ما هو الفرق بين العدل والمساواة
يتناول مقالنا اليوم الموضوع الخاص بالفرق بين العدل والمساواة، ولكن من أجل التمييز بينهما فيجب علينا أولاً التعرف على أهميتهما، إذ أنهما من أساسيات المجتمع الذي يسعى لتحقيق مبادئ المواطنة السليمة والصحيحة.
المواطنة تعني الوحدة والاتحاد، حيث لا يوجد تشتت أو انقسام، بل يوجد اجتماع والتزام بقواعد المجتمع السليمة والسعي بكافة الوسائل لتحقيق السلام الاجتماعي والمواطنة الصالحة.
سنتعرض في هذا المقال لتعريف العدالة والمساواة، ونوضح الفرق بينهما من خلال البحث في الموسوعة.
الفرق بين العدل والمساواة
تعريف العدل
- يُعرف العدل في اللغة العربية بأنه الحكم الصائب والمنصف الذي يخالف الظلم والجور، ويساعد على تحقيق الاستقامة في الأمور.
- تعني العدالة في معجم الإصلاح أن النفس تعطي كل ما يجب عليها، وأنها تأخذ وتعطي بالمساواة.
- يعني العدل في مفهوم آخر أن يكون الفرد مستقيمًا في الطريق المستقيم الذي فرضه الله علينا، دون ارتكاب المحرمات.
- وفقًا لمعجم الصحاح، فالعدل هو أن يكون الإنسان مستقيمًا ويتعامل مع الأمور في أوقاتها وأماكنها ومقاديرها ووجوهها دون الإفراط أو التقديم أو الصرف أو التقصير أو التأخير.
الفرق بين العدل والعدالة
- العدل هو التساوي والإنصاف في التعامل مع الآخرين، دون أي تحيز أو ظلم أو تمييز عنصري.
- تتمثل العدالة في تقديم الإنصاف من خلال القوانين السياسية والتشريعات الجنائية والاجتماعية التي تحقق العدالة في كافة المجالات المختلفة التي نتحدث عنها.
- ينبغي أن يتم احترام حقوق الإنسان الأساسية بشكل عام، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو العرق أو المستوى المادي أو التعليمي أو أي شيء آخر.
تعريف المساواة
- تعني كلمة `المساواة` في اللغة العربية أن تكون الأشياء متساوية، وتأتي من الفعل `ساوى`، ويستخدم هذا المصطلح لوصف شخص يتعامل بالمثل مع الآخرين ويجعلهم متعادلين.
- تظل المساواة هي العنصر الأساسي في تحقيق العدالة، حيث لا ينبغي أن يتفوق أحد على الآخر أو نفضل فردًا على آخر.
- وبالتالي، فإن كلمة المساواة في اللغة، وفقًا لمختار الصحاح، تأتي من الفعل “سَوَّى”، أي التماثل أو التعادل في القيمة والحجم.
- وفقًا للمعنى العام للمساواة، فإن الفرد يحصل على كل ما يستحق بالتساوي مع الآخرين فيما يتعلق بالحقوق، ويتحمل كل ما هو مطلوب منه من الواجبات دون أي زيادة أو نقصان، مما يجعل جميع الأفراد في المجتمع متساويين بالمستوى نفسه.
العدل والمساواة في القران
العدل في القران
- فرق الله سبحانه وتعالى بين كلا الأمرين في كتابه الكريم في العديد من الآيات.
- أوصانا الله تعالى بالعدل في كتابه العزيز، وحثنا عليه في آيات ومواضع كثيرة، ومن أبرز تلك الآيات هي:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإعطاء الأقربون حقوقهم، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، ويوعظكم في ذلك، لعلكم تتذكرون.
يقول الله تعالى في سورة المائدة الآية رقم 8: “يا أيها الذين آمنوا، كونوا قوامين لله، شهداء بالعدل، ولا يجرمنكم شناء قوم على أن تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا الله، إن الله خبير بما تعملون.
المساواة في القران
- تتضمن مفهوم المساواة في القرآن الكريم المعنى الإيجابي، والذي يشير إلى أن الأفراد يجب أن يتمتعوا بجميع الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتاحة لهم دون أي تمييز بسبب النوع أو اللون أو اللغة أو العرق.
- ومن أشهر الأمثلة القرآنية على المساواة بين الزوجات في الحب والرعاية هي عدم إعطاء الزوج لإحدى زوجاته أفضلية على الأخرى.
قال الله تعالى: إن خفتم أن لا تقسطوا في حق اليتامى، فانكحوا مما يحل لكم من النساء، مثنى وثلاث ورباع، وإن خفتم أن لا تعدلوا فانكحوا واحدة، أو ما ملكت أيمانكم، فذلك أدنى لكم من أن تعولوهم.
وأكد الله سبحانه وتعالي على ذلك في قوله: لا يمكنكم أن تعدلوا بين النساء حتى ولو حاولتم بكل جهدكم، لذلك لا تميلوا كل الميل وتختاروا إحداهن، فتتركوا الأخرى كالمعلقة، وإنما إذا أصلحتم أمركم واتقيتم الله فإن الله غفور رحيم، كما ذكر في سورة النساء الآية 129.
ليست المساواة هي العدالة، فقد يكون التعامل بالمساواة في بعض الأحيان نوعًا من الظلم أو الجور، وفي بعض الأحيان يكون التمييز بين الأشخاص هو العدالة، ولذلك لا يجب التعامل معهم جميعًا على أنهم يحملون نفس الدلالة.
