ما هو الحمل العنقودي واسبابه وعلاجه

ما هو الحمل العنقودي؟ وما هي الأعراض التي تميزه عن الحمل العادي؟ وما هي أسبابه؟ وكيف يتم علاج الحالة؟ يعد الحمل العنقودي حالة غير طبيعية يمكن أن يحدث خلال فترة الحمل ويؤثر على صحة الأم والجنين. يحدث هذا النوع من الحمل عندما لا يتطور الجنين بشكل طبيعي وتكون المشيمة غير سليمة، وتتكون من تكيسات تشبه الحويصلات. يتم تقسيم الحمل العنقودي إلى نوعين: النوع الأول الذي تكون فيه أنسجة المشيمة طبيعية بينما الجنين لا ينمو بشكل طبيعي ولا يكون حياً، والنوع الثاني الذي لا يحدث فيه أي نمو طبيعي في أعضاء الجنين ولا في المواد المكونة للمشيمة، مما يجعل الحمل يشابه الورم في خطورته ويمكن أن يسبب حدوث أمراض سرطانية. يجب استشارة الطبيب على الفور إذا ما لاحظت المرأة أي أعراض غير طبيعية مثل النزيف الشديد من المهبل أو الآلام الشديدة في منطقة الحوض، لأن هذا الحمل لا يعتبر حملاً بأي شكل من الأشكال، ويتطلب تقييمًا طبيًا سريعًا لتحديد العلاج المناسب والحفاظ على صحة الأم والجنين.

الأعراض المصاحبة للحمل العنقودي

في البداية، يكون الحمل العنقودي طبيعيًا، ولكن مع مرور الوقت، تبدأ الأعراض المصاحبة للحالة في الظهور، مثل:

• حدوث نزيف من المهبل.
• تكرار الغثيان أو القيء الحاد.
• يشبه الحمل العنقودي في شكله عنقود العنب.
• تشعر بألم شديد في الجزء السفلي من البطن ومنطقة الحوض.
• زيادة حجم الجدار المبطن للرحم.
• يمكن أن يؤدي ظهور أعراض تشابه فقر الدم أو نقص الحديد في الدم.
• زيادة نشاط الغدة الدرقية.

تشخيص الحمل العنقودي

يجري الطبيب بعض الفحوصات للتأكد من إصابة المريض بالمرض، حيث يُعد ارتفاع مستوى الهرمونات في الجسم دليلاً على وجود المرض، وعادةً ما يُجري الطبيب فحصًا بالموجات فوق الصوتية أو يستخدم كاميرا صغيرة جداً لفحص الرحم، وذلك عن طريق إدخالها عبر المهبل للكشف عن وجود الحمل. وفي حالة الحمل العنقودي، يلاحظ الطبيب عدم وجود جنين، أو عدم وجود السوائل التي توجد بشكل طبيعي مع الحمل الطبيعي، كما يسبب الحمل العنقودي تكيسات في المشيمة وتجعلها مجوفة ومتعرجة، وقد يحدث تكيسات على المبايض في بعض الحالات

أسباب حدوث حمل عنقودي

في الحمل العادي، يتم تلقيح البويضة بحيوان منوي طبيعي يحتوي على 23 كروموسومًا، مما يجعل عدد الكروموسومات في البويضة المخصبة 46. أما في الحمل العنقودي، فإن كروموسومات الأم تضيع، ويبقى في البويضة فقط 23 كروموسومًا من الأب، ثم يحدث تضاعف للخلايا التي تحمل الجينات الوراثية للأب بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى حدوث الحمل العنقودي. ويمكن أن يحدث الحمل العنقودي في حالات أخرى أيضًا، بما في ذلك:

1. في حالة تخصيب البويضة بحيواني منويين في نفس الوقت، يزيد عدد الكروموسومات عن الحد الطبيعي مما يؤدي إلى حدوث حمل عنقودي
2. كلما تقدمت الأم في العمر، زاد احتمالية إصابتها بالحمل الكاذب أو الحمل العنقودي، وهذا يحدث أيضًا في حالة الزواج في سن مبكرة.
3. إذا حملت المرأة من قبل حمل عنقودي، فإن ذلك يزيد احتمالية حدوث حمل عنقودي في المرة القادمة.

علاج الحمل العنقودي

يتم علاج الحمل العنقودي عن طريق إجهاد الرحم في أسرع وقت ممكن، لأنه لا فائدة من الحمل ولا يمكن أن يتكون جنين سليم طبيعي في هذا النوع من الحمل. ولذلك يتم إزالة الحمل بواسطة الجراحة، إما تحت التخدير النصفي أو الكامل، ولا تستغرق العملية وقتًا طويلاً، حيث يتم إجراؤها عن طريق المهبل دون الحاجة لعمل شق في البطن. ويتم استخدام الشفط لإزالة جميع الأنسجة التي تكوّنت في الحمل، وهذا ما يسمى بالكحت لإزالة الأنسجة الحملية العنقودية من جدران الرحم. ويجب إجراء العملية في المستشفى حيث تكون الغرفة مجهزة بالكامل، ولا يمكن إجراءها في عيادة عادية. وقد يقوم الطبيب بإزالة الرحم بأكمله إذا لم ترغب المرأة في الحمل مرة أخرى، ويتم مراقبة مستويات الهرمونات التي تفرزها الرحم بعد الجراحة للتأكد من خلو الرحم تمامًا من أنسجة المشيمة والسوائل التي كانت مصاحبة للحمل..

يتوجب على المرأة التي تعاني من حمل عنقودي أن تنتظر لمدة عام على الأقل دون حدوث حمل، حتى يتأكد أن السبب وراء الحمل العنقودي قد انتهى وأن الأنسجة المتبقية من الحمل السابق قد تمت إزالتها بشكل كامل، وأن هرمونات جسمها عادت إلى حالتها الطبيعية والمستويات الطبيعية التي تسمح بحدوث حمل طبيعي، للتمييز بين الحمل السليم والحمل العنقودي.