حدوتة الشاطر حسن

حدوتة الشاطر حسن ليست مجرد حكاية من حكايات الجدات القديمة، بل هي قصة ذات عبرة ومغزى يستمر تأثيرهما حتى اليوم، وسوف تتعرف في هذه الموسوعة على القصة الحقيقية للشاطر حسن والدروس التي يمكن استخلاصها بعد قراءتك لهذه القصة.

حدوته الشاطر حسن

يُروى أن هناك شاباً فقيراً يُدعى حسن، يعمل في مهنة الصيد ويعيش وحيداً في قرية تابعة لملك كبير، وفي يوم من الأيام كان يصطاد، فرأى فتاةً جميلةً تقف على الشاطئ وتُحاط بمجموعة من الرجال، ويتضح من ملابسها ومجوهراتها إمارات الثراء والرفاهية.

شعر الصياد بمشاعر الإعجاب تجاه الفتاة الجميلة، وتمنى لو أنه رأيها مرة أخرى، وبالصدفة ذهب “حسن” للصيد في اليوم التالي ورأى الفتاة وهي تقف في نفس المكان، وحراسها يحيطون بها، ونظرت إليه ونظر هو إليها ولكنه لم يتحدث معها.

أصبح من العادة بالنسبة للصياد الشاطر حسن أن يذهب للصيد كل يوم ويروح الفتاة الجميلة في طريقه، ويشعر بالسعادة بمجرد رؤيتها، وبالفعل بدأت الفتاة الجميلة تلاحظه وتعتاد رؤيته كل يوم في نزهتها على شاطئ البحر، حتى جاء اليوم الذي كان الشاطر حسن يخشاه وذهب للصيد كالعادة ولكنه لم يجدها هناك.

شعر الشاطر حسن بحزن شديد على فقدان حبيبته التي لا يعرف لها اسمًا أو صفة، ولكنه كان متعلقًا بها بشدة ويفتقدها، لذا قرر اليوم التالي البحث عنها بعد الانتهاء من عمله في الصيد، وفعل فذهب إلى المكان الذي كان يعتاد أن يراها فيه وبدأ في البحث عنها في كل مكان دون جدوى.

بعدما شعر الشاطر حسن بالتعب، جاء رجل شديد القوة الذي كان يحرس الأميرة وطلب منه أن يأتي معه إلى قصر الملك، وعندما سأله الشاطر حسن عن السبب، قال له أن الأميرة، ابنة الملك، ترغب في رؤيته لأنها مريضة بشدة.

أخيرا، أدرك الذكي حسن أن الفتاة الجميلة هي فعلا أميرة وأنها ابنة الملك الذي يتحدث عنه الناس في جميع أنحاء البلاد. شعر بالحزن عندما ذكر له الحارس مرضها، لكنه وافق على رؤيتها والذهاب مع الحارس إلى القصر، وعندما وصلوا هناك، وجد الفتاة محاطة بالأطباء وعليها علامات المرض والتعب على وجهها الجميل.

علم الشاطر حسن أن أطباء الأميرة يرون أن العلاج الوحيد لها هو القيام بنزهة طويلة في مياه البحر، وأن هذه النزهة هي الشيء الوحيد القادر على شفائها. وقد تذكرت الأميرة ذلك وطلبت من والدها الملك أن يقوم هو الفتى الصياد بهذه المهمة ويساعدها في العلاج.

وافق الملك على الاقتراح وسمح للأميرة بالخروج في نزهة مع الشاطر حسن على قاربه، وخلال الرحلة قدّم لها العديد من القصص الممتعة التي يعرفها من رحلاته ومغامراته، بالإضافة إلى قصص البحارة عن الجن وعروس البحر التي تسحر الرجال، والممالك الخفية، وغيرها من القصص المسلية التي أثارت حماس الأميرة ودفعتها لمقاومة المرض.

عندما عادت الأميرة إلى المملكة شعرت بتحسن كبير وبدت مجددًا الأميرة الجميلة، وشعر الشاطر حسن بالسعادة الكبيرة لأنه كان السبب وراء عودتها وشفائها، لكنه بدأ يشعر بالحب لها في قلبه ويفكر فيها طوال الوقت ويحلم باليوم الذي يتزوجها فيه.

وفي نفس الوقت، شعرت الأميرة بالحب للشاطر حسن وأخبرت والدها الملك أنها توافق على الزواج منه وأنها لن تقبل بأي شخص آخر كزوج لها. شعر الملك بالحزن الشديد لهذا القرار الذي اتخذته ابنتها بالزواج من صياد فقير، ولكنه لم يستطع رفض طلبها خاصة بعد أن أنقذ حياته الشاطر حسن بالفعل.

لمنع هذا الزواج بأي شكل من الأشكال، لجأ الملك إلى حيلة ماكرة، حيث طلب للأميرة مهرًا باهظًا لا يمكن لشاب فقير مثل الشاطر حسن تحمُّله. وعندما حضر الشاطر حسن إلى القلعة، أخبره الملك بأنه يمكنه الزواج من الأميرة إذا قدم مهرًا يتكون من جوهرة ثمينة لا يوجد لها مثيل في العالم.

شعر الشاطر حسن بالحزن واليأس عندما عاد إلى منزله، حيث علم أنه لا يملك المال الكافي لدفع مهر زوجته الثمين، ولم يكن يعرف كيفية الحصول على هذا المال، ولكنه قرر أن يترك الأمر لله ويذهب صباحًا للصيد كما يفعل في كل يوم، وكانت الأقدار تشاء أن يكون رزقه ذلك اليوم من الصيد سمكة واحدة فقط.

قرر الشاطر حسن العودة إلى المنزل مرة أخرى وتناول السمكة التي لا يصلح لشيء سوى أن تكون عشاء له، وفي الواقع قبل أن يضع السمكة على النار تكلمت السمكة وأخبرته أنها تحمل داخلها كنزًا ثمينًا لا يوجد له مثيل، وبالفعل لدى فتح السمكة وجد الشاطر حسن جوهرة ثمينة لامعة بداخلها فاندهش كثيرًا من هذه المصادفة العجيبة.

يذكر الشاطر حسن مهر الأميرة الجميلة “ست الحسن والجمال”، ويدرك أن الله قد منحه هذا السمك ليكون سببًا في لم شمله مع حبيبته. وعندما ذهب الشاطر حسن إلى الملك وعرض عليه الماسة، تفاجأ الملك كثيرًا، ولكنه شعر بالإعجاب من إصرار الشاطر حسن على العمل والحصول على ما يريد، وأخيرًا وافق الملك على الزواج، وعاش الشاطر حسن وست الحسن والجمال معًا في السعادة إلى الأبد.

الدروس المستفادة من حدوته الشاطر حسن

تُعَدُّ قصة الشاطر حسن من بين أقدم القصص الأسطورية، وتحمل العديد من الدروس المستفادة، بما في ذلك:

• تعلم قيمة العمل والاجتهاد.
• مساعدة الغير دون طلب أي مقابل.
• التوكل على الله لا يعني الاستسلام والتراخي، بل يعني السعي بجهد لتحقيق ما يريده الإنسان.

الحب الحقيقي هو الذي يرفع شأن الإنسان ويساعده ولا يحط من قدره ويهينه، وهو الدرس الذي يمكن تعلمه من هذه القصة البسيطة في المظهر ولكنها تحمل الكثير من الحكم.