ما هي مراحل نمو الطفل ؟

يعد نمو الطفل مراحل متتابعة، بدءًا من لحظة تكوينه من البويضة وتشكيل كيس الحمل وتثبيته في بطانة الرحم، ثم انقسام الخلايا في عدة مراحل، حيث يتحول من نطفة إلى علقة إلى مضغة، ثم تتشكل العظام والأعضاء الداخلية والأطراف ويحدث بعض التطورات العقلية داخل الرحم على مدار الأشهر حتى يأتي الولادة.

مراحل نمو الطفل من الولادة حتى الأشهر الستة الأولى:

من الولادة إلى أول شهر:

الرضيع في الأيام الأولى من وجوده بالحياة يحتاج إلى الإرضاع الطبيعي أو الحليب الصناعي الذي يغذيه بالعناصر الغذائية والفيتامينات والأجسام المضادة التي تحتاجها صحته. ولذلك يجب عدم إهمال هذه الفترة حتى يبدأ الرضيع بالإدرار الطبيعي للحليب، ولا يجب التفكير بأن هذه الكمية من الحليب قليلة، فالله عز وجل يهيأ معدة الرضيع لتحمل هذه الكمية مؤقتًا في بداية حياته، ويتهيأ لتناول العناصر الأخرى التي يحتاجها لاحقًا من حليب الأم.

تعتبر هذه الفترة هي الوقت المناسب للتعامل مع الرضاعة الطبيعية للرضع لأنها الأفضل، ويتم اللجوء إلى الرضاعة الصناعية فقط في حالات الضعف العام أو للأطفال الذين لم يتمكنوا من الحصول على الرضاعة الطبيعية.

ينام الرضيع معظم الوقت ويستيقظ قليلاً في الأسبوعين الأولين، وقد يحتاج إلى الإيقاظ المتعمد للإرضاع، لأنه لا يزال يعتمد على الاستيقاظ داخل الرحم لتناول الغذاء عبر المشيمة. ولذلك، يجب تغذيته كل ساعة ونصف تقريباً، ويعاني معظم الرضع من الصفراء التي يحتاجون إلى تغذيتهم للتخلص منها. ولذلك، يُحث الأطباء على زيادة التردد في الإرضاع حتى تختفي الصفراء.

لا يجب القلق بشأن فقدان الوزن الطبيعي الذي يتم استرداده بسرعة، لأن تغذية الجنين المستعدة للولادة لا تكون مثل الامتصاص الذي يحدث في الثدي حيث يتعب الجسم في هذا الصدد.

ستلاحظين انكماش الساقين واليدين في جسم الطفل كأنه داخل الرحم، وهذا أمر طبيعي وغير مقلق، حيث سيحتاج بعض الوقت للاعتياد على الحياة في بيئة غير الرحم، وسيبدأ بعد ذلك بتمديد وتحرير الساقين واليدين والتعرف على العالم الجديد، وقد يقلد تعابيرك في بعض الأحيان.

أثناء الشهر الأول في نهايته، يبدأ الرضيع في الإدراك الجزئي للفروق بين الظلام والنور، ويبدأ في النوم بشكل متقطع لمدة 17 ساعة أو أقل من إجمالي عدد ساعات اليوم، ويستيقظ للرضاعة أو لتغيير الحفاض أو غيرها من الأسباب. وأثناء اليقظة، يحتاج الرضيع إلى الضم والحنان والتدليك اللطيف، ويجب إزالة الغازات بعد الرضعات بالتجشؤ وإعطاء النسب المسموح بها من ماء نونو أو ماء غريب لتخفيف الانتفاخ وتغيير الحفاض.

في هذا العمر، لا يتجاوز اهتمام الطفل بالشيء الصغير، وسيكون اللعب معه لفترة قصيرة، حيث سيكون منتبهًا لك ولمداعبتك، إلا أنه إذا شعر بالملل أو النعاس، فسيدير وجهه أو ينشغل بشيء آخر.

بداية الشهر الثاني إلى نهايته:

يبدأ الطفل بالقدرة على رفع رأسه بشكل محدود، ولكن يجب عليكِ دعمه ومساندته في ذلك، حتى يتمكن من القيام بهذه الحركة بشكل كامل، وسيبدأ أيضًا في إصدار بعض الأصوات التي إذا تجاوبتِ معها وشجعتِه سيساعد ذلك على تطوير قدرته على التواصل وتطوير جهازه الصوتي.

سيستمر الرضيع في الاستماع والاهتمام بك عند حمله وتداعبه، وسيبدأ الشعور بأطرافه واتصالها بجسمه ويحاول الإمساك بأصابعك بشكل طبيعي.

يبدأ الطفل بملاحظة الأشياء المتحركة أمامه ويستيقظ من نومه، وخلال هذه الفترة يمكنك مساعدته على النمو من خلال تحفيزه بالغناء له أو تشغيل موسيقى خاصة بالأطفال، والأفضل من ذلك هو الاستماع للقرآن الكريم. ويمكن للأم أن تلاحظ ابتسامة الطفل عندما يستفيق وسهولة تحركه بشكل عمودي واهتمامه بالأشياء الملونة أو اللامعة التي تصدر أصواتًا.

يتطلب الطفل في هذا الشهر تلقي جرعات التطعيمات، ويجب تسجيل وزنه وطوله والفحوصات اللازمة وحالته العامة في كراسة التطعيمات، حيث تعتبر مهمة لتتبع نموه على المدى الطويل.

المولود في الشهر الثالث:

من بين مراحل نمو الطفل التي تبدأ فيها الأم في الشعور بالراحة من السهر هو عندما ينام الطفل لفترة أطول مما كان في السابق، ومع ذلك فإن ذلك لا يمنع احتياجه للرضاعة خلال الليل، ويبتسم بشكل طبيعي وصادق من قلبه كما يقال، ويبدأ في التمييز بين الآخرين مثل أقاربه، أخوته، ومعارفه عنك وعن أبيه.

يمكن للطفل رفع رأسه ورقبته قليلاً عن الأرض عندما ينام على بطنه، ويمكن ملاحظة تحكمه في حركة رقبته، وقد يتحول ويغير وضعية نومه عندما ينام على بطنه ليعود إلى الاستلقاء على ظهره، وعند ذلك يجب تركه على سطح مستوي وتغيير حفاضاته على سطح مستوٍ على الأرض لتجنب حدوث أي مكروه.

يُمكنكِ تعليم الطفل نمط نوم معيّن حتى يتعود عليه خلال هذا الشهر، ويُنصح بمحادثته أو الغناء له أو قراءة له بأصوات متنوعة ومختلفة لتجذب انتباهه وتعلمه كيفية الكلام، مما يساعده على تطوير أنماط لغوية.

تبدأ حواس اللمس والنظر بالتطور، لذلك عليك تشجيع طفلك على لمس أنواع مختلفة من الأقمشة والفراء وأشياء أخرى، ليتعلم الفرق بينها، وتنبهيه حتى لا يلتقط أشياء صغيرة مضرة من الأرض.

نمو الطفل في رابع أشهره:

يتمكن الطفل من الالتفات إلى الأصوات والتعرف على الأشياء الصغيرة وإدراكها بلسانه، لذا يجب أن تكون حذرًا ومنتبهًا له، كما يمكنه تحسين وضعية رأسه وثباتها أثناء محاولة الجلوس، ويعبر عن ردود فعله عليك بإصدار أصوات قد لا تعني شيئا أو ينطق ببعض الحروف والكلمات ولكنه لا يربطها بك.

مرحلة نمو الرضيع في الشهر الخامس والسادس:

تعد مرحلة إدخال الأغذية الصلبة إلى طفلك من أهم مراحل نموه، وعادة ما تبدأ الأم بإدخال السوائل الأخرى لصغيرها مثل عصائر الحمضيات، لكن يجب تجنب الأطعمة الصلبة حتى سن الستة أشهر، وبعد ذلك يمكن إدخالها بكميات قليلة وتدريجية، وفي الشهر السادس يمكن إطعامه بالخضار المسلوقة وتقطيعها دون إضافة أي مواد، ويتم تقديم نوع واحد من الخضار في كل وجبة والاستمرار فيه لعدة أيام، وفي حال عدم وجود أي حساسية يمكن تقديم نوع آخر، وهكذا يتم تقديم الفواكه أيضًا.

في هذه المرحلة من نمو الطفل، يمكن تدريب الصغير على الجلوس بمفرده بالاعتماد على الدعم وجعل ساقيه بشكل V للحفاظ على توازنه، ويتعلم الطفل في هذه المرحلة مراقبة نطقه ولفظه للحروف والكلمات، ويمكنه الالتفات عند سماع اسمه أو دعوته، ومع ذلك، يتأخر بعض الأطفال في تحقيق هذه المهارة بشكل طبيعي وفقًا لقدراتهم، حيث يختلف كل طفل عن الآخر، ولا يعتبر تأخره عيبًا ما لم يكن واضحًا جدًا، ويمكن للطبيب متابعة تطور الطفل للتعرف على أي مشاكل قد تواجهه.

يمكن للطفل أن يعطي مؤشرًا على رغبته بالزحف أو الرفع من قدميه، فعندما يفهم سبب حركة شيء معين ونتيجته، يدفع لعبته مثلاً لتتحرك، ويتابع حركتها بنظره، لكنه ينساها إذا ابتعدت عن محيط الأشياء التي يمكنه رؤيتها.

بعد هذه الفترة، تتحسن قدرة الطفل الصغير على الإمساك بالأشياء ويبدأ في الحبو بشكل جيد، ويظهر حبه للأم بإصراره على حملها والتواجد معها بشكل مستمر.

قد يبدأ الطفل في مرحلة نمو الأسنان أو التسنين، وهذه المرحلة عادةً ما تأخذ وقتًا طويلًا، وقد تحدث للأطفال قبل تعلمهم المشي أو بعده أو قد يبقى جزء من الأسنان يظهر بعد تعلمهم المشي، ويحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى الرعاية والاهتمام واختيار الأطعمة التي لا تؤذي هذا النمو الجديد.