كيف تكون الكون

كيف تكون الكون

يعرف الكون باللغة الإنجليزية (universe) وهو عبارة عن مجموعة الظواهر الحقيقة التي تنتشر في أنحاء الفضاء، كما يعرف الكون بأنه جميع المكونات المادية التي تشمل النجوم والمجرات والكواكب، وغيرها العديد من المكونات الفضائية، وهناك جملة أخرى لتعريف الكون وهي، جملة الموجودات التي لها مكان وزمان كالأجرام، ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من الأسئلة الخاصة بالكون التي تداولت على أذهان الكثير، ومن هذه الأسئلة، كيف تكون الكون فالإجابة تتمثل في الآتي:

نشأ الكون وفقا للعلم

قام العديد من علماء الفلك بالبحث حول مراحل نشأة الكون، وذلك وفقًا لنظرية الانفجار العظيم، وتتمثل هذه المراحل في ما يلي:

• حقبة بلانك (planck epoch): تعد المرحلة البلانكية من بين مراحل نشأة الكون العلمية، وتم تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى العالم ماكس بلانك من ألمانيا، الذي كان أحد مؤسسي علم الميكانيكا الكمية. ويعد عصر بلانك أقدم حقبة في تاريخ الكون وفقًا للفيزياء الكونية، ويشير إلى الفترة الزمنية التي امتدت من بداية نشأة الكون حتى وصوله إلى ما يقرب من 10^_35 متر، وبلغت درجة حرارته حوالي 10^32 درجة مئوية.
• يتعلق هذا المقال بحقبة التوحيد الأعظم، وهي المرحلة التي بدأت عندما كان عمر الكون 10^-43 ثانية واستمرت حتى عمر الكون بلغ 10^36 ثانية، وانخفضت درجة حرارة الكون إلى 10^32 درجة مئوية، مما أدى إلى فصل الجاذبية عن القوى الرئيسية التي شكلت معًا القوة النووية الضعيفة.
• تمثل حقبة النجوم والمجرات (Era of stars and Galaxies) فترة زمنية ترتبط بعمر الكون الذي يقدر بحوالي 300 إلى 500 مليون سنة، حدث خلالها اضطراب يؤدي إلى اختفاء الجزيئات التي ظهرت في تلك الحقبة، وتغير كثافتها بشكل ملحوظ نتيجة الجاذبية وتحول المناطق ذات الكثافة العالية إلى مجموعات من الغيوم الكونية الغازية، بالإضافة إلى دور الاندماج النووي في ظهور النجوم الأولى في الكون.
• فترة تشكل النظام الشمسي، وهي الفترة التي ظهر فيها النظام الشمسي، بناءً على نظرية الانفجار العظيم، حيث كان عمر الكون في ذلك الوقت بين 8.5 إلى 9 مليار سنة، وتشكلت الشمس كواحدة من أحدث النجوم في النظام الشمسي، وذلك نتيجة لرماد وحطام الأجيال النجمية التي سبقتها.

نشأ الكون وفقا للنصوص الشرعية

أوضح الإسلام ما هي الصورة الأكثر دقة لنشأة الكون، وذلك من خلال بعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، وتتمثل هذه الصورة في:

• الكون الواسع المتسع: فأكد العلماء على صحة هذا النموذج، حيث إن الله عز وجل خلق الكون متسعا وواسعا، ودليل ذلك قوله تعالى في كتابه العزيز من سورة الذاريات”وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ، كما أوضح العلماء المختصون بتفسير القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى، خلق السماء واسعة، ما زالت تستمر بالتوسع، حيث قال الله تعالى“10 ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ 11” صدق الله العظيم.
• خلق السماء والأرض: يتعلق النموذج الثاني بنشأة الكون، وجاء الاستدلال على ذلك في قول الله تعالى من سورة البقرة “هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ“، وهناك العديد من التفسيرات التي وضحت لهذه الآية، ولكن اتفقت جميع الآراء على تفسير واحد يوضح أن الله عز وجل عندما خلق الكون أخرج من الماء دخانًا.
• طول أيام الخلق والحقائق الكونية في النصوص الشرعية: هذا يعني أن `اليوم` هو النموذج الثالث لنشأة الكون، حيث يشير إلى الفترة التي استغرقها الله تعالى في خلق الكون. ويدل على ذلك كتاب الله تعالى في سورة هود، حيث يقول: `هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وكان عرشه على الماء، ليبلوكم أيكم أحسن عملا، ولئن قلتم إنكم مبعوثون من بعد الموت، ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين`. ويعتقد بعض المفسرين أن تحديد الفترة بستة أيام هو مثالي وفعال في توضيح قدرة الله على الخلق.
• دحو( بسط) الكرة الأرضية:فالأيام التي يتم فيها بسط الأرض لا تدخل ضمن الأيام الستة التي خلق فيها الله الكون، ويتم الاستدلال على ذلك من خلال الحديث الشريف الوارد عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث يقول إن الله تعالى خلق التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الأشجار يوم الاثنين، وخلق المكروهات يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، ورسَّخ فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة بين صلاة العصر والمغرب

نظرية الانفجار العظيم

يتم شرح بعض المعلومات الهامة حول نظرية الانفجار العظيم في النقاط التالية على النحو التالي:

• يعتمد نظرية الانفجار العظيم بشكل أساسي على تشكل المواد الأولية والأساسية مثل اللبتونات والفوتونات.
• نتج عن الانفجار ملء الكون بمادة الهيدروجين، بالإضافة إلى كميات صغيرة من الهليوم.
• تشكلت المجرات وتكونت النجوم في المناطق التي تركزت فيها مادتا الهيدروجين والهيليوم نتيجة تمدد الكون.
• لاحظ العديد من العلماء أن نظرية الانفجار العظيم هي الأكثر قربًا لتفسير نشأة الكون، وذلك لأنها تتنبأ بتشكل الهيليوم الأولي في الدقائق الأولى من الانفجار.
• تقول هذه النظرية أن مادة الهيليوم تمثل حوالي 25% من الكتلة الكلية للكون، وهذا يتوافق مع المحتوى الواقعي لمادة الهيليوم.

تكون الأرض

يشير إلى أنه بعد ذكر المعلومات الرئيسية حول نظرية الانفجار العظيم في الفقرة السابقة، سيتم توضيح بعض المعلومات عن تكوين الأرض وذلك بالشرح التفصيلي التالي:

• تشكل الأرض جزءاً هاماً من تكوين الكون، حيث تكاثفت سحابة من الغاز والغبار لتشكل الأرض.
• تشير الأدلة إلى أن الأرض تشكلت منذ حوالي 4.6 مليار سنة على شكل كتل ضخمة وعشوائية.
• ابتدأت درجات الحرارة بالارتفاع ببطء بعد فترة باردة جدًا، وكان ذلك بسبب غياب الجاذبية الأرضية في ذلك الوقت.
• تأثرت درجة حرارة الأرض بانبعاثات الإشعاع الشمسي، ومن المحتمل أن يكون الكوكب قد انصهر جزئياً.
• اندفعت السوائل الأكثر كثافة إلى سطح الأرض، مما أدى إلى وجود نواة حديدية معدنية داخل الأرض وسطح صخري، وتعود هذه الظاهرة إلى النشاط الناري والبركاني الذي حدث في الماضي والذي أدى إلى تشكل القشرة الخارجية للأرض كما نعرفها اليوم.