بحث عن مجاري بريطانيا

يُنسب إلى الرومان أنهم كانوا أوائل الشعوب التي قامت ببناء شبكة المجاري. وكان السابق هو وجود خندق بحيث تسير المياه القذرة إليه بعيدًا عن المساكن والبيوت. ولكن بسبب استخدام الشعب الروماني الكثير للمياه في الحمامات واستهلاك الأسر الرومانية للمياه لتنظيف دورات المياه، أصبح عليهم العمل على تحسين نظام المجاري لتلبية احتياجاتهم.

نظرًا لأن الرومان كانوا مهرة في الحرف والهندسة منذ أوائل تاريخهم، قاموا ببناء قنوات ومجاري المياه، عندما عملوا على إنشاء انحدار في مكان مرور المياه على طول الطريق من وإلى المدن. مع الوقت والتطور، تمكن الرومان من توسيع إمدادات المياه وتحسين نظام المجاري، فأصبحت أنظمتهم على مستوى عالٍ جدًا. ومع ذلك، كانت النتيجة السيئة بالنسبة للرومان هي أنهم فقدوا الكثير من فنون العمارة بعد سقوط إمبراطوريتهم، وقد استغرق الأمر حتى عام 1800 م، أي قبل أن تصل باقي دول أوروبا إلى مستوى تطور مثل تلك التي تمكن منها الرومان.

معلومات عن مجاري بريطانيا :

لقد مرت لندن بظروف حياة صعبة في عام 1850، حيث تضاعف حجم المدينة مرتين خلال نصف قرن فقط، وزاد عدد السكان إلى مليونين ونصف النسمة. ومع ذلك، لم تشهد لندن أي تحسينات في شبكة الصرف الصحي ، مما أدى إلى تجمع النفايات في مصارف الشوارع الموجودة على طول نهر التايمز، وعلى الرغم من محاولة بعض الناس تغطية هذه المصارف بالألواح والبلاط، إلا أن الروائح الكريهة لا تزال موجودة.

بالإضافة إلى الإشكالات الصحية الناجمة عن تلوث مياه نهر التيمز والروائح الكريهة التي تصدر منها، فقد أدى ذلك إلى تدمير الحياة في لندن، حيث وصلت مياه النهر إلى بعض مصادر المياه الشرب في المدينة، مما تسبب في انتشار الكوليرا وأمراض أخرى ودمر المدينة بشكل كامل. وخلال هذا الوباء، توفي ثلاثون ألف شخص بسبب الكوليرا، ووصلت نسبة الوفيات بين الأطفال إلى حوالي 50٪، مما يعني أن نصف أطفال المدينة لم يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة.

متي تم تأسيس مجاري بريطانيا

في عام 1858، تم اتخاذ قرار بناء نظام جديد للصرف الصحي في مدينة لندن، سيتم نقل الصرف الصحي على طول الطريق المؤدي إلى بحر المانش. تم بناء هذا النظام الحديث باستخدام أنواع جديدة من الطوب والأسمنت، وتم إنشاء مجموعة ضخمة من أنابيب الصرف الصحي ممتدة لمسافة تقرب من 1700 كيلومتر. تم حفر كافة أجزاء مدينة لندن في الفترة من 1859 إلى 1868 لإحتواء مناطق الأنفاق والمستنقعات والمجاري. تم بناء شبكة جديدة للخدمة.

في شهر أبريل لسنة 1865، قام أمير ويلز بإفتتاح أول أجزاء نظام الصرف الصحي، الأمر الذي أسعد السكان في لندن، حيث تم التخلص من الرائحة الكريهة التي استمرت لعقود والتي دفعت بعضهم للجنوب، كما تم القضاء على خوفهم من مرض الكوليرا، وقد اتبعت بريطانيا أنظمة المجاري المحسنة على مدى قرن قادم من الأعوام.

وفي عام 1953، شهدت بريطانيا تحسنًا كبيرًا في شبكات المجاري الخاصة بها، خاصةً بعد استخدامهم أنابيب صرف صحي مصنوعة من حديد الزهر في معظم الأماكن، ولكن بعد ذلك تعرضت هذه الأنابيب للصدأ.

قاموا في الماضي باستخدام أنابيب الخرسانة وما زالوا يستخدمونها، ولكن من عيوب هذه الأنابيب أنها صعبة الاستخدام في جميع الأماكن. لذا، حدثت ثورة كبيرة في مجال الصرف الصحي عندما قامت شركة هولندية بإنتاج أنابيب المجاري المصنوعة من مادة البلاستيك وكان ذلك عام 1953، وكانت الشركة الأولى التي قامت بإنتاج هذا النوع من الأنابيب لشبكات الصرف الصحي، والتي تتميز بأنها لا تتلف وتعيش لفترة أطول وسهلة الاستخدام في جميع الأماكن.