شروط الاضحية من البقر
شروط الاضحية من البقر
تشير الأضحية إلى الحيوانات المذبوحة في عيد الأضحى المبارك، تقليدًا بسيدنا إبراهيم عليه السلام الذي ذبح الكبش العظيم الذي أهداه الله لفداء ابنه إسماعيل عليه السلام، ويشمل ذلك الأبقار والجاموس والأغنام والجمال والكباش والماعز وغير ذلك.
- تعتبر الأضحية سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجب اختيارها وفقًا لعدد من الشروط المحددة من قبل الشريعة الإسلامية، وتتضمن هذه الشروط متطلبات محددة لكل نوع من الأنعام المخصصة للأضحية.
- توجد شروط مختلفة للأضاحي بحسب نوعها، فهناك شروط خاصة بالأضاحي من البقر وأخرى للأضاحي من الغنم والماعز، بالإضافة إلى شروط أخرى تختلف باختلاف نوع الأضحية.
- وتباينت بعض شروط الاضحية من البقر عند المذاهب الأربعة (المالكية، والحنفية، والشافعية، والحنابلة)، ولكن هناك عدة شروط عامة تم الاتفاق عليها، وتتضمن هذه الشروط الآتي:
- أن تكون الأضحية من ضمن الأنعام التي حددها الله تعالى.
- يجب أن تكون الأضحية خالية من العيوب، لذلك ينبغي أن تكون سليمة.
- يجب أن يتم ذبح الأضحية في الوقت المحدد وفقًا للشريعة الإسلامية.
- تختلف الشروط الأخرى المتعلقة بأضحية البقر وفقا للمذهب الديني، وتشمل جميع الشروط التالية:
الشروط العامة للأضحية من البقر
توجد عدة شروط عامة للأضحية من البقر والتي تم الاتفاق عليها في الشريعة الإسلامية ومن قبل المذاهب الأربعة، ويتم الدلالة عليها من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وتشمل هذه الشروط العامة للأضحية من البقر ما يلي:
أن تكون الأضحية من الأنعام
- يجب أن تكون الأضحية من حيوانات محددة من قبل الله تعالى، وهذه الحيوانات تشمل البقر والإبل والجاموس والأغنام بأنواعها المختلفة والماعز والكبش وغيرها، وقد استند هذا إلى الآية 34 من سورة الحج):
"وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ".
- لذلك، فإن البقر هي إحدى الأنعام التي يمكن استخدامها في الأضحية.
إسلام الذابح أو المضحي
- رأت المذهب المالكي أن المُضحي أو الذابح يجب أن يكون مسلمًا، بينما رأت المذاهب الأخرى أن هذا الأمر مستحب وليس واجبًا.
سلامة الأضحية من العيوب
- يجب أن تكون الأضحية سليمة خالية من أي عيوب يُمكن أن تضر باللحم، ومن العيوب التي تم الاتفاق عليها من قبل الأربعة مذاهب أنها يجب ألا تكون في الأضحية:
- الضعف.
- الهزال.
- البتراء هي المدينة النصرانية الأثرية، حتى إذا كانت جزءًا صغيرًا منها.
- يجب ألا تكون الأذن مقطوعة، سواء في الأذنين أو في أذن واحدة.
- يعاني من إعاقة واضحة تمنعها من المشي بشكل صحيح.
- ألا تكون جدعاء أي مقطوعة الأنف.
- المرض الذي يُلاحظ على الأضحية بوضوح، والذي يؤدي إلى انقطاع لبنها.
- في حالة العمى أو العورة أو أي مرض يؤثر على البصر.
- لا ينبغي أن تكون الأضحية قد قُطعت لسانها، سواء كان جزءًا كبيرًا أو صغيرًا منه.
- الجذماء هي الحيوانات التي فقدت أرجلها أو أيديها بالقطع أو غير ذلك.
- تم استنتاج تلك العيوب من خلال ما رواه مسلم عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"سمعْتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وأشار بأصابِعِه، وأصابعي أقصَرُ مِن أصابِعِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُشيرُ بأُصْبُعِه؛ يقولُ: لا يجوز مِنَ الضحايا: العوراءُ البَيِّنُ عَوَرُها، والعَرْجاءُ البَيِّنُ عَرَجُها، والمريضةُ البَيِّنُ مَرَضُها، والعَجفاءُ التي لا تُنْقِي".
ذبح الأضحية في الوقت المخصص لها
- يجب أن يتم ذبح الأضحية في الوقت المحدد لها وأدائها بالشكل المناسب.
- رأتِ الحنيفيةُ أنَّ ذبحَ الأضحيةِ مكروهةٌ ليلاً، ورأتِ المالكيةُ أنَّ ذبحَ الأضحيةِ لا يصحُّ في الليلِ.
- أما الشافعية فيرون أن الذبح يبدأ من وقت صلاة الضحى في يوم النحر ويستمر حتى غروب الشمس في أيام التشريق الأخيرة، سواء كان الذبح في الليل أو في النهار، مع التوضيح أنه غير محبذ في الليل، واستدلوا على ذلك من خلال قصة جبير بن مطعم:
"فكُلُّ فجاجِ منًى مَنحَرٌ وفي كلِّ أيَّامِ التَّشريقِ ذبحٌ".
- اتفق الحنابلة مع الشافعية في قولهم، ولكنهم اختلفوا في نقطة واحدة، حيث أنهم رأوا أن وقت النحر الأخير هو غروب الشمس في اليوم الثاني من أيام التشريق، واستدلوا على ذلك من خلال ما روي عن البراء بن عازب رضي الله عنه:
"إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ في يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّي، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلُ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ في شَيْءٍ".
وزن الأضحية من البقر
- يجب أن لا تكون الأضحية هزيلة أو نحيفة أو خفيفة الوزن، ويجب أن لا تكون مصابة بأي مرض أو عيب يمكن أن يؤثر على وزنها أو جودة لحمها.
شروط الاضحية من البقر عند الحنفية
اشترطت الحنفية وجود عدة شروط في الأضحية من البقر لكي يتم استخدامها في الأضحية والذبح، وتتضمن هذه الشروط ما يلي:
- يجب أن يكون عمر الأضحية أكثر من سنتين.
- يجب أن تكون الأضحية خالية من أي أمراض أو عيوب، لذلك لا يجوز أن تكون الأضحية عوراء أو عمياء أو نحيفة بشكل ملحوظ أو ما يسمى بالعجفاء أو العرجاء أو المهزولة، ولا يجوز أيضًا أن تكون المقطوعة ذنبًا أو أذنًا.
- لا يجوز أن تُذبح الأضحية الجلالة التي تُرعى وتأكل من أماكن نجاستها، ولا يجوز أيضًا أن تُذبح الأضحية التي لا تمتلك أسنان وهي الأضحية الهتماء.
- رأى الحنيفة أنه يجوز أن يشترك سبعة أشخاص في بقرة واحدة.
شروط الاضحية من البقر عند الشافعية
يوجد عدة شروط يجب توفرها في الأضحية من البقر حتى تكون صحيحة وتصلح للذبح، وتتضمن هذه الشروط ما يلي:
- يجب مراعاة العمر عند اختيار الأضحية، ويجب أن تكون قد تجاوزت عمر العامين ودخلت عامها الثالث.
- يجب على الأضحية أن تكون خالية من أي عيوب أو أمراض التي قد تؤدي إلى نقص في اللحم، ويجب ألا تكون خفيفة الوزن أيضا، ولا يجب أن تكون هزيلة، وتم توضيح ذلك من خلال ما ذكر عن البراء بن عازب رضي الله عنه:
"أربعٌ لا تُجزئُ في الأضاحيِّ: يتميز الشخص العاري بأن عورته واضحة، والشخص المريض بأن مرضه واضح، والشخص الأعرج بأن ظلعه واضح، والزائرة التي لا تنقي قال: إنني أكره أن يكون هناك نقص في الأذن، فقال: فإذا لم تكره شيئًا منها، فاتركها ولا تحرمها عن أحد".
- وأيضا رأوا أن الأضحية من البقر هي أفضل الأضاحي بعد الأضحية من الإبل، وأكدوا أنه يجوز لسبعة أشخاص أن يشتركوا في هذه الأضحية، واستدلوا على ذلك بما روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
"نَحَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ البَدَنَةَ عن سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ".
شروط الاضحية من البقر عند الحنابلة
يشترط الحنابلة العديد من الشروط في الأضحية البقرية، حتى يمكن استخدامها بشكل صحيح في الأضحية، وتتضمن هذه الشروط:
- رأوا أن الأضحية يجب أن تكون بلغت السنتان من العمر، وتم الاستدلال على ذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ".
- يمكن أن يشترك سبعة أشخاص في الأضحية الواحدة، ويجب عدم تجاوز هذا العدد للحصول على الثواب من الأضحية.
شروط الاضحية من البقر عند المالكية
اشترط المالكية وجوب عدة شروط في الأضحية من البقر لاستخدامها وذبحها كأضحية صحيحة، وتتضمن هذه الشروط ما يلي:
- يقولون إن الأضحية يجب أن تكون قد بلغت عمر الثلاث سنوات.
- وفقا لاعتقادهم، يفضلون الضأن، واستدلوا على ذلك من قصة أنس بن مالك رضي الله عنه:
"كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُضَحِّي بكَبْشينِ، وأَنَا أُضَحِّي بكَبْشينِ".
- ويتم الاتفاق على جواز اشتراك سبعة أشخاص في شراء بقرة واحدة، ويجب ألا يتجاوز عددهم السبعة.
- يجب أن تكون الأضحية سليمة وخالية من أي عيوب، ولا يجوز أن تكون مريضة أو عوراء أو عمياء، كما يجب ألا تكون مقطوعة اليد أو الرجل أو أي جزء آخر من الجسم.
- يجب أن لا تكون صامتة أو بكماء أو بخراء، وهذا يعني أن يكون لديها رائحة فم كريهة، ويجب أن لا تكون صمعاء أي أذنها صغيرة أو هزيلة أو نحيفة، وهذا يعني أنها لا يجب أن تكون ضعيفة.
- يجب ألا تصبح المرأة مجنونة بشكل مستمر، ويجب ألا تكون غير متزنة أو ذات سلوك غير مقبول.