تكنولوجيا المعلومات وتأثيرها على المجتمع
يهدف هذا المقال إلى فهم تأثير تكنولوجيا المعلومات على المجتمع، حيث شهد العالم تحولات جذرية في مجال التكنولوجيا، ويعتبر تعبير “العالم قرية صغيرة” الذي صاغه العالم الكندي مارشال ماكلوهان، أقرب مثال للحالة التي نعيشها في هذه الفترة التاريخية، حيث تتميز هذه الحقبة بسرعة اكتشاف التكنولوجيا، ونعيش اليوم في عصر الحداثة الذي يحكمه الأقمار الصناعية والإنترنت والإعلام التفاعلي.
كشفت العديد من الدراسات الاجتماعية والإعلامية أن عدد الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي في منطقة الوطن العربي يتزايد، مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب، بين مختلف المراحل العمرية والفئات الاجتماعية. وأدت هذه التحولات التكنولوجية إلى إنتاج واقع جديد يُعرف بـ”الواقع الافتراضي”، وقد أثر هذا الواقع على منظومة القيم والهوية الثقافية للمجتمع، وظهر تأثيره بشكل أكبر على حياته الاجتماعية. وفي هذا المقال على الموسوعة، سنرصد ونحلل هذه الآثار والأضرار التي يتسبب بها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على المستوى الفردي والاجتماعي والأسري وعلى الأطفال.
تكنولوجيا المعلومات وتأثيرها على المجتمع
اثار التكنولوجيا السلبية والايجابية
تتضمن كل تقنية في بدايتها عددًا من الإيجابيات والسلبيات، ويتوقف تأثيرها على الشخص المتلقي الذي يتفاعل معها ويختار النتيجة التي يريدها، ولذلك سنعرض في الأسطر التالية بعض الإيجابيات والسلبيات لتقنية المعلومات أو الإنترنت
أولاً: الإيجابيات
- يعرف الإنترنت بأنه عملية اجتماعية وثقافية التي يمكن من خلالها نقل المعلومات والخبرات والثقافات للآخرين
- ساهم الإنترنت في تسهيل التواصل بين الأشخاص في جميع أنحاء العالم في أقل من ثانية واحدة.
- يمكن نقل المعلومات وإجراء الحوار والنقاشات عبر الإنترنت بسهولة وفعالية.
- تستخدم للترفيه وخفض حدة التوتر والتمتع والتواصل مع الآخرين
- أصبحت المعرفة سلعة قابلة للشراء والبيع في عالمنا الحالي.
ثانياً السلبيات
أوضحت الدراسات الاجتماعية والإعلامية العديد من الآثار التي ترتبت على التحولات والتغيرات التكنولوجية في حياتنا، وتتضمن ذلك مجالات متعددة:
اثر التكنولوجيا على الأسرة
- يؤدي الاستخدام المتكرر لهذه العادة إلى ضعف العلاقات الأسرية وتقليل التواصل المباشر بين أفراد الأسرة.
- ومن أكثر تأثيراتها فقدان الاتصال المباشر والشفوي بين أفراد الأسرة، والاعتماد على التواصل من خلال جمل قصيرة.
- هروب الشخص من المناسبات الاجتماعية لإقامة صداقات عبر الإنترنت.
اثر التكنولوجيا على الفرد
- الانعزالية والشعور بالاغتراب عن الواقع والانفصال عن العالم الذي يعيش فيه الفرد.
- أظهرت الدراسات النفسية أن الفئات الشبابية من المستخدمين للإنترنت يعانون من إدمانهم على الإنترنت لساعات طويلة، وذلك بسبب فشلهم في تكوين علاقات اجتماعية سليمة مع الآخرين.
- فقدان الإحساس بالوقت أو الشعور به أثناء الجلوس أمام الساعة.
- يشير هروب طلاب المدارس إلى كافيهات الإنترنت وضعف القدرة على الدراسة وانخفاض المستوى الدراسي للتلاميذ.
- يمكن أن يؤدي التأثر الشديد بالصيحات الإلكترونية للموضة وبعض القيم والعادات المختلفة عن تلك الأصيلة لوطننا العربي والإسلامي إلى فقدان الهوية الثقافية.
تأثير التكنولوجيا على الأطفال
- يؤدي التشتيت الكبير للانتباه إلى النسيان وعدم القدرة على الاستذكار.
- الانعزال وعدم القدرة على التواصل والتعبير عن الرغبات في الحياة.
- سهولة الوصول إلى مواقع الإباحية بسبب عدم وجود أي قيود على هذه القنوات الاتصالية المفتوحة.
- قد يدل البكاء الشديد على إصابة الطفل بمرض التوحد في حال رفض الوالدان منحه الهاتف المحمول أو التابلت الخاص به الذي يعد الصديق الوحيد للطفل، ولذا يجب مراجعة طبيب نفسي لتشخيص الحالة وتجنب الإصابة بمرض التوحد لدى الأطفال.
- يتسبب العنف والتوتر وعدم القدرة على التواصل مع الأخوة وجماعة الأقران في المنزل في إصابة الأطفال.
اثر التكنولوجيا على المجتمع
- تترتب على الإنترنت تأثيرات عديدة ومتنوعة، ولكنها خطيرة للغاية لأنها تستهدف الجوانب الأساسية للمجتمع مثل الثقافة والهوية والدين، وتوجد حالات كثيرة ظهرت بسبب بث بعض المعلومات من جهات معينة مثل الإلحاد، وتؤدي إلى نزع فكري في النظام الاجتماعي والقيمي في المجتمع.
- تُعد من بين الأساليب التي تستخدمها جهات الاستخبارات في الدول للتجسس على شعوب الدول الأخرى.
- يتم استخدامها كأداة في الحروب النفسية وحروب الجيل الرابع من خلال نشر الشائعات المغرضة التي تهدف إلى تدمير الدول وتقليل عزيمتها وزعزعة استقرارها.
اثر التكنولوجيا على الحياة الاجتماعية
- يُعدّ فقدان التواصل بين الشريكين ظاهرة شائعة، بالإضافة إلى ظاهرة جديدة وهي الخيانة عبر الإنترنت من خلال تعلّق أحد الشريكين بشخصية وهمية في هذا العالم الافتراضي.
- تزيد الإعلانات المتكررة للمنتجات المختلفة عند الزوجة من شهية الاستهلاك .
- تؤدي مقارنة الزوجة بالآخريات، اللواتي يشاركن تفاصيل حياتهن على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى زيادة المشاكل بين الزوجين.