كيفية كتابة نص قصصي
نتحدث اليوم عن كيفية كتابة نص قصصي، حيث تعتبر النصوص القصصية واحدة من الفنون الأدبية المعروفة والمستخدمة بكثرة. كما أن الأشخاص يميلون للاهتمام بالنصوص القصصية أكثر من النصوص الجامدة التي لا تحتوي على عناصر إنسانية أو اجتماعية. فالإنسان يحب ما يشبهه ويدور حوله، والحياة عبارة عن قصة والبشر هم أبطالها.
خاطب الله المؤمنين في القرآن الكريم بالحكايات والقصص ليتفهموها ويتعلموا منها، ويسهل عليهم حفظها وتلاوتها. ويقول في سورة يوسف الآية 3: `نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك من القرآن، وإن كنت من قبله لمن الغافلين.` ولذلك، سنعرض لكم في هذه الموسوعة كيفية كتابة قصة وما هي العناصر التي يجب أن تحتوي عليها، وسنستعرض معًا نموذجًا لقصة قصيرة ذات معنى.
تميل النفس البشرية إلى القصص والاستماع إلى الحكايات الشيقة، لذا ظهرت الروايات والقصص المكتوبة، والسيناريوهات والمسرحيات والأفلام وغيرها من الفنون التي تضم محتوى قصصي، حيث لهذه الفنون رواج كبير عند كافة الفئات العمرية والاجتماعية، وتنفق الملايين لإنتاج عمل فني ذات محتوي قصصي، وفيما يلي سنتعرف على كيفية كتابة النص القصصي.
كيفية كتابة نص قصصي
لكتابة نص قصصي احترافي، يجب مراعاة عدة عوامل، وتشمل هذه العوامل عناصر النصوص القصصية، مثل:
- المقدمة: تُعد مقدمة القصة المدخل للقارئ، ويجب أن تكون جذابة ومميزة وتحمل في طياتها روح القصة ومضمونها، كما يجب أن تكون ذات صلة وثيقة بالموضوع لتجنب إحداث الملل والارتباك لدى القارئ.
- المكان: يعمل ذكر الأماكن على جذب انتباه القراء، لذلك لا يوجد مشكلة في ذكر اسم المكان أو البلد التي تدور فيها الأحداث، حتى لو كانت قرية صغيرة.
- الزمان: يزيد ذكر الفترة الزمنية التي تجري فيها الأحداث من تركيز القراء ومشاركتهم في القصة، كما يساعدهم على تخيل الملابس ووسائل النقل واللغة واللهجة التي يتحدث بها أبطال القصة.
- الأبطال: لا يوجد قصة بدون أبطال، فكما تكون القصة بلا شخصيات رائعة وجذابة للقارئ، فإنها ستكون مملة وبدون جدوى، بحيث يمكن أن تكون الشخصيات الرئيسية حيوانات إذا كانت القصة موجهة للأطفال، ويجب اختيار شخصيات جذابة للقصة لجذب القارئ وإثارة اهتمامه بها.
- أحداث القصة: العرض هو المصطلح المستخدم في الأدب القصصي، وهو أحد أهم عناصر الرواية، حيث يجب أن يكون منسجمًا ومنظمًا، وأن تكون الكلمات سهلة التفهم وتصل إلى جميع قراء القصة، ومن بين أهم عناصر عرض القصة هو كتابة فقرة النهاية بشكل كامل، حتى لا يتداخل المفهوم في ذهن القارئ.
- الخاتمة: يتم كتابة الخاتمة في ورقة واحدة كملخص لما حدث في القصة، وتحتوي على النتائج دون التفصيل في التفاصيل، حيث يقوم الكاتب بشرح ما يريد إيضاحه للقراء بكل شفافية وصدق، ويمكن وضع صورة أو تصميم في الصفحة الأخيرة للتعبير عن القصة.
- عنوان القصة: عنوان القصة هو ما يجذب القراء إليها، ويجب أن يكون عنوانًا جذابًا ومشوقًا يحمل معنى دال على محتوى القصة، كما يجب أن يكون التعريف بالأحداث إيحائيًا ومشوقًا للقارئ
- تصميم الغلاف: يتساوى العنوان والملخص في الأهمية، حيث يلعب كلاهما دورًا مهمًا في جذب القراء وإثارة حماسهم لقراءة المحتوى.
نص قصصي له فائده
تدور أحدث القصة في قرية ريفية صغيرة، يسكنها فلاحون بسطاء يعملون في الزراعة وجمع المحاصيل الزراعية، ويسكن رجل ثلاثيني يدعى رزق في إحدى ديار القرية مع زوجته عزيزة وأولادهم الصغار، وهم عمر وعلي وزينب وأميرة.
في يوم السبت الماضي من شهر أيار، خرج رزق إلى أرضه الصغيرة التي تركها له أبيه، ليسعى لطلب رزقه، وكان يوم حصاد الزرع وبيع المحصول لتاجر الفاكهة فتوح، الذي يأتي إليه في نفس الموعد كل عام، وصل رزق إلى الأرض وأشرف على العمال وهم يجمعون الحصاد، وبدأ يحسب النقود التي سيحصل عليها في ذلك اليوم، وفي نفس الموعد وصل فتوح وبدأ يتحدث مع رزق ويسأله عن حالته المعيشية، وكان يقترح عليه بيع الأرض والذهاب إلى المدينة لتحسين حياته، حيث يمكنه العثور على كل ما يرغب به.
بعد عدة محاولات، وافق رزق على بيع الأرض للتاجر الماكر فتوح. ثم ذهب إلى المدينة مع أولاده واستأجر مسكنا، وبدأ ينفق أمواله في السهرات والحفلات. كانت زوجته غاضبة من ما حدث لهم، ولكنه لم يهتم. ثم بدأت المال ينقص وتدهورت الأوضاع المعيشية، وتأخر سداد الإيجار. عاد رزق بعائلته المتعسرة إلى قريته وبدأ يبحث عن عمل عند فتوح، لكنه رفضه. وأخوته نهروه بعد أن لجأ إليهم وقالوا إنه خان أخوته وباع أرضه. تألم بشدة وظل يبكي ويقول إنه ضيع أرضه ودمرت منزله وتشرد أطفاله. يا حسرتي، يا عاري.