كيف اعالج نفسي من كثرة التفكير
كيف اعالج نفسي من كثرة التفكير
توجد العديد من النصائح التي تساعد على التخلص من التفكير الزائد، وذكرها العديد من أخصائيي النفس، وتشمل ما يلي.
الرضا بقضاء الله وقدره
يعود السبب الرئيسي والأساسي للإصابة بكثرة التفكير إلى نوعين أساسيين من التفكير، وهما القلق من المستقبل والحسرة على الماضي. وفي هاتين الحالتين، مع زيادة الإيمان بالله وبحكمته وقضائه وقدره، تبدأ تلك الأفكار بالتلاشي تدريجياً. فعندما تركز على اللحظة الحالية وتدرك أنها لم تمر بعد، فلا يمكن للحسرة التي تحزنك أن تحدث، ولا يوجد سبب للقلق بشأنها، بل يجب أن تتركز على وضعك الحالي وفكرك في هذه اللحظة. فانظر إلى اللحظة بعينين جيدتين واعلم أنها الأغلى، والتي يجب أن تشغل نفسك بها.
الاستفادة من وقت الفراغ أكثر
تحتاج أعراض كثرة التفكير إلى وقت فراغ أكثر منك حتى تستطيع مواجهتها والتحكم في تفكيرك، وإدخال نفسك في دوامة من الأفكار الضارة التي لا تنتهي. ومن أفضل الطرق التي تساعدك على التغلب عليها بفعالية وقوة هي استغلال وقتك الفراغي في أمور مفيدة قدر الإمكان. وإذا لم تكن مفيدة، فاجعلها ممتعة قدر الإمكان. إذا لم تتمكن من قراءة كتاب مفيد وممتع لك، فاستمتع بالجلوس مع أصدقائك أو مشاهدة بعض المسلسلات أو الأفلام التي تحبها. وتذكر دائما أن كلما كنت تبحث عن السعادة والمتعة فيما يحيط بك، تبتعد عنك أعراض كثرة التفكير.
سنقدم بعض الأفكار التي قد تساعدك على تحسين حالتك النفسية وتجعلك أكثر راحة وسعادة، والتي نعتقد أنها مفيدة.
- قراءة القرآن الكريم والدعاء إلى الله -عز وجل- للخلاص والراحة والسعادة.
- ينصح بالتفرغ للعمل التطوعي في أوقات الفراغ، حيث سيساعد ذلك على إحداث شعورٍ بالسعادة والرضا.
- التنزه من الأصدقاء أو العائلة.
- ابحث عن ما يشغلك وتحبه، سواء كان علما أو مجالا محددا، حتى لو كنت مهتما بمتابعة رياضة ما، فابق على متابعتها في كل وقت يتاح لك.
مارس الرياضة التي تحبها
من الصعب التحدث عن ممارسة الرياضة وإدراجها فقط كنشاط يساعدك على التخلص من التفكير الزائد، فهي تعمل بشكل كبير على تحسين حالتك الصحية وتحميك من العديد من الأمراض التي يمكن أن تصيب جسمك بسبب قلة الحركة. كما أنها تساعدك على بناء الثقة والقوة الشخصية من خلال التغيير الذي يحدث في هيئتك الجسدية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ممارسة الرياضة تحسن قدرتك على التفكير بشكل سليم وتوفر لك الاستفادة الدائمة من نعمة الله التي هي جسمك.
- ومع ذلك، ينبغي الإشارة إلى أن اختيار الرياضة التي تُمارَس يجب أن يتم بناءً على ما تحبه أنت، وليس بناءً على انتشارها في منطقتك أو بلدك، أو بناءً على نصيحة شخص آخر، وذلك لضمان استمراريتك في ممارسة الرياضة التي تحبها وتستمتع بها.
حاول أن لا تبالي دائماً
لا يجب عليك التركيز والتحليل في كل ما يحدث حولك، فبعض الأمور لا يخصك ولا يمكنك تغييرها، ومن الأفضل تجاهلها وعدم التفكير بها عميقًا، حيث أن التفكير المُفرَط فيها يمكن أن يؤثر على حالتك النفسية ويؤدي إلى نتائج سلبية، وببساطة يجب تصنيف تلك الأمور على أنها حدثت وانتهت، ولا يمكن القيام بأي شيء تجاهها مرة أخرى.
- حاول دائمًا التفكير في الأمور التي يمكنك تغييرها، وتجنب التفكير في الماضي الذي لن يؤثر على الحاضر، والأمور المستقبلية التي لا يمكن حدوثها في الوقت الحالي ولا توجد علامات على حدوثها.
لست دائماً المخطئ
بعض المصابين بكثرة التفكير يشعرون بهذه الحالة عند التفكير في بعض الأمور السابقة التي حدثت بشكل خاطئ وانتهت بالفعل. فيظلون يفكرون في من المسؤول عن تلك الأمور، ويجعلهم افتراضاتهم السلبية يعتقدون أنهم هم السبب في كل شيء يحدث لهم بشكل غير صحيح، وهذا خطأ بالتأكيد. وهذا يؤدي إلى دخولهم في دوامة من الشعور بالإحباط وعدم الثقة بالنفس. ولكن إذا كانوا مخطئين، فما هي نسبة ذلك الخطأ وكيف يمكن تجنبه في المستقبل؟ وهل هم فقط المسؤولون عن ذلك؟
- حاول دائمًا عدم كتم أفكارك ومشاعرك بداخلك، وإنما اعمل على البوح بها قدر إمكانك، حتى لا يزيد تفكيرك فيها، وحاول أن تجعل لنفسك صديقًا مخلصًا، يمكنك الاستعانة به في مشاركة تلك المشاعر والأفكار والحصول على رأيه.
تعريف كثرة التفكير
من الصعب تصنيف كثرة التفكير على أنها مشكلة نفسية، ويكمن السبب في أن هذه الحالة عابرة وليست دائمة، وتحدث نتيجة لتعرض الفرد لانتكاسة كبيرة في حياته، ولكن هذا ليس الحال بالنسبة للجميع، فهناك من يزداد تفكيرهم ولا يستطيعون السيطرة عليه، فيتحول بعدها إلى حالة نفسية مرضية ووسواس فهري، وفي هذه الحالة يجب على الفرد استشارة الطبيب النفسي لتلقي الدعم النفسي والطبي اللازم للتعافي من هذه الحالة.
أضرار كثرة التفكير
تؤثر الكثير من التفكير بشكل عام على جوانب مختلفة من الحياة، حيث تزيد من الشعور بالقلق وعدم القدرة على التركيز، وتؤدي إلى عدم كفاية النوم وقلة النوم خلال الليل، ويمكن أن تنعكس هذه الأسباب بشكل سلبي على الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين، وتوجد العديد من الآثار السلبية الأخرى للتفكير الزائد.
- الشعور بالصداع بشكل متقطع وغير دوري.
- الشعور بالتعب في كامل الجسم طوال اليوم، وعدم الراحة المستمرة.
- تتحول نظرة الفرد إلى نظرة تشاؤمية عامة، تتعلق بكل ما يحيط به، سواء أشخاصًا أو أشياء أو جوانب حياتية، حيث يفقد الشعور بالمعاني الإيجابية ولا يتمكن من الشعور بالفرحة أو السعادة في أي شيء.
- تلك النظرة التشاؤمية التي يتميز بها يجعل الشخص يفكر دائماً بشكل تضخيمي، مما يجعل أبسط المشاكل والأزمات التي يمر بها يبدون كمشاكل ضخمة، ويصعب حلها.
- جميع تلك المشاعر السلبية التي تدور في داخله تؤدي به إلى الشعور الدائم بالغضب، ليتحول إلى شخص سريع الغضب، وينفجر في أبسط المواقف، وتعد هذه الحالة من سرعة الغضب واحدة من أكثر الأمور انتشاراً لدى المصابين بكثرة التفكير.
- فقدان الثقة في نفسه بشكل كامل.
- بالنظر إلى كل تلك العوامل والمشاعر والشخصية المتدهورة، فإنه لا بد من الحديث عن الآثار السلبية والتداعيات التي تؤثر على الحياة الشخصية، سواء في العمل أو العلاقات الاجتماعية أو الدراسة، وهذا يعد تهديداً لكافة جوانب الحياة بالنسبة له، وإذا قرر التحكم في تلك الأفكار السلبية فإنه يمكن تجنب الآثار السلبية.
أسئلة شائعة
هل يوجد دواء لمنع التفكير؟
يتم وصف بعض المضادات الاكتئابية، التي تعتبر مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، لمرضى الوسواس القهري والتفكير الزائد، حيث تساعد في تخفيف التفكير بشكل كبير وتحسين أعراض الوسواس القهري.
لماذا أنا أفكر كثيراً؟
يؤدي التفكير المفرط أو الـ Overthinking إلى نوعين من التفكير السلبي والمدمر، وهما إما الندم على الماضي أو التوتر بشأن المستقبل، ويعتبر هذان التفكيران هما السبب الرئيسي وراء حدوث هذه الحالة من التفكير الزائد.