صحةصحة الطفل

علامات ثقب القلب عند الاطفال الواضحة وأنواعه وعلاجه

Add a heading110 | موسوعة الشرق الأوسط

يتسبب ثقب القلب لدى الأطفال في قلق كبير لدى الآباء والأمهات، وأصبحت نسبته تزداد في الآونة الأخيرة. ويرى الكثيرون أن هذه الحالة الخلقية قد تؤثر على صحة الطفل وتتطلب علاجًا جراحيًا طويلًا، ولكن هناك أنواع لا تحتاج إلى عملية جراحية. ونحن سنجيب في المقال التالي على ما يعنيه وجود ثقب في قلب الطفل الحديث الولادة، وما هي أعراض هذه الحالة وأنواعها وأفضل طرق علاجها، وهل يشكل هذا العيب خطورة على حياة الطفل، على موقع الموسوعة.

ثقب القلب عند الاطفال

  • قبل توضيح معنى وجود ثقب في قلب الطفل، يجب أولاً توضيح آلية عمل القلب والرئتين لدى الجنين. يتكون قلب الإنسان من 4 غرف، وهي الأذينان (الغرفتان العلويتان) والبطينان (الغرفتان السفليتان).
  • تربط الرئتين الأذينين ببعضهما، وتقوم بعملية تنقية الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون، حيث تأخذ الدم من الأذين الأيسر وتنقله إلى الأذين الأيمن وهو محمل بالأكسجين.
  • فالدم الذي يتم ضخه من الأذين اليمنى يتجه إلى الرئتين لإمدادهما بالأكسجين، والدم الذي يتم ضخه من الأذين اليسرى يتجه إلى بقية الجسم لإمداده بالأكسجين، ويتيح ثقب القلب لدماء الأذينين الجمع بينها، وتوزيع الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، بحيث يمكن دم المحمول على الأكسجين وغير المحمول عليه أن يختلطان.
  • تبدأ تلك العملية منذ تكوّن الجنين في رحم الأم، وفي تلك المرحلة لا تعمل رئة الجنين، فيكون هناك ثقب ينتقل من خلاله الدم من الأذين الأيسر إلى الأذين الأيمن.
  • ينغلق الثقب الذي يتواجد في الرئة بشكل تلقائي بعد بضعة أشهر من الولادة عندما تكتمل رئة المولود وتبدأ في العمل.
  • يمكن تعريف ثقب القلب الذي يصيب الأطفال حديثي الولادة بأنه الثقب الموجود في الجدار الفاصل بين الغرف السفلية للقلب، ويسمح بمرور الدم المحمل بالأكسجين إلى الرئة.
  • على الرغم من أن الثقب يُغلق تلقائيًا بعد الولادة، إلا أن هناك نسبة من الأطفال لا يتم إغلاق الثقب لديهم بسبب أسباب لم يصل إليها الطب حتى الآن.
  • هناك عدة دراسات قد نشرت نتائجها، حيث بينت أن هناك عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى استمرار فتح الثقب، مثل خلل الجينات والأمراض المرتبطة بها مثل متلازمة داون، والتدخين، والعوامل الوراثية.
  • يتم تشخيص إصابة الطفل بثقب في القلب من قبل الطبيب باستخدام السماعة الطبية، حيث يستمع إلى صوت غير طبيعي يسمى لغط القلب.
  • يوجد عدة أنواع من عمليات ثقب القلب للأطفال التي سنستعرضها لكم في الفقرة التالية.

أنواع ثقب القلب عند الأطفال

تختلف أنواع ثقوب القلب التي يعاني منها الأطفال حسب حجم الثقب نفسه، وتشمل ما يلي:

الثقب الصغير

  • هو الثُقب الطبيعي الذي لا يتجاوز حجمه 5 مل، والذي يتم عبور الدم من خلاله بكميات صغيرة من الأذين الأيسر إلى الأذين الأيمن.
  • وعادةً ما يتم إغلاق هذا الثقب تلقائيًا بعد ولادة الطفل، وبالتالي لا يظهر على الطفل أي أعراض ناتجة عن وجوده.

الثقب متوسط الحجم أو الكبير

  • وهذا الثقب الذي يتجاوز حجمه 6 مل، يسمح بمرور كميات كبيرة من الدم من الأذين الأيسر إلى الأذين الأيمن، وغالبًا ما لا يتم إغلاقه تلقائيًا.
  • إذا لم يتم علاجه، فقد يتطلب الأمر الجراحة، وعندما يبلغ الشخص سن الثلاثين من الممكن أن تظهر بعض المضاعفات.

كما تختلف أنواع الثقوب حسب مكان الثقب ذاته وذلك على النحو التالي:

ثقب الحاجز الأذيني

هو الفتحة التي يمر من خلالها جزء من الدم المحمل بالأكسجين من الأذين الأيسر إلى الأذين الأيمن بدلاً من الانتقال إلى البطين الأيسر.

ثقب الحاجز البطيني

الشُّرْيان الرِّئَوِيّ المَفْتُوح هو الفجوة التي يمر من خلالها جزء من الدم المحمل بالأكسجين من البطين الأيسر إلى البطين الأيمن بدلاً من أن يمر إلى الشريان الأورطي.

أعراض ثقب القلب لدى الأطفال

عادةً ما لا تظهر أية أعراض لدى الطفل الذي يعاني من ثقب في القلب، ولكن في حال استمرار وجود الثقب، قد تظهر على الطفل الأعراض التالية:

  • عدم قدرة الرضيع على التنفس، خاصةً أثناء البكاء.
  • يتحول لون الطفل إلى اللون الأزرق عندما يبكي.
  • قد يتعرق جبهة الرضيع أثناء الرضاعة.
  • تشير عدم قدرة الرضيع على الرضاعة بصورة طبيعية.
  • ظهور أعراض الإجهاد والتعب بسرعة.
  • تعرض الطفل لالتهاب رئوي أكثر من مرة.

في حال ظهور الأعراض التالية، يجب أن يتم إحضار الطفل إلى الطبيب على الفور:

  • عدم حدوث زيادة في الوزن.
  • عدم انتظام وتسارع في نبضات القلب.
  • التنفس بشكل سريع.
  • اللهث أثناء البكاء أو تناول الطعام.

مضاعفات ثقب القلب

تختلف المضاعفات التي تنشأ عن الثقب في القلب وفقًا لموقع الثقب، وتشمل ما يلي:

  • إذا كان الثقب في الحاجز الأذيني لم يُغلق تلقائيًا، فسيؤدي ذلك إلى زيادة تدفق الدم من الأذين إلى الرئتين وتلف الأوعية الدموية في الرئتين، مما يمكن أن يتسبب في مضاعفات مثل فشل القلب وارتفاع ضغط الدم في الرئتين واضطراب نبضات القلب.
  • وفي حالة وجود ثقب في الحاجز البطيني، قد يؤدي عدم اندماج الثقب إلى حدوث مضاعفات مثل نقص في نسبة الأكسجين في الدم وارتفاع ضغط القلب.

متى يقفل ثقب القلب عند الأطفال

يختلف وقت التئام ثقب القلب لدى الأطفال حسب حجم الثقب نفسه، ويمكن تلخيصه على النحو التالي:

  • إذا كان حجم ثقب القلب لدى الأطفال صغيرًا بشكل كبير، في الغالب سيتم شفاؤه تلقائيًا، وقد يستغرق بضعة أشهر حتى يشفى تمامًا.
  • إذا كان حجم الثقب متوسطًا، فإنه يلتئم تلقائيًا بعد عدة سنوات من الولادة.
  • خلال هذه الفترة، يتم مراقبة الثقب للتأكد من اكتمال الشفاء.
  • إذا كان حجم الثقب كبيرًا، يكون الخيار الوحيد هو الجراحة لإغلاقه، ولكن لا تُجرى تلك الجراحة في سن صغير إلا في حالات نادرة، حيث يتم الانتظار حتى يصبح الطفل قادرًا على تحمل الجراحة ويزن لا يقل عن 6 كيلو جرامات حتى يتحمل جسمه المجهود الذي يتطلبه فتح الثقب في الصدر.
  • يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية للطفل خلال هذه الفترة، والتي تساعد على الحد من حدوث أي مشكلة أو تجلط في القلب، وتعمل على تخفيف لزوجة الدم.

هل ثقب القلب يؤدي للوفاة

  • يتساءل الكثيرون عن مدى خطورة الإصابة بثقب في القلب وعن ما إذا كان يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
  • وكما ذُكر سابقًا، فإن الثقب الصغير لا يشكل أي خطر على حياة الطفل، وسيتم شفاؤه بشكل تلقائي مع مرور الوقت ولن يتسبب في أي أعراض.
  • أما بالنسبة للثقب الكبير فيجب إجراء جراحة لإغلاقه، وفي حالة تجاهله قد تحدث مضاعفات خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.

عملية ثقب القلب عند الرضع

  • إذا كان الطفل بحاجة إلى إجراء عملية لإغلاق ثقب القلب، فيجب إجراء بعض الفحوص مثل تخطيط القلب والأشعة على الصدر والفحوص الدموية الشاملة.
  • يجب أيضًا التوقف عن تناول الأدوية والامتناع عن تناول الطعام والشراب في ليلة العملية.
  • أثناء إجراء العملية، يتم تخدير الطفل بالكامل ثم يتم عمل فتحة صغيرة في الصدر يتم إدخال القسطرة من خلالها للعبور عبر الأوعية الدموية حتى تصل إلى عضلة القلب، ثم يتم إغلاق الفتحة عن طريق وضع رقعة طبية أو إغلاقها بالغرز الطبية.
  • غالباً ما لا تتطلب عمليات الجراحة مثل هذه البقاء في المستشفى لأكثر من ليلة واحدة.
  • إذا حدثت أي مضاعفات بعد العملية الجراحية، فقد يحتاج الطفل إلى البقاء في المستشفى لمدة ثلاثة أو أربعة أيام حتى يستقر حالته ويتمكن من المغادرة.
  • يستغرق شفاء الجرح الناتج عن العملية فترة تتراوح من 5-6 أسابيع، ويصف الطبيب بعض المسكنات لتخفيف الألم.
  • في حالة الحاجة لإجراء جراحة أخرى للطفل في منطقة مختلفة في الجسم، يجب الالتزام بتناول المضادات الحيوية لمدة ستة أشهر، وذلك لحماية أنسجة القلب من التهابات محتملة.
  • بعد العملية، يجب أن يتابع الطبيب حالة الطفل بانتظام للتأكد من تعافيه.

المراجع

1

2

3

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى