الحالات المرضيةصحة

ما معنى عملية القلب المفتوح ؟

ما معنى عملية القلب المفتوح | موسوعة الشرق الأوسط

ما معنى عملية القلب المفتوح ؟

يشير مصطلح القلب المفتوح باللغة الإنجليزية إلى أي عملية جراحية تتضمن فتح الصدر لإجراء عملية في العضلات أو الصمامات أو الشرايين المتواجدة في القلب. وفي بعض الأحيان يسمى هذا النوع من العمليات عملية القلب التقليدية، وذلك لأنه في الوقت الحالي يمكن إجراء العديد من عمليات القلب الجديدة باستخدام شقوق صغيرة فقط دون الحاجة لفتح فتحة واسعة في الصدر. أول طبيب أجرى عملية قلب مفتوح هو الجراح الأمريكي دانييل ويليام في عام 1893. وفي ذلك الوقت لم يكن يتوافر التصوير بالأشعة السينية أو المضادات الحيوية أو الأدوات الجراحية الحديثة.

أسباب إجراء عملية القلب المفتوح

يعاني العديد من الأشخاص من أمراض القلب المختلفة، ويُشار إلى هذه الحالات بـ “مرض القلب”، لكن حالة كل شخص تختلف عن الآخر وتختلف مشكلته أيضًا، وبالتالي يتلقى كل منهم العلاج اللازم لحالته الصحية. تحتاج بعض الحالات إلى إجراء عملية القلب المفتوح، مثل عملية CABG التي تستخدم عند وجود أمراض القلب التاجية، وتحدث هذه الأمراض عندما تضيق الأوعية الدموية التي توفر الدم والأكسجين للقلب وتتصلب، أو عند تصلب الشرايين الذي يحدث عندما تتجمع المواد الدهنية على جدران الشرايين، ويصاب المريض بهذا المرض عندما يضيق الشريان بشكل كبير، ويصعب على الدم المرور من خلاله، ويؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى الإصابة بنوبة قلبية. ومن بين الأسباب الأخرى التي تحتاج إلى إجراء عملية القلب المفتوح:

  • يتطلب إجراء تغيير أو تسليك لصمامات القلب، لتمكين تدفق الدم وحركته في القلب.
  • القيام بعملية زراعة قلب جديد والتخلص من القلب التالف.
  • تتضمن معالجة القلب المتضرر أو الأجزاء التالفة في القلب.
  • يتم وضع بعض الأجهزة الطبية لمساعدة القلب على تنظيم ضرباته

 أنواع جراحة القلب المفتوح

هناك العديد من أنواع جراحة القلب المفتوح، والتي تجرى لعلاج أجزاء متضررة من القلب، ومنها:

  • إجراء عملية زراعة القلب:

هي عملية استبدال القلب المريض بقلب سليم من متبرع متوفى، ويتم إجراء هذه العملية للأشخاص الذين يعانون من قصور في القلب في المرحلة النهائية بعد فشل الأدوية المستخدمة لعلاجهم، ويعانون من ضعف في عضلة القلب وعدم قدرتها على ضخ الدم لتلبية احتياجات الجسم.

  • زراعة جهاز المساعدة الأذينتة:

يتم استخدام هذا الجهاز لدعم وظيفة القلب وتحسين ضخ الدم لدى المرضى الذين يعانون من ضعف في عضلة القلب أو قصور القلب، كما يمكن استخدامه مؤقتًا لفترة انتظار المريض للحصول على مانح قلب، ويتم تحديد المدة حسب الحالة الصحية للمريض وتستمر لفترة من الشهور إلى السنوات.

  • استبدال أو اصلاح الصمامات القلبية:

لضمان أداء وظيفة القلب بشكل صحيح، وتدفق الدم في اتجاه واحد، يجب أن تعمل الصمامات بدقة خلال عملية ضخ الدم. وإذا تعرض الصمام للتلف أو التضيق، فإنه يمنع تدفق الدم من خلاله، أو يسمح له بالتدفق في اتجاه معاكس. في هذه الحالة، يتم إجراء عملية القلب المفتوح لإصلاح الصمام أو استبداله بصمام صناعي جديد أو بيولوجي، وهذا الصمام بيولوجي يتم الحصول عليه من قلب البقر أو البشر.

  • علاج الرجفان الأذيني:

يعد اضطراب النظم القلبية الذي يحدث لانقباض الأذينين بشكل غير منتظم أو بشكل متسارع من الأنواع الأكثر شيوعًا، وتُجرى عملية تسمى “maze surgery”، والتي تساعد في فتح مسارات جديدة لانتقال الإشارة الكهربائية من خلال الأذينين للعمل على تنظيم انقباضاتهم.

  • طعم مجازة الشريان التاجي:

يعتبر هذا الإجراء هو الأكثر شيوعاً، حيث يساعد على تحسين تدفق الدم إلى القلب، وذلك لمعالجة أمراض القلب التاجية التي تسببها تراكم الدهون وارتفاع نسبة الكوليسترول داخل شرايين القلب التاجية، والتي تسبب ضيقاً فيها مما يجعل من الصعب تدفق الدم خلالها. والشرايين التاجية هي المسؤولة عن تغذية عضلة القلب بالأكسجين، وقد يؤدي عدم تدفق الدم بسلاسة فيها إلى الشعور بألم حاد في صدر الشخص وحدوث الذبحة الصدرية، وفي بعض الأحيان يمكن أن يتسبب ذلك في انفجار اللويحات وتشكل جلطات دموية كبيرة داخل شرايين القلب التاجية، وهذا ما يعرف بالنوبة القلبية.

مضاعفات عملية القلب المفتوح

يمكن أن تسبب عملية القلب المفتوح بعض المضاعفات كأي عملية جراحية أخرى، ولكن بعض هذه المضاعفات تكون بسيطة ويمكن علاجها بسرعة، بينما تكون بعض المضاعفات الأخرى خطيرة وتهدد حياة المريض، ولكنها نادرة الحدوث، ويعتمد حدوث هذه المضاعفات على حالة المريض الصحية، ومن بين أبرز المضاعفات التي يمكن حدوثها بعد عملية القلب المفتوح:

  • النوبة القلبية:أظهرت بعض الدراسات العلمية أن حوالي 2 إلى 4% من المرضى الذين أجروا جراحة القلب المفتوح وزرع لهم مجرى جانبي للشريان التاجي، أصيبوا بنوبات قلبية صغيرة أو متوسطة الحجم.
  • اضطرابات نظم القلب:تشمل الاضطرابات النظمية التسارعية والاضطرابات النظمية البطينية والرجفان الأذيني، والذي يصيب 40% من المرضى، ويتم علاجه باستخدام بعض الأدوية
  • التهاب التامور: التامور هو غشاء يحيط بالقلب، وقد يصاحبه في بعض الحالات الإصابة بالانصياب التاموري الذي يؤدي إلى تجمع السوائل في كيس التامور.

كيفية التحضير لعملية القلب المفتوح

يوصى باتباع بعض النصائح الخاصة قبل إجراء عملية القلب المفتوح، وتشمل هذه النصائح ما يلي:

  • يتعين على المريض إخبار الطبيب عن أي أدوية يتناولها، بما في ذلك الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية، وكذلك الأعشاب والفيتامينات التي يتناولها المريض.
  • يجب إبلاغ الطبيب بأي من الأمراض التي يعاني منها المريض، بما في ذلك الحمى أو نزلات البرد أو الإنفلونزا.
  • الامتناع عن التدخين وتناول الأدوية التي تؤثر على سيولة الدم، خلال الأسبوعين السابقين للعملية الجراحية.
  • من الضروري أن يعلم الطبيب ما إذا كان المريض يتناول الكحول أم لا.
  • حلق شعر الصدر لدى الرجل.
  • يتضمن الاستحمام وغسل الجسم باستخدام صابون خاص لقتل البكتيريا التي توجد على الجلد، وبالتالي يخفض فرص الإصابة بالعدوى بعد العملية.
  • الفحوصات التحضيرية للجراحة تشمل تصوير الصدر بالأشعة السينية، وإجراء تخطيط كهربية القلب، وغيرها.
  • يتم وضع خط وريدي في ذراع المريض لتزويده بالسوائل والأدوية الأزمة أثناء العملية الجراحية.

هل عملية القلب المفتوح خطيرة وكم نسبة نجاحها؟

يُعدّ هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي تتعلّق بعملية القلب المفتوح، ولكن يجدر الإشارة إلى أن نسبة الوفيات في هذه الجراحة قليلة جدًا ولا تتجاوز 2.94%، ويرتبط نجاح العملية بعدة عوامل، منها الهدف من إجرائها وحالة صحة المريض وعمره وغيرها من العوامل التي تؤثر على النتائج.

هل عملية القلب المفتوح تؤثر على الكلى؟

تُعَد الكلى من أهم الأعضاء الحساسة في الجسم، ومن الممكن أن تتأثر عمل الكلى بشكل غير طبيعي بعد إجراء جراحة القلب المفتوح، وخاصةً إذا كان المريض يعاني من مشاكل سابقة في الكلى أو يعاني من ضعف وظائف الكلى. ولكن يجب التنويه إلى أن تأثير جراحة القلب المفتوح على الكلى يتلاشى خلال أيام من الجراحة، ولكن في بعض الأحيان يحتاج الطبيب إلى إجراء غسيل الكلى لفترة زمنية قصيرة.

متى التشافي من عملية القلب المفتوح

يختلف الوقت الذي يحتاجه المريض للتعافي بعد إجراء عملية القلب المفتوح، وذلك يعتمد على نوع العملية المجراة والمضاعفات التي يمكن أن تحدث، وكذلك على حالة الصحة العامة للمريض قبل العملية، وعلى العادة، يستغرق التعافي بعد العملية من 6 إلى 12 أسبوعًا، وربما يحتاج الأمر إلى وقت أطول في بعض الحالات، ومن الممكن أيضًا أن يوصي الطبيب بالانضمام إلى برنامج إعادة تأهيل القلب للمساعدة على استعادة القدرة والقوة ولتحسين صحة القلب بشكل عام.

عملية القلب المفتوح والعلاقة الزوجية

يقوم الطبيب المختص بتحديد المدة التي يستطيع فيها المريض العودة إلى الأنشطة الحياتية الطبيعية، بما في ذلك ممارسة الجنس. ومع ذلك، يتعين على المريض تجنب قيادة السيارة أو رفع الأشياء الثقيلة خلال الأسابيع الستة الأولى بعد إجراء عملية القلب المفتوح.

أسئلة شائعة

كم يعيش المريض بعد إجراء عملية القلب المفتوح

يتمتع المريض الذي يجري عملية القلب المفتوح بصحة جيدة لمدة تصل إلى عشر سنوات، حيث يزداد معدل الوفيات للمرضى بعد مرور عشر سنوات من خضوعهم لجراحة القلب المفتوح.

هل عملية القلب المفتوح خطيرة؟

تتمثل مخاطر الجراحة العامة في النزيف والعدوى والجلطات الدموية والتحسس من التخدير، وعدم انتظام ضربات القلب، وإصابة الأعضاء مثل الكبد والقلب والرئتين والفشل الكلوي الحاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى