الأرشيفالمراجع

قصص عن كرم الضيافة

قصص عن كرم الضيافة | موسوعة الشرق الأوسط

كرم الضيافة هو فضيلة من أعظم الفضائل، يعتبر علماء الاجتماع والتاريخ الإنساني أن كرم الضيافة اصله عربي، لأن كرم الضيافة صفة وفضيلة تَميز بها العرب على طول تاريخهم، سواءً في الجاهلية قبل الإسلام، وحتى بعد البعثة النبوية الشريفة إلى عصرنا الحالي.أبحث عن أصل كرم الضيافة تجده عربي باختلاف الظروف والمعتقدات وأى متغيرات طوال الزمن بلا شك، لذا اليوم نذكر لكم من خلال موقع الموسوعة قصص عن كرم الضيافة .

جدول المحتويات

قصص عن كرم الضيافة 

في الماضي، لم يكن هناك فنادق أو طرق مريحة أو وسائل نقل فاخرة، وكان الناس يذهبون إلى الأماكن القريبة بمشقة شديدة، وزادت هذه المشقة من أهمية كرم الضيافة وأثره في تنمية الأخلاق في المجتمع العربي الكريم، ومن بين القصص الشهيرة عن الكرم:

كرم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة

النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أكرم الأكرمين، وبعده أصحابه الكرم. كان يعطي كل سائل أو ضيف يأتي إلى بيته ما يريد. قال لو كان لدي جبل أحد ذهبًا، لأعطيته للناس. كان يعامل الضيف بكرم ويقدم له أفضل ما عنده. وهذه بعض قصص الصحابة في كرم الضيافة.

  • في يومٍ ما، جاء ضيفٌ إلى المدينة وأفاد النبي بأنه جائع، فاستفسر النبي من نسائه إن كان لديهن طعامٌ، ولكنهن أجابن بأن لديهن ماءً فقط.
  • عندما قال النبي: (من يستضيف هذا الرجل؟)، قام رجل من الأنصار وقال: (أنا)، ثم أخذ الضيف إلى زوجته التي لم يكن لديها سوى القليل من طعام الأطفال.
  • عندما طلب زوجها منها تقديم كل الطعام للضيف وإطفاء السراج بعد ذلك لتظهر كأنهم يأكلون، فهذا يعني أنهم يريدون إيهام الضيف بأنهم لا يعانون من الفقر.

حاتم الطائي مع فرسه

من بين أشهر الكرماء وأصحاب الجود عبر التاريخ هو حاتم الطائي، وصار يُضرب به المثل في الكرم والجود، وأشهر قصصه ننقلها على لسان زوجته النوار:

  • تقول زوجة النوار أنهم عانوا خلال عام قاسٍ من الجفاف والفقر والقسوة.
  • في حين كانت السماء مغبرة والماء والزرع منعدمًا، قاموا بأكل كل ما يملكون من دواب وكذلك ضيوفهم، حتى انتهوا منها.
  • تقول المرأة إنهم اعتقدوا أن المجاعة قادمة قريبًا، وفي هذه الظروف جاءوا ضيوفًا فاحتاروا فيما يفعلون وكيفية تغذية الضيوف إذا كانوا لا يستطيعون إطعام أنفسهم.
  • تروي زوجة الكريم حاتم الطائي أن زوجها نحر فرسه ليقدمها لضيوفه، حيث كان العرب يتميزون بكرمهم وحسن ضيافتهم للضيوف.

قصة أمير البحرين وأسرة الإمام عبد الرحمن آل سعود

هذه القصة تتحدث عن كرم الضيافة والأصالة والنخوة العربية، وعلى الرغم من الأضرار الجانبية التي كان يمكن أن تحدث بسبب كرم الضيافة، فإنها تبرز أهمية هذه القيم في حكم العربية، حيث تتحدى الأمور الظروف الصعبة وتؤكد على التضامن والمساعدة المتبادلة بين الناس.

  • عندما خسر الإمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود معركة المليداء في عام 1308، خرج من الرياض ببعض ممتلكاته، واصطحب عائلته إلى قرب منطقة الأحساء ليتجنب غريمه ابن رشيد، كذلك للاستفادة من وجود بعض رؤساء القبائل المتعاطفين مع حقه في الحكم.
  • أدت الحياة في الصحراء وتحت الرمال والحرارة الشديدة إلى تعرض أسرته وأطفاله وبقية أفرادها لمتاعب شديدة، ولم يكن الخيار المتاح سوى التصرف للتخفيف من هذه المصاعب التي يعانون منها النساء والأطفال الصغار.
  • بعد أن تفاقمت المشاكل والصعوبات التي واجهها الإمام عبد الرحمن وأسرته في الصحراء القاسية، أرسل ابنه عبد العزيز إلى حاكم البحرين الشيخ مطالبًا إياه بإيواء أسرته حتى يتمكن الإمام من استعادة الحكم والعودة إلى الرياض، ولم يتردد الشيخ عيسى بن خليفة -رحمه الله عليه- في تقديم الضيافة بأفضل الطرق.
  • لم يهتم الشيخ عيسى بن خليفة بالعداء المتوقع من محمد بن رشيد العدو الأول للإمام عبد الرحمن، ولم يفكر في أن الأمور يمكن أن تزداد سوءًا ويأتي بن رشيد ليهاجم البحرين.
  • استضاف الشيخ عيسى عائلة الإمام عبد الرحمن وقدم لهم أفضل أنواع الضيافة وجلسوا طويلاً في حمايته ورحابته 

 ما هو كرم الضيافة 

هذه هي الصورة المثالية للعلاقة بين مضيف الضيافة والضيف، حيث تعد أفضل صور التعامل بين صاحب المكان أو المنزل والزائر أو المحتمل الذي يحتاج للحماية، وتعني ببساطة تقديم أقصى ما يمكن تقديمه من خير وتعامل حسن وتوفير الطعام والشراب، وقد يتجاوز ذلك إلى توفير مكان للإقامة وسبل الراحة التي يحتاجها الضيف بأفضل ما يكون.

  • يعتبر تقديم كرم الضيافة بأفضل الطرق إلى الضيف شيئًا يجعل صاحب المنزل يتمتع بمكانة عالية في نظر الناس، حيث يُعتبر مضيافًا كريمًا يستحق السمعة الحسنة والشرف.
  • إن كرم الضيافة يستحق الثناء والتقدير، سواء في أخبار وحديث الناس أو في شعرهم، وكم هو جميل أن يُشيد بأحدٍ لأنه لديه خُلق الضيافة.

ما هي آداب الضيافة

آداب الضيافة هي القواعد والأشكال التي يجب اتباعها عند التعامل مع الضيوف، حتى يعتبر المضيف مضيافًا وكريمًا، ولكي تكون من الأشخاص الكرام والمحترمين والكريمين والأصحاب للفضل التام والنفس الشهمة وحسن الخصال، يجب الالتزام بالآداب التالية:

  • تعتبر إظهار السرور بقدوم الضيف واستقباله بكلام لطيف وشكره على زيارته وإظهار البشاشة والفرحة والترحيب من أول لحظة من أول آداب الضيافة 
  • قدم أفضل ما تستطيع من الأكل والشرب للضيف، وادعه بلطف لتناول الطعام والشراب، وتحدث كثيرًا عند تناول الطعام حتى يشبع الضيف ويشعر بالراحة.
  • لا تنهض من على الطعام قبل ضيفك، وإذا أقام عندك الليل، لا تنم قبله.
  • يجب فهم متطلبات الضيف ورغباته عند النظر إليه أو بالسؤال عنها بطريقة هادئة ومتفهمة.
  • نحن ملتزمون بإختيار كلمات وألفاظ وألقاب محببة للضيف.
  • واجبك هو خدمة الضيوف بأفضل ما لديك، فقد قال العرب أن الخدمة الحسنة للضيف لا تذل صاحبها، وضيق الخاطر هو من ينتقص من قيمتها.
  • ينبغي للمستضيف ألا يشتكي من أي شيء سلبي مثل الفقر أو الحاجة أمام الضيف، حتى لا يجرحه.
  • تأكد أن المضيف يصطحب ضيفه حتى باب المنزل عند انتهاء الاستضافة.

أهمية كرم الضيافة في القرآن والسنة

نتحدث هنا عن جانب قليل من كرم الضيافة وبراهينها وأدلتها من القرآن الكريم والسنة المشرفة، حيث يعد كرم الضيافة من تمام الإيمان بالله، وبالتالي يعد من أهم الحسنات والخصال وموجبات دخول الجنة، وهناك آلاف الأمثلة على ذلك، مثل :

في سورة الكهف، قال الله تعالى عن الأشرار الذين رفضوا استضافة النبي موسى ورفيقه، “فأنطلقا حتى وصلا إلى قرية، استطعما أهلها، ولكنهم رفضوا استضافتهما، فوجدا فيها جدارا كاد ينقض، فأصلحاه. وقال النبي لصاحبه: `لو شئت، لاتخذت عليه أجرا`.

في سورة”هود” الآية 78″ قال الله تعالى:وجاءته قومه يهرعون إليه، وكانوا في الماضي يعملون السيئات، فقال: يا قوم، هؤلاء بناتي هن أطهر لكم، فاتقوا الله ولا تخزون ضيفي، أليس من بينكم رجل حكيم؟).

وعن كرم الضيافة في السنة النبوية عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”، حديث رواه البخاري ومسلم.

عن ابن عباس قال: في خطبته يوم تبوك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من شخص يأخذ بعنان فرسه ويجاهد في سبيل الله، ويجتنب شرور الناس، ولا يوجد شخص يقرض ضيفه ويؤدي حقه في غنمه مثله.

كرم الضيافة في الشعر العربي

الشعر العربي يعد تصويرًا صادقًا للواقع العربي عبر العصور المختلفة، والواقع العربي مليء بالقصص الجميلة عن كرم الضيافة. يمجد الشعراء الكرماء ويصفونهم بأجمل الصفات التي بقيت محفورة في ذاكرة العرب وتاريخهم حتى اليوم، وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك.

حاتم الطائي أشهر كرماء العرب عبر التاريخ قال عن الكرم:

أماوِيَّ إنَّ المال غادٍ ورائحٌ ويبقى مِن المال الأحاديثُ والذِّكرُ
أماوِيَّ إنِّي لا أقولُ لسائلٍ إذا جاء يومًا: حلَّ في ما لنا نذرُ
أماويَّ إمَّا مانعٌ فمبينٌ وإمَّا عطاءٌ لا يُنهْنِهُه الزَّجرُ
أماوِيَّ ما يُغني الثَّراءُ عن الفتى إذا حشرجتْ يومًا وضاق بها الصَّدرُ
أماوِيَّ إن يصبحْ صداي بقفرةٍ مِن الأرضِ لا ماءٌ لديَّ ولا خمرُ
ترى أنَّ ما أنفقتُ لم يكُ ضرَّني وأنَّ يديَّ ممَّا بخلت به صفرُ
وقد علم الأقوامُ لو أنَّ حاتمًا أراد ثراءَ المالِ كان له وفرُ

وقال الشاعر العظيم أحمد بن إبراهيم العبرتاني:

لا تكثري في الجُودِ لائمتي وإذا بخلتُ فأكثري لومي
كُفِّي فلست بحاملٍ أبدًا ما عشتُ همَّ غدٍ على يومي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى