الصحة النفسيةصحة

سبب الفراغ العاطفي و كيف تتغلب عليه

الفراغ العاطفي | موسوعة الشرق الأوسط

يتعرض الأولاد والبنات بشكل كبير في الفترة الأخيرة لمشكلة الفراغ العاطفي، والذي يعني نقص الحب والمشاعر والأحاسيس لدى شخص معين، والتي تعود بالأساس إلى سوء التربية والحرمان العاطفي من الآباء والأمهات، وعدم منح الأبناء الحب والحنان والأمان والاهتمام الكافي، مما يؤدي إلى نشأة الأبناء على الوحدة ونقص المشاعر العاطفية لديهم، ولذلك يجب رعاية الأبناء والجلوس معهم والتحدث معهم وتبادل المشاعر والأحاسيس لتجنب هذه المشكلة. وفي هذا المقال في موسوعة سنعرض بعض النقاط الهامة التي يجب معرفتها حول هذه المشكلة

  • ما هي الأسباب التي تؤدي إلى وجود فراغ عاطفي لدى الأبناء؟
  • كيف يمكن علاج تلك المشكلة.

أسباب الفراغ العاطفي لدى الأبناء

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى شعور الأبناء بالفراغ العاطفي والحرمان من جميع مشاعر الحب والحنان، ومن بينها:

  1. تجاهل الآباء والأمهات للأبناء

تنشأ الفراغ العاطفي بين الأبناء وأسرتهم من عدم اهتمام الآباء والأمهات بأبنائهم، وانشغالهم طوال الوقت وعدم الجلوس معهم وسماع مشاكلهم ومحاولة حلها، وعدم مشاركة الآباء والأمهات اهتمامات الأبناء، وعدم منحهم الحنان والحب والاهتمام الكافي الذي يحتاجونه، وخاصة في الطفولة وفترة المراهقة. كما يمكن أن يحدث الفراغ العاطفي للأبناء نتيجة لكثرة المشاكل والصراعات بين الأب والأم.

  1. التربية القاسية للأبناء

تؤدي التربية القاسية في بعض الأحيان إلى شعور الأطفال بالفراغ العاطفي، حيث تستمر بعض العادات القديمة في بعض الأسر، وخاصة البنات، مثل عدم السماح للبنت بممارسة حياتها بشكل طبيعي واحتجازها في المنزل لأنهم يعتقدون أن ذلك يحميها، وعدم الخروج إلا للدراسة بحجة العيب. كل هذا يؤدي إلى خلل في العلاقات العاطفية للأطفال وخوفهم، ويدفعهم إلى اللجوء إلى الكذب.

3.عدم معرفة الآباء والأمهات ما يفعلونه أولادهم

يمكن لانشغال الآباء والأمهات بأعمالهم وواجباتهم أن يؤدي إلى تجاهلهم لأولادهم، مما يدفع الأبناء إلى العثور على وسائل أخرى لملء الفراغ الذي يشعرون به، مثل الخروج من المنزل في أي وقت، وإجراء المكالمات الهاتفية دون قيد أو شرط، وقضاء ساعات طويلة على الإنترنت، وما إلى ذلك. وقد يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل كبيرة للأطفال، نظرًا لعدم وجود رقيب عليهم يساعدهم على اتخاذ القرارات الصائبة ويقدم لهم النصائح اللازمة.

  1. إهدار حق الفتاة بين أخواتها الأولاد

لا تزال مشكلة ضياع حق الفتاة موجودة في العديد من المجتمعات، حيث يتم اعتبارها بلا قيمة في البيت ويتم التفضيل للولد عليها، مما يؤدي إلى نموها في ظلم وإحساس بالفراغ العاطفي، مما قد يجعلها تبحث عن الإشباع العاطفي خارج البيت وتعرضها للعديد من المشاكل.

  1. غياب الوالدين في مرحلة المراهقة

تعد مرحلة المراهقة أحد أخطر المراحل التي يمر بها الأبناء، حيث يتحولون من مرحلة إلى أخرى، ويصبح عقلهم غير ناضج ومشتت، ويرغبون في معرفة الكثير من الأشياء في الحياة، ويتصرفون بشكل غير صحيح، ولذلك يمكن أن يسبب ابتعاد الأب والأم عن الأبناء في تلك المرحلة مشاكل كبيرة قد تؤدي إلى ضياعهم.

كيف تتغلب على الفراغ العاطفي

نقدم لكم مجموعة من النصائح المهمة التي يجب اتباعها بعناية لحماية أبنائنا والحفاظ عليهم وتجنب جميع المشاكل التي يمكن أن يواجهوها، وخاصة مشكلة الفراغ العاطفي، وتتضمن هذه النصائح الآتي:

  1. منح الآباء والأمهات الحب والحنان والاهتمام للأبناء

يعتبر احتضان الأبناء والحديث معهم ومعرفة أسرارهم وتقديم النصيحة لهم وحل مشاكلهم والقرب منهم من أهم الوسائل لعلاج مشكلة الفراغ العاطفي، وذلك حتى لا يبحثوا عن هذه الأمور من خارج البيت، ويتعرضوا لمشاكل كبيرة.

  1. الحرص على تنمية اهتماماتهم وأنشطتهم المفضلة

بمعنى أنه من الواجب على كل أب وأم معرفة ما يجري داخل أبنائهم، ومشاركتهم في أفكارهم، ومحاولة إشغال وقت فراغهم، وبخاصة خلال فترة العطلات، بأمور هامة مفيدة، مثل ممارسة الرياضة، القراءة، أداء الأنشطة المفيدة والمفضلة لهم، إلخ.

  1. زرع حب الله والأصول الدينية في قلوبهم

بمعنى تعليم الأبناء كل ما أمر به الله تعالى، وتعليمهم الصلاة والصيام وتربيتهم على الخوف من الله والابتعاد عن كل ما يغضبه، والامتناع عن كل ما حرمه الله تعالى، فإن الاقتراب من الله يحميهم ويبعدهم عن كل ما يؤذيهم.

  1. متابعة مواعيد دخول وخروج الأبناء من البيت، ومعرفة أصدقائهم

من الأمور المهمة التي يجب الانتباه إليها، تحديد مواعيد محددة للخروج من المنزل دون إزعاج أو تسبب ضيق للآخرين، ويجب مراقبتهم بشكل جيد ومعرفة أصدقائهم.

  1. غرس الثقة بهم، وتحملهم المسؤولية

يجب غرس ثقة والأمان والصدق في قلوب الأبناء، وإتاحة الفرصة لهم لتحمل المسؤولية منذ الصغر.

  1. النقاش مع الأبناء، وتقديم النصيحة لهم

يجب علينا التعرف على ما يفكرون به، والاستماع إليهم وفهم ما يختلج في دواخلهم، وتصحيح معلوماتهم بأسلوب هادئ، ومحاولة تقديم النصح بطريقة بسيطة، وينبغي تجنب وصول الأبناء إلى مرحلة الخوف من الآباء والأمهات أو الكذب، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى وجود فجوة بين الأبناء والآباء والأمهات.

المراجع :

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى