التعليموظائف و تعليم

قصة قوم صالح بالتفصيل

من الذي ذبح ناقة صالح | موسوعة الشرق الأوسط

لقد أرسلَ اللهُ عز وجل لكل قومٍ نبيًا؛ لذا تقدم الموسوعةُ مقالًا عن قصةِ قومِ صالح، فاللهُ عز وجل قد أرسلَ الرسلَ والأنبياءَ إلى الناس؛ حتى يُنذروهم من عذابِ اللهِ يومَ القيامة، ويُبشرونَ الطائعينَ منهم بالثواب الجزيل في الدنيا والآخرة، وليُعلموا الناسَ أن هناكَ حياةَ أخرى بعد الحياةِ التي نعيشها، هذه الحياةُ هي الحياةُ الأبديةُ التي لا موتَ فيها، أما الذي نعيشُ فيه فهو حياةٌ فانيةٌ، حتى إن القرآنَ الكريمَ قد أخبرَ أن اليومَ الواحد في الآخرةِ يُعادلُ ألفَ سنةٍ من أيامِ الحياةِ الدنيا، فقد قالَ تعالى: “وإن يومًا عندَ ربِّكَ كألفِ سنةٍ مما تعدون”، فهيا معًا نتعرفُ على قصةِ نبيٍّ من أنبياءِ اللهِ عز وجل، ألا وهو نبيُّ اللهِ صالح.

جدول المحتويات

قصة قوم صالح بالتفصيل

حياة قوم صالح

أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه صالحاً لقوم ثمود، الذين منحهم الله القوة العقلية والفكرية للتدبر والتفكر في كل شيء. وأشار الله في كتابه العزيز إلى هذه القوة بما قال: (وكانوا مستبصرين)، وهذا يعني أنهم كانوا قادرين على التفكر والتأمل. ولذلك، كانوا من أعظم الأمم التي تميزت بالحضارة المعمارية، حيث كانوا يبنون بيوتاً يسكنون فيها في فصل الشتاء.

كانوا يصممون بيوتهم في الجبال، وفي فصل الصيف كانوا يسكنون في بيوت مبنية على قمم الجبال لتتناسب مع حياتهم وطبيعة الجو. كما كانوا متقدمين في الزراعة، فقد زرعوا الأشجار والنباتات وغيرها، وكانوا أيضًا متقدمين في مجال السياسة، حيث اختاروا تسعة أشخاص لإدارة شؤون القبيلة وكانوا أصحاب الرأي فيها. ومع ذلك، فقد أفسد هؤلاء الرجال الأرض، وحكى الله عنهم في القرآن، حيث قال: “وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون.

أفسد هؤلاء الأشخاص الذين لم يؤمنوا بالله وبالرسل التي أرسلها، تلك الحضارة التي عاشوا فيها، وأفسدوا حياتهم وآخرتهم. وعلى الرغم من التفكر العلمي الذي تمتعت به هذه القبيلة، فإنهم لم يؤمنوا بالله، وكما جاء في القرآن الكريم، فرد الله عليهم بمكر أكبر منه، وقد قال تعالى “وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ”، وليس الله عز وجل ماكرًا، ولكنه قابلهم بفعل أشد وأقوى من فعلهم.

يذكر القرآن الكريم نعم الله على سيدنا صالح عليه السلام، فقد هدى أهل ثمود للتقدم وأعطاهم العقل ليتدبروا به، وأرسل إليهم صالحًا ليبين لهم الطريق الصحيح. ولكنهم استحبوا الكفر بالله على دعوة سيدنا صالح، ورفضوا الهداية، فعاقبهم الله بذلك وأرسل عليهم صاعقة هلاكية بسبب ما كسبوه من الذنوب.

ناقة صالح

صالح عليه السلام كان يدعو قومه مرارًا وتكرارًا لعبادة الله، وترك عبادة الأشياء التي لا فائدة منها ولا ضرر، وفي يوم من الأيام مر صالح بينما كانوا جالسين في ناديهم، فدعاهم مرة أخرى لعبادة الله، فوضعوا شرطًا واحدًا عليه: إذا تحقق ما طلبوه منه سيؤمنون بالله تعالى. فوافق صالح على الشرط وأخذ منهم جميع العهود والمواثيق التي تضمن لهم أنهم سيؤمنون بالله بمجرد تحقيق ما طلبوه، وكان طلب قوم صالح أن يدعو الله ربه أن يخرج لهم ناقة من الحجر بمواصفات محددة، ففعل صالح ذلك.

فقال صالح: سأل صالح قومه: “إذا ظهرت المعجزة التي تطلبونها، هل ستؤمنون بالله العزيز الجبار وتتركون ما أنتم عليه؟.” فأجابوا: “نعم”، فذهب صالح ليصلي ويدعو الله أن يظهر لهم المعجزة حتى يؤمنوا. وخلال صلاة صالح، أمر الله الصخرة أن تتحول إلى ناقة بالمواصفات التي طلبها قوم صالح. وعندما عاد صالح إلى قومه وأخبرهم بأن الله قد أظهر لهم المعجزة التي طلبوها، دعاهم للإيمان، وآمن مع صالح عدد قليل من أهل ثمود، وكفر الكثير منهم، ورضي الله عن المؤمنين الصادقين.

قاموا برعاية هذه الناقة وسقيها من مياه أرضهم، وخصصوا لها يومًا لتشرب من تلك المياه وحدها، واليوم التالي يشرب منها جميع الإبل الأخرى، وكانت تنتج الكثير من اللبن. وخطط الكفار في بعض الأحيان لقتل هذه الناقة بحجة أنها تأكل من أرضهم وتمنع الإبل الأخرى من الحصول على المياه، واتفقوا على ذبح تلك الناقة.

فقام أحدهم بقتل هذه الناقة؛ فأرسل الله عليهم العذاب المهين بسبب أعمالهم السيئة، وذكر القرآن الكريم هذه الناقة فقال: (يا قوم إن هذه ناقة الله لكم آية، فاتركوها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء، فإلا يأخذكم عذاب يوم عظيم)، وجعل الله عز وجل الإيذاء البسيط لهذه الناقة مصدرا للعذاب الشديد، فما بالك بقتلها؟ فأرسل الله عليهم صاعقة ودمر بيوتهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى