أخبار السياراتسيارات و وسائل النقل

ما هي قصة اختراع السيارة

قصة اختراع السيارة | موسوعة الشرق الأوسط

تطورت فكرة صناعة السيارات منذ القدم لتصل إلى ما هي عليه الآن، فهي واحدة من أول وسائل النقل التي اخترعها الإنسان لتكون أول عربة تتحرك بمحرك ودون الحاجة لجرها بواسطة الخيول عبر التاريخ، وسنتعرف في هذا المقال على قصة اختراع السيارة وتطورها عبر العصور.

قصة إختراع أول سيارة بمحرك:

في مدينة مانهايم الألمانية، شهد التاريخ اختراع أول سيارة تعمل بمحرك بديل للعربة التي كانت تجرها الخيول، وذلك بفضل العالم كارل بنز الذي عاش فيها مع زوجته بيرتا وابتكر فكرة صنع السيارة للاستغناء عن العربة التي تجرها الخيول. قبل 240 عامًا، قام العالم الفرنسي الأصل بابيلون فونس بابتكار أول سيارة تتحرك بنفسها، ولكن تلك السيارة لم تعمل بالبنزين كما هو حال السيارات الحديثة، حيث كانت تعمل بالبخار الذي يحرك المحرك وبدوره يحرك العجلات. كانت تلك السيارة بطيئة للغاية ولا تتجاوز سرعتها سرعة المشاة، وسجّل كارل بنز براءة اختراع سيارته باسمه.

بعد الانتهاء من اختراع بنز للعربة الجديدة، قامت زوجته بحملة إعلانية كبيرة للترويج لها، حيث استدعت توم ميزنبرج، أشهر مصور في المدينة آنذاك، الذي كان رجلاً عجوزاً في السبعينيات من عمره، واستفادت بيرتا من خبرته في التصوير، حيث قام بتصوير العربة من جميع الزوايا المختلفة. وبعد ذلك، قام توم بتحميض الصور، وعملت بيرتا على توزيعها بنفسها على جميع الصحف المحلية، كما طلبت نشر إعلانات دعائية مدفوعة الأجر لتسويق هذا الاختراع الذي قام به زوجها .

أثار هذا الإعلان ضجة إعلامية كبيرة، حيث انتقلت الأخبار من مدينة كانهايم إلى جميع المدن الأخرى، وأثار هذا التصرف حالة من الاستغراب بين الناس، فكيف يمكن للعربة التي تجرها الخيول أن تتحول فجأة إلى عربة تتحرك بمفردها.

وما زالت حالة الحيرة والشك تسيطر على آراء الكثير من الناس في تلك المرحلة، حيث يترددون بين المصدقين لتلك الفكرة والمعارضين لها. وواجه اختراع السيارة الجديد حالة من الانتقاد الشديد من فئة المسيحيين المتزمتين، حيث بدأوا يروجون في كل مكان في المدينة بأنه كيف يمكن لعربة تجرها الخيول أن تسير بمفردها، وأن دفع العربة بدون وجود خيول يعتبر مستحيلاً. ولأن الله لم يخلق هذا الكون دون تنظيم وترتيب، فخلق الخيول لنا لتجر العربات.

بعد صراع طويل بين الشك واليقين حول العربة التي تدور بدون خيول، بدأ كارل وبيرتا في تجهيز العربة وتنظيفها وتلميع أجزائها بإتقان لعرضها على الناس. بعدما امتلأ الشارع بالمتفرجين من جميع الأماكن، دخل كارل وزوجته العربة، وعندما قام كارل بإزالة الغطاء عن العربة، وضع يده اليمنى على مقبض العربة ويده اليسرى على الحزام المسؤول عن تحريكها، لتصدر العربة دخانًا كثيفًا ثم تقفز إلى الأمام، وتتعالى أصوات الناس المهللة بجمال وروعة هذا الاختراع.

توسعت صناعة السيارات بشكل سريع حتى عام 1899، عندما حدثت أول حادثة وفاة بسبب السيارات، ومن ثم تم تحقيق نقلة نوعية في الصناعة على يد العالم هنري فورد الذي أسس أول مصنع لإنتاج السيارات بكميات كبيرة، وعمل على تخفيض سعر السيارات لتصبح في متناول الجميع.

لقد تحولت السيارة من كونها لعبة مملوكة للأثرياء فقط إلى وسيلة مواصلات يومية يمتلكها الجميع، حيث أدى عدم توفرها في السابق إلى تغيير الكثير في حياة الناس، وخصوصًا الطبقة العاملة التي كانت تضطر إلى المشي لمسافات طويلة للذهاب إلى العمل يوميًا.

بعد اختراع السيارة وتطور فكرتها، لم تعد المسافات تشكل عائقًا أمام الكثير من الناس، مما دفع الكثيرين إلى العمل خارج المناطق التي يعيشون فيها واستكشاف أماكن جديدة، كما دفعهم ذلك لاصطحاب عائلاتهم للتنزه على الشواطئ وفي أماكن أخرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى