يُطرح كثيرًا سؤال عن سبب عدم قدرة المعدة على هضم نفسها، ويتداول في الأذهان بكثرة. ولذلك، سوف نقدم لكم الإجابة عن هذا السؤال في هذا المقال على موقع الموسوعة. تفرز المعدة عددًا من الإنزيمات الهاضمة التي تساعدها على هضم الأجسام المختلفة التي تصل إليها، بدءًا من المواد الصلبة إلى الأدوية وغيرها. ويعود هذا إلى عدد من الأسباب التي سنتحدث عنها في الفقرات التالية، بالإضافة إلى تعريفنا بأجزاء المعدة ومكوناتها ووظائف كل جزء منها، وكذلك التعرف على الوظائف التي تقوم بها المعدة.
أجزاء ومكونات المعدة
تتكون المعدة كباقي أجهزة الجسم من مجموعة من الاجزاء وهي:
- فتحة الفؤاد: البطين الأيسر للقفص الصدري يحتوي على فتحة المريء ويقع تحت القلب، ويقع في الجانب الأيسر من الجسم.
- قاع المعدة: تعد منطقة القاع هي الجزء الأقرب إلى فم المعدة.
- جسم المعدة: عبارة عن مركز المعدة الرئيسي.
- البواب: يشير الجزء السفلي من المعدة إلى الجزء المسئول عن تفريغ محتويات المعدة، ويتكون من 3 أجزاء هي:
- غار البواب.
- القناة البوابية.
- العاصرة البوابية.
فتحات المعدة
المعدة لها فتحتين وهما:
- فتحة الفؤاد: هي الفتحة التي تربط المرئ والمعدة معًا وتقع في الجزء المقابل للفقرة العاشرة من العمود الفقري.
- فتحة الباب: تقع في المنطقة المقابلة للفقرة الثانية عشر من الفقرات وتربط المعدة والاثني عشر، وتوجد في الجانب الأيمن من خط الوسط.
انحناءات المعدة
- الانحناء الأصغر: وهو :
- يبدأ المريء من فتحة الفؤاد وينتهي عند فتحة الباب، ويقع في الجزء الأيمن من المعدة.
- يظهر كأنه امتداد للجانب الأيمن من المريء.
- يتصل الكبد بالمعدة من خلال ما يسمى بـ “الرباط الكبدي المعدي”، وهو عبارة عن نسيج ضام يوفر الغذاء للمعدة من خلال الأوعية الدموية.
- الانحناء الأكبر:
- يصل حجمه إلى خمسة أضعاف الانحناء الأصغر.
- يمتد من فتحة الصدر حتى البوابة.
طبقات جدار المعدة
الغشاء المخاطي
- هي الطبقة التي تبطن المعدة من الداخل، وتكون طبقة سميكة وناعمة تتميز بلونها الوردي، وتتألف طبقة الغشاء المخاطي من خلايا ذات شكل أسطواني، ويزداد سمك الغشاء بالقرب من منطقة الباب، وتعرف تلك المنطقة باسم الصمام البابي، وهو المسؤول عن مرور الطعام.
- يفرز الغشاء المخاطي بعض المواد داخل المعدة وهي :
- انزيمات الهضم: من بين الانزيمات الهامة في الجهاز الهضمي، يأتي إنزيم البيبسين جون الذي يتحول بعد ذلك إلى إنزيم البيبسين الذي يؤدي دورًا أساسيًا في عملية الهضم.
- بروتونات الهيدروجين: تتحمل المسؤولية عن حموضة المعدة التي تمثل البيئة المناسبة للهضم، وإذا لم تكن المعدة حمضية فلن تحدث عملية الهضم.
- الهرمونات: هناك العديد من الهرمونات التي تساعد على عملية الهضم وتؤثر بشكل كبير على حركة الجهاز الهضمي، وتساعد على إفراز الحمض المعدي، بالإضافة إلى وجود نوع آخر من الهرمونات المسؤولة عن امتصاص السكر في الأمعاء.
- البروستاجلاندين: يعد أحد الإنزيمات التي تساعد في عملية الهضم مخصصًا للأدوية والمواد التي قد تسبب ضررًا للغشاء المخاطي، حيث يستطيع الغشاء المخاطي حماية نفسه من تلك المواد.
- الغدد: تحتوي على بعض الغدد التي تحتوي على خلايا الدم البيضاء، وهي المسؤولة عن حماية الجسم من الجراثيم والميكروبات والفيروسات.
الطبقة تحت المخاطية
- الطبقة الثانية من جدار المعدة وتتألف من مزيج من الأنسجة الضامة.
- تتعلق وظيفة وأهمية الأوعية الدموية في الحفاظ على نقل الأكسجين والغذاء إلى جدار المعدة.
- تحتوي على بعض كرات الدم البيضاء التي تشكل جزءًا من جهاز المناعة في الجسم وتحمي الجسم من الأمراض.
الطبقة العضلية
- تتألف الطبقة العضلية من ثلاث طبقات مرتبة بشكل خاص للمساعدة في عملية الهضم، وهذه الطبقات هي:
- الألياف الطولية: هذه الطبقة هي المسؤولة عن حركة خلط الطعام وتحطيمه، ولا تظهر هذه الحركة في هذه الطبقة، وتزداد التقلصات داخلها في منطقة القاع.
- الألياف الدائرية: تتجمع الألياف معًا لتتحد مع الغشاء المخاطي للمعدة، وذلك لتشكيل الصمام البابي المسؤول عن مرور الطعام إلى الاثني عشر.
- الألياف المائلة: تقوم الألياف بتحريك الطعام نحو البوابة الأمعائية.
الغشاء المصلي
- يُعرف الجزء الذي يحيط بالمعدة بطبقة المعدة، وهي الطبقة التي تبطن جوف البطن.
- يتألف من نسيج ضام مغطى بحراشيف بسيطة، ويمنع احتكاك المعدة أثناء حركة الجهاز الهضمي.
وظيفة المعدة
تقوم لامعدة بعدد من الوظائف داخل الجهاز الهضمي وهي:
عملية الهضم
- عندما يصل الطعام إى المعدة تقوم المعدة باطلاق:
- تقوم إنزيمات الهضم بتحليل الطعام بحسب نوعه، فمثلاً إذا كان الطعام يحتوي على بروتينات فإن المعدة تفرز إنزيم البيبسين المسؤول عن هضم البروتينات.
- حمض كلور الماء: والذي يعمل على:
- تقوم بقتل الجراثيم التي يمكن أن تصاحب الطعام.
- توفير الوسط الحمضي.
- تساعد عملية تنشيط الإنزيم البيبسينوجين وتحويله إلى الإنزيم البيبسين على هضم الطعام بشكل أفضل.
- يتحرك الطعام داخل المعدة بفعل التقلصات التي تقوم بها عضلات جدار المعدة، وتسمى هذه العملية بالتمعج، وهي المسؤولة عن تقسيم الطعام إلى أجزاء صغيرة يمكن هضمها.
- يعرف الطعام الذي لم يتم هضمه بشكل جزئي ويصل إلى القاع بالاسم الكيموس، وذلك لأنه يصل إلى مكانه بعد الهضم الجزئي.
- يتحرك الكيموس ببطء داخل عاصرة العضلات حتى يصل إلى الأمعاء الدقيقة، وتتم عملية هضم الكيموس داخل الأمعاء الدقيقة في فترة تصل إلى ساعات، ويعتمد ذلك على نوع وكمية الطعام.
عملية الامتصاص
تتم عملية هضم الطعام جزئيًا في المعدة من خلال البطانة، على الرغم من أن الأمعاء الدقيقة هي المسؤولة الرئيسية عن امتصاص الطعام في الجهاز الهضمي، وتتمثل الأشياء التي تقوم بها المعدة في امتصاص الطعام في:
- يعاني الجسم من الجفاف عندما يفتقر إلى الماء.
- بعض الأدوية ومنها الاسبرين.
- الأحماض الأمينية.
- يوجد مادة الإيثانول في المشروبات الغازية وهي واحدة من المواد التي تحتوي عليها.
- تحتوي بعض المشروبات مثل القهوة والشاي على مادة الكافيين التي يتم استيعابها من قبل الجسم.
- فيتامينات معينة قابلة للذوبان في الماء، ولكن يتم امتصاص معظم الفيتامينات في الأمعاء الدقيقة.
- يتم إنتاج فيتامين ب12 في المعدة بواسطة الخلايا الجدارية، ويتم امتصاصه بواسطة العامل الداخلي الذي ينتجه هذه الخلايا.
السيطرة على عملية الإفراز والحركة
- تتدفق المواد إلى المعدة عبر الجهاز العصبي والهرمونات الهضمية الموجودة في الجهاز الهضمي، مثل:
- هرمون الغاسترين.
- هرمون الكوليسيتوكينين.
- هرمون السيكريتين.
- عديد الببتيد.
- الجلوكاجون المعوي.
- تتحكم جميع الهرمونات السابقة في حركة المعدة، ويمكنها إيقاف حركة المعدة إذا كانت الأمعاء الدقيقة ممتلئة ومشغولة بالهضم، وبالتالي يصبح دور المعدة هو الاحتفاظ بالطعام بدلاً من دفعه إلى الأمعاء الدقيقة.
لماذا لا تهضم المعدة نفسها
يفكر الكثيرون في هذا السؤال ولا يجدون له إجابة، فكيف تقوم المعدة بهضم الطعام والبروتينات والمواد الصلبة ولا تهضم نفسها؟ ويرجع ذلك لعدة أسباب، منها:
- تتألف المعدة من خلايا وأغشية مخاطية، حيث تعمل هذه الأغشية المخاطية على تبطين المعدة وحمايتها من التآكل، كما تمنع مرور الإنزيمات الهضمية الموجودة داخل المعدة إلى جدار المعدة والأجزاء الأخرى، لذلك لا يحدث أي تفاعل أو تآكل للأجزاء الأخرى.
- تحتوي المعدة على معالجات ومنحنيات تساعد على حمايتها من الأحماض والقلويات وتوازنهما، وتمنعهما من الوصول إلى جدار المعدة، ولا تفرز المواد التي يمكن هضمها.
- تساعد التعريجات الموجودة في المعدة على جعل جدار المعدة أملس من الداخل، مما يسهل عملية خلط الطعام بالعصائر المعدية وهضمه.
- يتم انتاج المخاط السميك داخل المعدة يوميًا عن طريق الخلايا المخاطية التي تنتشر على جدار المعدة وتعزله عن محتوياته الداخلية.
- تقوم الغدد المعوية بإفراز إنزيمات هاضمة بجانب العصارة المعوية التي تفرزها، وتعمل هذه العصارة على تكوين غشاء داخل المعدة لحمايتها من الهضم الذاتي، كما أنها مسؤولة عن تعديل تركيز الأحماض داخل المعدة.
في نهاية مقالنا، نأمل أننا قد أجبنا على سؤالكم حول سبب عدم هضم المعدة نفسها، ويعود ذلك إلى إفراز المخاط الواقي الذي يحميها من إنزيمات الهضم، كما تحدثنا عن مكونات المعدة ووظيفة كل جزء منها وكيفية عملها.
نوفر لكم على موقع الموسوعة كل ما هو جديد، ولمتابعة الأخبار الحديثة، يمكن النقر على هذا الرابط: `جديد الموسوعة`