تقرير عن قضية فلسطين موجز

مضت سنوات عديدة منذ احتلال فلسطين ولم يزل القضية الفلسطينية مستعرة في قلوب العرب، ويبدو أنه لم يمر أكثر من مائة عام من ذلك الوقت. تحرير فلسطين من الغزاة هو الأمل الذي يتمناه العرب لتحقيقه قريبًا جدًا. لا يزال هذا القضية موضوع تفكير وعقول العرب جميعًا، فهي القضية الأم التي تربط العرب سويًا، وسيجتمعون يومًا ما لتحرير تلك الأراضي الفلسطينية من قبضة المحتلين.

تقرير عن قضية فلسطين موجز

أسس اليهود دولتهم في فلسطين عام 1948، وهذا ما أدى إلى هجرة مئات الآلاف من الفلسطينيين وتركهم لأرضهم ووطنهم بعد احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.

• منذ وصول الصهاينة إلى فلسطين، يعاني العالم العربي بأكمله، ورغم الاختلافات الثقافية والسياسية في المنطقة العربية، فإن القضية الفلسطينية ونصرتها تُعتبر أمرًا متفقًا عليه من قبل الجميع.
• يحارب الشعب الفلسطيني بكل قوته لتحرير أرضه من الاحتلال، ولم يثنيهم عن ذلك الظلم الذي يتعرضون له، بل زاد صمودهم وإصرارهم على الحصول على كامل حقوقهم في العودة إلى فلسطين، ولم تثنيهم قسوة القلوب لجنود الاحتلال في التعامل معهم، بل هم جميعاً على استعداد للتضحية بأرواحهم من أجل تحرير أرضهم.
• يعد أطفالها الأشجع في العالم، فلن تجد في أي مكان آخر طفلاً يقف أمام جندي مدجج بالسلاح ويقاومه بحجر دون أن يهتز، إنهم أطفال الحجارة الشجعان الذين علموا العالم معنى الشجاعة الحقيقية.
• تقع دولة فلسطين في موقع متميز وهذا هو السبب الذي جعلها محط أنظار إسرائيل، حيث تقع بين مصر والأردن وسوريا، كما أنها تعتبر رابطًا بين غرب آسيا وشمال أفريقيا، وتمتلك مساحة كبيرة تصل إلى 26.990 كم مربع.
• بعد احتلال فلسطين، شهدت الأراضي الفلسطينية العديد من النزاعات الدينية، وشهدت الكثير من الحروب والقتل والدماء التي تسببت بها إسرائيل.

بداية القضية الفلسطينية

كانت دولة فلسطين دولة عربية مستقلة، ومع ذلك تعرضت للمؤامرات والغدر من بعض الدول بما في ذلك إسرائيل. فالقضية الفلسطينية هي قضية إنسانية ووطنية رئيسية في العالم والعالم العربي بشكل خاص.

• ظلت القدس العربية مستقلة حتى اندلعت الحرب العالمية الأولى، وتمكنت بريطانيا من هزيمة الدولة العثمانية وفرض سيطرتها على فلسطين.
• بعد أن وطأت أقدام الاستعمار الأوروبي أرض العرب في القرن التاسع عشر، توافد المستشرقون وجميع علماء الآثار إلى تلك الأراضي باعتبارها مهد المسيح وموطن الدعوة، بالإضافة إلى كونها أرض التوراة.
• كانت بريطانيا تدعم فكرة الصهيونية وتتحالف مع اليهود وترى ضرورة وجود وطن قومي يجمعهم، وهذه النوايا لم تخفَ عن العالم.
• في عام 1916، تم التوصل إلى اتفاقية وهمية سرية تعرف باسم اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا والمملكة المتحدة والإمبراطورية الروسية لتقسيم منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا.
• تم التوصل إلى تلك الاتفاقية السرية عن طريق مفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وتم في تلك الاتفاقية تبادل بعض وثائق التفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية.
• في عام 1917م صدر الوعد الشهير المعروف باسم وعد بلفور عن وزير الخارجية البريطاني آنذاك، والذي نص على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وكان هذا وعدًا صدر عن من ليس لديه الحق في إعطاء الأرض لمن لا يملك الحق فيها.
• في 11 ديسمبر 1917، دخلت الجيوش البريطانية بقيادة الجنرال النبي إلى الأراضي الفلسطينية.
• سيطر الانتداب البريطاني على فلسطين، وقدم الكثير من التسهيلات لليهود للهجرة إليها من جميع أنحاء العالم، وعاونهم في الحصول على منازل وأراضي في فلسطين حتى يحصلوا على الحق في الإقامة هناك.
• اتبع اليهود أسلوبًا وحشيًا لترهيب سكان فلسطين وتهجيرهم من منازلهم وأراضيهم، وتمكنوا بالفعل من اغتنام الكثير من أراضيهم ومنازلهم تحت تهديد السلاح.
• في مؤتمر فرساي الذي عُقِد في يناير 1919، قدَّمت الحركة الصهيونية خطة لتنفيذ مشروع استيطان فلسطين، كما دعت بريطانيا إلى تأسيس وصاية تنفيذ وعد بلفور.
• قامت الحكومة البريطانية بعرض نص وعد بلفور على الرئيس الأمريكي ويلسون ووافق على محتواه قبل نشره، وقد وافقت فرنسا وإيطاليا على مضمونه بشكل رسمي في عام 1918.
• وفي عام 1919 قام الرئيس الأمريكي بإعلان ذلك النص رسميا وعلنيا، وتبعته في ذلك اليابان.
• في عام 1920 بتاريخ 25 إبريل، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سام ريمو على التعهد بالانتداب على فلسطين، ووضع نص وعد بلفور في مكان التنفيذ، وفقًا للمادة الثانية من صك الانتداب.
• في يوم 24 يوليو عام 1922، وافقت جامعة الأمم على مشروع الانتداب، الذي دخل حيز التنفيذ في عام 1923 الموافق ليوم 29 سبتمبر
• شهدت فلسطين العديد من الثورات التي تصدت لما يحاول البريطانيون فعله وأعلنت رفضها للوجود الصهيوني.
• على سبيل المثال، نشهد في انتفاضة 1929م أن اليهود زعموا أن حائط البراق يخصهم، وهذا أدى إلى خروج الفلسطينيين إلى الشوارع، حيث رفضوا هذا الادعاء، مما أدى إلى اشتباكات بين الجانبين، وتسببت هذه الانتفاضة في وفاة العديد من أبناء فلسطين، بالإضافة إلى اعتقالهم من قبل القوات البريطانية المحتلة.
• وفي العام 1936م، قام أهالي فلسطين بإعلان انتفاضة شاملة شملت الإضراب العام لمدة ستة أشهر، كما شن الفدائيون هجمات على المستعمرات والمعسكرات البريطانية وتسببوا في خسائر فادحة في الأرواح والأسلحة.
• في عام 1948، تم الإعلان بشكل رسمي عن قيام دولة إسرائيل في يوم 14 مايو، دون الكشف عن حدودها بالضبط، وبدأت الحرب في نفس العام، وذلك لتقسيم القدس إلى شطرين؛ الجزء الغربي الخاضع لدولة إسرائيل، والجزء الشرقي الخاضع لدولة الأردن.
• على مر السنين، شهدت الأحداث التطور ولكن بنفس الأسلوب، حدوث العديد من الحروب والدماء وفقدان الشهداء دفاعًا عن القدس والأراضي الفلسطينية.

تطور القضية الفلسطينية

تعد القضية الفلسطينية لا زالت القضية الأولى والأساسية لدى العرب، وعلى الرغم من مرور العديد من السنوات، إلا أنها لا تزال تعود مرة أخرى للواجهة وتنتشر الأخبار المتعلقة بها وبالحروب التي تحدث فيها، وتتمثل أحدث تطورات القضية الفلسطينية فيما يلي:

• استمرت بريطانيا في تيسير دخول اليهود إلى فلسطين، مما أدى إلى إعلانها وطنًا قوميًا لليهود. وتزايد غضب الفلسطينيين حتى تحولت القضية إلى قضية دولية انتهت بفصل الأمر أمام الأمم المتحدة.
• وصل قرار الأمم المتحدة بشأن فلسطين كصدمة، على الرغم من توقعه في ذلك الوقت، فقد أصدرت قرارًا عام 1947م يقسم فلسطين إلى دولتين، دولة عربية وأخرى يهودية، وتكون القدس منطقة محايدة تخضع لسلطة دولية.
• اندلعت ثورة في العالم العربي عقب هذا القرار، وقامت العديد من الدول العربية بإرسال جيوش إلى فلسطين لمحاربة عدوها الصهيوني واستعادة فلسطين لأهلها.
• كانت الأمور في البداية على ما يرام، حيث حققت الجيوش العربية انتصارات على العدو الإسرائيلي، ولكن لاحقًا أعلن مجلس الأمن وقف إطلاق النار لمدة أربعة أسابيع ومنع بيع الأسلحة.
• عندما اندلعت الحرب من جديد، حدثت هزائم متتالية للجيوش العربية، مما أدى إلى انتصار العدو الإسرائيلي وسيطرته على العديد من الأراضي الفلسطينية.
• في عام 1948 م، أصبحت فلسطين بشكل رسمي تحت سيطرة إسرائيل، ومنذ ذلك الحين ارتكبت إسرائيل العديد من الجرائم البشعة والوحشية، بهدف السيطرة على فلسطين من الغرب إلى الشرق.
• تسبب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في اندلاع غضب واسع في الوطن العربي وبعض دول العالم الغربي.
• مهما تصاعدت حدة الانتهاكات وسوء الأوضاع يومًا بعد يوم، فإن العرب لن يهدأوا ولن يغمضوا عيونهم حتى يتحرر شعب فلسطين، ومهما مرت الأيام وزادت قسوة الوضع، فلن يفقدوا الأمل في تحريرها.
• في عام 1967، بعد النكسة، احتلت إسرائيل القدس الشرقية التي تتبع للأردن، وادعت إسرائيل أن هذا الجزء هو خاص بها ولم يعترف بهذا الزعم الاحتلال المجتمع الدولي بأكمله، وحتى الآن يعتبر هذا المنطقة من القدس جزءًا من الأراضي العربية ولا يحق لإسرائيل احتلالها.
• تعاملت إسرائيل مع وجود الفلسطينيين في منطقة القدس الشرقية على أنهم عائق يعوق دخول الجنود إلى القدس، وذلك من خلال إلغاء هويات الوجود المقدس.
• ربط المقدسيين بشكل كامل بمنظومة إسرائيل الاقتصادية والمعيشية والحياتية، وحاولوا بشتى الطرق الحصول على الاعتراف الدولي، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لم تحصل إسرائيل على هذا الاعتراف.
• عقدت إسرائيل العديد من مفاوضات السلام مع العديد من الأطراف، بما في ذلك مفاوضات السلام الثنائية مع سوريا ولبنان والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية، واعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بقرار مجلس الأمن رقم 242 وهذا الاعتراف يعني اعتراف دولي بوجود دولة إسرائيل بعد سنوات طويلة من المعارضة لوجودها وأن ما يحدث الآن هو تخلي عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وأراضيه.

أسئلة شائعة