أسأل الخبراءالمراجع

ما معنى المسبل والمنان

ما معنى المسبل والمنان | موسوعة الشرق الأوسط

ما معنى المسبل والمنان

ذُكرت كلمتا المسبل والمنان في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكانتا صفتين للأشخاص الذين لن يتكلموا معهم الله يوم القيامة، وتعني هاتان الكلمتان المعاني التالية.

  1. المسبل: وهو الشخص الذي يطيل ملابسه ويجملها بغرض التباهي على الفقراء
  2. المنان: المتصدق الذي يتصدق بماله على الفقراء، ولكن يتبع هذا العمل بإيذاءهم وإذلالهم

حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة

انتشر استخدام حديث يبدأ بكلمات “ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة“، ويحمل هذا الحديث تحذيرا عظيما. لذا، حاول العديد من الناس البحث عن مصدره والتأكد من صحته. هل هذا الحديث صحيح؟ أم هو من الأحاديث الضعيفة أو المنسوبة إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم؟ في الحقيقة، هذا الحديث صحيح، وقد ذكره أحد أشهر رواة الحديث، وهو أبو ذر الغفاري – رضي الله عنه. وقال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منه، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره. وفي رواية: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم)” (حديث صحيح).

شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحذر زملاءه -رضي الله عنهم- من السلوك السيئ والأفعال القبيحة، فقد كان يحرص -صلى الله عليه وسلم- على كل ما يقرب أصحابه من الجنة في الآخرة، وفي هذا الحديث يذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أنواع من الناس الذين لا يرحمهم الله في يوم القيامة، والمقصود بالحديث هنا هو الكلام الذي يسرهم ويسعدهم، وأن يستهين بهم الله -عز وجل- ويغضب عليهم، وكل هذا عقوبة لهم على ما ارتكبوه من جرائم في الدنيا، وكان هؤلاء المجرمون هم الذين يحملون إحدى الصفات الثلاثة: البخيل، أو الثرثار، أو الذي يبيع سلعته بالحلف الكاذب. ويتم توضيح صفات هؤلاء الثلاثة كما يلي.

  1. الشخص الأول المنان: هو الشخص الذي يتصدق على الفقراء بماله أو بكلماته، ولكن من المحرم عليه أن يتكبر ويستعلي على المتلقي، ويتحكم به ويذله. يجب على المتصدق أن يذكر دائمًا أن الله هو المتفضل الحقيقي، وأن الأجر يعود له بأضعاف ما يتصدق به.
  2. الشخص الثاني الذي يحلف بضاعته كذبا: وسيلة للترويج لبضاعته وتحسينها في نظر المشترين بالكذب والخداع، وهو يقترف أربعة معاص عندما يقسم بالكذب، وهذه المعاصي هي الحلف الكاذب والاحتيال في الأموال والغش في المعاملات والاستخفاف بحقوق الله، وفيما يتعلق بهذا النوع من الأشخاص، يقول الله -تعالى-: (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم) (سورة آل عمران، الآية: 77).
  3. الشخص الثالث المسبل: والشخص المطالب الذي يطيل ثيابه تكبرًا وفخرًا، وقد أشار إليه الرسول- صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر نقله أبو هريرة- رضي الله عنه- حيث قال: “لا ينظر الله في يوم القيامة إلى من جر ثوبه من الخيلاء” (حديث صحيح). والإزار هو الرداء الطويل الذي يغطي الجزء السفلي من الجسم.

جمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الثلاثة، لأنهم كانوا يتفقون في إثم واحد وهو التكبر وإيذاء المسلمين، بالإضافة إلى إيثار النفس واحتقار الآخرين، ويجب الإشارة إلى أن وجود هذه الثلاثة لا يمنع وجود آخرين يستحقون هذا العقاب، مثل الشيخ الزاني والعائلة المستكبرة والملك الكاذب، وذلك وفقًا لحديث آخر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

أصل كلمة المسبل في اللغة العربية

تأتي كلمة المسبل في أصل اللغة العربية من الفعل “سَبَّل”، وهذا الفعل يعني “أطال”، فالمسبل في اللغة هو المطيل، وتوجد على ذلك العديد من الأمثلة، والتي منها ما يلي.

  1. تسريحة فاطمة شعرها، فهي تسريحة تجعل شعرها مرصعًا وطويلاً.

يُستخدم الفعل “سبَّل” للدلالة على الإرخاء، وهو يشير بشكل خاص إلى إطالة الملابس، حتى تصبح مرتخية. وفي الماضي، كان العرب يستخدمون كلمة “سبَّل” لوصف تلك العملية، حيث يريد الشخص إظهار رداء طويل يجره خلفه، وكان ذلك يُعتبر علامة على الخيلاء والتكبر. وتم استخدام هذه الكلمة في العديد من السياقات، بما في ذلك.

  1. يعني سبل أملاك محمد جعلها في سبيل الله، سواءً بتخصيصها للمسلمين أو النذر.
  2. يعني سبَّل الستار بأن نرفعه حتى يصل إلى الأرض.
  3. يستخدم الفعل `سبَّل` مع العين للإشارة إلى التحديق الشديد والنظر بعيون مرخية الجفون، ويعتبر ذلك بعض الناس إشارة إلى مشاعر الحب.

استخدام كلمة المسبل في الشعر العربي

تم ذكر كلمة “مسبل” في الشعر العربي بشكل متكرر في العديد من الأغراض، حيث استخدمها البعض للدلالة على الغزل، واستخدمها آخرون للوعظ والحكمة، واستخدمها البعض الآخر للدلالة على الحزن، وكذلك للأغراض الأخرى التي تتعلق بالشعر.

  1. استخدم أمير الشعراء أحمد شوقي كلمة المسبل للدلالة على شدة الحزن، والحنين إلى الماضي، وكان ذلك في مطلع قصيدته التي ذكر فيها ما يلي.
    1. ما بَينَ دَمعي المُسبَلِ عَهدٌ وَبَينَ ثَرى عَلي
  2. استخدم أبو العلاء المعري كلمة المسبل للدلالة على الحكمة والوعظ، وكان ذلك في مطلع قصيدته التي ذكر فيها ما يلي.
    1. كُلٌّ عَلى مَكروهِهِ مُسبَلُ وَحازِمُ الأَقوامِ لا يُنسِلُ
  3. استخدم ابن نباته المصري أحد شعراء العصر المملوكي كلمة مسبل للدلالة على جمال والغزل، وكان فذل في مطلع قصيدته التي ذكر فيها ما يلي.
    1. سرت قمراً من مسبل الشعر في جنح بسفح النقا آهاً على زمن السفح

أصل كلمة المنان في اللغة العربية

تعني: تأتي كلمة “المنان” كصيغة مبالغة للفعل “من”، وهي تعني الفضل والهبة. وفي رأي جميع العرب، “المنان” هو الشخص الذي لديه الفضل ويذكر ما يمن به على الآخرين. كما أنها أحد أسماء الله الحسنى، ووردت في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي رواه أنس بن مالك – رضي الله عنه -. وفي هذا الحديث، كان الرجل يدعو الله باسم “المنان” الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب الله، وإذا سئل به أعطى الله.

استخدام كلمة المنان في الشعر العربي

كما ذكرنا سابقاً، فإن كلمة المنان هي اسم من أسماء الله الحسنى، وكان الشعراء يستخدمونها في كثير من قصائدهم وأشعارهم للدلالة على الحاجة من الله -عز وجل- والسؤال منه، ومن استخداماتها ما ذكره الشاعر ابن الصباغ الجذامي -وهو أحد شعراء العصر المملوكي- في مطلع قصيدته، حيث استخدم لفظ المنان للدعاء إلى المولى -عز وجل- وقال فيها ما يلي.

سبحان ربي الواحد المنان، والحمد لله العظيم الثاني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى