أسأل الخبراءالمراجع
ما هي الشجاعة الادبية
ما هي الشجاعة الأدبية؟ يتعلق الأمر بابن بشير الذي كان قاضيًا في قرطبة، حيث نظر في قضية قدمها بعض التجار ضد الخليفة عبد الرحمن الناصر، وحكم القاضي لصالح التجار ضد الخليفة، ثم توجه إلى الخليفة ليخبره بالحكم وهدده بالاستقالة من القضاء إذا لم يتم تنفيذ الحكم، وهذا يشير إلى قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
الشجاعة الأدبية هي شيء يتم التقليل من قدره في أيامنا الحالية، لكنها ليست كذلك، حيث يختلف معناها عن الشجاعة الجسدية، ولذلك نقدم في هذا المقال موسوعة عن الشجاعة الأدبية.
تعريف الشجاعة الأدبية :
الثبات هو القدرة على الالتزام بالفكرة التي يعتنقها الفرد والتمسك بها رغم الضغوط والمحن التي يتعرض لها، وقد ساعدت هذه الصفة الكثير من الشعوب على التقدم والتطور وحماية الوطن من الأخطار، وللحصول عليها يجب على الشخص التضحية بالذات من أجل تحقيق المصلحة العامة.
تظهر تأثيراتها في تحسين وتصحيح الأخلاق، وتعديل السياسة، وتأسيس تعاليم الدين وشعائره، وإنشاء صلات جيدة وحسن المعاملات بين الناس، فهي تجعل الموثوق به يوعظ الآخرين من الأشخاص الذين لديهم قلوب جافة وأنانية، أو الأشخاص الذين يتبعون هواهم ويرفضون النصيحة، أو الأشخاص الذين يمتلكون السلطة ولا يريدون الاستماع لأي شخص ينصحهم، فيعظون من حولهم وينصحونهم ليتفهموا الطاعة والفضيلة وليطبقوا السياسة الصحيحة إذا تعثروا فيها أو لتصحيح الظلم والجور أو لاحترام حقوق الناس الذين تعرضوا للظلم أو الاضطهاد.
القدماء والشجاعه الأدبيه :
- كان الرجال في السابق يفخرون بشجاعتهم الأدبية، وكانت تؤثر إيجابيًا على شخصياتهم وحياتهم ومعيشتهم.
- من بين هؤلاء الأشخاص الذين تحدث عنهم، الرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي اعتصم بعقيدته ودينه، وعمل على نشر تعاليم الإسلام وتعزيز كلمة الحق، على الرغم من الأذى والإيذاء الذي تعرض له. عندما نصحه عمه أبي طالب بالتراجع عن فكرته، رد عليه الرسول الكريم قائلا: (والله يا عم، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري وطلبوا مني التخلي عن هذا الأمر، لن أتراجع عنه حتى يظهره الله أو يهلكني).
- يدل هذا على شجاعة الرسول في التعبير والأدب، والتي ساعدته على الصمود والتمسك برسالته وعقيدته والتصميم على نشرها لجميع الناس.
- من بين الشخصيات التاريخية المعروفة بشجاعتها الأدبية كان الفيلسوف اليوناني “سقراط”، حيث تم إعدامه بسبب تمسكه بآرائه الصريحة وتعبيره عنها.
- وكذلك، ابن رشد الذي تسببت آراءه الفلسفية في سجنه ونفيه، وجاليليو الفلكي الإيطالي الذي أعلن عن كروية الأرض ودورانها حول الشمس، مما أثار غضب الكنيسة وعاقبته.
- كما ضحى غيرهم من صاحب المبادئ، الذين دافعوا عن الحق والثبات عليه.
صفات الشجاع أدبيًا:
- تتمثل الثقة بالنفس في عدم التردد في الدفاع عن الحق ونطقه.
- الجرأة في اتخاذ القرارات واتخاذ مواقف حاسمة رغم الإغراءات والضغوط.
- قوة الحكمة والضمير بدلا من سلطة المال والنفوذ والسلطة.
- يتمثل الاتزان في عدم الاعتلاء على الآخرين بالفكرة والابتعاد عن الرياء والغرور والتكبر.
- الجرأة في فحص كل معلومة وملاحظة كل الإشكاليات والتأكد من صحة كل ما يرد فيها.
- يجب تجنب تكرار الأخطاء في الأبحاث العلمية حتى لا يؤدي ذلك إلى استنساخ المعرفة وفقدان الإبداع.
- القدرة على الإعلان عن الحقيقة بعد التوصل إلى النتيجة، مهما كانت غريبة وغير مألوفة وصادمة.
- الثبات في الدفاع عن الحقيقة مهما تعرضت لهجوم وصمودا في مواجهة الصعاب.
- أداء الشهادة دون الخوف من ظلم أحد أو سلطانه.
نماذج عليها:
- أدى اجتهاد ابن تيمية في المسائل الفقهية إلى مخالفة بعض الفقهاء في عصره، وقد وجهوا له الوشاية للسلطان الذي قام بسجنه، ولكنه استمر في الدفاع عن آرائه ونشرها ليدحض حجج من يعارضونه، وتقبل السجن بكل خنوع واحترام دون التنازل عن آرائه.
- واجه الفيلسوف الهندي بيديا ملك الهند دبشليم الظالم، فنصحه بترك طغايانه وظلمه وجبروته، وقال له: `لقد ورثت أرض أجدادك وآبائك وأموالهم ومنازلهم التي كانت لهم، فورثت الجنود والأموال، ولم تقم في ذلك بالعدل الواجب، بل تجبرت وظلمت وعتت على الرعية. وكان من الأولى بك أن تتبع سير الملوك الذين سبقوك.` فعاقب الملك الفيلسوف وأودعه السجن، ولكنه تراجع لاحقًا عن سوء تصرفه وتحسنت معاملته مع الفيلسوف وشعبه.
- لا يعتبر الشجاع الذي يحمي فريسته في الحرب وعند القتال .
- لكن الشخص الذي يرفض الحرام أو يتجنبه يعد بطلاً شجاعًا .
