التعليموظائف و تعليم

تقرير عن الموت

تقرير عن الموت | موسوعة الشرق الأوسط

تقرير عن الموت

ينبغي توضيح أن الموت هو حالة مشتركة بين جميع الكائنات الحية، وهو عملية تتم من خلالها توقف جميع العمليات الحيوية والوظائف في جسم الكائن الحي، مثل التنفس والحركة والإخراج وغيرها من العمليات الحيوية الضرورية لبقاء الكائن حيًا. وعندما تتوقف هذه العمليات الحيوية ولا تؤدي وظائفها بشكل صحيح، فإن الجسم يدخل في مرحلة التحلل والتعفن.

تعريف الموت شرعاً

من الجدير بالذكر أنه توجد عدة تعريفات مختلفة للموت، فبالإضافة إلى التعريف الطبي أو العلمي للموت والذي ذكرناه في السطور السابقة، يوجد التعريف الديني للموت، وهذا يأتي نظرًا لتواجد العديد من أنواع الموت المختلفة التي سنتعرف عليها لاحقًا، والآن سنبدأ بالحديث عن المفهوم الديني للموت في المقام الأول.

  • تنص الشريعة الإسلامية على أن الموت يعد نهاية الحياة الدنيا والبدء في العيش في الآخرة، ويتم ذلك عند خروج الروح من الجسد، وعلى الرغم من أنه لم يتم تحديد أو توضيح مفهوم الروح حتى الآن، فإنها تعد العامل الذي يمد الكائنات الحية بالحياة.
  • بمجرد خروج الروح من جسد الكائن الحي، يصبح الجسد جثة ميتة على الفور، وفي الإسلام والديانات الأخرى، تتحدث عن الحياة بعد الموت، والتي تبدأ بخروج الروح من الجسد ومواجهتها لله خالقها.
  • في الشريعة الإسلامية الحنيفة، يوم الحشر يقوم الله بإعادة جميع عباده للحساب، حيث يبعثهم بأجسادهم وأرواحهم ليقفوا أمامه، ويبعثهم مرة أخرى. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفقًا لجابر بن عبد الله: “من مات على شيء، بعثه الله عليه.

موت الإنسان

يتوفر العديد من الأنواع المختلفة للموت التي صنفتها الأطباء بناءً على الحالات التي تعرضت لها، وفيما يلي سنعرض أبرز هذه الأنواع المختلفة من الموت.

الموت السريري

  • يُعرف توقف القلب والدورة الدموية والتنفس باللغة الإنجليزية باسم “Clinical Death”، وهو حالة توقف مؤقت للقلب والدورة الدموية والتنفس، وعلى الرغم من ذلك، فإنه ليس شرطًا أن يكون هذا التوقف دائمًا؛ حيث إن الدماغ يبقى في حالة مستقرة ونشطة وفعَّالة لمدة تصل إلى ست دقائق بعد توقف عملية التنفس والدورة الدموية.
  • في خلال الست دقائق، يمكن استعادة عمل القلب وعملية التنفس، إذا تم إجراء عمليات الإنعاش القلبي الرئوي بشكل سريع وصحيح ومناسب.
  • في حال تأخر الطبيب لمدة ست دقائق، فإن المريض يصاب بتلف الدماغ المزمن.

الموت الجسدي

  • يعرف الموت الجسدي بمصطلح “Somatic Death” باللغة الإنجليزية، وهو توقف كامل ودائم لعمل القلب والدماغ والرئتين، مما يؤدي إلى فقدان الشعور والحركة في الجسد، وعندما يحدث هذا الموت، تتعرض أنسجة الجسم وخلاياه للموت تدريجيًا وعلى فترات متباعدة. ومع ذلك، يمكن استخدام بعض الأعضاء بعد الموت الجسدي ونقلها لأشخاص آخرين.

يمكن للفحص السريري أو المبدئي أن يكشف عن العديد من الدلالات والعلامات التي تشير إلى الموت الجسدي، وتشمل هذه الدلالات ما يلي.

  • عدم القدرة على الشعور بالنبض أثناء فحص الشريان السباتي الموجود في الرقبة، أو أي شرايين مركزية أخرى.
  • بالإضافة إلى عدم القدرة على سماع أي نبض للقلب باستخدام السماعات الطبية لفترة طويلة.
  • إذا أظهر جهاز تخطيط القلب أو رسم القلب أي تغيير حيوي في مستواه، فقد يشير ذلك إلى توقف القلب عن العمل.

الموت الدماغي

  • يعني مفهوم “Brain death” باللغة الإنجليزية توقف عمل الدماغ بشكل كامل ومستمر، بعيدًا عن باقي أعضاء الجسم سواء كانت تعمل أو لا.
  • كما أنه وجب توضيح بأن موت الدماغ ينقسم للعديد من الأنواع، وهي الاتي توضيحهم.
    • موت قشرة الدماغ العليا : وهو موت الجزء العلوي القائم علي عمليات الوعي والإدراك، وقد يعمل العلب أو الرئتين أثناء موت الجزء العلوي من الدماغ.
    • موت جذع الدماغ : الوفاة الدماغية هي توقف عمل جذع الدماغ، حيث لا يمكن للقلب والرئتين العمل بشكل صحيح، بسبب تأثر الأماكن الحيوية في مركز المخ التي تتحكم بشكل مباشر في عملهما. وبسبب هذا التأثير، يتم وضع المريض على جهاز تنفس صناعي، لأن جسده غير قادر على التنفس بشكل طبيعي.
    • الموت الدماغي المركب : يمثل هذا المصطلح وفاة جذع الدماغ وقشرة الدماغ معًا.

الموت الخلوي أو الجزيئي

  • يشير مصطلح “الموت الجزيئي” المعروف بالإنجليزية بـ”الموت الجزيئي” إلى موت خلايا الجسم بشكل دائم وكلي. يحدث هذا الموت نتيجة لوفاة الجسم، ويحدث بعد مدة تتراوح بين ساعة وساعتين، وهو ناتج عن عدم ضخ الأكسجين في الدم إلى الخلايا، ويحدث هذا نتيجة لتوقف عملية التنفس الخلوي. في حال وصول الجسم إلى هذه المرحلة، لا يمكن نقل أي عضو من جسم الشخص المتوفى إلى جسم آخر.

موت المسلم

  • وفقاً لما ذكره فقهاء الأمة الإسلامية، بعد وفاة المؤمن يتم رفع روحه إلى الله عز وجل، ثم يتم إرجاع هذه الروح مرة أخرى إلى الجسد ليتم حسابها، ويقال إن روح المؤمن في الجنة تكون معلقة بشجرة الجنة كالطائر، حتى يبعثها الله في جسدها ليوم الحساب.
  • في حال كانت روح الفرد الراحل عاصية أو كافرة، فإن أبواب الجنة تتم إغلاقها أمامها وتطرح الروح على الأرض، ومن ثم تعود لجسدها لتحاسب، وقد يتعرض صاحب الروح للعذاب في قبره بعد الوفاة، فنسأل الله العفو والمغفرة.
  • يعيش روح المؤمن في نعيم الجنة حتى يشاء الله أن يعيدها إلى جسدها مرة أخرى، ويحدث ذلك عندما يوضع الجسد في القبر ويتم سؤاله الأسئلة الثلاثة: من ربك، وما دينك، ومن النبي الذي بعث فيك؟.
  • أخبرنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” الملائكة تحضر الميت، فإذا كان الرجل صالحا، يقولون: أيتها النفس الطيبة، اخرجي، فإنك كنت في جسد طيب، اخرجي حميدة، وابشري بروح وريحان ورب غير غضبان، فيستمر هذا القول حتى تخرج النفس، ثم تعرج بها إلى السماء، فيفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقولون: فلان، فيقال: مرحبا بالنفس الطيبة، ادخلي حميدة، وابشري بروح وريحان ورب غير غضبان، فيستمر هذا القول حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل، وإذا كان الرجل سوءا، يقولون: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي، فإنك كنت في جسد خبيث، اخرجي ذميمة، وابشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج، فيستمر هذا القول حتى تخرج النفس، ثم تعرج بها إلى السماء، فلا يفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقولون: فلان، فيقال: لا مرحبا بالنفس الخبيثة، كنت في جسد خبيث، ارجعي ذميمة، فإنه لا يفتح لك أبواب السماء، فيرجع بها إلى الأرض حتى تصل إلى قبرها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى