائية السابقة بالمحاولة لفهم النص بشكل صحيح.
مهارات الفهم التفسيري
- تهدف تحليل الشخصيات إلى فهم مشاعر كل شخصية في القصة.
- تتمثل الفائدة من التوقعات في توقع النتائج التي يمكن حدوثها بناءً على الأحداث الأولية.
- يتم التوصل إلى الأفكار الرئيسية والفرعية التي يتناولها الكاتب بطريقة غير مباشرة.
- يمكن اتباع الأفكار المباشرة المختلفة للوصول إلى الأفكار غير المباشرة.
- تعني هذه المهارة القدرة على فهم مدى تأثير العبارات على تغيير المعنى الحرفي للكلمات إلى معاني مخفية غير واضحة عند القراءة الأولية للنص.
- يتضمن البحث عن جميع المعاني الممكنة للكلمة ومدى تغيير معانيها في السياق العام للنص.
- فهم الحكم والنصائح التي يقدمها الكاتب للقراء من خلال النص وتكون نتيجة لتجارب مختلفة عن تجارب القارئ.
- يتضمن فهم وتحليل وجهة نظر الكاتب التي يريد طرحها وعرضها من خلال النص.
- يمكن للقارئ أن يتعرف ويحلل شخصية الكاتب والبيئة التي نشأ فيها من خلال قراءة كتاباته وفهمها بشكل كامل.
مهارات الفهم النقدي
يتجلى مستوى الفهم النقدي من خلاله شخصية القارئ وقدرته على استيعاب وفهم المحتوى، لذلك فإن القراء الذين يصلون إلى هذا المستوى قد نجحوا في التعمق فيه:
- يجب التمييز بين الواقع والأحداث الحقيقية وبين الخيال والأحداث المدرجة في النص، لكي يتم استكمال الحبكة الدرامية.
- التفريق بين رأي الكاتب والحقيقة الملموسة.
- يتضمن التعرف على ما يتعلق بالموضوع وما لا يتعلق به وفهم الغرض من كل ذلك.
- يمكن للشخص أن يتمكن من تقييم صدق الكاتب وتحديد قوة الأدلة التي قدمها لحل المشكلات.
- التمييز بين الأفكار الشائعة والمعروفة للجميع، وبين الأفكار التي يمكن للكاتب ابتكارها وطرحها على القراء.
- يتعلق الأمر بالفهم الصحيح وتحديد ما إذا كان الكاتب قد عرض هذه الأفكار بشكل منظم ومتسلسل أم لا.
مهارات الفهم الابداعي
- يتمكن القارئ من التنبوء بنهاية الموضوع.
- يستطيع أن يتوقع الأحداث التالية من خلال قراءته للأحداث السابقة واستنباطها منها.
- يزيد من قدرته على ترتيب الموضوع بطريقة جديدة تختلف عن وجهة نظر الكاتب، كما يقوم بتغيير بعض الأحداث التي يراها مناسبة.
- تحويل النص المقروء إلى رسم بياني يساعد على فهم وإدراك النص بصورة أبسط.
- تحقيق حلول لبعض المشاكل التي لم يتمكن الكاتب من تقديم حلول لها.