كيف يستطيع ابوان لهما صفة الشعر الأملس سائدة انجاب طفل يمتلك شعر متعرج
يتحدث هذا المقال عن كيفية استطاعة الأبوين ذوي الشعر المستقيم إنجاب طفل يمتلك شعرًا مجعدًا، والأسباب العلمية وراء ذلك، بالإضافة إلى دور الجينات في علم الوراثة وفروع الصفات الوراثية وتاريخ اكتشافها.
كيف يستطيع ابوان لهما صفة الشعر الأملس سائدة انجاب طفل يمتلك شعر متعرج
قد يتساءل البعض كيف يمكن لأبوين يملكان شعرًا أملسًا أن ينجبا طفلًا يملك شعرًا مجعدًا، ويقدم علم الوراثة الإجابة عن هذا السؤال، حيث يعنى علم الوراثة بدراسة الجينات والوراثة وتأثيرها على تنوع الكائنات الحية.
- يعترف علم الوراثة بإمكانية أن يحمل الطفل الذي ينجب من والدين لديهما صفة الشعر المستقيم، جينات الشعر المجعد، في حال كان الوالدان يحملان جينات غير نقية.
- تنتقل الصفة النقية كما هي، فإذا كانت الصفة النقية لدى الوالدين هي شعر أملس، فإن الطفل سيورث الشعر الأملس عنهما.
- عندما يمتلك الأب والأم صفات غير نقية، فإن طفلهما يمكن أن يحمل صفات جينية مختلفة عن الأب والأم، على سبيل المثال، قد يظهر طفل يمتلك شعر مجعد على الرغم من أن الأب والأم يمتلكان صفة الشعر الأملس، ويعتبر ذلك دليلاً على امتلاكهما صفات غير نقية.
- تعني الصفات النقية الصفات التي لها زوج من نفس النوع، فهي سائدة في الزوجين، مما يؤدي إلى نقلها إلى الأبناء من خلال الآباء.
- مثال على ذلك: في حال كان لدى الوالدين عيون خضراء، فسوف يرث الطفل هذه الصفة النقية وسيكون لديه عيون خضراء.
- بالنسبة للصفات غير النقية أو الهجينة، فهي الصفات التي تحمل زوجًا من الصفات المختلفة، فعلى سبيل المثال، إذا كانت الأم تحمل صفة سائدة والأب يحمل صفة متنحية، فإن الابن يرث الصفة السائدة، ولا نجد الصفة المتنحية في الأبناء، ولكن قد نجدها في الأحفاد.
- مثال على ذلك هو عيون الأم الخضراء (صفة سائدة)، وعيون الأب البنية (صفة متنحية)، حيث يصبح لدى الجنين عين خضراء (صفة سائدة)، ومن الممكن أن تظهر الصفة المتنحية في الأحفاد.
دور الجينات في تحديد الصفات الوراثية
تقوم الجينات بنقل الصفات الوراثية في الكائنات الحية، حيث يشكل الجين جزءًا من الكروموسوم الذي ينقل صفة وراثية محددة.
- يحتوي الكروموسوم على معلومات كيميائية متعلقة بصفة وراثية محددة، وتشمل الصفات الوراثية ما يُعرف بالحمض النووي المميز.
- يتم، من خلال الكروموسومات، نقل الصفات الوراثية، وتحدد الصفات الشكلية والسلوكية للفرد، وفقًا لتوافرها في الآباء أو عدم توافرها.
أقسام الصفات الوراثية
تشمل الصفات الوراثية نوعين فقط، ولا يوجد ثالث، وسنعرضهما في النقاط التالية:
- الصفات الموروثة: تتمثل الصفات الوارثية في المجموعة التي يتم نقلها من الآباء إلى الأبناء عن طريق الحمض النووي، وتنقسم هذه الصفات إلى نوعين :
- صفات شكلية، أو ظاهرية: تشمل الصفات الوراثية التي تتعلق بالمظهر الخارجي للكائنات الحية، مثل لون الشعر ولون العين وطول الجسم.
- صفات سلوكية: تمثل الطريقة التي يتعامل بها الفرد في المواقف المختلفة.
- الصفات المكتسبة: الصفات المكتسبة هي تلك التي يحصل عليها الكائن الحي بناءً على البيئة التي يعيش فيها، ولا ترتبط بالوراثة أو تورث من الآباء، بل يتم اكتسابها وتعلمها من البيئة المحيطة.
تحديد الصفات الوراثية
تتم نقل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء عن طريق عملية التكاثر، وتتشكل الصفات النهائية للطفل من عملية توحد جينات الأب والأم، وتتكون الصفات الوراثية للإنسان من عدة عوامل:
- انتقال الحيوان المنوي من الأب إلى بويضة الأم.
- يقوم الحيوان المنوي بتخصيب البويضة من خلال عملية التلقيح.
- نقل الصفات الوراثية من خلال الجميعات الذكرية والأنثوية.
- تتم عملية الانتقال من الحيوان المنوي والبويضة على حدة.
- الجينات تحتوي على الخصائص الكيميائية للصفات الوراثية.
- يمثل كل جين جزءًا من الحمض النووي الذي يتم من خلاله نقل الصفات الوراثية، ثم يتم توحيد المادة الوراثية لاحقًا.
- تتكون الجينات من نوعين (الجينات السائدة والجينات المتنحية)، حيث تسيطر الجينات السائدة على الجينات المتنحية، وتحدد هذه الجينات صفات الفرد.
- في النهاية يتم إنتاج جنين يحمل صفات الأب والأم وراثيًا، بسبب الجينات التي تشكل كل صفة وراثية بمصدرين مختلفين هما الأب والأم.
تاريخ اكتشاف الصفات الوراثية عند الإنسان
يعتبر مندل مؤسس علم الوراثة الحديث، ولكن يجب الإشارة إلى أنه قبل مندل كان هناك معرفة بهذا العلم، ولكن لم يكن هناك وعي كافٍ به حتى ظهرت جهود مندل في تأسيسه لعلم الوراثة الحديث.
- قبل ظهور نظرية “مندل”، كان هناك نظرية “أبقراط” التي اعتقد فيها أن الصفات المكتسبة تورث من الآباء إلى الأبناء، وكان يؤمن بنظرية “شمولية التكون” التي تفترض وجود عوامل غير ملموسة تنتقل من أحد الآباء إلى الأبناء خلال الجماع، وتتحد في الرحم لتنتج طفلًا.
- كان لأرسطو أيضاً رأي في مسألة الوراثة، حيث أشار إلى أهمية الدور الذي يلعبه الدم في عملية الوراثة، وقد أسهم العديد من العلماء في مجال علم الوراثة قبل مندل ووضعوا القواعد الأساسية له.
- ركز العالم مندل في دراساته على الصفات السبعة التي اكتشف أنها صفات متوارثة، وبدأ تجاربه على نبات البازلاء وأعطى الأولوية لشكل البذور، التي كانت إما زوايا أو دائرية.
- قام مندل بتجارب على حوالي 28000 نبتة، وكانت أغلبها نبات البازلاء.
- اعتمد مندل في نظرياته على إجراء التجارب العديدة، بدلاً من الاعتماد على الظن والتخمين، كما كان يفعل العلماء السابقين.
- قام العالم “مندل” بإجراء العديد من التجارب على نبات البازلاء خلال الفترة الممتدة بين عامي 1856م و 1863م.
- حدد مندل سبع صفات لنبات البازلاء، وهي: الشكل، الطول، لون الثمرة والبذور، شكل البذور، ولون الزهرة وموقعها.
- استند مندل في تحليلاته إلى لون البذرة، واعتبر نبات البازلاء مثالًا، حيث لوحظ عند تهجين البازلاء الصفراء النقية والبازلاء الخضراء النقية نتيجة تكوين سلالة جديدة لها بذور صفراء دائمًا.
- توحي نتيجة التهجين السابقة بظهور بازلاء خضراء في الجيل الثاني، حيث ظهرت نسبة واحدة خضراء وثلاثة صفراء.
- أطلق مندل مصطلح “الصفة السائدة” و “الصفة المتنحية”، حيث استنتج أن الصفة التي سادت، وهي البازلاء ذات اللون الأصفر، تعد صفة سائدة، والصفة التي اختفت، وهي البازلاء ذات اللون الأخضر، تمثل الصفة المتنحية.
- لم يتم الإعلان عن أهمية جهود مندل في علم الوراثة حتى بداية القرن العشرين، وهذا يعني أن مرور أكثر من ثلاثة عقود قد مرت من ظهورها، وبعد ذلك قام العديد من العلماء بدراسة النتائج التي حققها مندل.
وفي النهاية نود أن تكون قد استطعت تفسير كيف يستطيع ابوان لهما صفة الشعر الأملس سائدة انجاب طفل يمتلك شعر متعرج من خلال موقع الموسوعة العربية الشاملة.
لمزيد من الموضوعات المشابهة يمكنك زيارة الروابط التالية: