قيمة بر الوالدين للاطفال
لقد أعطى إسلامنا الحنيف لموضوع البر بالوالدين إهتماماً عظيماً، حيث أن شريعتنا الإسلامية جعلت بر الوالدين من أفضل وأعظم أعمال المؤمن بعد أداؤه للصلاة المكتوبة، كذلك نجد أن الأسلام أبرز مكانة الأم ودورها المهم بالمجتمع، فالأم إما أن تصبح أداة فعالة بناءة بالمجتمع من خلال تربيتها الصالحة لأبنائها، أو إما أن تكون أحد أهم أسباب فساد وهدم المجتمع في حال عدم قيامها بتربية الأبناء على مبادئ أخلاقية متينة وتربيتهم تربية سلمية قوية.
أشاد الإسلام الحنيف بدور الأم في الأسرة ودعا الأبناء إلى احترامها وإظهار البر والرحمة لها، وأعطى حقوق الأم في البر أولوية على حقوق الأب، على الرغم من أنه لم يتجاهل مكانة الأب ودوره الهام في الأسرة.
ماهو تعريف البر بالوالدين ؟
يعني البر للوالدين أن يطيع الابن الأب والأم، ويظهر لهما الاحترام والحب، ويساعدهما بكل الوسائل الممكنة، سواءً بالمال أو الجهد أو الوقت، ويتحدث إليهما بأسلوب مهذب يعبر عن التقدير والأدب، ويستمع وينصت جيدًا لهما عندما يتحدثان، ويجنبهما الصراخ والغضب وإظهار الضيق منهما.
قيمة بر الوالدين للاطفال في الإسلام
في سورة الإسراء الآيتان 23 و24، قال الله تعالى
قضى ربك بأن لا تعبدوا إلا إياه، وأن تحسنوا إلى الوالدين، إذا بلغك الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل: رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)
يعد بر الوالدين من أفضل الطاعات التي يمكن للمؤمن أن يتقرب بها إلى الله، وذلك لأن الأبوين هما سبب وجود الأبناء في هذه الحياة، ويسعيان دائمًا لراحتهما وسعادتهما. فالأم تقضي ليالٍ طويلة ترعى صغارها وتلبي احتياجاتهم، بينما يشق الأب طريقه في الحياة بالعمل الشاق وجمع المال وتوفير الرزق لأبنائه وتوفير الكسوة والتعليم لهم، وذلك لمساعدتهم على تحقيق أحلامهم.
أهمية البر بالوالدين
- أولى الإسلام اهتمامًا كبيرًا ببر الوالدين وإحسانهما، حيث وعد الله سبحانه وتعالى بثواب عظيم لمن يبر بوالديه، ويكمن أهمية بر الوالدين فيما يلي:
- يعتبر بر الأبوين من الأمور التي ترتبط بتخفيف الحزن والهموم وجلب الرزق ونيل رضا الله والشعور بالسعادة في الدنيا والآخرة.
- يعد بر الوالدين من أعظم الأعمال المحببة إلى الله، ويتم القيام به بعد صلاة الفروض في أوقاتها.
- يعد بر الوالدين من الأسباب الرئيسية لدخول الجنة، ومن لا يستطيع بر والديه فقد خسر خسارة كبيرة.
- من يبر والديه سوف يحظى بحياة مليئة بالتوفيق والرضا، كما سيرزقه الله بالأبناء الصالحين له في المستقبل.
حقوق الأباء في الإسلام
- من الطبيعي أن يعبر الإنسان عن شكره لمن يقدم له المساعدة والدعم، ولذلك يستحق الوالدان التقدير والشكر بسبب الحب والتفاني والعطاء الذي يقدمونه لأبنائهم بشكل غير محدود، وأسعد شيء للأبوين هو رؤية أبنائهم في أفضل حال وبأعلى مكانة.
- بجانب كل المساهمات العظيمة التي يقدمها الآباء دائماً لأبنائهم، يجب أن يحصلوا على بعض الحقوق التي لا يمكن تجاهلها، ومن حقوق الأبناء على آبائهم كما ورد في القرآن الكريم:
- طاعة الوالدين وتلبية أوامرهما.
- التحدث إليهما بصوت منخفض.
- الدعاء للوالدين كثيراً بالمغفرة والرحمة.
- ينصح بالتحدث بكلمات عذبة وجميلة عند التحدث مع الوالدين.
- يجب الإحسان إلى الوالدين عند التعامل معهما في سن الشيخوخة، وتلبية جميع طلباتهما والتعامل معها بصبر وحب، حتى لو كانت مكررة وكثيرة، وعدم إظهار الغضب أو الاحتقان إزاء الطلبات الكثيرة.
البر بالأباء الغير المسلمين
يظل الوالدين هما الوالدين، حتى ولو اختلفت ديانتهما عن ديانة الأبناء، فالرابطة بينهما علاقة قوية من خلال علاقة الدم، حيث يشعران بالمودة والحب تجاه أبنائهما، وأمرنا الإسلام ببر الوالدين الغير مسلمين وعدم العصيان لهما، طالما لم يطلب الوالدان من الأبناء ترك دين الإسلام أو عصيان الله.
كيفية البر بالوالدين
تتضمن بر الوالدين اتباع العديد من الأمور والأعمال الدورية التي حث عليها الإسلام، وتشمل هذه الأعمال الأهم:
- يتم بر الأباء من خلال طاعة أوامرهم، شريطة عدم تعارض هذه الأوامر مع الشريعة الإسلامية، ويتعين على الأبناء تنفيذ طلبات وأوامر الوالدين وتقديمها قبل القيام بالأعمال الطوعية من العبادات.
- يفرح الآباء عادةً عندما ينفق الأبناء المال على الوالدين وتلبية جميع احتياجاتهما، حتى وإن لم يكونا فقيرين، حيث يرى الأبوان أن سنوات عمرهما المضنية لم تذهب سدى.
- تتضمن مساعدة الأبناء لوالديهم وتأدية كل ما يحتاجونه باستخدام جميع الوسائل والإمكانيات المتاحة، وتقديم الراحة لهم بما يتماشى مع راحتهم الشخصية.
- يجب على الأبناء الحديث مع والديهم بأدب واحترام، وعدم رفع الصوت عند حضورهم، وتجنب النظر إليهم لفترات طويلة، وينبغي مخاطبتهم باستخدام أسماء تعجبهم وتعبِّر عن احترامهم.
كيفية بر الوالدين بعد الموت
من بر الأبناء بعد وفاة الوالدين هو الدعاء لهما بالرحمة والاستغفار لهما، والحرص على تقوية صلة الأرحام وإنفاق الصدقات عنهما كلما أمكن، حتى ولو كانت الصدقات صغيرة، والتواصل مع أصدقاء الوالدين وأحبائهم وإحسانهم.
