التعليموظائف و تعليم

لماذا ندرس علم النفس المعرفي

علم النفس المعرفي | موسوعة الشرق الأوسط

يعنى علم النفس المعرفي بدراسة العقل البشري وفهم العمليات المعرفية، وهو فرع من فروع علم النفس العام. ويتمحور حول مفهومه ومرتكزاته وأفكاره، ويهتم بالتعرف على سيرورة عمليات العقل وأنشطتها وطبيعتها التكوينية وأسلوبها الخاص، ولهذا السبب ندرس علم النفس المعرفي.

يهدف ذلك إلى مساعدة الناس على تنمية مداركهم وقدراتهم الذهنية والفكرية، وتطوير أساليبهم في التفكير، وتعريفهم ببعضهم البعض، والمساهمة في التعرف على أسباب المشكلات وإيجاد حلول فعالة وجذرية لها.

يعد علم النفس المعرفي جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان ويؤثر على جوانب حياته الشخصية والمهنية، ولذلك يتم تقديم مقال يتحدث عن مفهوم وأسس وفوائد هذا العلم في حياة الإنسان على موقع موسوعة.

جدول المحتويات

مفهوم علم النفس المعرفي

يمكن تعريف علم النفس المعرفي على أنه الدراسة العملية للعمليات المعرفية مثل الإدراك والتخيل والانتباه والتفكير والذاكرة ودراسة كيفية عملها. كما يدرس كيف يمكن للعمليات الحسية المختلفة في البيئة الخارجية الدخول إلى عقل الإنسان وكيفية استلامها في الدماغ وكيفية تحليلها وتنظيمها وتخزينها واسترجاعها للاستخدام عند الحاجة إليها.
تهتم هذه الدراسة بفهم كيفية اكتساب الإنسان للمعرفة والمعلومات حول العالم من حوله، وكيف يمكن له تحويل تلك المعلومات إلى معرفة وعلم، والتعرف على الطرق التي يمكن للعقل استخدامها للحفاظ على تلك المعلومات وجعلها مثيرة للاهتمام وتؤثر في سلوكيات الإنسان.
وضع علم النفس المعرفي العديد من الافتراضات الأساسية الخاصة به، وأبرزها وجود عدد من الأفكار الذهنية الداخلية لدى الإنسان، مثل “المعرفة، الرغبة، الدافع، الإيمان.” وأكد علم الأعصاب الإدراكي هذه الافتراضات، حيث أثبت في أبحاثه ارتباط الحالات الفسيولوجية للدماغ بالأفكار والحالات الذهنية الداخلية، وذلك وفقا لأبحاث Ebbinghous حول أثر العمليات المعرفية على السلوك الإنساني، وأبحاث النمساوي جان بياجيه الخاصة بالنمو المعرفي للأطفال، وكان ذلك داعما أساسيا لتأسيس المدرسة المعرفية.
وقد وضع العديد من العلماء تعريفات لعلم النفس الإدراكي وأبرزها:
تعني “نيسر” كل العمليات والطرق التي يستخدمها الإنسان لنقل المعلومات والمدخلات الحسية إلى الدماغ ومعالجتها من خلال التفسير والتحويل والاختصار والتخزين، لتكون متاحة للاسترجاع عند الحاجة.
يُعرف “ريد” باعتباره العلم الذي يتناول معالجة المعلومات وتحليلها.

لماذا ندرس علم النفس المعرفي

يهتم العلماء بدراسة العقل المعرفي وما يترتب عليها من العديد من الآثار الإيجابية الواضحة في:

  • يشمل علاج الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، اضطرابات الأكل، اضطرابات الشخصية، الاضطرابات الثنائية القطب، وتعاطي المخدرات وغيرها.
  • الهدف هو العثور على علاج فعال للأشخاص الذين يعانون من الفصام واضطرابات الشخصية الحدية والأشخاص ذوي الميول الانتحارية المتكررة، حيث يعانون من مجموعة من الأفكار السلبية التي يساعد العلاج النفسي على التخلص منها، والتفكير بشكل أكثر واقعية وتوازنًا.
  • يتضمن تطوير النمو المعرفي للإنسان منذ ولادته وحتى سن البلوغ، ومعرفة تاريخ الذكاء البشري وتطوره، والتأثير الذي يحدثه على شخصيته.
  • يتعلق التغلب على السلوكيات المعادية للمجتمع والعنف تجاه الآخرين بتغيير الأنماط العدوانية المخزنة في عقل الإنسان والمرتبطة بالسلوكيات العدوانية تجاه الأفراد.
  • أكد علماء التربية على أهمية دراسة علم النفس المعرفي لتعلم مهارات التفكير المختلفة وأنواعها الرئيسية، مثل التفكير الناقد والتفكير الإبداعي، بالإضافة إلى تعليم طلاب المدارس مهارات التفكير، مثل الاستيعاب والتحليل وتقييم حجم المشكلات بشكل حقيقي، وهذا سيساعدهم في التعامل مع الحياة بشكل أكثر واقعية وفعّالية في حل مشكلاتهم اليومية.

ملخص علم النفس المعرفي

يمكننا تلخيص المبادئ الأساسية التي توصل إليها العلم النفسي المعرفي على أنها

  • يُعَد علم النفس الإدراكي من العلوم التي تؤكد أن الكائن الحي هو الفاعل والنشط في البيئة التي يتواجد فيها، وأن البيئة هي المتجاوبة وليست الفاعلة.
  • يكون النشاط العقلي للإنسان هو العامل الأساسي في اكتساب المعرفة وفهم الحقائق دائمًا.
  • يقوم العقل البشري بتحليل وظيفي لعدد من العمليات العقلية الهامة مثل الانتباه والتذكر والنسيان والإدراك، وذلك لتوضيح الأنشطة العقلية التي يقوم بها الإنسان.
  • يتأسس سلوك الفرد بشكل أساسي على ما يمتلكه من معارف ومعلومات وطرق تحليلية معرفية صادقة وليست مجرد فروض دون دلائل.

المراجع

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى