صحةطب الأسنان

حكم القنوط واليأس من رحمة الله

konot40 s | موسوعة الشرق الأوسط

 حثنا الله تعالى في آيات القرآن الكريم على الابتعاد عن اليأس والتشاؤم والتفاؤل بالمستقبل وعدم اليأس من رحمته، ولأن القدر يعتمد على اللسان، يجب أن يتحلى لسانك دائمًا بالخير والتفاؤل والأمل، وسوف نتعرف في هذا المقال على حكم القنوت وطرق علاجه من خلال الأدلة والبراهين من القرآن الكريم والسنة النبوية 

جدول المحتويات

ما هو حكم القنوط واليأس من رحمة الله 

وافق جميع الفقهاء والعلماء المختصين بشؤون الدين على أن اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى يعتبران محرمين وكبائر، وأن بعض أنواع اليأس والقنوط يمكن أن تؤدي إلى الخروج من الدين 

وفقا لما ذكر القرطبي، اليأس والقنوط من أعظم الكبائر بعد الشرك بالله، ويمكن الاستدلال على ذلك من حديث عبدالله بن مسعود النبوي الشريف الذي ذكر فيه أن الكبائر أربعة: الإشراك بالله، والقنوط من رحمته، واليأس من روحه، والأمن من مكره. ويعني اليأس انقطاع الأمل والرجاء في الحصول على رحمته بالكامل، ونهى الله عن القنوط في العديد من الآيات، منها قوله: {وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون *أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون} 

ما هو علاج القنوط من رحمة الله 

  • يجب على المسلم أن يتعرف على أسماء الله الحسنى وصفاته والإيمان بها، حيث سيجد العديد من الأسماء التي تشير إلى الرحمة والمغفرة والكرم، مما يجعل المسلم يؤمن برحمة الله 
  • احسن الظن في الله تعالى: في الحديث القدسي، يقول الله تعالى: “أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً”، وفي حديث آخر، يقول الله تعالى: “يا ابنَ آدمَ! إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ! لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ! لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً
  • الإيمان بالقضاء والقدر: أحد شروط الإيمان بالعقيدة هو الإيمان بقضاء الله وقدره، وبأن كل ما يصيبك من شيء فهو من الله سبحانه وتعالى، وذلك لحكمة يعرفها الله تعالى، ولكي يطمئن قلبك. وقد قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} 
  • الصبر عند حدوث البلاء: أمرنا الله بالصبر عند حدوث المصائب وحمد الله في السراء والضراء، وذم الله اليأس في وقت المحن، واستثنى الله الصابرين الذين بشرهم بالجنة التي أعدها الله لهم 
  • الدعاء مغ اليقين بالإجابة: ينبغي علينا أن ندعو باليقين أن الله سوف يستجيب لدعائنا، وأن الدعاء هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يغير القدر. وقد أمتدح الله عبده يعقوب عندما دعا بصدق ويقين بالإجابة، بعد أن ألم به ما ألم به في غياب ابنه. يقول الله تعالى عن يعقوب: “إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، وأعلم من الله ما لا تعلمون”. وقال النبي صلى الله عليه وسلم “سيستجاب للعبد ما لم يدع بالإثم أو القطيعة، ولم يستعجل”. وعندما سئل عن معنى الاستعجال، قال: “أن يقول الإنسان: دعوت ودعوت، ولم أر استجابتي، فيستعجل ذلك ويدع الدعاء 

القنوط من رحمة الله تعالى في الكتاب والسنة 

أدان الإسلام القنوط من رحمة الله واليأس في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وذكر القنوط في الكثير من الأماكن وذمهم في القرآن الكريم، ومن بينها: 

  • قوله تعالى: {قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين * قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}.
  • قوله تعالى: إذا جربنا الناس بالرحمة فرحوا بها، وإذا أصابتهم سوء بسبب أعمالهم السيئة، إذا هم ييأسون`.
  • قوله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تيأسوا من رحمة الله ۖ إن الله يغفر الذنوب جميعها ۚ إنه هو الغفور الرحيم}.
  • قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}.
  • قوله تعالى: {لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ}.

بالإضافة إلى العديد من الأحاديث النبوية الشريفة من بينها: 

  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، وأمسك عنده تسعين وتسعا منها، وأرسل في خلقه كله رحمة واحدة. فلو كان الكافر يعلم بكل ما عند الله من الرحمة، لم ييأس من دخول الجنة، ولو كان المؤمن يعلم بكل ما عند الله من العذاب، لم يأمن من دخول النار.
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: لو علم المؤمن ما عند الله من العقاب، لما طمع في جنته أحد، ولو علم الكافر ما عند الله من الرحمة، لم يقنط من جنته أحد.

ما هو الفرق بين القنوط واليأس 

  1. تدل الآيات القرآنية على أن اليأس هو نوع من القنوط، حيث يتم الحكم على أهل اليأس بالكفر، في حين يكون أهل القنوط في ضلال 
  2. يعتقد بعض العلماء أنه لا فرق بين الكفر والضلال، وذلك بالرغم من أن أهل اليأس يرتبطون بالكفر والقنوط بالضلال، لأن الكفر والضلال يتشابهان 
  3. يقول بعض العلماء إن اليأس هو تجاهل انتهاء المصاعب والقنوط هو تجاهل رحمة الله تعالى 
  4. اليأس يعني انقطاع الأمل بالشيء بصورة نهائية، والقنوط أشد منه في اليأس 
  5. يقال أيضًا أن الفرق بينهم في بعض الصفات وليس في المعنى، فاليأس من الروح والقنوط من الرحمة لهما نفس المعنى بالرغم من اختلاف الصفات 

ما هي أقسام اليأس وهل فيه مباح 

  • اليأس التأم: يخرج هذا النوع من التشاؤم واليأس صاحبه من الأمل ويفتقد الرجاء، ويتم ذكر ذلك في الكثير من الأقوال والأحاديث 
  • يأس العصاة: هو الاستسلام واليأس الذي ينتاب المسلمين بسبب تراكم الذنوب التي اقترفوها، وهذا النوع لا يفقد الإيمان، ولكنه من الكبائر 

اليأس ليس مستهجنا بشكل عام، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يكون محمودا، مثل اليأس من ما يمتلكه الناس، وهو محبوب لقول ابن تيمية الذي يقول إن الإخلاص وحب الثناء والمدح والطمع في ما عند الناس لا يجتمعان، إلا كما يجتمع الماء والنار، فإذا تعبت نفسك في طلب الإخلاص، فاترك الطمع في حياتك واقبل على الثناء والمدح بزهد، فإذا تمكنت من التخلص من الطمع واستغناء عن الثناء، ستصبح الإخلاص لله تعالى سهلا عليك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى