التعليموظائف و تعليم

كلمة عن الوطن

كلمة عن الوطن | موسوعة الشرق الأوسط

كلمة عن الوطن عرف الجرجاني الوطن في الاصطلاح بقوله : يعتبر الوطن الأصلي مكان ولادة الإنسان ومولده، وهو البلد الذي يعيش فيه، وعند الاطلاع على معاجم وموسوعات مختلفة (وخاصة المعاجم السياسية)، نجد أن الوطن يعني بشكل عام مكان الإقامة، والوطن الأصلي هو المكان الذي وُلد فيه الإنسان أو نشأ فيه. وفي المعجم السياسي الدولي، يعني الوطن البلد الذي يسكنه مجموعة من الأفراد ويشعر المرء بانتمائه لها وارتباطه بها. وبعد تحديد معاني الوطن من خلال المصادر المختلفة، يمكن أن نصل إلى تعريف الوطن الخاص، والذي يعني بلد المرء الذي ولد فيه أو نشأ فيه، ويُعرف في العصر الحالي بالحصول على الجنسية أو بالرابطة الجنسية. ويعتبر الوطن من الثوابت الأساسية في حياة الإنسان، حيث يمنحه الهوية والتاريخ والعادات والانتماء، ويتم بناء الوطن العام على أساس العقيدة الإسلامية وليس على أساس الحدود الجغرافية، ولذلك فإن الوطن يعد من الأمور الأساسية التي تحدد هوية الإنسان وتاريخه وعاداته وانتمائه في الحياة

الوطن” هو مفهوم يحتوي على العديد من المعاني؛ فهو يعبّر عن المكان أو المنطقة التي يقيم فيها الإنسان ويولد فيها وينتمي إليها. بالتالي، يُعرَّف الوطن على أنه المكان الذي يرتبط به الإنسان منذ ولادته. إن الوطن يمثل أقرب الأشياء والمعاني إلى فؤاد الإنسان، حيث يجد فيه حياته ونشأته وأصدقائه وأهله وأحبائه وذكرياته في مختلف مراحل عمره. هكذا، يجمع مفهوم الوطن كل هذه المعاني الجميلة، مما يُكَرِّس شعور الانتماء لدى الإنسان ويُمكِّنه من مواجهة جميع النوازع والفتن والتحديات والأخطار التي قد تواجه وطنه وتهدّد سلامته وأمانه. وبناءً على حبه وانتمائه لوطنه، يكون الإنسان على استعداد للتضحية بحياته وكل ما يملك من أجل أمن وسلامة وطنه. ليس الوطن مجرد مكان نعيش فيه منذ ولادتنا وندفن فيه عندما يأتي أجل الإنسان، بل الوطن هو جزءٌ منّا نعيش معه وفيه. وهذا المعنى العميق يُوضِّحه الدكتور جمال حمدان في كتابه الخالد “شخصية مصر”، حيث يعبّر عن اندماج الإنسان مع جغرافية وتاريخ وطنه. الوطن هو حضارة الإنسان وإبداعه عبر العصور، ولولا حضارة الفراعنة ما عرفنا قيمة الأهرامات وأسرارها. أعتقد أن الوطن هو مشاعر لا يُدرِكها إلا من تغرب، وهذا يفسر لماذا يبكي البعض عندما يعود إلى أرض وطنه ويُحَضِّنها ويراوغ رأسه بها وعطر ترابها. ومن يعرف معنى الوطن تولد لديه طاقة إيجابية تحثه على الأمل والعمل والإنتاج رغم المشكلات والأزمات. إن الوطن هو ذلك الحنين الغريزي والفطري الذي يتجذر داخل الإنسان دون إرادة أو اختيار منه. يحبه ويتعلق به بشكل خاص بمكان معين، دون غيره. حتى وإن عاش في مكان آخر غير وطنه الأم، لا يستطيع أن يوقف شعور الحب داخله لوطنه ومسقط رأسه الأساسي طوال حياته. بالنسبة للبشر، ينتابهم الانسجام مع أرضهم مهما كانت فقيرة أو مستوحشة، وحب الوطن غريزة تنمو في النفوس تدفع الإنسان للحبس والعودة للوطن عندما يغيب عنه والدفاع عنه عندما يتعرض للهجوم

كلمة عن الوطن واهميته للإنسان :

يحمل الوطن أهمية كبيرة في حياة الإنسان، حيث يمثل رمزًا لهويته وتاريخه وفخره وكرامته، ويكون المكان الذي يمارس فيه حقوقه، مثل حقه في الانتخاب والامتلاك والعيش الكريم، وممارسة شعائره الدينية وعاداته وموروثاته من الأجداد، بالإضافة إلى حقه في الاستقرار والأمن من خلال وجود حكومة أو سلطات تهتم به وتوفر له كل ما يحتاجه للحياة، مثل الغذاء والأمن والعلاج وغيرها من الاحتياجات الإنسانية المختلفة

حب الوطن :

حب الوطن هو أفضل مظاهر الانتماء، لأنه يكشف عن وجوده، وهذا الحب لا يتولد من فراغ، بل يحي مجموعة من الاعتبارات التي يحيها الإنسان ويعيش بها ويتشكل كيانه في الحياة من خلالها. وتشمل هذه الاعتبارات، بالنسبة للشخص، النعمة في أحلى صورها، ومن الطبيعي أن يميل الشخص في حبه وولائه إلى الجهة التي يشعر فيها بالخير الأكبر والعطاء الأوفر. وإذا كانت مشاعر الناس وعقولهم واتجاهاتهم تسير في ظلال هذا النسق الفطري والاتجاه الطبيعي، فما وجدنا صوتا واحدا يتجه إلى غير الولاء لله سبحانه وتعالى. فالولاء والحب أولا لله سبحانه وتعالى، ثم بعد ذلك تأتي الاعتبارات الأخرى التي تقتضي محبة الشخص لها بما يوافق الولاء الأول وينسجم معه. ولأجل المحافظة على هذا الانسجام، يجب أن تكون تلك الاعتبارات على هيئة دوائر، حيث تكون كل دائرة داخل دائرة أكبر منها، ومن بين هذه الدوائر دائرة حب الوطن وهي دائرة هامة جدا. فيتنازع الإنسان في أي مجتمع من المجتمعات عدة انتماءات، منها ما هو خاص بدائرة ضيقة كالانتماء الأسري، ومنها ما هو عام كالانتماء لشعب أو أمة، وتختلف دوافع هذا الانتماء. فهناك الانتماء إلى الأمة الإسلامية، وهناك الانتماء الأسري، وهناك الانتماء إلى الوطن. ولا مانع حينئذ من تعدد الانتماء كالانتماء للأسرة والانتماء للوطن والانتماء إلى الأمة الإسلامية، وتفاوتت في أهميتها وأولوية بعضها على بعض. ولكن الذي يهمنا هنا هو إمكانية تعدد الانتماء والحب والولاء في حالة اختلاف الدافع. والإسلام لا يغير انتماء الناس إلى أرضهم ولا شعوبهم ولا قبائلهم، لأن هذا أمر سابق عليهم وورثوه من غيرهم، لا خيار لهم فيه ولا سبيل إلى تغييره. فالذي يولد في الأرض السعودية سعودي، والذي يولد في الأرض المصرية مصري، والذي يولد في الأرض الباكستانية باكستاني بحكم مولده، وهذا أمر بديهي. ولكن الإسلام ينكر أن تكون صلة التجمع شيئا غير الإسلام، لا الدم ولا الأرض ولا اللغة ولا المصالح المشتركة. وليس معنى ذلك أن الإسلام يحرم تلك الروابط كلها، كلا ولكن يجيزها حينما تكون تحت رابطه عقيدة الإسلامية وداخلها. فالولاء الأول لله سبحانه وتعالى، ثم نجد بعد ذلك مستوجبات أخرى للانتماء، منها: :

أ‌-رابطة الأسرة :

الانتماء للأسرة هو انتماء مشروع، بل يحرم تجاهله. وقد قال الله تعالى: (ادعوهم لأبائهم)، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (من ادعى لغير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام)، كما أكد الله تعالى على الروابط الأسرية بقوله: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتب الله)، وقال تعالى: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم). فالولاء للأسرة ومحبتها والانتماء إليها أمر مطلوب شرعا، بل هو من مميزات الإسلام الحفاظ على الأسرة وصيانتها، والتأكيد على أهمية الروابط الأسرية، في وقت ضمر فيه هذا الجانب في أخلاقيات كثير من الأمم. فالانتماء للأسرة هو انتماء داخل انتماء، ومحبة داخل محبة، وهو أمر أكبر من ذلك. وكما أن الترابط الأسري يقوي المجتمع، فإن الترابط الوطني يقوي الأمة الإسلامية

ب‌-رابطة الجيران والحي الواحد :

عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”، ويوصي الرسول صلى الله عليه وسلم بالجار فيقول: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره”. وكلما قرب الجار صار له أولوية في الحق، وهذا أمر مهم في موضوعنا، فقد سألت عائشة رضي الله تعالى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، أن لي جاران، فإلى أيهما أهدي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “إلى أقربهما منك بابا”. فهذه رابطة مكانية استمدت صلتها وعلاقتها من سكنى الأرض، وكلما قرب الشخص قربا مكانيا ازداد حقه شرعا. وأصحاب القرية الواحدة بينهم من التواصل الشرعي ما لا يطلب من ساكن القرية تجاه ساكن قرية أخرى، وإن كانوا جميعا إخوة في الإسلام. ويمثل هذا التواصل المكاني الشرعي، ويدعمه أن الفقهاء قالوا: “لا تنقل الزكاة من بلد ما دام في البلد فقراء محتاجون لها”

ج- رابطة الوطن :

ارتباط الإنسان بوطنه وبلده مسألة جذورية في النفس. إنه مسقط رأسه ومستقر حياته ومكان عبادته ومحل ثروته ومرمى شرفه على أرضه. يعيش ويعبد ربه ويعيش من خيراته ويشرب من مائه. تعرف قيمته وشرفه من خلاله، ويدافع عنه. الوطن نعمة من الله على الفرد والمجتمع، ومحبته وولائه أوسع من محبة الأسرة والحي، لكنه أصغر من انتمائه ومحبته وولائه للإسلام

مثلما لا يتعارض حب الأسرة وحب الجيران وأهل القرية مع حب الدين والانتماء إليه، فإن حب الوطن لا يمكن تقييده بالدائرة الكبرى التي يجتمع عليها المسلمون. ويجب الإشارة إلى أن هذه الانتماءات تتداخل بحيث لا يمكن فصل بعضها عن بعض أو تقييدها بالأخرى. فالإنسان ينتمي إلى عائلته ودينه ووطنه، وهذه الانتماءات تشكل محبة وولاء ويتم انسجامها مع بعضها دون تعارض. والمسلم يحب أسرته وقريته أو بلده ووطنه ودينه، وعلى الرغم من أن دينه يأخذ الأولوية، إلا أن ذلك لا يلغي الانتماءات الأخرى

حب الوطن طبيعة وغريزة :

الإسلام هو دين الفطرة السليمة، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، ومحبة الوطن هي طبيعة طبع الله في النفوس، ولا يخرج الإنسان من وطنه إلا إذا اضطرته الظروف للخروج منه :

1-مثل خروج إبراهيم ولوط عليها السلام قال سبحانه وتعالى (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ )

2-أو مثل خروج موسى عليه السلام قال تعالى : جاء رجلٌ يسعى من أقصى المدينة، وقال: “يا موسى، إن الملأ يتآمرون عليك ويريدون قتلك، فاخرج من المدينة، إني لك من الناصحين.” فخرج موسى خائفاً ومترقباً، وقال: “ربِّ نجِّني من القوم الظالمين

كما حدث مثل خروج يعقوب عليه السلام وأولاده من فلسطين إلى مصر للالتحاق بيوسف عليه السلام، حيث قال تعالى: “فلما دخلوا على يوسف، أوى إليه أبويه وقال: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين

وعندما يكون الخروج من الوطن صعبًا ومؤلمًا للنفس، فإن فضائل المهاجرين من الصحابة يظهرون عظيمة حين يضحون بأوطانهم في سبيل الله. ولذلك، يكون للمهاجرين على الأنصار أفضلية؛ لأن ترك الوطن ليس أمرًا سهلاً على النفس. وقد أثنى الله عليهم بذلك، إذ قال تعالى: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) فالطبيعة الأصلية للإنسان أن يحب وطنه ويحتفظ بالعيش فيه، ولا يفكر في تركه، إلا في ظروف خاصة تجبره على ذلك. ومع ذلك، يمكن لشعور الحنين والحب للوطن أن يتلاشى عندما يفترق عنه. على سبيل المثال، بلال رضي الله عنه تمنى العودة إلى وطنه مكة، وقد قالت الهند: (ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوانات: الإبل تشتاق إلى أوطانها حتى وإن كان بعيدًا عنها، والطير إلى وكره حتى وإن كان مجدبًا، والإنسان إلى وطنه وإن كان في بلد غيره أكثر نفعًا). وقد يغلب الحنين إلى الوطن على بعض الأفراد لدرجة تدفعهم لترك الزوج والعودة إلى وطنهم. هكذا حصل مع الفتاة العربية ميسون بنت بحدل الكلبية، حيث تزوجها الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان وأقامها في قصر، ولكن حنينها لوطنها الأصلي جعلها تتمنى العودة إليه، وكانت تنشد الشعر تعبيرًا عن حنينها: (لبيت تخرق الأرواح فيه أحب الى من قصر منيف)، وأيضًا: (ولبس عباءة وتقر عيني أحب إلى من لبس الشفوف). لذا، عندما يعود الإنسان إلى طبيعته ويحترم ما فطره الله عليه من ولاء وانتماء وحب للأهل والأسرة والعشيرة والوطن الذي نشأ فيه، ويحمل الجنسية ويحصل على الخدمات والرعاية فيه، فإنه يمارس شعائر دينه ويظهر انتمائه للوطن الإسلامي. ولكن على الإنسان أن يتذكر أن حب الوطن يجب أن يكون ضمن حدود العقيدة والدين؛ فإذا تعارض الحب بالدين، يجب أن يتخذ الدين أولوية. فقد يضطر المسلم للهجرة من وطنه بسبب اضطهاد دينه وعدم قدرته على ممارسة دينه بحرية، وفي هذه الحالة يجب عليه الفرار والاحتفاظ بدينه)

حب الوطن في النصوص الشرعية :

إذا كان حب الوطن عاطفة تجيش في النفوس مثل سائر العواطف الأخرى، فإن الشريعة الإسلامية جاءت ضابطة للعواطف لتحديد مسارها وتوجيهها بشكل صحيح لتعمل في ميدانها السليم دون تقصير أو زيادة. وإذا كنا لا نوافق الذين يغلون في حب الوطن ويرفعونه إلى منزلة فوق منزلته الشرعية، فيسمونه عندهم على الولاء لله ورسوله، فإننا في الوقت ذاته لا نسير مع من لا يرون مكانا لحب الوطن، ويرون الحديث عن هذا الموضوع متصادما للنص الشرعي ومتأثرا بالمذاهب الوافدة والدعوات الضيقة التي يرفضها الإسلام. وحينما سلك البحث هذا المسلك الوسط، فإن النصوص هي التي أدت إلى هذه النتيجة وأوصلت إلى هذا المعنى، وإليك بعض من هذه النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية

أولا : النصوص الشرعية من القران الكريم :

1-يقول الله سبحانه وتعالى : قل: إذا كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالكم التي اكتسبتموها وتجارتكم التي تخشون خسارتها ومساكنكم التي ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله، فانتظروا حتى يأتي الله بأمره، ولا يهدي الله الفاسقين. والأباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشيرة والأموال والمساكن، هذا هو الوطن، ومن المنعوت عند المسلم أن يكون الوطن أحب إليه من الله ورسوله، وهذا يعني وجود الحب ولكن الممنوع هو تقديم حب الوطن على حب الله ورسوله، وقد أشار الشيخ محمد الطاهر عاشور إلى أن استخدام الكلمة “أحب” يعكس التفصيل في المحبة الذي يركز على إرضاء الأقوى من المحبوبين، وهذا التعبير يحذر من التهاون في أداء الواجبات الدينية وينبه إلى خطورة تقديم محبة العلاقات الدنيوية على حب الله، ويحث على اتباع ما يأمر به الدين والابتعاد عن الشهوات المحرمة، وهذا يعتبر أحد أبلغ التعابير

يقول الله تعالى إن إبراهيم عليه السلام قد دعا ربه قائلا: “رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمار، من آمن منهم بالله واليوم الآخر”، فأجاب الله تعالى: “ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار، وبئس المصير.” وقد حكي الله سبحانه عن نبيه إبراهيم عليه السلام قائلا: “رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام”، ومن هذا الدعاء يتضح مدى حب إبراهيم عليه السلام لموطنه ولعبادته فيه، والدعاء هو علامة من علامات الحب والتعبير عنه

3-يقول الله سبحانه وتعالى : لو كتبنا عليهم أن يقتلوا أنفسهم أو يخرجوا من ديارهم، ما فعلوه إلا قلة منهم، فقد ارتبط حب الوطن بحب النفس، وكلاهما من الأمور المتأصلة في النفس، وذكر الله سبحانه وتعالى في نص آخر: (ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)، والذي ارتبط فيه حب الوطن بالدين، فالبر والعدل واجبان على من لم يحارب المسلم بسبب دينه ولم يطرده من وطنه، والتجمع في بيتهما دليل على اقتراب مكانهما في الإسلام وفي النفوس

4-يقول الله سبحانه وتعالى : قال ابن العباس -رضي الله تعالى عنهما- بأن الله سيعيدك إلى مكة بعد أن أمرك بتلاوة القرآن. وروى الإمام البخاري أن مقاتلًا قال: “خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من الغار ليلاً مهاجرًا إلى المدينة خارجًا عن طريقه المعتاد خشية البحث عنه، وعندما عاد إلى الطريق ونزل في الجحفة وعرف الطريق إلى مكة، شعر بالحنين إليها، فقال جبريل -عليه السلام- له: “إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ”، أي إلى مكة ظاهرة للعيان

5-وذكر أبن الكثير عن مقاتل عن الضحاك قال : عندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ووصل إلى الجحفة، شعر بالحنين إلى مكة. فأنزل الله عليه هذه الآية: (إن الذي فرض عليك القرآن ليردك إلى مكة). وقال النسفي رحمه الله تعالى: نزلت هذه الآية في الجحفة بين مكة والمدينة عندما شعر بالحنين إلى مكة ومولده ومولد أجداده

ثانيا النصوص الشرعية من السنة  :

1-عن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما يعود من السفر ويبصر درجات المدينة، يجعل ناقته في أقرب موضع، أينما توقفت، وإذا كان حيوانًا آخر يدفعه من مكانه بنفسه. هذا ما ذكره البخاري

حكى ابن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: عندما اقتربنا من المدينة قال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ينظر إلى جبل: `هذا الجبل يحبنا ونحن نحبه`. وعندما عاش النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وأصبحت موطنه، نمت في قلبه صلى الله عليه وسلم حب المدينة وجبل أحد الذي يقع داخل حدودها

3-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: “ما أطيبك من بلد وما أحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك.” فهو صلى الله عليه وسلم يحب مكة ويكره الخروج منها، وعندما هاجر إلى المدينة واستقر فيها، أحبها وألفها، وعندما فتح مكة وأراد الأنصار أن يقيم فيها، قال: “هاجرت إلى الله وإليكم، المحيا محياكم والممات مماتكم.” وكان يدعو الله أن يحبب إليه المدينة كما حبب إليه مكة، بل أشد، وذلك لأن المدينة أصبحت بلده ووطنه الذي يحن إليه، وقد صحت عنه صلى الله عليه وسلم في محبته للمدينة ما لم يصح في محبته لمكة، وقد تكرر دعاؤه بتحبيب المدينة إليه، ودعا الله أن يجعل المدينة ضعفي ما جعل في مكة من البركة، ودعا أيضا بالبركة في تمرنا ومدينتنا وصاعنا. ومن دعاء إبراهيم عليه السلام لمكة ودعاء محمد صلى الله عليه وسلم للمدينة يظهر أن سبب الدعاء ليس أفضلية البقعة فحسب، وإنما لأن كل منهما دعا لموطنه ومستقر عبادته، وعلى هذا فالمتبادر أن حبه صلى الله عليه وسلم مرتبط ببلده، وأن كانت لمكة ميزة شرعية فهذا أمر أخر استدعى حبا على حب، وأما المدينة فمحبته لها لم تمكن لها ميزة أو فضيلة، وتبعا لذلك فمحبة الوطن والدعاء له أمر مشروعع

4-عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : عندما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عُمر وبلال، كان عُمر يقول عند شعوره بالحمى :

كل شخص يبدأ صباحه مع أسرته والموت هو أقرب من الشراك الذي يرتديه

وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول :

أتمنى لو كنت قد باتت ليلة في وادٍ محاط بالكنوز والجمال

هل سيكون لأردن يوماً ما مجنة وهل سيبدون لي شامة وطفيل؟

وقال : اللهم افترس شبيبة بن ربيعة، واستعبد عتبة بن ربيعة، وأرغم أمية بن خلف بمثل ما طردونا من أرضنا إلى أرض الوباء. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اجعل المدينة تحبب إلينا كما نحب مكة، أو أشد حبا). بلال رضي الله تعالى عنه (يرغب في العودة إلى وطنه)، وترغب العودة إلى الوطن تظهر من خلال حبه له. وعندما يصاب بالحمى، يظهر ما يشعر به ومشاعره تجاه وطنه. في هاتين الأبيتين، يتمنى قضاء يوم أو ليلة في الوطن، ثم يلوم الذين كانوا السبب في طرده من الوطن. وفي نهاية الحديث، يؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم حق هذا الحب، فلم ينكر على بلال، بل دعا لأن يحبب المدينة إليهم مثل حبهم لمكة، أو بحب أشد من مكة. ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لتحقيق هذا الحب يعتبر دليلا على شرعيته ورغبته فيه وحرصه عليه. ويقول ابن حجر رحمه الله تعالى: (وقوله: (كما أخرجونا) يعني أخرجهم من رحمتك كما طردونا من وطننا)

5-عن ابن شهاب الزهري رحمه الله تعالى قال : وقدم أصيل الغفاري رضي الله عنه تعالى قبل أن يضرب الحجاب على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل على عائشة رضي الله تعالى عنها، فقالت له: (يا أصيل، كيف عهدت مكة؟)، فقال: (عهدتها قد أخصب جنابها وابيضت بطحاؤها)، قالت له: (يا أصيل، كيف عهدت مكة؟)، فقال: (والله عهدتها قد أخصب جنابها وابيضت بطحاؤها، وأغدق إذخرها واسلت ثمامها وأمش سلمها)، فقالت: (يا أصيل، لا تحزننا)، وفي رواية أشار إليها ابن حجر في الاصابة، قال: (ورواه أبو موسى في الذيل من وجه أخر بسنده)، قال: (قدم أصيل الهذلي، فذكره بنحوه باختصار، وفيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ويهأ يا اصيل دع القلوب تقر)، فالحديث عن الوطن أثار المشاعر وحركت المحبة والقلوب له، المملوءة حنينا وشوقا إليه، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم قدوتنا، فلا عجب حينئذ من متأس متقد به متبع لخطاه في محبة الوطن والشوق إليه والتزام في ذلك في سلوكه وحياته

6-قال الازرقي في أخبار مكة : حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن، قال: سمحت طلحة بن عمر يقول: قال ابن أم كلثوم رضي الله تعالى عنه وهو يأخذ بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف

حبذا مكة واد بها أرضي وعوادي

بها ترسخ أوتادي بها أمشي بلا هادي

قال ابو داود : (وأنا لا أعلم إن كان يطوف بين البيت والصفا والمروة)

7-روي ( حب الوطن من الإيمان ) وهذا الحديث موضوع حيث  قال ذلك الصغناني وقال السمهودي : ( قال ابن حجر : لك أقف عليه ) وقال السخاوي في المقاصد الحسنة : ( لم أقف عليه , ومعناه صحيح ) ونقل هذا القول أيضا تلميذه عبد الرحمن اليباني الشافعي في تمييز الطيب من الخبيث ولم يعلق عليه وقال محمد الأمير الكبير المالكي : ( لم يعرف ) وقال الهندي : ( لم أقف عليه ومعناه صحيح (الغاني ) ) وقال ملا علي القاري : ( قال الزركشي : لم أقف عليه وقال السيد معين الدين الصفوي : ليس بثابت وقيل : انه من كلام السلف , وقال السخاوي : لم أقف عليه , ومعناه صحيح وقال المنوفي : ما ادعاه من صحة معناه عجيب , إذا لا ملازمة بين حب الوطن وحب الإيمان ويرده قوله تعالى ( ولو أنا كتبنا عليهم ) فإنه دل على حبهم وطنهم مع عدم تلبسهم بالإيمان إذا ضمير عليهم يعود للمنافقين وتعقبه بعضهم بأنه ليس في كلامه أنه لا يحب الوطن إلا مؤمن وإنما فيه أن حب الوطن لا ينافي الإيمان ولا يخفى أن معنى الحديث حب الوطن من علامة الإيمان  وهي لا تكون إلا إذا كان حب الوطن مختصا بالمؤمن فإذا وجد فيه وفي غيره لا يصح أن يكون علامة قبوله ، ومعناه صحيح نظرا إلى قوله تعالى حكاية عن المؤمنين 🙁 ومالنا الا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا ) فصحت معارضته بقوله تعالى : ( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو أخرجوا من ديركم )،ثم تبين في معنى الحديث أن صح مبناه أن يحمل على أن المراد بالوطن الجنة  فإنها المسكن الأول لأبينا أدم على خلاف فيه وانه خلق فيه أو دخل بعدنا تكمل وأتم أو المراد به مكة فإنها أم القرى وقبله العالم  أو المراد به الوطن المتعارف لكن بشرط أن يكون سبب حبه صلة أرحامه  وإحسانه إلى أهل بلده من فقرائه وأيتامه ثم التحقيق انه لا يلزم من كون الشيء علامة له اقتصاصه به مطلقا بل يكفي غالبا ألا ترى إلى حديث : ( حسن العهد من الإيمان ) و ( حب العرب من الإيمان ) مع إنهما يوجدان في أهل الكفر والله المستعان ) وقال الألباني : (موضوع كما قال الصغاني وغيره  ومعناه غير مستقيم إذ أن حب الوطن كحب النفس والمال ونحوه كل ذلك غريزي في الإنسان لا يمدح بحبه ولا هو من لوازم الإيمان ألا ترى أن الناس كلهم مشتركون في هذا الحب لا فرق بين مؤمنهم وكافرهم )

هذا الوطن هو مكان عبادتنا لله سبحانه وتعالى، وفيه مساجدنا وأهلنا وولاتنا وعلماؤنا وأموالنا. كنا صغارًا وليس لدينا حول ولا قوة، وشعرنا في ذلك الوقت أن لدينا حقوقًا كبيرة على المجتمع، حيث تعلمنا أمور ديننا ودنيانا وتيسر لنا عبادة ربنا في سلامة وأمان. وأصبحنا بعد ذلك قادرين على الحياة المستقرة والهناء. والواجب علينا، كما أخذنا من الوطن، أن نعطيه وما أخذناه من الطفولة وما تلاها هو دين يقضي بأن يحيا الإنسان يوم الرجولة، ويخطئ من يتعامل مع وطنه بأخذ بلا عطاء وديناً بلا وفاء. ويخطئ أكثر من ينظر إلى الوطن بنظرة العداء أو بنظرة المتأهب والمتوئب على خيراته عند كل غفلة من رقيب. وما نقدمه اليوم للوطن لا يعدو في الواقع أن يكون قضاءً لدينٍ ووفاءً لسابق فضل، وإنما يحمل هذا القضاء وذاك الوفاء منفعةً وخيرًا للمجتمع والمواطن نفسه. والذي يمثل الوطن هم ولاة الأمر فيه، فهم الذين يعبرون عن الوطن ويسعون في خدمته ويضعون لذلك البرامج والخطط ويساندون من يقفون على رأس هذا الوطن. ويجب علينا التأكيد على أنهم محل ثقة كل مواطن ومحل تقديره واحترامه ودعائه. وإذا كان ولاة الأمر يعملون وخلفهم شعب متكاتف ومتآزر ومتناصر ومناصر لهم وساعدهم على ذلك ومكنهم من القيام برسالتهم ووظيفتهم في خدمة الوطن والنهوض به، فإن ذلك سيؤدي إلى الرقي والازدهار للوطن وللجميع

كلمة عن الوطن وواجبنا نحوه :

  • يتمثل حماية الشخص من أي هجوم أو خطر سواء كان داخليًا أو من قبل أعدائه في الخارج
  • يجب الحفاظ على الموارد الطبيعية والثروات والأثار التاريخية والممتلكات العامة وغيرها وحمايتها من التدهور والتلوث
  • يتعين علينا القيام بالأعمال التي تساهم بشكل فعال في تحقيق التقدم والازدهار والتنمية للوطن في جميع المجالات، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية وغيرها
  • الامتثال لأنظمة وقوانين المؤسسات التي تمتلك السلطة، واتباع قواعدها وأنظمتها، وعدم التخلي عنها
  • تلعب الأغنياء من أبناء الوطن دورًا كبيرًا في إنشاء المشروعات الإنتاجية واستثمار ثرواتهم فيها، مما يساعد على خلق فرص عمل لبقية أبناءهم ويضمن للمجتمع بأكمله تحقيق نمو اقتصادي يعود بالنفع على جميع أفراد المجتمع
  • يتمثل دور الشباب الكبير في أنهم قاطرة أي مجتمع أو دولة للتقدم والبناء، ويمكن تحقيق ذلك من خلال مشاركتهم الفعالة في العمل التطوعي والأنشطة المجتمعية المختلفة التي تقدم خدمات لدور المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتساعد الفقراء والمحتاجين، وتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ على الأماكن العامة ومصادر المياه، وتعزيز الثقافة والمعرفة وغير ذلك من الأنشطة المختلفة
  • الالتزام بقوانين وأحكام وعادات وتقاليد المجتمع وعدم الانحراف عنها
  • يتعين مقاومة أي عناصر فاسدة ومواجهتها بما يحمي مقدرات الوطن ومكتسباته، ويمنع تأثيراتها السلبية على المجتمع بأسره
  • يهدف العمل على تحقيق نهضة صناعية وزراعية وإنتاجية كبيرة لتعود عوائدها على أبناء الوطن وتحمي استقلالهم وتعزز مستواهم المعيشي
  • يجب تجنب المفاهيم الخاطئة والتعصب والتطرف والأفكار التي تضر بالمجتمع وتقوض دعائمه وتفتت تماسكه، مما يؤدي إلى ضعفه أو تفككه وانهياره
  • يهدف تقديم أفضل وأروع الأمثلة عن حب الوطن والتضحية من أجله لضمان تاريخ مشرف للأجيال القادمة
  • تقديم المساعدة والدعم لجميع من يحتاجونهم من أبناء الوطن، يعمل على تعزيز التماسك والارتباط بين شرائح وأطياف الشعب، وإزالة الفوارق والاختلافات بين أعراقه وطوائفه
  • حماية الوطن من أي خطر داخلي أو خارجي وصد أي عدوان
  • الحفاظ على ممتلكات الدولة العامة من المنشآت والمرافق والمباني
  • المساهمة في تقدم الوطن وازدهاره ومحاربة كل أشكال الفساد
  • التعاون بين المواطنين لتحقيق التقدم في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والطبية والبحثية
  • يجب أن يكون كل مواطن نموذجاً في الإخلاص للوطن، حسب موقعه ودوره، سواء كان تلميذاً في مدرسته أو موظفاً في وظيفته أو ربة منزل في بيتها، حيث يجب القيام بالعمل بأمانة وبالشكل المطلوب
  • وأن نكون مساعدة لبعضنا البعض في أداء الخدمة المجتمعية
  • الطاعة لولي الأمر وعدم الانقلاب عليه والحفاظ على أمن وسلامة الوطن من المتربصين
  • ينبغي على الأثرياء ورجال الأعمال من أبناء الوطن، سواء داخل الوطن أو خارجه، استثمار أموالهم في بلدهم، وذلك لتنشيط الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل للشباب وتحسين مستوى المعيشة
  • يجب على الشباب والشابات المشاركة في العمل التطوعي لأن هذا يعتبر خدمة للوطن ومساندة للمواطنين، مثل العمل التطوعي في دور المسنين، أو حملات التوعية في المدارس والشوارع العامة بشأن مسألة ما، وحملات المساعدة للفقراء والمحتاجين، وحملات التنظيف للأماكن العامة، وحملات المساعدة في تعليم الطلاب ذوي الدخل المحدود أو الأيتام بالإضافة إلى العديد من الأعمال التطوعية الأخرى
  • يجب اتباع الأنظمة والقوانين وعدم الخروج عنها، واعتبارها جزءًا أساسيًا من الحياة الخالية من المشاكل والعقوبات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى