الصحة النفسيةصحة

ما هو السلوك الايجابي

Add a heading434 | موسوعة الشرق الأوسط

غالبًا ما ترى لافتات تحثك على أن تكون إيجابيًا، وتتلقى نصائح من البعض بالتحلي بالإيجابية، مما يدفعك للتساؤل: ما هو السلوك الإيجابي؟ وكيف يمكنني أن أكون إيجابيًا؟ وما هو تأثير ذلك على النفس والآخرين؟ ستجدون إجابة عن كل هذه الأسئلة في المقال التالي من موسوعة، فتابعونا.

ما هو السلوك الايجابي

  • في سورة آل عمران، قال الله تعالى: `ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين`. وكتاب الله عز وجل ممتلئ بالعديد من الآيات التي تحث على التفاؤل، وتجدر الإشارة إلى أن كلمة `الحزن` لم تأتِ في القرآن إلا ممنوعة. وربما يكون الحكمة في هذا هو أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان ليكون شقيًا أو محزنًا.
  • يشمل السلوك الإيجابي العديد من المفاهيم، وليس مقتصرًا على التفاؤل فقط، بل يشمل الدفاع عن الحقوق، والتعاطف مع الآخرين، وتحمل المسؤولية، وغيرها من الصفات التي يمكن تلخيصها في مفهوم السلوك الإيجابي.
  • عند مشاهدة شخص يتعدى على طفله في الشارع، يقوم الناس عادةً برفع هواتفهم لتصوير الموقف، ونادرًا ما يتحدث أحد مع الأب أو يدافع عن الطفل، ويصبح العبارة الشائعة هي `لا دخل لي بالأمر`.
  • وليس هذا كل شيء، فلنفكر معًا في عدد الأشخاص الذين يفقدون حقوقهم نتيجة الصمت وعدم المطالبة بها، والذين يحتفظون بأفكارهم ولا يعلنون عنها خوفًا من الاستهجان أو الرفض!.
  • يُمكن تعريف السلوك الإيجابي كتلك الأفعال التي تدفع صاحبها للتعبير بشكل فعال عما يجول في داخله، دون انتهاك حقوق الآخرين أو الخوف من الرفض. ويتميز الشخص الإيجابي بثقة عالية تساعده على اتخاذ القرارات بشكل مسؤول، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ويعارض فرض الأمور عليه إجبارياً.

أنواع السلوك الإيجابي

أما عن أنواع السلوك الإيجابي فهو ينقسم إلى نوعين:

  • النوع الأول: هو السلوك الطبيعي الذي يتبعه الإنسان بشكل تلقائي، مثل حماية الطفل عندما يتعرض للخطر أو الإنقاذ في حالة الحرائق وغيرها.
  • النوع الثاني: النموذج الذي يتم اتباعه من قبل الإنسان والذي يتأثر به من سلوكيات شخص آخر ويتخذه قدوة له، أو الفعل الذي يتعلمه ويتبعه في مواقف يواجهها مثل مساعدة المحتاجين والإحسان إلى الكبار والعطف على الصغار.

فوائد السلوك الإيجابي

  • يساعد السلوك الإيجابي صاحبه على التعامل والتواصل مع الآخرين بوضوح وفعالية وبشكل جيد.
  • بالإضافة إلى ذلك، يساعد في تكوين شخصية قوية وعدم النظر إلى الأمور من زوايا سلبية.
  • يمنح مالكه ثقة عالية بالنفس ويوفر له اليقين بأن الفرصة لا تزال متاحة أمامه.
  • يُسبب الشعور بالسعادة في الإنسان شعورًا بالرضا عن واقعه، مما يجعله أكثر قدرة على التعامل معه بسلام.
  • يساعد الإنسان هذا الأمر على التعبير بصراحة عن آرائه وأفكاره دون الاكتراث بردود الفعل الخارجية.
  • تسمح للإنسان القدرة على التفكير الإبداعي، مما يمكّنه من اكتساب مهارة البديهة والتفكير السريع.
  • يُطوِّر الفرد شخصية مستقلة وقادرة على تحقيق النجاحات، حتى في حالة واجه التعثرات.
  • التمسك بمنهج الله عز وجل على الأرض وسنة رسوله الكريم يشجع على التفاؤل وتبني السلوكيات الإيجابية.
  • أكدت الدراسات العلمية أن الإيجابية تساعد الإنسان على العيش حياة كريمة خالية من الضغوطات والمشكلات النفسية، مما يؤدي إلى تأخير ظهور علامات الشيخوخة.
  • يساهم السلوك الإيجابي في الحد من ظاهرة العنف التي تنتشر في المجتمعات، كما يحد من انتشار الأمراض النفسية والاجتماعية.
  • توجد علاقة مباشرة بين سلوك الإنسان والأمراض التي يصاب بها، وكلما كان الإنسان يتمتع بنظرة إيجابية للحياة، كانت فرص إصابته بالأمراض الناتجة عن الضغط النفسي والتوتر والقلق، مثل ارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية، أقل.

كيفية تعزيز السلوك الإيجابي

ربما تسأل نفسك الآن عما إذا كان السلوك الإيجابي حاملًا لكل هذه الفوائد، وكيف يمكننا تعزيزه، وهذا ما سنقدمه لك في الجمل التالية:

توكل على الله

  • لتعزيز سلوكياتك الإيجابية وزيادة ثقتك بنفسك، يجب أن تثق بالله في جميع أمورك دون أن تكون متكبرًا.

اجعل كلماتك إيجابية

  • يجب عليك أن تتذكر أن كلماتك لها تأثير كبير في نفوس الآخرين من حولك. فالكلمة الطيبة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعتبر صدقة، وأحياناً تكون مؤلمة كالسهم الذي يخترق القلب، وأحياناً تكون مريحة كالبلسم الذي يشفي الجروح. فكن بلسماً لغيرك.
  • تؤثر الكلمات الإيجابية التي توجهها للآخرين بشكل كبير على نفسية الشخص، حيث تزيد من ثقته بنفسه، وتجعله أكثر رغبة في التحدث والاستماع.
  • لا يقتصر الأمر على حديثك مع الآخرين فقط، بل يتعلق بحديثك مع نفسك أيضا. يجب أن تحفز نفسك وتحرص على تجنب بعض الكلمات السلبية مثل `لا يمكن` و`لا أستطيع` و`لن أتمكن من أداء هذا الأمر`، فجميعها تثبط عزيمتك وتقتل الرغبة في داخلك وتقلل ثقتك في نفسك. فإيمانا منك، عليك أن تعلم أنه لا يوجد شيء مستحيل ما دمت تستعين بالله عز وجل.

ابتعد عن السلبيين

  • في حياتك ستواجه نوعين من الأشخاص، الأول يشجعك ويثير الحماس في داخلك، والثاني يقلل من عزيمتك ويزيد من حجم الإحباط داخلك، وبالتالي يمنعك من الإبداع والابتكار. لذلك يجب عليك تجنب النوع الثاني بشكل كامل.
  • يولد الاقتران مع الأشخاص السلبيين الذين يحبون الشر للآخرين ويتمنون عدم سعادتهم مشاعر الإحباط والبؤس في نفس الشخص، لذا يجب الابتعاد عنهم قدر الإمكان حتى لا يؤثروا عليك بشكل سلبي.

تحكم في غضبك وانفعالك

  • يمكن استخدام غضبك وانفعالك كمحفز لتحقيق الإنجازات، ويجب أن لا تسيطر عليك وتمنعك من العمل الجاد.
  • تذكر أنك ستواجه العديد من الأشخاص المستفزين حولك، فكن هادئًا في التعامل معهم، ولا تسمح لتأثيرهم عليك بالتحكم فيك، حتى لا يتحول قلبك إلى مكان للكراهية والحقد أو أي مشاعر سلبية.

واجه مشكلاتك

  • من بين أهم العوامل التي تعزز السلوك الإيجابي هي مواجهة المشكلات وعدم الفرار منها، بل يجب عليك التعرف عليها بشكل جيد حتى تتمكن من حلها والتخلص من آثارها بسرعة.
  • عند مواجهة المشاكل وحلها يجب أن تتعلم منها وتحاول معرفة الدروس المستفادة منها لتجنب تكرارها في المستقبل.

التزم بالقيم الإيجابية

  • قيمك الإيجابية هي التي تؤثر على سلوكك بشكل إيجابي، فيمكنك التعامل بسلاسة في جميع الظروف والأحوال.
  • يمكن تعزيز هذه القيم من خلال قراءة الكتب أو مشاهدة البرامج التي تساعد على تعزيز هذه السلوكيات. عندما تستمر في القيام بذلك بشكل يومي، يقوم عقلك بتخزين كل ما يتلقاه من الكلمات، وسيتم تطبيق هذه السلوكيات تلقائيًا في مختلف المواقف التي تواجهها.

قيم سلوكياتك

  • يجب عليك تقييم سلوكياتك ومقارنتها بين الماضي والحاضر، حتى تتمكن من تصحيح أخطائك وتجنب الأخطاء التي ارتكبتها.

مواصفات مكتسبي السلوك الإيجابي

يتميز أولئك الذين يتبعون السلوك الإيجابي في حياتهم بمجموعة من الصفات، ومنها:

  • تزيد قدرة الأفراد على تحمل تبعات أفعالهم ومسؤولية كل ما يفعلونه.
  • تزداد لديهم ثقتهم بأنفسهم بشكل كبير.
  • يمكن للأفراد تحديد الأسلوب المفضل لديهم في التعامل مع الآخرين.
  • صرحاء وواضحين في كلامهم وآرائهم.
  • يتسم أفراد المجتمع بالاحترام المتبادل فيما بينهم، بغض النظر عن أقوالهم أو أفعالهم.
  • لا يمكن إقناعهم بتغيير آرائهم بسبب تمسكهم الشديد بها.
  • الشخصيات القوية لا تهتم بآراء الناس ولا تعتبرها أساسًا يجب السير عليه.
  • يمتلكون القدرة على تحديد أهدافهم ويعرفون كيفية تحقيقها.
  • يستمعون جيدًا لحديث الآخرين ويهتمون به.
  • لديهم مهارات عالية في التواصل البصري مع الآخرين.
  • يظهرون اهتمامهم بالآخرين من خلال كلمات يستخدمونها في حديثهم.
  • يدعون الطرف الآخر للمشاركة معهم في مختلف الموضوعات.
  • لا يحاولون فرض آرائهم على الآخرين، بل يعبرون عنها فقط.
  • يتحدثون دائمًا بصوت منخفض، وفي حالات معينة يمكن أن تتغير نبرة الصوت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى