التعليموظائف و تعليم

حوار عن الصدق

حوار عن الصدق | موسوعة الشرق الأوسط

في بعض الأوقات، نجد أنفسنا نمضي وقتًا متتاليًا في الحديث مع أنفسنا، وذلك باستخدام الحوار مع الذات، حيث يتم مناقشة العديد من الأمور التي تعيشها الأشخاص في حياتهم اليومية، ومن هنا يبدأ صراع الشخص مع نفسه بين الخير والشر.

جدول المحتويات

والآن سنورد لكم حوار دائر بين الخير والشر لنجد في أغلب الأوقات أن الإنتصار يكون للخير.

الطابع الغالب على الإنسان طابع الخير فنجده يتحدث إلى نفسه قائلا:

هل من الضروري أن ألجأ للكذب على الآخرين وعلى نفسي؟

فإذ به سامعاً صوتاً يهمس بداخله قائلا له: لا يتطلب الأمر أن تلجأ إلى هذه الخطوة، ولكن عليك أن تتذكر جيداً أن إعترافك بالذنب سيؤدي إلى فقدان مكانتك ومنصبك الحالي، فهل لديك القدرة على القيام بذلك؟!

وبعد ذلك، سيجد نفسه محتارًا! ولكن، ماذا سيحدث إذا استمر في الكذب ومحاولة إقناع الجميع بأن شركتنا هي الشركة الأكثر أمانًا وأن جميع الحسابات التي تديرها الشركة حسابات صحيحة؟ سيكون النتيجة أن الشركة ستواجه مأزقًا كبيرًا يصعب التخلص منه.

فجأة يسمع صوته الداخلي مرة أخرى، ينبِّهه إلى الخطر ويقول بشكل شائن: `أنت تتحدث الآن بلسانك، ولكن بين جميع الأشخاص في الشركة، أنت الوحيد الذي سيبقى في موقعك الحالي ولن يصيبك أي ضرر، وسأبقى دومًا في مكاني دون أي أذى.

ثم يفكر لحظة ويصاب بالتردد، ويقول: “نعم، هذا الأمر صحيح، وأنا آمن الآن، ولكن عند إعادة الحسابات، سيتم الكشف عن المسؤول عن التدقيق في الحسابات، وحينها سيتم الكشف عن كل شيء، بما في ذلك حقيقة أنني المسؤول عن كل تلك الأخطاء في حسابات الشركة، وسيتم إفشالي بالتأكيد.

قد تكون قولتك صحيحة، ولكنك غير متأكد، ولكن من سيقوم بالبحث في آلاف الورقات ليعرف من المسؤول عن الخطأ ويعاقبه؟ هل سيفعل ذلك الموظفون؟ وأيضًا، من سيقوم بهذا الأمر في ظل هذه الفوضى التي تعاني منها الشركة؟ لا أعتقد ذلك، لأن جميع الموظفين مشغولون، وأنت الوحيد الذي سيظهر كبطل ينقذ الشركة، وقد يحصل لك ترقية لتصبح مديرًا في الشركة.

بعد وقت من التمعن والتفكير..

في حال حلم الشخص بأنه سيصبح مديرًا ويعتبر ذلك فرصة جيدة، فإن صوتًا سريعًا وخافتًا يحذر الشخص بأنه يجب عليه توخي الحذر وعدم الإسراع حتى لا يتم الكشف عن أمره.

إذا كنت تشعر بالخوف حقًا، يمكنك بسهولة حل المشكلة بوضع توقيع آخر على الأوراق. في هذه الحالة، لن يتم اكتشاف الأمر أبدًا، وستتم إزالة الاتهامات ضدك وتحقيق ما تريده.

نعم، هذا الأمر صحيح كما تقولين، فالتزوير هو الطريقة الأفضل، وسأخبر المدير بأن زميلي في الغرفة المجاورة هو الذي أخطأ عند تدقيق حسابات الشركة وليس أنا، وحينها لن يستطيع أحد كشف ما فعلته.

هذا الأمر سهل جدا ولا يعلم به أحد، وسوف تحقق مبتغاك الذي لم تستطع تحقيقه بصدقك، لأن الكذب هو الطريقة الأكثر مناسبة لتحقيق ما تريد، بينما إذا قلت الحقيقة، فإنك ستتعرض للعقاب.

ربما يتم معاقبتي وابتعاد أصدقائي عني، وسينفرون الناس من حولي إذا قمت بذلك.

لا يفكر أحد في أولادك الذين ينتظرون راتبك الشهري الذي لا يكفي لتلبية احتياجاتهم، وبالرغم من المجهود الكبير الذي تبذله في العمل لسنوات عديدة، إلا أنهم لا يقدرون ذلك.

قد يتحقق ما قلت، ولكن إذا صرّحت بالحقيقة، سيكون ربي راضٍ جداً عني، وسيكافئني بالتعويض لأجد نفسي في مكان وظيفي أفضل بكثير من وظيفتي الحالية.

هل تعتقد أن هناك نقص في فرص العمل في الوقت الحالي؟ لماذا تفكر في البحث عن وظيفة جديدة عندما تعمل في شركة محترمة مثل هذه؟ دع هذه الأفكار السلبية جانبًا.

ربما إذا صرّحت بالحقيقة، سيتعرضون للعقاب من قبل صاحب الشركة، ولكن هذا سينجيني من معاقبة الله، وهذا هو العقاب الأشد.

يا غبي سوف تخسر عملك.

لا، ولكن سأسعى لنيل رضا الله، فهو أساس الأعمال الصالحة الصحيحة في هذه الحياة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى