الصحة النفسيةصحة

ما هي أعراض الوسواس القهري وأسبابه وعلاجه

أعراض الوسواس القهري وأسبابه وعلاجه | موسوعة الشرق الأوسط

يتعرف القارئ في هذا المقال على أسباب وعلاج وأعراض الوسواس القهري، الذي يعتبر مشكلةً نفسيةً شائعةً، حيث يدفع المريض إلى القيام بأشياءٍ متكررةٍ وقهريةٍ لا يستطيع السيطرة عليها، وقد يحدث للأشخاص المصابين بالوسواس القهري، ويمكن تشبيهه بالقلق والهواجس الشائعة التي تسبب التوتر والقلق.

يمكن تشبيه القلق بالإنذار الذي يقوم به الجسم لحماية نفسه من المخاطر. ويستنزف الوسواس القهري هذا النظام الإنذاري، حيث يبدو أنه ينشط الإنذار بغض النظر عن أسبابه ومدى الخطورة التي يمكن أن تترتب عليه. يؤثر الوسواس القهري بشكل سلبي على جوانب الحياة المختلفة، مثل الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية وغيرها. وفي هذا المقال الذي سنقدمه على الموسوعة، سنستعرض أسباب وأعراض الوسواس القهري، وكيفية علاجه.

أسباب الوسواس القهري :

على الرغم من وجود العديد من الأبحاث حول الوسواس القهري، إلا أنه لم يتم تحديد أسباب دقيقة حتى الآن. وقد أشارت الدراسات إلى أن دماغ الأشخاص المصابين بالوسواس القهري يعمل بشكل مختلف عن الدماغ الطبيعي، ويعانون من عدم توازن في الناقلات العصبية التي ترتبط بطبيعة المرض. ومع ذلك، هناك بعض النظريات التي تشير إلى أن الأسباب المحتملة للإصابة بالوسواس القهري هي:

  • عوامل بيئية:

تلعب العوامل البيئية دورًا مهمًا في الإصابة بهذا المرض، بما في ذلك الالتهاب.

أشارت الدراسات إلى وجود عدة عوامل يمكن أن تساهم في تطور المرض لدى الأشخاص المصابين، بما في ذلك النمط الحياتي المتعب والتغيرات الهرمونية في الجسم والصفات الشخصية.

  • عوامل بيولوجية:

قد يكون سبب إصابة الشخص بالوسواس القهري هو بعض التغييرات في كمية الجسم أو بعض وظائف الدماغ.

  • عوامل وراثية:

يمكن أن يكون الإصابة بالوسواس القهري نتيجة جين معين، ولكن لم يتم تحديد نوع الجين بعد.

أعراض الإصابة بالوسواس القهري:

قد تظهر بعض الأعراض المرتبطة بالوسواس القهري وتختفي مرة أخرى، ومن الممكن أن تتحسن أو تزداد سوءًا مع مرور الوقت، بسبب التفكير المتكرر والهواجس الثابتة التي تدور في ذهن الشخص المصاب بالوسواس القهري، مما يجعله دائمًا قلقًا ومتوترًا بشأن التلوث أو الجراثيم والبكتيريا، وفي بعض الأحيان قد تصل إلى أفكار محرمة وممنوعة، مثل الأفكار الجنسية، أو المعتقدات الدينية، أو الأفكار الهجومية والعدائية والأفكار المؤذية، سواء كانت تجاه نفسه أو بعض الأشخاص الآخرين، وغالبًا ما يشعر الشخص المصاب بالوسواس القهري برغبة قوية في ترتيب الأشياء بشكل لائق .

توجد أشخاص يعانون من هوس التنظيف والترتيب والغسيل، ويقومون بتنظيف أيديهم بشكل مكثف، والتدقيق المتكرر في الأشياء مثل التأكد من إغلاق الأبواب والنوافذ وعدد الأشياء وحسابها بشكل دائم، وهذه العادات تحدث خارج عن إرادة الشخص المصاب بمرض الوسواس القهري. كما يظهر لديهم تصرفات مفاجئة وقصيرة مثل الاهتزاز في الكتفين، والغمز بالعين، والاهتزاز بالرأس. يختلف مصدر العادات التي تؤدي إلى الوسواس القهري، ويشعر الشخص المصاب بصعوبة في السيطرة على تلك التصرفات والأفكار، حتى ولو كان يدرك بشكل واضح أنها مبالغ فيها، وهذا يؤدي إلى عدم الراحة الدائمة عند القيام بهذه التصرفات. ومع ذلك، تخفف هذه التصرفات الوسواس والقلق الذي ينتج عن الأفكار، وقد يقضي الشخص المصاب بمرض الوسواس القهري ساعات كاملة من يومه في التفكير والتصرفات المتكررة.

ما هو علاج مرض الوسواس القهري:

يمكن علاج حالات الوسواس القهري عادةً باستخدام الأدوية، أو العلاج النفسي، أو باستخدام كليهما معًا. وعلى الرغم من أن العديد من الحالات تستجيب للعلاج، فإن بعض الحالات قد تستمر في ظهور الأعراض، ويجب أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار عند اختيار العلاج المناسب للحالة. كما يمكن أن يصاحب الوسواس القهري بعض الاضطرابات النفسية الأخرى لدى المريض:

  • العلاج النفسي:

يعد العلاج السلوكي من أكثر أنواع العلاجات فعالية في علاج الضغوط و المشاكل النفسية، حيث يتضمن التعرض للأفكار والمواقف التي تثير القلق والهواجس لدى المصاب، و عدم القيام بالتصرفات التي تثير القلق والتوتر .

يمكن للشخص المصاب ببعض الأعراض أن يتلقى العلاج من قبل طبيب مختص، ويجب عليه تحدي القلق من خلال العمل على مواجهة الأحداث ومواجهة التحديات المختلفة، والتزام الشخص بالعودة إلى سلوكياته الطبيعية وعدم القيام بأشياء تزيد من قلقه، وبمرور الوقت سوف يقل القلق، ويطلق على هذا العلاج اسم التعود.

العلاج الدوائي:

هناك العديد من الأدوية التي تسمى مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، والتي تستخدم في علاج الوسواس القهري، وتصنف هذه الأدوية ضمن أدوية مضادة للاكتئاب، ولكن يجب معرفة أن ليست جميع الأدوية المضادة للاكتئاب فعالة في علاج الوسواس القهري. حتى الآن، لم يتم تحديد فعالية هذه الأدوية في علاج الوسواس القهري والعمل على السيطرة عليه، حيث إن لها تأثير على وجود السيروتونين داخل الدماغ .

تختلف العملية التي تعمل على التواصل بين الأعصاب الموجودة في الدماغ، وتوجد بعض الحالات التي لا يوجد فيها السيروتونين بكميات كافية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب، ولكن يمكن أن يحدث ذلك أيضًا في بعض الحالات التي تنتج عن الوسواس القهري، وفي هذه الحالة يتم علاجها باستخدام نفس الدواء، ومن المهم أن يدرك المصاب بالوسواس القهري أنه يجب تناول تلك الأدوية يوميًا وبانتظام، وليس فقط عند القلق والتوتر، ولكن يوجد أكثر من 50% من المصابين يمتنعون عن تناول الدواء بسبب الآثار الجانبية، ولذلك يجب على المصاب الإبلاغ عن أي آثار جانبية تظهر عند تناول الدواء ليقوم الطبيب بتعديل الجرعة وليس إيقاف العلاج.

ملاحظة هامة :

يمنع استخدام أي دواء أو وصفة طبية بدون استشارة الطبيب وتوصيته .

المراجع :

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى