أسأل الخبراءالمراجع

لماذا لايحترم الاعلام العربي رمضان

لماذا لايحترم الاعلام العربي رمضان | موسوعة الشرق الأوسط

لماذا لا يحترم الإعلام العربي شهر رمضان؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الكثيرون عند مشاهدتهم للمقاطع الخليعة التي يتم بثها في الشهر المبارك، وعندما يتذكرون عادات البيوت العربية القديمة والإذاعات التي كانت تبث القرآن الكريم. فمن منا لا يتذكر صوت عبد الباسط في لحظات الإفطار وارتفاع الأيدي بالدعاء، وتناول التمر لفطور الصائمين، والإقبال بلهفة على الصلاة في وقتها المحدد. فما الذي حدث ليحول الإعلام العربي إلى وسيلة لتشتيت انتباه المسلمين عن فضائل شهر رمضان؟ هذا ما سنتحدث عنه اليوم في هذا المقال على موسوعتنا.

لماذا لايحترم الاعلام العربي رمضان

سمعنا جميعًا عن هذا الموقف الذي رواه لنا العلامة مصطفى محمود – رحمه الله – والذي تحدث فيه عن طفولته التي منع فيها من مشاهدة الفوازير الرمضانية، ولم يكن يعرف سبب تعمد والدته إيقاف التلفاز في هذا الشهر الكريم.

كان الغريب بالنسبة له أن يتم منع طفل بريء من مشاهدة تلك الأعمال الرمضانية، مثل غيره من الأطفال دون وجود سبب مقنع. مرت السنوات ونشأ وكبر، ثم غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمكن من حل لغز والدته.

يحكي مصطفى محمود قائلاً: كنت أتعود على تناول القهوة من متجر في محطة بنزين في أمريكا قبل الذهاب إلى العمل يوميًا، وفي يوم من الأيام، دخلت لأحتسي قهوتي، فوجدت ثلاجة الخمور بها مجموعة من الأقفال المتينة التي لا يمكن لأي شخص أن يكسرها. فتعجبت كثيرًا من أن بلد الحرية التي لا يمنع فيها تعاطي الخمور مدنيًا أو دينيًا تضع تلك الأقفال المتينة. فتوجهت إلى العامل وسألته عن السبب، فعرفت ما كانت تصنعه أمي في الماضي من خلال إجابته التي أعجبتني كثيرًا، إذ قال: “اليوم عيد ميلاد المسيح، والدولة تمنع تناول الخمور في هذا اليوم”، فسألته: لماذا؟، فأجاب: “احترامًا لميلاد عيسى عليه السلام.

تعجب كاتبنا الكبير من الموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة، وهي دولة تضم العديد من المذاهب الدينية التي لا تحرم شرب الخمر، لكنها تمنع شربها في هذا اليوم للإحترام فقط، دون النظر إلى مفهوم الحلال والحرام، وهنا يتجلى معنى قول الله تعالى في سورة الحج “وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ.

حال الإعلام العربي اليوم

عند سماعنا لتلك القصة، نتعجب من حال إعلامنا العربي اليوم الذي يعتمد بشكل أساسي على المُلهيات والمسلسلات التي تحتوي على مشاهد إباحية ورقص ومجون، ويتجاهل قول الله تعالى في سورة البقرة: `شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ`، والتي تشير إلى أن شهر رمضان مقدس ولا يجوز المساس بحرمته.

لم يعد الناس ينشغلون بالدعاء قبل الإفطار، بل أصبحوا يبحثون عن المسلسلات التي يتابعونها، وتحل مكان المصاحف الهواتف المحمولة التي لا يتركونها من أيديهم حتى في شهر رمضان، ويتهافت المسلمون على مشاهدة المسلسلات الجديدة بلهفة، دون أن يولوا الله عز وجل اهتمامًا. فقد صدق رسولنا الكريم عندما قال: “ويل للعرب من شر قد اقترب… المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر

ما نشهده اليوم هو فتنة، وهي التحذير الذي نبهنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ الأزل، وها نحن نعيشها الآن. فإذا نظرت حولك في تلك المساجد المكتظة بالمصلين بعد يوم واحد من انتهاء الشهر المبارك، ستجدها خاوية تمامًا، وكأن رب رمضان ليس الإله في كل الأيام، ونعوذ بالله.

ليس من الصواب إلقاء اللوم على وسائل الإعلام العربية فقط، بل علينا كمسلمين أن نلوم أنفسنا على إعطاء الأولوية الزائدة للتلفزيون والهواتف المحمولة، حتى وصل الأمر إلى حد الندم الشديد عندما نفوت حلقة من مسلسل نتابعه، ونهمل واجباتنا وعباداتنا في تلك الأيام المباركة.

إذا توقفنا عن الهزل والاستخفاف سريعًا، فإنه سيتوقف، ومع ذلك نحن، بأسفنا الشديد، كنا ضمن الأشخاص الذين كانوا يشجعون ويدعمون هذا الأمر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى