أسأل الخبراءالمراجع

ما معنى كلمة فالصو

فالصو | موسوعة الشرق الأوسط

كنتُ أظن وكنتُ أظن وخاب ظني، فالصو مثلًا، يُعتقد أنه ذهب ولكنه في الحقيقة من ورق، وهذه المصطلحات والأمثال التي نسمعها كثيرًا تُطلق على الأشخاص الذين يرتدون الأقنعة ولا يظهرون حقيقتهم. وفي مجتمعنا، يتقن الأشخاص ارتداء الأقنعة بمهارة، مما يجعل من الصعب التعرف على وجههم الحقيقي. لمعرفة حقيقتهم، يتعين عليك إزالة العديد من الأقنعة والتحمل نتيجة ذلك، لتكشف المادة الخام التي يتمتع بها الشخص، وهي إما ذهبًا أو ألماسًا، أو فالصو. ولمزيد من التفاصيل، يمكنكم الاطلاع على هذه المقالة في الموسوعة .

جدول المحتويات

معنى كامة فالصو:

  • كلمة فالصو هي كلمة فرنسية المصدر، تعني الشيء المزيف، ويقولون أن كلمة فالصو مشتقة من الكلمة الإيطالية فالص، والتي تعني الشيء المزيف أيضًا، وقد يشير مصطلح فالصو إلى الشيء المزيف الذي يخدعك بجماله وسحره ولمعانه، ولكن بمجرد اقترابك منه وتأمله بشكل أعمق، تدرك حقيقته وأصله المزيف، وتعلم أنك تميل إلى الجمال الظاهري فقط، فيتركه الإنسان ويتعلم تقييم الجوهر بدلاً من الشكل.

الشخص الفالصو:

  • مصطلح فالصو لا يقتصر على الأشياء فحسب، بل يمكن أيضًا تطبيقه على الأشخاص. فالفالصو لا يُفضل ارتداؤه أو اقتناؤه رغم لمعانه وسحره، وبعد فترة من الاستخدام يتعرض للصدأ والتلف بسبب الحرارة والتعرض للشمس والماء. ونفس الوصف يمكن تطبيقه على الأشخاص، حيث قد تنبهر بتقوى شخص ما، أو أخلاقه، أو مساعدته للآخرين، وتصدق عليه بالأمانة والثقة، لكن بمرور الوقت يظهر الصدأ عليه ويبدأ لمعانه الذي جذبك في البداية يتلاشى. تتساقط الأقنعة واحدة تلو الأخرى، ويتضح أن التقوى التي أعجبتك في البداية هي رياء أمام الناس، والأخلاق التي أعجبتك هي مجرد ستار يخفي وجه التدني، ومساعدة الآخرين ليست سوى وسيلة للاستعلاء والتكبر عليهم.
  • في البداية، عندما تتعرض لصدمة واحدة، فقد تشعر بالصدمة ولكن هذا يمكن تحمله. ولكن عندما تتعرض لسلسلة من الصدمات، ستشعر أن الصراخ ينبعث من داخلك ويخبرك بضرورة التفكير في الأمر منذ البداية. هذا الأمر صعب ومرهق للغاية، خاصةً عندما نجد أن الأشخاص الذين كنا نعتقد أنهم كالملائكة ولا يخطئون أبدًا، هم الذين يواجهون هذه الصدمات. كنا نعتقد أنهم يجعلون العالم مكانًا أفضل، ونحن نشعر بأننا بحاجتهم ونعتمد عليهم، ولكننا سرعان ما نكتشف أنهم هم أيضًا يحتاجون للدعم والمساعدة، وأنهم ليسوا خالدين.

اكتشاف الفالصو:

  • ويوجد الكثير من الفالصين حولنا، فمن بين أهلك ستجد الفالصين، وفي صديقاتك ستجد الفالصين، وحتى ممن تحبهم ستجد الفالصين، ولكن الخطورة تكمن في أن يكون الفالص هو الشخص الذي يتخذ القرارات ويصدر الأوامر، حيث أن رأيه لا يستند إلى مبادئ وقيم أخلاقية، بل يتم تشكيله من خلال مصالحه الشخصية أو جبنه وخوفه، ولذلك يكون متغيرًا باستمرار، يتبع الجانب الذي يخدم مصالحه.
  • يعد الفالصو خبيرًا في كل شيء، حيث يقدم الفتوى في الدين والاقتصاد والسياسة وغيرها، ويثق الناس به بأنه عالم وفقيه.
  • لا يمكن للفالصو أن يستمر في خداع الآخرين، لأن سرعان ما يتم كشف أمره وينكشف موقفه، ولكن يحتاجك إلى التدبر والتمعن، ومراقبة مواقفه المختلفة لتتمكن من الحكم عليه، لذلك لا ترتكب الخطأ المتمثل في التسرع مرتين: مرة في الحكم على مظهره ومرة أخرى في التسرع في الحكم على طبيعته.

نصيحة لتجنب الفالصو:

  • سمعنا الكثير والكثير من النصائح حول التروي وعدم الحكم على الأشخاص قبل التعرف عليهم جيدًا، لكن من الواضح أن مقولة “المظاهر خداعة” صحيحة جدًا. فالمظاهر حقًا تخدع، وكم مرة انبهرنا بأداء ممثل لدور فلان وأذهلنا بطيبته، ولكنه في الواقع الذي قتل أمه؟ وكم مرة اشترينا روايات كاتب لنتعلم منه المبادئ والحكم، ولكن لاحقًا اكتشفنا أنه يسهر كل ليلة في المقاهي الليلية ويحتسي الخمر؟ وكم مرة حلم طفل بأن يصبح مثل لاعب مشهور ولكنه في الواقع ضرب زميله حتى أصابه بعاهة؟ أهي هذه اللمعان الذي نركض وراءه؟ تجنب الاستعجال في الحكم على الآخرين فالأمر ليس سهلاً، ولكن التمعن وعدم إطلاق الأحكام المبكرة على الأشخاص أمر هام جدًا في التعامل معهم. كن سطحيًا في المقابلات الأولى، فالبدايات دائمًا مبهرة ولكن لا تدعها تخدعك، وانتظر لحظة المواجهة ودعها تصنع صورة الشخص أمامك. راقب أفعاله في غيابك واعطِ نفسك الوقت الكافي لإصدار الحكم، حتى لا تندم على الأمور التي قد تكون مسببة للحزن في المستقبل.
  • لا ينبغي نسيان أن هناك شريحة من الناس لا تزال مخلصة لمبادئها ولم يُصِبها هذا الوباء، فهي لا ترتدي الأقنعة ولا تخدع الناس بمظهر جذاب كالحيّة، وهي بعيدة تمامًا عن الحيل والخداع، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى