مسببات الاجهاض المتكرر
في هذا المقال سنتناول موضوع مسببات الإجهاض المتكرر، وهو مصطلح يُعنى بنزول الجنين وفقدانه في رحم الأم، ويحدث غالبًا في الشهور الأولى من الحمل. تأتي هذه الكلمة من “جهيض” وتشير إلى عدم اكتمال عضو ما أو سقوط الجنين قبل الأسبوع العشرين. تحدث عمليات الإجهاض في بداية الحمل وقد لا تدرك المرأة أنها حامل من الأساس.
تُعد عملية الإجهاض من الأحداث الشائعة في المجتمعات، ولكنها ليست سهلة على الإطلاق، فهي تُسبب ألمًا نفسيًا وجسديًا شديدًا، وسيتم في هذا المقال الحديث عن أسباب الإجهاض وأنواعه.
مسببات الاجهاض المتكرر
تحدث هذه العملية بنسبة 15 إلى 17٪، وهناك طرق مختلفة لإنهاء الحمل، مثل الجراحة أو الأدوية، ولكن يجب الرجوع إلى طبيب مختص قبل استخدام أي طريقة، ويحدث هذا عادةً في الثلث الأول من فترة الحمل لتجنب أي مضاعفات صحية أو مشاكل عند إنهاء الحمل في مراحل متأخرة.
عند إجراء العملية الجراحية يتم استخدام طريقة الشفط لسحب بطانة الرحم وإزالة أي أنسجة مرتبطة بالجنين من خلال إدخال أنبوب بعنق الرحم، ويضمن نجاح هذه العملية بنسبة 100٪.
تؤدي تناول الأدوية إلى إنهاء الحمل بنسبة 97%، حيث تمنع إفراز هرمون البروجستيرون الذي يدعم استمرار الحمل، مما يؤدي إلى انقباضات في الرحم وتقلص سمك بطانة الرحم وبالتالي الإجهاض.
اسباب الاجهاض
- عندما تنقسم خلايا الجنين، يمكن حدوث أخطاء عشوائية في الكروموسومات، وتشير الإحصائيات إلى أن الاضطرابات الصبغية أو العوامل الكروموسومية تحدث بنسبة حوالي 50%. قد يتعرض الحيوان المنوي أو البويضة للتلف، ويمكن أن تتعرض المشيمة لبعض المشاكل التي تؤدي إلى حدوث الإجهاض.
- قد يحدث الإجهاض نتيجة وفاة الجنين داخل رحم الأم، حيث يتوقف نمو الجنين على الرغم من استمرار تشكله.
- في حالة وجود بويضة تالفة، والتي تُعرف باسم حمل غير جنيني، تتم الالتصاق البويضة المخصبة بجدار الرحم، مما يؤدي إلى وجود كيس حمل، ولكن لا يوجد جنين ينمو داخل هذا الكيس.
- عند الإصابة بالحمل العنقودي الكامل، وهو نمو المشيمة بشكل غير طبيعي، أو الإصابة بالحمل العنقودي الجزئي ومعناه تشكيل كتلة مُعنية تتضمن مجموعة من الخلايا الغير طبيعية، ينتج عنها جنين به عيوب خلقية وتشوهات خطيرة.
انواع الاجهاض
الإجهاض الناقص أو الغير مُكتمل
يُعرف الإجهاض الناقص بأنه عندما يُلقي الجنين جزءًا من محتويات الحمل، ويبقى الجزء الآخر داخل الرحم دون استكمال نموه، وعندئذٍ تحدث نزيفًا مهبليًا بشدة مختلفة، ويجب تفريغ الرحم باستخدام عملية الكشط.
الإجهاض المهدد
يطلق على النزيف المهبلي الذي يحدث في المرحلة الأولى من الحمل ويعرف باسم “الإجهاض المهدد”، وفي 50% من الحالات يتم استكمال الحمل بشكل طبيعي.
يحدث انغلاق وطول الرحم خلال فترة الحمل الأولى، ويكون حجمه مناسبًا لهذه المرحلة. ومن خلال الموجات فوق الصوتية، يمكننا رؤية الجنين حيًا داخل الرحم. ويتم علاج هذه الحالة من خلال تقديم الدعم المعنوي والنفسي للحامل، ومتابعة حالتها بشكل دائم مع الطبيب المختص لمعرفة تطور حالة الجنين.
الإجهاض المفقود أو الفائت
يُطلق على حالة عدم نمو الجنين ووفاته داخل الرحم باسم “الإجهاض الساكن”، ويترك المحتوى الحملي داخل الرحم، ويتطلب خروجه بواسطة العلاج أو الجراحة.
عند فحص جسم المرأة، يتضح أن حجم الرحم صغير بالنسبة للفترة الحالية، ويجب تناسب حجم الرحم مع عمر الجنين، وعادةً ما يكون عنق الرحم مغلقًا.
تحدث حالات نزيف بسيط عند المرأة الحامل ولا يتم سماع صوت نبض الجنين، وفي هذه الحالة يجب التصرف بسرعة وإجراء عملية تفريغ للرحم بواسطة الكشط؛ لأن وجود الجنين المتوفي في رحم الأم لفترة طويلة يعرضه لتجلط الدم، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
إجهاض الحمل خارج الرحم
يُعرف الإجهاض الذي يحدث خارج الرحم باسم الإجهاض البوقي أو الأنبوبي لأن الأنبوب الذي يصل إلى الرحم يُعرف باسم البوق، ويحدث الحمل في هذا النوع من الإجهاض خارج الرحم، حيث ينمو الجنين في مكان آخر بعيدًا عن الرحم، ولذلك يحدث هذا النوع من الإجهاض غالبًا في البوق الرحمي، وعندما يتوقف نمو الجنين، تنفصل محتويات الحمل عن البوق وتتحرك إلى التجويف الصفاق.
قد تشعر المرأة بألم في الجزء السفلي من البطن، وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بنزيف، ونرى الدم يخرج من منطقة انغراس البويضة في تجويف الصفاق، في البوق الرحمي، وفي هذه الحالة يجب الاستشارة مع الطبيب المختص.
حكم الاجهاض
يحرم الإسلام الإجهاض ويفرض فدية عليه، ولكن هناك مجموعة من الحالات التي يجوز فيها الإجهاض وتتضمن ما يلي:-
- إذا كان الطفل لم يتجاوز عمره الأربعة أشهر، وأثبت الأطباء أنه يعاني من تشوهات كاملة أو عيوب وراثية، أو مشكلات صحية خطيرة تهدد حياته.
- إذا كان البقاء عليه يشكل خطرًا كبيرًا على حياة الأم وقد يعرضها للموت.